هزار طباخ ،أو نازك الملائكة واتا كما نسميها ،هي ثاني أعز صديقة من صديقات دار واتا للنشر الرقمي ،
صديقة نعتز بها كما نعتز بشعرها الذي تفتننا فيه تلك الصور البعيدة الغائرة حد الغرائبية أحيانا ،وذلك النفس الطويل في قصائدها الذي يأخذك في رحلة تغيب فيها عما حولك ، وأنت تقف مبهورا داخل بساتين لغتها حيث يتحول كل شيء إلى السحر ، حتى لتجعلك لو ذكرت "الخبز " تعشقه بدل الرغبة في أكله ،لما تسبغ على الكلمة من ظلال ، وما تضمنها من صور ودلالات .
هزار طباخ شاعرة متواضعة ، هادئة ، رزينة ، لكنها حين شاركت معنا في كتاب " لهيب غزة " خرج شعرها لهيبا يزلزل ألأعماق مثل قصيدتها الملحمية " يا شهرزاد مات المداد "التي جاء في آخرها :
يا شهرزادْ
غرق المداد بحزنه
لمّا أذاعوا في البلادْ
أنَّ الجياد قصاصةٌ سُلبتْ على باب المزادْ !!
مات المدادْ
يا شهرزادْ !!
أو في قصيدتها وهي ضمن كتاب " لهيب غزة " التي جاء مطلعها :
أماه أرسل في البريد رسالتي
بحروفها .. ونقاطها
سترينَ غزةَ دمعةً
بغمامةِ الإعصار تغمسُ سرَّها
وتدوِّنُ الأسماءَ في سِفْر العبورِ !
سترينني متغلغلاً بين الرصاصةِ والقذيفهْ
أروي لها قصص الشظايا في دمي.
هزار طباخ إذن صوت أحبه وعشقه أهل واتا ، وإذ نتقدم اليوم بورود التهنئة لهذا الصوت البلبلي الرخيم في سماء الشعر ، بمناسبة تكريمها من قبل الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ، فإننا نهنئ في نفس الوقت جميع من عشقوا شعرها ، ونتمنى لها مقاما طيبا ، وإبداعا مستمرا ، وتألقا دائما .
أنت أهل لكل تكريم يا أختنا الفاضلة الرقيقة هزار طباخ ، أنت نموذج للإنسانة المعطاء المفعمة بالأحاسيس الغنية ، ونحن سعداء حقا بوجودك بيننا ونتمنى أن تظلي هنا نخلة باسقة تلقي برطبها كلما جفت منا ينابيع الشعور وأحتجنا لجرعة توقظ فينا نخوة الحياة.
المفضلات