آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 20 من 46

الموضوع: ستة وثلاثون بحثًا في المقطوع والموصول

العرض المتطور

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع ووصل أن لا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الكلمة الأولى: قطع ووصل أن لا
    جاء القطع والوصل في الرسم القرآني تبعًا للمعاني الواردة في الآيات، وموافقًا لها.
    ونريد أن نقف مع الآيات وقفات نبين فيها سبب القطع أو الوصل الوارد في كل آية.
    فلفظ (أن لا) ورد: (58) مرة؛ قطع في (11) موضعًا منها؛
    في قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يـاـفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبّ الْعَـاـلَمِينَ(104) حَقِيقٌ عَلَى أن لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَاءِيلَ(105) الأعراف.
    وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَـاـقُ الْكِتَـاـبِ أن لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ(169) الأعراف.
    قطعت (أن) عن (لا) في هذين الموضعين؛ لأن الأصل قطع نسب القول إلى الله تعالى؛ سواءً كان هذا القول من عامة الناس، أومن الأنبياء والرسل، إلا ما أمر الله به على الاستثناء؛ (إلا الحق)، والحق هو قول الله وأمره وما نسب إليه على الحقيقة وكان من الله.
    وفي قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلـاـثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أن لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إلا إِلَيْهِ(118) التوبة.
    قطعت "أن لا" في هذا الموضع؛ لأنه لا ملاجئ للعباد من عذاب الله، إلا اللجوء إلى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع.
    وفي قوله تعالى: (فَإِلَمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأن لا إِلَهَ إلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(14) هود.
    عجز الكفار المدعين بأن القرآن الكريم مفترى؛ بأن يأتوا بمثل القرآن .. آية على أن القرآن نزل بعلم الله، وانعدام وجود آلهة كما يدعون، وأنه لا إله إلا الله، فلو كان هناك آلهة لأتوا لهم بمثل هذا القرآن؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لعجزهم، وانعدام الآلهة إلا الله تعالى.
    وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ(25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ(26) هود.
    خشية نوح عليه السلام على قومه بقوله: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)؛ علامة على أنهم قطعوا العبادة الخالصة لله بما تلبسوا به من شرك بغير الله، فكان الرسم بالقطع موافقًا لحالهم في قطع عبادتهم لله، وطلب قطعهم عبادة غير الله.
    وفي قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَـاـتِ أن لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَـاـنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّـاـلِمِينَ(87) الأنبياء.
    وافق القطع في نداء يونس عليه السلام؛ براءته من إله غير الله تعالى يرجوه في إخراجه من ظلمات جوف الحوت الذي التقمه وهو مليم.
    وفي قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) الحج.
    وافق القطع نشأت بيت خلص بناءه لله تعالى من أول يوم أسس فيه، ليظل الشرك مقطوعًا عنه .. فالتحذير من الشرك كان من زيادة الحرص على الإخلاص في التوحيد والعبادة لله، وفي هذا القطع براءة من الله لإبراهيم مما فعله المشركين بالبيت بعد ذلك.
    وفي قوله تعالى: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـاـبَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) ... هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) يس.
    هذا الخطاب يوم القيامة في تذكير المجرمين بعهد الله لهم في الدنيا بقطع العبادة عن الشيطان؛ بمن أرسله إليهم من الأنبياء والرسل، وما أنزله من الكتب. فوافق الرسم بالقطع حال الطلب منهم بالقطع، وانقطاع تلبسهم بعبادة الشيطان لزوال الحياة الدنيا بما فيها.
    وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيم (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأن لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي ءاتِيكُمْ بِسُلْطَـاـنٍ مُبِينٍ(19) الدخان.
    وافق القطع دعوة موسى عليه السلام لفرعون وقومه؛ بقطع علوهم على أمر من الله لم يسبق لهم التبليغ به من قبل، وقطع استعبادهم لبني إسرائيل بالسماح له بالخروج بهم.
    وفي قوله تعالى: (يَـاـأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَـاـتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أن لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلـاـدَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَـاـنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(12) الممتحنة
    يوافق هذا القطع في الرسم مبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم على القطع عن المذكور في الآية وعلى رأسها وأولها الشرك بالله الذي تخلين عنه.
    وفي قوله تعالى: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَـاـفَتُونَ(23) أن لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ(24) القلم.
    وافق هذا القطع عزم أصحاب الجنة حرمان المساكين من ثمار الجنة وقطع أيديهم عنه؛ بقطع ثمارها قبل علمهم بذلك؛ لئلا يسألوهم منه شيئًا ... فكان الحرمان والقطع لهم جميعًا.
    القطع في هذه المواضع أبقى نون النزع قائمًا ولم تدغم بلام الالتصاق، وهذه الصورة في الرسم توافق ما عليه النزع والقطع المذكور في هذه الآيات.

