شقيق منتظر الزيدي ....يمنع من دخول قطر عربي ....
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عدي الزيدي.. طردت من إحدى الدول العربية..!!
بضربة من حذائه أحنى الزيدي رأس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فكسر ظلمه، وأعاد للعراقيين بعض البسمة والصوت
شبكة البصرة
عامر مطر
بضربة من حذائه أحنى الزيدي رأس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فكسر ظلمه، وأعاد للعراقيين بعض البسمة والصوت.
دخل الصحفي العراقي منتظر الزيدي التاريخ بحذائه، ودخل به المعتقل أيضاً، ليُعذب طوال 36 ساعة، قُلع خلالها أحد أسنانه.
إثر واقعة الحذاء التي أخرجت بوش من العراق مهزوماً، صار حذاء الزيدي نجماً يسطع في لوحات الكاريكاتور وعلى شاشات التلفزيون العالمية، ورمزاً يحمله المتظاهرون في احتجاجاتهم، وفلسفة للتعبير سار عليها صحفيون من بعده.
أما رامي الحذاء فقد كبر اسمه وغيب جسده في عتمة المعتقل، لذلك خرج شقيقه الأكبر عدي الزيدي في جولة عربية محاولاً فك القيود عن معصمي شقيقه.
اليوم عدي في سوريا، ضمن جولته التي بدأت من قطر ثم الأردن والإمارات وأخيراً سوريا.
بدأت (أبيض وأسود) مقابلتها مع شقيق الصحفي منتظر الزيدي بما حققته هذه الجولة لمنتظر:
ضغطت منظمات حقوق الإنسان القطرية على وزارة حقوق الإنسان العراقية ليسمحوا لشقيقي هيثم بمقابلة منتظر، كما أجبرت الحكومة العراقية على تشكيل لجنة من أربعة أطباء للإشراف على علاجه، وفي سوريا عرفت أن منتظراً ليس وحيداً، وأن هناك من يتابع قضيته.
لماذا توقفت عن مواصلة جولتك إذاً؟
أردت إكمال جولتي العربية لكنني جوبهت بما أثار الدهشة في داخلي، وهو منعي من دخول بعض الدول بحجة ضرورة وجود دعوة من داخل هذه الدول، فدخلت لسفارة إحداها وطلبت من سفيرها اعتباري مجرد سائح لكنه رفض، صدمني ذلك لأنني اعتزمت زيارة كل الدول العربية لإبقاء أخي في الذاكرة التي يحاول البعض أن يتناساها، كما أن إحدى الدول التي زرتها وضعتني في الإقامة الجبرية داخل الفندق، ثم طردتني.
أعلن اتحاد الصحفيين في سوريا وقوفه قرب شقيقك، وكذلك اتحاد الحقوقيين، ما المساعدة التي قدموها لك داخل سوريا؟
لم يتصل بي أحد، عندما كنت في بغداد سمعت وقرأت أن أكثر من (8616) محامياً عربياً تطوعوا للدفاع عن منتظر، لم يأتِ إلي منهم إلا شخص واحد وهي المحامية السورية هالة الأسعد، فأعطيتها توكيلاً، وبدأت العمل بصورة صحيحة.
وماذا فعلت نقابة الصحفيين في العراق؟
موقفها موقف المتفرج فقط، ذهبت إحدى الصحفيات إلى نقيب الصحفيين العراقيين وطلبت منه الخروج بمظاهرة، فرفض وقال: (تظاهروا خارج نقابة الصحفيين) تقوم كل النقابات في العراق ومنها الصحفيون على الموظفين في الدولة فقط، هي ليست هيئات مستقلة وليس لها كيان مستقل.
وقناة البغدادية، هل قامت بواجبها تجاه منتظر وعائلته؟
البغدادية اشتهرت وتشتهر بمنتظر الزيدي، رفضنا أي دعم مالي منها كي لا يحسب عليها، هو يحسب فقط على العراق، لكنني استغربت عدم عرضها لمشهد ضرب بوش بالحذاء، فقط تعرض منتظر وهو يُضرب... هي قناة تجارية أكثر مما هي سياسية، واعتبرت أخي سلعة لتروج لنفسها من خلاله.
والإعلام العربي، هل وقف بشكل صحيح مع شقيقك، أم تعتبره مقصراً أيضاً؟
هو من أنقذ منتظر، بالتعاون مع الشارع العربي، لولاهما لقتل من اللحظة الأولى، لكن للأسف انطلت عليهم الحيلة بعد العدوان على غزة، لأنها طغت على الحدث، والآن تقوم بعض القنوات بتناسي القضية، وأعتقد أن بعض القنوات التلفزيونية تهاب الحديث فيها.
يقول البعض إن ما فعله منتظر دليل على وجود حرية في العراق..
