الحلقة الأولى


يقيم قصر ثقافة المنصورة، كل أربعاء من كل أسبوع مساءاً، حلقات نقاشية وثقافية لنادي الموهوبين الأدبي (1)، يُشرف على النادي الأستاذ الشاعر عبد الناصر أحمد الجوهري (2)، يتم في هذا النادي تدريس وتدريب الشباب الموهوبين من أبناء محافظة الدقهلية على كيفية كتابة الشعر والقصة بشكل صحيح ؛ لتعريف شباب الموهوبين على الأساليب الأدبية الصحيحة لتنمية وتطوير واكتشاف المواهب.
ويوجد بذلك النادي شباب من الفتيان والفتيات في بداية مرحلة الشباب، يمتلكون مواهب فنية وأدبية رائعة ومتميزة لا ينقصهم إلا إثقال تلك الملكات الإبداعية؛ لأنهم لم يدرسوا الأدب والنقد الأدبي، ولم يدرسوا البحور والأوزان الشعرية (علم العروض).
سوف نقوم في تلك الزاوية بنشر أخبار النادي وتغطية لحلقاته لوضع قارئنا الكريم على ما يحدث داخل النادي، من مناقشات وتدريب وتثقيف أدبي وفني ، لكي يستفيد منه المواهب الشابة الجديدة.

حلقة يوم الأربعاء 18 مارس 2009:
تناولت كيفية كتابه واختيار عنوان القصيدة الشعرية، أي اختيار عنوان مناسب للنص الشعري. لأن العنوان هو مفتاح أي قصيدة (لأنه مدخل للقصيدة)، فلابد من وجود عنوان للقصيدة ولا تترك بدون عنوان ، فالعنوان هو الذي يميز الشاعر عن غيره من الشعراء. ومن الأقوال المأثورة التي قالها الشاعر عبدالناصر الجوهري بهذا الشأن: "عنوان القصيدة هو عنوان للشاعر".
العناصر التي يجب أن تتوفر في العنوان المناسب:
(1) عنصر التكثيف: فالعنوان لا يزيد عن أربع كلمات، فهذا هو المُستحب. وقد ضرب الجوهري عدة أمثلة بذكر عناوين دواوينه ومسرحياته الشعرية: الشجو يغتال الربيع ، حبات من دموع القمر ، الشمس تلملم أسمالها، ماذا الآن أُسميك?!. وذكر عناوين لبعض قصائده: نويت الرحيل.. غداً، انتظر المدد ، ومضات، ما جدوى النوم ، النهر ليس بارد ، مشغول قلب بلادي.
وقد ذكر الجوهري مثالاً أخرى لعنوان المجموعة القصصية للقاص طارق العوضي (كاتب من السنبلاوين –دقهلية) وهي بعنوان (تِ) وهو حرف التاء المكسور، وهو فعل أمر. فكما نرى العنوان عبارة عن حرف واحد فقط وليس كلمة أو كلمات، مما يدل على ذكاء الكاتب وقدرته البارعة في اختيار عنوان مجموعته القصصية.
(2) العنوان مفهوم : أن يكون العنوان له معنى، واضح المعالم.
(3) عنصر ارتباط عنوان القصيدة بموضوع القصيدة، فلابد أن يكون العنوان من داخل المعاني التي تدور بالقصيدة. ففهم العنوان دليل على فهم القصيدة.
(4) أخذ أراء المتلقين في عنوان القصيدة، سواء أكانوا متخصصين نقاد وشعراء، وقراء محبي للشعر، والقارئ العادي، والمثقفين، وأنصاف المثقفين.
(5) قرار اختيار عنوان القصيدة في النهاية هو قرار الشاعر نفسه وليس لمن حوله سلطة اختياره مهما كان هذا الشخص، فالقرار قرار الشاعر.
(6) عنصر الإشارات: يعني أن يكون العنوان إشارة لفكرة النص أو موضوع النص. فرجل المرور في الشارع يقوم بمراقبة الإشارات المرورية (أحمر،أخضر،وأصفر). فالإشارة عنصر مهم جداً لابد أن يحتويه عنوان القصيدة، فالإشارة حقل معرفي. وهو مفردة توضح ما يوجد في النص، والإشارة تصنع توحد مع النص. و ضرب لنا الجوهري مثلاً على ذلك : عنوان رواية (الأسير يقيم المتاريس)، وعنوان رواية (النيل ينبع من المقطم).. وروايتين للأديب فؤاد حجازي.
(7) عنصر التناص: أي أخذ الشاعر عنوان أخرى لقصيدة أو رواية أو عمل أدبي لكاتب أخر وتغيير كلمة أو أكثر في هذا العنوان، ولكن يظهر هذا العنوان مقارب للعنوان الأصلي المأخوذ عنه. وعادة يكون العنوان الأصلي عنوان مشهور ومعروف قد أخذ صدى قوي عند المتلقي . ومن الأمثلة على ذلك: عنوان ديوان (إلا الشعر يا مولاي) للشاعر إبراهيم رضوان، المأخوذ عن عنوان قصة (إلا الوطن يا مولاي) للقاص فتحي سعيد.

الهوامش:
(1) جمهورية مصر العربية-محافظة الدقهلية-المنصورة- شارع الجمهورية- تليفون: 0020502101223 – فاكس: 0020502100797
(2) عضو اتحاد كتاب مصر، عضو اتحاد كتاب الإنترنت، عضو منظمة الكتاب الأفريقيين والأسيويين.

متابعة وعرض
محمود سلامة الهايشة