الجزء الثاني:
من بطون الموسوعات العالمية المبسطة

ليوناردو دافنشي (Leonardo da Vinci)
ترجمة : قحطـان فؤاد الخطيب / العراق
juror_qahtan1@yahoo.com


تفوق ليوناردو دافنشي كرسام ونحات ومعماري ومهندس وعالم . كما كان
ذا فضول لا حدود له . وأراد ليوناردو فهم الكيفية التي تعمل بها الأشياء .
كما أراد أن يدون على الورق ما كان يشاهده . لقد ترك آلافاً من صفحات
الرسوم والملاحظات التي دونت أفكاره .


جيــد فــي كــل شــــيء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولد ليوناردو في 1452 بقرية صغيرة في فنسي ، بالقرب من فلورنسا بإيطاليا . وتلقى تعليماً قليلاً .
وكان الى حد كبير يتلقى تعليماً ذاتياً .
وكان يبدو جيداً في كل شيء حاول القيام به . وقد كان وسيما ومتكلماً بارعاً وموسيقياً جيداً . وتدرب
كرسام مع أندريه ديل فيروشيو ، الفنان القائد في فلورنسا . وفيما بعد عمل ليوناردو لدى الحكام
والملوك .

لوحاتــه الذائعــة الصيــت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
نسبياً ، قدم ليوناردو عدداً محدوداً من اللوحات ، تاركاً بعضها غير منجزة . غير أنه امتلك أفكاراً أصيلة، التي أثرت في الفنانين الايطاليين لفترة طويلة بعد وفاته . واعتقد دافنشي بأن اللوحة كانت علماً .
وطبق المفهوم العلمي في فنه كي تبدو لوحاته أكثر شبهاً بالعالم الحقيقي . ولعل أحد فنونه المهمة جداً في
الرسم هي sfumato ، مزج منطقة واحدة من اللون على منطقة أخرى بحيث لا توجد هناك خطوط خارجية حادة تحدد المنطقة . وقد استعمل ليوناردو مزيجه في لوحته المشهورة جداً ، الموناليزا .
وعندما تُلقي نظرك على هذه الصورة ، لاحظ كيف أن ظلال الألوان تبدو مع بعضها البعض على وجهها ويديها . ولاحظ كيف أن ليوناردو طلى حافات فمها بالغموض لإعطائها لمحة من الابتسامة . وهذه الابتسامة الغامضة فتنت الناس لقرون . وتبدو كما لو أن تعبير موناليزا قد يتغير في أية لحظة بسبب طريقة ليوناردو في ترقيق حافات الفم والعينين والخدود . إنها تبدو حية تقريباً .
ويعتبر كثير من الناس اللوحة الجدارية الكبيرة المعروفة بـ (العشاء الأخير) تحفة ليوناردو : المسيح ،
جالس في وسط العشاء الأخير ، أذاع لتوه بأن واحداً من حواريه الـ 12 سوف يخونه ، مما يزيد من
درامية الإعلان . فالمسيح هو المركز الهادئ . وجسمه موضوع بشكل مهمل نوعاً ما بالنسبة للآخرين ،
يشكل مثلثاً ثابتاً . والحواريون مرتبون في أربع مجاميع . بعضهم متكئ نحو المسيح فيما البعض الآخر
متكئ بعيداً . وتكشف ايماءاتهم وتعبيراتهم الموجودة على وجوههم ردود فعلهم على كلمات المسيح .

رسومـه ودفاتر ملاحظاتــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
كان الرسم آلة ليوناردو المفضلة . وقال بأن الرسم كان أفضل طريقة لإيصال الأفكار بدل الكلمات . وقد رسم المنجنيقات وآلات الحرب . كما رسم العضلات والهياكل العظمية للكائنات البشرية والحيوانات
الأخرى . ورسم الغيوم والماء المدَوم إضافة الى العواصف . وقد صمم كنائس لم تُبنى قط .
ورسوم ليوناردو وأفكاره احتوتها دفاتر ملاحظات كثيرة . وكانت أفكاره متقدمة جداً على ما كان يفكر به الناس الآخرون آنذاك . إلا أن دفاتر الملاحظات لم تنشر خلال حياته . فلو نشرت ، لكانت أثارت تفكيراً علمياً ثائراً في القرن السادس عشر . إن حب ليوناردو للبحث كان المفتاح لكلا المساعي الفنية والعلمية
ومات ليوناردو في 1519 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ


مترجمة عن موسوعة Encarta Kids 2006
الموصل / شبـــــــاط 2006