    أما وصل "أن لا" فقد جاء في (47) موضعًا سنرجع إليها لاحقًا لإضافتها بعد تصنيفها بما يقصر الشرح عنها خشية الإطالة فيها.
    وقد تم بحمد الله تعالى إضافتها في نهاية الموضوع كله

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 12/03/2009 الساعة 09:47 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع ووصل من ما

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلمة الثانية: قطع من ما
    قطعت "من ما" في ثلاثة مواضع، ووصلت في (122) موضعًا، ولبيان سبب القطع نقارن مواضع القطع بالمواضع المثيلة لها في الوصل:
    الموضع الأول :في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَـاـتِ الْمُؤْمِنَـاـتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ مِنْ فَتَيَـاـتِكُمْ الْمُؤْمِنَـاـتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَـاـنِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَءاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (25) النساء.
    يبين الله تعالى لمن لم يستطع أن ينكح المحصنات المؤمنات، أن ينكح مما ملكت الأيمان، ولكن مما ملكت يمين غيره، وليس مما ملكت يمينه هو، فهي مقطوعة عنه؛ ولأن وضع ملك اليمين هو كوضع الزوجة، ولو كانت متصلة به لما كان الخطاب موجهًا له، لذلك قطعت في الرسم كما هي مقطوعة عنه في الواقع.
    أما وصلها في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَـاـبَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَءاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءاتَـاـكُمْ (33) النور
    فهذا مما ملكت يمين المخاطب في هذه الآية من الفتيان وليست من الفتيات، وأراد أن يكاتب مولاه على التحرر من العبودية؛ فوصلت لما كان هذا مما ملكت يمينه هو، وملك يمينه موصول به. فجاء الرسم موافقًا للحال الذي عليه ملك اليمين مع المخاطبين بشأنه.
    الموضع الثاني: في قوله تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَـاـكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَـاـتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(28) الروم
    فهذا سؤال: هل يوجد مِلك يمين شريكاً لمالكه في ملكه؟
    فكيف يكون شريكًا له وهو مُلك لصاحبه؟!
    فهل يقبل مالك أن يكون مُلك يمينه شريكًا له؟
    لذلك قطعت في هذا الموضع لعدم وجود مالك يقبل ذلك.
    فكيف يكون لله شريكًا له من عبيده إذا كان البشر لا يقبل شراكة عبيدهم لهم؟!
    فقطعت لذلك في الرسم كما هي مقطوعة في الواقع.
    الموضع الثالث: في قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَـاـكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّـاـلِحِينَ(10) المنافقون.
    يطلب سبحانه وتعالى في هذه الآية من عباده الإنفاق مما رزقهم الله قبل مجيء الموت، فيندم على عدم إنفاقه، فيطلب تأخير أجله لكي يتصدق من المال الذي تركه خلفه، وانفصل عنه بالموت ... وهيهات أن يؤخر الأجل له؛ (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) نوح،
    فجاءت "من ما" في هذه الآية مفصولة؛ لأن طلب الإنفاق كان من المال الزائد عن الحاجة، المفصول عنه بالموت، والباقي بعده لمن لا يدري في أي باب خير أو شر ينفق.
    أمّا اتصالها في قوله تعالى: (فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَـاـهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا ءاتَـاـهَا (7) الطلاق
    وقوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ(7) الحديد،
    وقوله تعالى: (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً (29) فاطر
    وغير ذلك من المواضع فكلها فيها طلب الإنفاق من المال الذي بين أيدينا، ومتصل بنا، غير مقطوع عنا، ولم يربط بذكر الموت؛ فجاء الرسم فيها متصلاً لاتصال المال المنفق منه بمالكيه.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/04/2009 الساعة 06:58 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع ووصل إنّ ما

