[
size="5"]
|
|
|
|
الأستاذ عامر العظم ..المحترم
في ذروة العدوان على غزة وأمام تزايد الغضبة الشعبية تجاه تخاذل وتواطؤ الأنظمة في
(محور الإعتلال العربي)
لجأت هذه الأنظمة - كمحاولة بائسة ومفضوحة لتبرير التخاذل والمواقف الإنهزامية
المستفزة لمشاعر الشعوب والجماهير الغاظبة- إلى ابتداع رهاب (الإمارة الإسلامية)
وإلصاقه بحماس؛ كتهمة كاملة تستوجب العقاب االصهيوني؟
والأمر لصيق بمطابخ الأجهزة الأمنية والإستخباراتية المتكرسة على أساليب الحروب
الدعائية والنفسية , في محاولة للتأثير السلبي على المتعاطفين مع القضية العادلة
والحق المشروع لحماس وللمقاومة في وجه العدوان والإحتلال .
وبصورة أكيدة فقد خرجت هذه المقولة التبريرية-(الرهاب)-من مطابخ النظام المصري
واستخدمها هذا النظام أكثر من غيره ,لأسباب مفهومة ومتأصلة في العقلية الصراعية
التي يمثلها النظام المصري تحديدا في علاقته الإشتباكية المتراكمة مع الشعار الإسلامي؛
الذي تجسد في التجربة المصرية الخاصة في (جماعة الإخوان المسلمين) والعدائية الشديدة
التي كونها وراكمها النظام المصري مع الجماعة وبرر بها حالة الطوارئ الدائمة والتخويف
المستمر للشعب المصري من خطر ماثل وقائم بحيث تمت مصادرة الحريات والحقوق المدنية
والسياسية تحت طائل الخطر المزعوم.
في الوقت نفسه كان التطبيع مع العدو الصهيوني ماضٍ ومتعاظم وتم استبدال مفهوم وشخص العدو
بجماعة مصرية-لم تقتصر على الإخوان لوحدهم طالما لزم الأمر ذلك.
وعلى نفس المنوال حاول النظام تدمير صورة المقاومة الفلسطينية من جهة,
ومن جهة ثانية تبرير وتمرير التواطؤ مع العدوان على غزة والتطرف في إغلاق معبر رفح
ومحاصرة المقاومة والتضييق عليها بتصدير المقولة التبريرة الأولى نفسها,واستدعاء الخبرة
الأثيرة في الذهنية السياسية والأمنية التي أدار بها النظام المصري سنوات الطوارئ والحكم الحديدي,
وليست إلا (الخطر الإسلامي)
بل والمقاربة القصوى للحالة الإخوانية المفردة طالما
وحماس تستند إلى جذور إخوانية في ولادتها الأولى.!
وهكذا تم إحياء أو استنهاض الرهاب الخرافي وتصدير فرية (الإمارة الإسلامية) التي تدبر لها
حماس في غزة, وراهن جلاوزة الحرب النفسية على نجاعة هذه المقاربة في امتصاص جزء
مهم من غضبة واستياء الشارع العربي ,والشارع المصري تحديدا عبرتذكيره القسري بخبرات
مؤلمة راكمتها الدوائر الأمنية طوال سنوات تمتد لأكثر من عقدين من الزمن المصري.
ولكن الأشياء قد تغيرت من ذلك الحين , ووحدهم الجلاوزة لم يتغيروا.