بالعكس، هذا دليل نقمة العراقيين على (بوش) وعملائه واحتلاله، هذه ليست حرية، لو كان هناك حرية لما ضرب منتظر أمام الشاشات، ثم ضرب لـ (36) ساعة متواصلة وعذب نفسياً وجسدياً، الجميع رأى كيف ضرب رئيس الوزراء الصيني (وين جياباو) وهو يلقي خطابا بشأن الاقتصاد العالمي في (بريطانيا) دون أن يضرب الفاعل، فقط أخرجوه من القاعة، مع أن رئيس الوزراء الصيني كان ضيفاً في حين كان (بوش) قائداً لقوات احتلال، فأين الديمقراطية في العراق؟
ألا تعتقد أن بعض الحكام العرب يستحقون الضرب بالحذاء أيضاً؟
نعم، يستحق بعضهم أكثر من ذلك، رغم أني لم أقابل أي سياسي عربي خلال جولتي، لكن يستحق كل ظالم، أن يجد حرّاً كمنتظر ليضربه بحذائه.
البعض يقول إن ما فعله منتظر بعيد عن المهنية الصحفية؟
خرج بعض الصحفيين من خلال صحفهم الصفراء، وقالوا إن ما فعله منتظر بعيد عن المهنية الصحفية، وكان عليه التمسك بمهنيته، لكنني أقول لهم إن أخي عراقي وإنسان قبل كل شيء، وإن قورنت المهنية بالوطنية فلتذهب المهنية إلى الجحيم، في الحرب العراقية الإيرانية ترك مئات الصحفيين العراقيين أقلامهم وحملوا البنادق، ومنتظر انتفض لعراقيته، لأن وطنه سلب واحتل واستشهد مليون من أبناء شعبه، وهناك مئات الآلاف من الأرامل و الثكالى وبيعت حضارة بلاد الرافدين في تل أبيب وفي شتى مدن العالم.
ماذا حقق محامو الدفاع العراقيين لمنتظر حتى الآن؟
تطوع أكثر من (200) محام عراقي، وعلى رأسهم نقيب المحامين في العراق، هم محاصرون، وفعلوا كل ما يستطيعون فعله، هددوا نقيب المحامين عدّة مرات، وأعتقد أن الحكم معد مسبقاً، ستكون المحاكمة شكلية، وسيحاكمونه وفقاً لمادة تحكم من سبع إلى خمس عشرة سنة، بتهمة الشروع بقتل رئيس دولة، اعتبروا الحذاء أداة قتل...!
هل من جهات تمارس الضغط على القضاء العراقي؟
أُعدّ الحكم مسبقاً في البيت الأبيض للجم الأفواه في العراق، لأن منتظر فتح أبواب ثورة جديدة، هو مقاوم، قاوم وعبّر عن رأيه بالحذاء، لذلك عوقب القاضي ضياء الكناني ونقل من مكانه لتعاطفه مع منتظر، هناك من يمارس الضغط على القضاء العراقي، حتى محامي الدفاع منع من الحصول على نسخة من أوراق التحقيق لإخفاء أساليب التعذيب التي مورست ضده.
توجد معلومات تثبت أن الحذاء لم يتلف، ألستم الأحق به في حال صحة المعلومات؟
أطالب أن يأتوني بالحذاء، وصل سعره إلى (12) مليون دولار، فإما أن يعطوني الحذاء أو يعطوني ثمنه الرسمي، وهو لم يتلف، موجود في بيت مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، فقط فتح كعبه، فحصوه ولم يجدوا فيه شيئاً، لذلك رفعت دعوة لاسترداد الحذاء أو الحصول على ثمنه الرسمي.
ألا تعتقد أن شهرة الحذاء حققت نجومية عالية؟
نعم، أصبح حذاء منتظر أهم وأشهر منه في نظر الناس، مثلاً دُفع لأجل الحذاء (12) مليون دولار، والأصح أن يدفع هذا المبلغ لتخليص منتظر، كما نحتت تشكيلية عراقية الحذاء بأطنان من المواد، وأعتقد أنها لو نحتت منتظر بغرامات كان أفضل، ونُشرت عشرات القصائد عن الحذاء، ويحمل الناس في المظاهرات صور الحذاء دون أن يحملوا صورة راميه، والإعلام العربي تناسى اعتقال منتظر وأصعد حذائه إلى النجومية، واعتذروا لتمزيق الحذاء، لكنهم لم يعتذروا عن (36) ساعة من التعذيب.!
منتظر بلسان عدي:
شاب عراقي ينظر إلى المستقبل بكل أناقة، وخدوم للآخرين، ومسالم جداً، إلى درجة استغرابنا بأنه فعل ذلك، والحمد لله أنه فعلها.
درس في الجامعة التكنولوجية ببغداد وتخرج منها بعد الاحتلال، لم يدرس الإعلام الذي عمل فيه عن طريق الهواية، عمل في قناة الديار لخمسة أشهر ليكوّن خبرة، ثم ذهب إلى قناة البغدادية ليعمل فيها كمراسل.
شهد زملاؤه بشجاعته، كان الناس يهربون من الانفجار، وهو يركض باتجاهه في سبيل عمله، وكان يختتم الكثير من تقاريره عبارة: (من بغداد المحتلة) ما أدى إلى اختطافه لستة أيام عام (2007) عذب حينها ورمي في القمامة، فذهب إلى مصر للعلاج.
في مصر اشترى الحذاء المستعمل من (بالة) في سوق مصر القديمة، ثم رمى به (جورج بوش).
أبيض وأسود
شبكة البصرة
الاثنين 20 صفر 1430 / 16 شباط 2009
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
رد مع اقتباس
المفضلات