ولدي العزيز طارق موقدي
كم من مرة سألت ذوي الأختصاص عن أسباب عدم التوفيق في عمل ما أو ما يسمى (بالنحس)، الذي يلازم عملنا بشكل مزري، ومسبباً لنا الإحباط المزمن !
لم اجد الجواب الشافي،... ولم استطع استنباط الواقع أو بعض الحقيقة، وهكذا عشت كغيري من ملايين البشر في شقاء دائب، أو كما قال المتنبي :
ذو العقل يًشقى في النعيم بعقلهِ
واخو الجهالةِ في الشقاوة يَنعَمُ
ذكر (سو مرت موم)، "كل شيء في حياة الكاتب يمكن استخدامه في قصة"، ولذا قررت كتابة قصة زميلي "صابر", لا للتسلية، بل لأكتساب العبرة وتجنب الأنزلاق في سراب الهناء!!... مستعيناً بما ذكره
"شيرورد اندرسون"، حول استخدام ما يبدو متناثراً ولا تربطه أية رابطة في حياتنا اليومية، في نسيج قصصي جميل من خلال التجارب التي تحدث لنا أو أمام أعيننا، وتلك العوائــق التي تبرق من حولنا بغير توقع، والتي يطلق عليها أسم: ((مطبات)) وهي على درجات متفاوتة من الضرر. ولقد كتبت سيرتي في بلدي الأول العراق , ثم هاجرت الى بلدي الثاني ليبيا في مطلع سنة 1970 , وليومنا هذا كنت سواح كما يقول عبدالحليم حافظ , ...وتجدون ما تصبو اليه في مسلسل الدكتور صابر في واتا الغراء , ولذا فالزاوية اعرفها عن كثب ومعظم اساتذة قسم الكيمياء في جامعتها هم من طلبتي ,.. فعن اي مدينة احدثك ؟ ..بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان !
اليكم بعض ما ذكره صابر من ذكريات !
حدثني " صابر", عن بعض ذكرياته منذ الطفولة، وكأنها مسلسل,...ومن تلك الأحداث، ما تكلس في أعماق ذاكرته،.... ولذا آل على نفسه سرد اليسير من سيرة حياته, في خضم الأحوال الأجتماعية التي اجتازها منذ نعومة اظفاره, وهو مسلوب الأرادة !
تجنبت الإطناب في سرد سيرته والأحوال الأجتماعية التي اكتنفتها,.. حتى لا يسبب مللاً للقارئ الكريم، كما تجنب الصراحة المطلقة, في سرد بعض الحوادث حتى لا يدمي مشاعر من له علاقة من بعيد او قريب من احداثها.
لم يوفق "صابر", برؤية أي شيء بوضوح، وطالما تحدث عن أناس بلا حياء، إلا أنهم امتلكوا الحظ في حياتهم، وآخرون شرفاء لم يلمسوا سوى الخيبات,...على أمل أن يبزغ الفجر ليهزم الظلام الدامس المخيم على حياتهم منذ الولادة، وأدركوا أن الزمن لا يفتح أبوابه إلا لمن يحسن الأنتظار,..وقيل:
لا شيئ اقوى من الحقيقة, وانتظار الشيئ اصعب من وقوعه
ولذا وجب التعاون والتعامل مع الواقع مهما كانت قسوته، ويجب الاستسلام له،.....
فقيمة الظلام الكبرى، تجعلك في حالة ترقب وتحفز أنتظارًا للنور
... كما يجب تعيين موقع المرفأ المتجه له، فلا فائدة من الاعتماد على الرياح لتعبث في أشرعة سفينتك وخاصة عندما تفقد الإقامة وتكون , .........
حقيبتك وحدها هي الوطن،
وفق ما ورد على لسان الشاعر العراقي "مظفر النواب"، .............
(هذه الحقيبة عادت وحدها وطني).
ومرًت الأيام,..ووجدت في جعبتي العديد من االمقالات الصحفية التي دونها زميل الطفولة "صابر", .. اضافة الى ذكريات كان يحدثني
عنها حينما سكنا عربة واحدة في قطار العمر !!
ولذا آليت على نفسي كتابة المفيد منها بصراحة, متجنباً الأطناب وخدش المشاعر الذاتية لكل من اساء لصابر عندما كان اعمى في طريق مظلم !!
مع تحياتي لكل الليبين معكم والسلام عليكم
باحث متقدم في جامعة الجنوب في مدينة باتون روج / لويزيانه / امريكا
المفضلات