جيش العراق.... من القومية الى الارتزاق
يخطيء من يظن ان بريمر اعتراه الخبل في اللحظة التي قرر فيها ان يمهر قرار حل الجيش العراقي واقرار قانون اجتثاث البعث،فكما نعلم ان قرارات البيت الابيض وسياسة سائسيه لايقررها شخص واحد او منظمة واحدة.وخاصة عندما تتعلق تلكم القرارات بالامن القومي للولايات المتحدة او حماية مصالحها.
لقد اثرت تجارب الحرب العراقية الايرانية قادة البيت الابيض واسرائيل نظرتهم تجاه جيش العراق الذي كان عائقا صلبا ولقمة لاتبلع عندما كان متسربلا بالرداء الوطني القومي العربي ناهيك عن طبيعة المقاتل العراقي وشراسته وذكائه،لاسيما اذا ماطرحنا فرضية التعاون الامريكي الايراني على طاولة النقاش.
وبغض النظر عن الموقف الايراني تجاه الجيش العراقي العربي فان الموقف الامريكي اشد دهاءا وتدميرا لهذا الجيش العظيم.فمنذ دخول بغداد وانشاء مايسمى بمجلس الحكم ثم من بعده البرلمان العراقي الذي جاء نتيجة انتخابات مزعومة،نلاحظ وبوضوح عدم وجود أي نائب او ممثل لتيار او حزب قومي عربي.حيث تم توزيع الكراسي الكبيرة مابين المقاعد الاسلامية الطائفية والقومية الكردية،وهذا الامر- بالتاكيد – لم يكن محض صدفة او رضوخا لمطالب شعبية داخلية،وانما مؤامرة مدروسة الجوانب والخبايا لسلخ العراق عن هويته العربية في كل جوانبه السياسية والتاريخية والاجتماعية للوصول الى حالة العراق العراقي الارتزاقي فقط.
ان حل الجيش العراقي القومي ذو الدور المشرف في كل معاركه الدفاعية عن شرف العروبة في فلسطين ودمشق واخرها مع ايران،كان قرارا لابد منه لتكوين وخلق جيش جديد مبني على الارتزاق والمصلحة الفردية،وهذا ماترنو اليه الولايات المتحدة في انشاء جيش بديل جل همه الدفاع عن مصالحها في المنطقة ضد أي كيان او دولة تحاول النيل منها حتى ان كان هذا العدو هو الشعب العراقي نفسه.
لذلك اضحى من اولويات قبول الفرد في الجيش الجديد تحليه بكل صفات المرتزق الخائن كان يكون من عائلة ساقطة ،غير خلوق، ذو سوابق جنائية، طائفي،وياحبذا لو كان قوادا او لوطيا.....!بعد ان كان الشرف وحب الوطن والخلق والسمعة الطيبة للفرد وعائلته مقياس الانتماء للجيش العراقي السابق.
وباستقرائي للواقع العربي والاقليمي صار من الممكن صياغة توجهات جديدة تتناسب مع محتوى هذا الجيش الجديد.ومنها مشاركته الى جانب القوات الامريكية في أي عملية عسكرية مستقبلية موجهة ضد (سوريا)على المدى القريب والبعيد،علما ان دلائل هذا التعاون بدات تلوح بالافق لاسيما اذا مااخذنا بعين الاعتبار ماتعرضت له القرى الحدودية السورية من غارة امريكية بناءا على تعاون استخباراتي عراقي امريكي.
ان كل الادلة تشير الى تحول الجيش العراقي الى شبكة من المرتزقة على غرار صانعه الامريكي،ومن اولها رفع الخدمة الازامية او تاجيلها كابعد احتمال وما سبق طرحه من مواصفات يتخلق بها الفرد
ويعزى السبب الرئيسي لانشاء مثل هذا الجيش الى ماتكبدته الولايات المتحدة من خسائر جسيمة في الاموال والارواح في العراق لذلك صار لابد لها من البحث عن جيش بديل يقوم مقام الوصي في حماية مصالحها الدائمة في المنطقة،عليه عمدت الى خلق عصابة جديدة من المرتزقة تحت لواء مايسمى بالجيش العراقي الجديد بعد ان تمكنت سابقا من خلق مسخا اخر متمثلا بالجيش الاردني واجهزته الاستخياراتية للقضاء على المقاومة الفلسطينية انذاك.وهذه خطوة غاية في الذكاء وبعد النظر للادارة الامريكية.
فللاسف..... علينا ان نتعامل مع هذا الواقع الجاثم على صدورنا بكل جدية وحزم وعلى الحكومات العربية ان تدعم كل حركات التمرد العسكرية داخل العراق لمنع نمو هذا الورم الذي ان استفحل ستكون اول ضحاياه سوريا الشقيقة او بلدان الخليج حسب ماتمليه توجهات القيادة الجديدة للمسخ العراقي.
اخوكم
مروان الدوسري
المفضلات