الفصل الأخير
قديماً...
فرعونُ رأى مناماً ... صبياً يولد لبني إسرائيل يقضي على ملكه. ففكر فرعون واستشار، فقرر شن "حرب استباقية" فأمر قائد قواته "هامان" بقتل كل مولود يولد من سلالة سيدنا يعقوب وإبقاء الوالدات أحياء، ففعلوا قادرين. إلا مولوداً واحداً قذفه النهر إليه ليربيه في كنفه وتحت بصره فيكون عدوه وبطل تلك الرؤيا. وكانت النهاية معروفة.
وفرعون العصر الحالي رأى مناماً وهو في الأربعين، وربما في الرابعة والأربعين (!). هو يقول أنه رأى الرب. ويقول أنصاره في القنوات الفضائية إنه رأى كذا وكذا. وأنا –ببساطة- أقول إنه رأى في منامه أن حذاءً كبيراً يخرج من الشرق ويقذف في وجهه، لكنه يتفاداه فيصيب الحذاء علم الامبراطوية.
فاستشار فرعون "الكواهين" في رؤياه العجيبة تلك. فقيل له إن الرؤيا نذير شر و نهاية "حلم العالم الجديد" ذلك أن الحذاء أصاب نجوم العَلَم ورمز الاتحاد. فعادوا إلى كتبهم العتيقة فوجدوا أن الشر قادم من العراق.
ففكر فرعون وقرر. قرر شن حرب استباقية، فأمر قائد قواته "هامانفيلد" بالفعل الاستباقي، أي:
قتل زعيم العراق وسلالته،
قتل العلماء والمفكرين والحزبيين،
وقتل الطيارين والضباط،
وقتل أصحاب مصانع الجلود والأحذية...
وقتل سلالة الطنبوري،
وقتل كل طفل أو شيخ أو امرأة مشتبه فيهم،
وكل مّن يعارض إعادة العراق إلى العصر الحجري ... حيث لا أحذية ولا نعال.
ولكن، كان ما كان... من حكاية "الحذاء في المنطقة الخضراء" ...والنهاية باتت معروفة...
الأخ العزيز الدكتور كاظم
بقي أن أقول أيضاً إن الفصل الأخير من حكاية فرعون مع موسى أن فرعون توسل وتذلل.. قبل أن يُسحب ميتاً من البحر.
وأرى أن الفصل الأخير من قصة الفراعنة الجدد لن يختلف كثيراً قبل أن يُسحبوا.
رجائي منكم أن لا تحرموهم الفصل الأخير.
أحمد الفهد
المفضلات