كما الدندنات الرقيقة انتهت أمي من تسبيحها. ناولتها يدي لتتكيء عليها وهى تهم بمغادرة سجادتها لتجلس على الأريكة وهى مازالت تتمتم. وجهها الأسمر الجميل كان ناضراً ومشرقاً ...جذبتني إبنتى ذات العامين من أسفل جلبابي وهى تتمتم.... بابا .. بابا
حملتها بين يدي وداعبتها... أضحكتها حتى أشفقت جدتها عليها وقالت:
- كفاية قطعت مصارين البنية.
سألتها دون مقدمات وأنا الذى أحب ممازحتها:
- بالله عليك يا أمى هل أحببتني عندما كنت صغيرا مثل ما أحب طفلتى هذه؟
نظرت الى ّ مستنكرة وأعتدلت فى جلستها ووضعت كلتا يديها على خاصرتها، وأردفت:
- منذ متى وأنت تحب هذة الصغيرة؟
- منذ أن ولدت.
- ومتى ولدت ؟
- عمرها عامين تقريبا...
- أى أنك تحبها منذ عامين فقط ..هل تجيد الحساب؟
- طبعا !
- وكم عمرك أنت ؟
36 عاما.
وأنا يا ظالم أحبك منذ 36 عام وما زلت أحبك.
الجمتنى الأجابة ورحت أحضنها بقوة وانا أبكي، راحت تقبلنى وهى تضحك: الله يجازيك يا بني.