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلمة الثالثة: قطع ووصل: إنّ ما
    ورد لفظ "إنّ مَا" موصولاً في (146) موضعًا، ومقطوعًا في موضعٍ واحدٍ فقط؛
    في قوله تعالى: (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ(134) الأنعام.
    ويرجع القطع في هذا الموضع إلى أن الموعود به هو أمر سيحدث في المستقبل؛ فزمنه مقطوع عنا في الحاضر؛ فالوعد باليوم الآخر والحساب والجنة والنار ... كل ذلك سيكون في زمن مستقبل، علمه عند الله، وقدومه مجهول لدى كل البشر.
    وأمّا اتصالها في قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ(5) الذاريات.
    وفي قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ(7) المرسلات.
    فيرجع ذلك إلى أن الآية تقرر أن الوعد صدق وأن الوعد ثابت وحق، لا تراجع عنه، والآيتان لا تتحدثان عن زمن الموعود وقدومه، كما في الآية التي قطعت (إنما) فيها.
    وأمّا اتصال "إنَّما" في بقية المواضع فهو لتأكيد وتقرير وتوثيق وتثبيت ما ارتبطت به، فكان حقها الوصل لا الفصل؛
    كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَـاـنَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ(171) النساء
    وفي قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) البقرة.
    وفي قوله تعالى: (وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَـاـطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (14) البقرة.
    وفي قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا(20) الجن.
    وإذا كانت "ما" زائدة فزيادتها جاءت من جواز الاستغناء عنها؛
    إنَّما الله إله واحد = إنَّ الله إله واحد.
    ولما كانت "ما" تفيد العموم والإبهام؛ فإن ذكر المعرف بعدها يكون تعظيمًا له، وشدة تأكيد له، فكأن هذا العموم اختزل فيه.
    وإذا كانت "ما" مصدرية؛ قل إنَّما أدعو = قل إنَّ دعائي
    فإنها أعم وأثبت لكونها؛ مصدرًا وكونها اسمًا، فتعطي ثباتًا للفعل المتجدد الحدوث؛ لا يتأتى ذلك من كونه فعلاً لوحده.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/04/2009 الساعة 06:54 AM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع ووصل عن من


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلمة الرابعة: قطع ووصل عَنْ مَنْ
    قطع حرف الجر(عَنْ) عن (مَنْ)الموصولة في موضعين، وليس في القرآن غيرهما؛
    في قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَـاـرِ(43) النور.
    فقد وافق القطع في هذا الموضع خبر قطع المطر وصرفه عنهم، ومنع وصوله إليهم.
    وفي قوله تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا(29) النجم
    فقد وافق القطع في هذا الموضع أيضًا؛ طلب الإعراض عمن هو معرض عن ذكر الله تعالى، وقاطع للوصل به، وليس بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبينهم إلا باب الدعوة لهم إلى الله، لأنه أرسل إليهم، وكان عليه واجب التبليغ بما أرسل به إليهم.


  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع ووصل عن ما

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلمة الخامسة: قطع ووصل عن ما
    ورد لفظ "عَمَّا" (48) مرة في القرآن الكريم؛ قطع في موضعٍ واحد فقط؛
    في قوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَـاـسِـ(ءِ)ـينَ(166) الأعراف.
    ويرجع القطع في هذا الموضع لانقطاعهم عن أمر النهي عن الصيد يوم السبت، وعدم الأخذ به، لا عن انقطاعهم عن معصيتهم فهم مستمرون عليها ومتصلون بها.
    وأمّا وصلها كما في قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـاـثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) المائدة.
    فذلك لاتصالهم بالقول مستمرين عليه: بأن الله ثالث ثلاثة، فهم لم يتوقفوا ولم ينقطعوا عن قولهم بذلك.
    وكما في قوله تعالى: (قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَـاـدِمِينَ(40) المؤمنون. فما أنذورا به سيصبح واقعًا ملتصقًا بهم، لا انفكاك لهم منه، نادمين على استبعاد حدوث ذلك لهم.
    وكذلك وردت "عَمَّا" متصلة في مواضع كثيرة اقتضى تنزيه الله تعالى عنها؛
    كما في قوله تعالى: (سَبْحَـاـنَهُ وَتعَـاـلَى عَمَّا يَصِفُون(100) الأنعام.
    ففيها تنزيه لله عن وصفهم الذي يصفون الله عز وجل به في (7) آيات؛ بأن له ولدا، أو بنين وبنات، أو شريكًا في الملك، وهم لا يَدَعون وصفهم هذا.
    وفي قوله تعالى: (سَبْحَـاـنَهُ وَتَعَـاـلَى عَمَّا يَشْرِكُون(67) الزمر.
    ففيها تنزيه لله في (12) آية عن الشريك الذي يشركون الله تعالى به، ولا ينقطعون عن ادعاء وجود أو اتخاذ الشريك لله فيها.
    وباقي المواضع وصلها كمثل السابقات؛ يعود إلى وجود اتصال وارتباط والتصاق للقول أو العمل أو الوصف بأصحابه.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/04/2009 الساعة 06:49 AM

