أسرج خيولك إن الروم تقترب



ووجه أمك قتال به العتب



أسرج خيولك كسرى عاد ثانيةً



وشهوة الملك في عينيه تلتهب



وفي الشآم خيول الغزو جامحة



تدوس قبلتك الأولى وتغتصب



أسرج خيولك فالصحراء ظامئة



لوابل من شفار السيف ينسكب



أعد بسيفك للصحراء وثبتها



وهز بالنخل كي يساقط الرطب









آت وفي رئتي بيروت راعفة



كسيرة الطرف تغشى وجهها السحب



أتيت أسأل يا بغداد عن حلمي



عن أمة لزمان الفتح تنتسب



وعن سيوف وأبطال وألوية



في "القادسية" ما تنفك تنتصب



وعن حبيب وعن طفل وعن قمر



وعن أب في يديه الخبز واللعب



أتيت أبحث عن أهلي تخطفهم



ليل الطواحين في لبنان فاغتربوا



هنا أراهم على الشطآن أعينهم



تضيء، تزهر أعراساً وتصطخب



هنا استفاقوا، هنا اخضرت جراحهم



عروس حلم بماء القلب تختضب



هنا، وتموز وضاء أرى زمني



من سيوف يقبل من أهلي، ومن ذهبوا



هنا، وتموز مختال أرى وطني



نشوان، لا دمعة حرى ولا رهب



أرى فلسطين عذراء تسيجها



أيدي الرجال، وتُلوى دونها النوَب



أرى الكنانة يجلو حزن مقلتها



دم الشهادة من سيناء ينسرب



تموز يا شهقة الماضين، يا فرح الآتين



يا قدراً بالنار يُكتتب



أطلق عواصفك الكبرى مدوية



((فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب))



لا يبلغ المجد شعب في مرابعه



يستأسد الذئب أو يسترئس الذنب









حبيبتي يا بلاد العرب أعشقه



ثراك، ما همني برءٌ ولا وصب



حبيبتي أنت، في بغداد ضاحكة



للعيد، أم في لظى بيروت تنتحب



حبيبتي أنت، في بدو وفي حضر



سيان عند المحب القصر والطنب



النيل يبكي، ودمع النيل في بردى



يسيل، والرافدان الجفن والهدب





بغداد هذي جراحي وأغنيتي



وقد تعانق فيها الورد واللهب



جرح العروبة يا بغداد وحّدَنا



كما توحّد في أعراقنا النسب



فوق الذرى الشم نحيا، أو تطيح بنا



سنابك الخيل، ما في أمرنا عجب



كذا يعلمنا البعث الصدام، وما



في شرعة البعث يوم الملتقى هرب



لن يهنأ السيف في غمدٍ وقد شمخت



سواعد لعراق البعث تنتسب



فلتهزج الغيد، خيال الخطوب أتى



تحف مهرته العبسية الشهب



ولتنهض البيد هذا بعث أمتنا



وآية الله قد خصت بها العرب

الشاعر الشهيد موسى شعيب