إلا أن المرء لا يسعه إلا اصطناع المقاربة التالية:
مع افتراض جزء من صدقية الفرية الممجوجة والمستهلكة؛
فهل ذلك كاف لتبرير التواطؤ مع العدوان الهمجي والحرب الإبادية؟
ولماذا لم يستخدم أو يشهر النظام المصري هذه المقولة الصاخبة من اليوم الأول لاستفراد
حماس بغزة, أو على الأقل منذ أن تأكد له شيء كهذا؟
ولماذا- أيضا- لم يحن دورها إلا في ذروة العدوان والحصار والتآمر الصفيق على غزة
وأهلها وساعة التهاب المشاعر الشعبية وتعاظم حالة الإستهجان ضد الأنظمة المتواطئة مع العدوان؟
أسئلة كثيرة وعميقة تتوارد في هذه الأثناء,ولكن من قال بأن مجرد قيام فرضية انطواء
حماس أو غيرها على حديث داخلي من هذا القبيل سوف يكون تهمة أوسبة أو جرمة تناهز
جريمة العدوان والتواطؤ؟
شخصيا لا أعتقد أن الفكرة من أصلها على جانب من المصداقية,كما لا أتصور أن حماس
مأخوذة بوهم الإمارة الإسلامية على أشبار من أرض فلسطين في غزة,بل المقاومة
والتحرير وانتزاع الحقوق المشروعة..أقله هذا هو خطاب حماس الرسمي والإعلامي.
على أن الإمعان في إقصاء حماس ومحاولة حصرها والفتك بها يأتي انسجاما مع الحنق
والغيض الشديدين تجاه حماس التي أفشلت مخططات الإنقلاب الفتحاوي المبرم مع أكثر
من طرف عربي ودولي , وثانيا يأتي على خلفية تمرد حماس وفصائل المقاومة على
الوصاية المصرية ومناهظتها المعلنة لخط الإرتهان الذي يجسده عباس ودحلان .
كما يبادر النظام المصري بمساعدة واضحة من العربية السعودية إلى حصر الرعاية
العربية للملف الفلسطيني في شخصه لوحده على أمل تعليب حماس
لحساب المندوب العربي السامي( أبو مازن) إمعانا في الفرض والقسر والتقرير
بالنيابة عن أصحاب القضية والمعنيين بالقرار الوطني الفلسطيني.
إن أفعولة (الإمارة الإسلامية)ماهي إلا واحدة من وسائل غير نزيهة يعتقدون أنها تساهم بقدر
أو بآخر في تهشيم خط لممانعة والمقاومة وتقزيم حماس ونظالها الوطني برصيده المتصاعد
شعبيا وعلى الأرض.
كان الأستاذ محمد حسنسن هيكل قد قال في الأسبوع الثاني على العدوان وعبر قناة الجزيرة
بأنه يأخذ على حماس أنها أعطت للمعركة وللقضية الفلسطينية بعداً إسلامياً على حساب البعد القومي.
ولكنه لم يقل أبدا أكثر من ذلك ولاجاء على ذكر إمارة إسلامية.وفيماعداذلك
كان واضحا ومباشرا في تفنيد دعاوى دول التواطؤ..والموقف المصري.
وبعدها بيومين أو ثلاثة أيام على الأكثر كان الدكتور والمفكر المصري محمد سليم العوا
- أمين عام الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين- يشيرإلى مقولة الأستاذ هيكل السالفة
ويرد عليه بطريقة حكيمة ولطيفة مؤكدا بأن قضية فلسطين حصرا هي قضية إسلامية,
فظلا عن كونها عربية وقومية.منبها إلى أن العدو الصهيوني يحاربنافي فلسطين
من منطلق ديني ,عقدي, وأيديولوجي بحت.وبالتالي فالقضية ذات بعد ديني وعروبي
وقومي وإنساني أشمل.
ولكن أحدا من المفكرين الكبار ؛سواء الإسلاميين أو لقوميين لم يتطرق أبد إلى فرضية مجازمة
ومبتذلة من قبيل الإمارة الإسلامية في غزة.
ودعني أرى بأن إذكاء فرضية خلافية كهذه والترويج لها ساعة الشدة والمعركة..
إنما هو فعل خياني آخر يستهدف الفت في عضد المقاومة,
كما يستهدف تحبيط الشارع العربي المستنفر عن آخره.
لعلي أطالت أكثر مما يجب, وعذري, إن كان لي من عذر, هو أن القضية تستحق
ولا أزال أؤجل التطرق لها ومناقشتها , حتى فُتح هذا الباب .
.والمعذرة ألتمسها من أساتذتنا ومفكرينا الكبار. |
|
|
|
|
[/size
]
المفضلات