  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع ووصل إنْ ما

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلمة السادسة: قطع ووصل إنْ ما

    وردت "إمَّا" أربع مرات؛ قطعت في واحدة منها، ووصلت في ثلاث؛
    في قوله تعالى: (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ(46) يونس.
    وفي قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ(77) غافر.
    فوصلها في هذين الموضعين راجع إلى أن كلمة العذاب قد حقت على هذه الفئة من الناس من رؤوس أهل الشرك والكفر، وسيرى الرسول صلى الله عليه وسلم العذاب واقعًا بهم؛ إما في حياته الدنيا بتعجيل العذاب لهم فيها، وإما في الآخرة بتأخير العذاب عنهم، فمرجعهم في نهاية الأمر إلى الله عز وجل؛ قصرت أعمارهم، أو طالت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك كان الوصل، وسقوط نون النزع بالإدغام في الميم توكيدًا بما توعدهم الله عز وجل مما لا منزع ولا مخرج لهم منه.
    ووصلت في قوله تعالى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ(41) الزخرف.
    فوصلها في هذا الموضع كسابقتيها، فالعذاب قد كتب عليهم، فينتقم الله منهم إذا أخرج الله تعالى الرسول من بينهم بالوفاة، أو بإخراجه بعيدًا عنهم بالهجرة. وهذه المواضع الثلاثة هي في سور مكية، وقد بطش الله تعالى بهم بعد ذلك؛ فقد أصاب العذاب من حارب الله ورسوله من رؤوس الكفر وغيرهم في بدر وما بعدها، أو مات على كفره كأبي لهب لعنه الله.
    وقد قطعت في قوله تعالى: (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَـاـغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ(40) الرعد. وهي سورة مدنية.
    فقطع (إن ما) في هذا الموضع من سورة الرعد؛ راجع إلى أن العذاب الذي يتوعدهم الله به مقطوعًا عنهم، ولم يكتب عليهم حتى يتم الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ الذي عليه لهم، وحتى يتبين موقفهم من أمر الله تعالى.
    وقد قطع العذاب عمن آمن بالله ورسوله، وتخلى عن كفره وشركه قبل موته، وأصبح من المسلمين، ومن المجاهدين في سبيل الله تعالى بعد ذلك؛ كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهم، وكثير ممن هاجر قبل الفتح أو أسلم بعد الفتح من أهل مكة خاصة.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/04/2009 الساعة 06:38 AM

  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    قطع أن لم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكلمة السابعة: قطع (أن لم)
    وردت "أن لم" في موضعين فقط، وقطعت فيهما؛
    في قوله تعالى: (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَـاـفِلُونَ(131) الأنعام.
    قطعت "أن لم" في هذا الموضع؛ لأن فيه تنزيهًا لله سبحانه وتعالى عن الظلم، وعقابه مقطوع عن الظالم حتى يحذره، ويرسل له رسولاً يبين له ما هو فيه من الشرك والكفر الموجب لعقابه، ولا يأخذه وهو غافل عن نتائج عمله دون أن يعلمه بما يستحقه من العذاب قبل ذلك.
    وقطعت في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ(7) البلد.
    وكان القطع في هذا الموضع بما يوافق غفلة بعض الناس عن متابعة الله تعالى له، وهو السميع البصير، وظنه أنه سبحانه وتعالى لا يراه ولا يسمعه.
    وهل لا يراه الذي جعل له عينين ليبصر بهما؟!
    وهل لا يسمعه الذي جعل له لسانًا وشفتين ليتكلم بها؟!
    فكيف يقدر قطع رؤية الله سبحانه وتعالى عن أفعاله؟!
    فكان الرسم موافقًا لما أنكره الله تعالى على أمثال هذا الجاهل الذي يظن أن رؤية الله مقطوعة عن فعله.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/04/2009 الساعة 09:15 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •