الصحافة والإعلام طقوس رسالية

أكرم التميمي
في البدء وقبل أن نتوغل بعمق الرسالة لابد من تحديد الإطار العام لهذه المهنة النبيلة والى عمق الرسالة التي تحملها وقبل كل شيء مفهوم (الأمانة ) وفق رؤية معينة.تتحدد حسب
منظور وسياسة المؤسسة أو الصحيفة.
والأمانة بين المؤسسة أو الصحيفة من جانب ومع الجماهير من جانب آخر.
ولان الصحيفة أو المؤسسة تؤدي دور كبير في عملية المتغيرات الاجتماعية وتسهم في الانتقال التطوري للمجتمع حتى في المراحل الطبقية بالإضافة إلى المساهمة في التطور الحضاري .
وهذا يعتمد على المنظومة الإعلامية ومدى فاعليتها .
كما إن الصحافة والإعلام هي أداة للتعبير عن الرغبة في المتغيرات الاجتماعية والسياسية بل وحتى الاقتصادية..
إذن مسؤولية المؤسسة الإعلامية أو الصحيفة ستكون طليعية خصوصا إذا كان هناك رصيد اجتماعي واسع يمتلك خصوبة إنبات هذه المتغيرات .
ويأتي مستوى السرعة في المتغيرات الاجتماعية من خلال التركيب الطبقي والسياسي للبلاد ويترتب على هذا الموضوع عدد قراء الصحف وعدد المستقبلين من المسموع والمرثي ونوع البرامج المسموعة والمرئية التي تمتلك قوة التأثير .
لذا ستكون لكل صحيفة رسالة ولكل مؤسسة إعلامية رسالة خاصة بها. و يعتمد نوع الرسالة على المساحة الاجتماعية أو الشرائح التي تتناسب مع حجم العطاء لهذه المؤسسة.
وإذا كانت المهمة الإعلامية تعتمد على الخبر الصحفي أو نوع المادة الصحفية وارتباطها الحقيقي بقضية موضوعية وبوضوح فلابد من استخدام الصراحة والصدق والدقة وموضوعية الخبر.وأن لاتدخل المزاجية في العمل الصحفي.وعليه فان التجسيد الحقيقي لنقل الصورة وتبسيط المادة الصحفية لإيصالها إلى اكبر عدد ممكن من الجماهير. حيث توجد ثوابت عامة في كل مجتمع يستوجب احترامها من قبل هذه المؤسسات ضمن سلوك الصحافة لذلك يعتمد (الانثربولوجيا) في نفوذية الإعلام إلى عدد كبير من الشرائح الاجتماعية لتهيئة رصيد اجتماعي كبير قادر على مساندة ودعم هذه المؤسسة الإعلامية أو الصحفية .
لذلك يعتمد هذا الرصيد سمعة الصحيفة كما وان الصحيفة تعتبر وسيلة إعلام مؤثرة لذلك ينبغي أن تتصف بالتوازن وان تكون اهتماماتها واضحة للجميع لكي تتطابق رسالتها مع مطالب الجماهير.وعليه فلابد من تقديس شرف المهنة كحقيقة لأنها تشكل رمز الصدق ويفترض أن تدون صوت ونبض الجماهير . في نفس الوقت يحق للجمهور أن يعرف كل شيء وعليه فهو حق شرعي يتمتع به المواطن في المعرفة حسب المادة 19 من المبادئ الأولية لحقوق الإنسان الدولية وتعتمد الصحافة على مبادئ وقيم لها علاقة مباشرة بالجماهير فهي تتبنى مشروع أو قضية إنسانية في رسالتها بالشكل الذي يتناسب وارتباط الصحيفة أو المؤسسة بالجماهير .
وفي مقدمة هذه المبادئ المصداقية والدقة في عرض المعلومة ووجوب النشر ونوع المادة المطلوبة ووضوح المادة المراد عرضها وتوظيف الصورة بما يتناسب ورسالة المؤسسة باتجاه إنساني واضح .لذلك تساهم الصحافة بالجزء الأكبر في أدوات التغيير في أي مرحلة وهذا يعتمد على سرعة وإمكانية الوسائل المستخدمة والحداثة في الاستخدام .