مطلوب من ايران اعادة حساباتها معنا!
احمد سرور
13/02/2009
لو كانت ايران صادقة مع نفسها لأقامت تمثالاً لصدام حسين وسط طهران! قد تبدو هذه المقولة غريبة وقد يصنعها بعضهم بالوقحة. ولسوف احاول ازاحة وجه الغرابة عن هذه الدعوة.
التهديد الأول والجدي الذي احاق بايران قد أتى بعيد غزو العراق. قبل ذلك فان التحديات الخارجية التي واجهتها فمن صنع يديها عبر مقولة 'تصدير الثورة'. لكن بعد غزو العراق أتيحت فرصة للشيطان الأكبر لكي يعيد ايران الى الحظيرة. الذي بدد هذه الفرصة هو صدام حسين واستراتيجيته في دفن غطرسة امريكا في صحارى بلده وشوارع مدنه.
لم تكن استراتيجية صدام حسين الاعداد لمقاومة امريكا بعد الاحتلال، فالشهيد لم يكن يأمل في صد غزوها ودحره لغياب الامكانات ولم يكن يأمل في انتفاضة عربية تردع الغزاة. كان يعرف بأن الغزاة قادمون بل كان يستعجلهم على القدوم لأن ايدي رفاقه في القوى المسلحة لا تتمكن من الوصول اليهم في قواعدهم. لذلك فان الاعداد لمقاومة الغزاة كان تاماً وناجزاً قبل الغزو. الغزاة إذن لم يهدأ لهم بال لليلة واحدة لتوجيه حممهم الى طهران.
لأن بنى المقاومة كانت قائمة كان على الغزاة المحتلين، لن يظلوا في حالة الاستعداد القصوى 24 ساعة على 24 ساعة في كل المدن والمحافظات التي لم يكن (للمفارقة) لجحافل ايران أية سطوة. التصدي للمقاومة العراقية اصبح ليس فقط عبئاً عسكرياً بل عبئاً مالياً ضخماً. مع تصاعد المقاومة العراقية وانكشاف أكاذيب ادارتها اصبح انخراط امريكا في حرب أخرى 'بضاعة' لا يرحب بها السوق السياسي الامريكي (الغبي وحده لا يعرف المستفيد المباشر من هذه الحالة).
الانفاق في العراق لا سيما بعد تحول تنظيم القاعدة الى 'دولة اسلامية' معنية بقطع اصابع المدخنين ومعاقبة من لا يرخون لحاهم ومقت الجماهير العراقية لهذه 'الدولة' الرثة قد عنى ضمور الانفاق في امريكا لأن امريكا كانت تستدين ما تنفقه في العراق، كل هذا أدى الى قيام الاعصار الاقتصادي المروع في امريكا مما جعل التفكير في أية مغامرة نوع من الجنون.
وهكذا يكون الشهيد صدام حسين قد قطع الذراع الامريكي الذي كان في اوج تعضله (اذا صح التعبير) في العام 2003 وحمى ايران. وبذلك تكون ايران التي ابتهجت يوم سلم الامريكيون الشهيد لأعمال اغتياله قد ربحت كل هذا الوقت لكي تعد نفسها ريثما يستعيد الذراع المصهين عافيته.
المراجعة هي آخر شيء اتوقعه من الايرانيين لأنهم حاقدون والحاقد اعمى.
احمد سرور
المفضلات