آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أعمال القلوب

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبد المالك المؤذن
    تاريخ التسجيل
    28/02/2009
    المشاركات
    186
    معدل تقييم المستوى
    16

    أعمال القلوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

    1- هل للقلوب أعمال مثل بقية الجوارح ؟
    أجل , للقلوب أعمال . قال تعالى في سورة الحج الآية 32: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب. وهي أعمال باطنية
    ومثلها مثل أعمال الجوارح في الإنسان كما تشير إليه الآية 195 من سورة البقرة , في قوله تعالى : أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ . وهي أعمال ظاهرية .
    2 - ما هي أعمال القلوب ؟
    أعمال القلوب التي هي من الباطن , منها ما هو واجب على جميع الخلق المأمورين في الأصل , كمحبة الله ورسوله , والتوكل عليه , وإخلاص الدين له , والشكر له , والصبر على حكمه , والخوف منه , والرجاء له , وما يتبع ذلك كالعدل بين العباد , ومنها ما محرم كالحسد
    3 - ما هي أهمية أعمال القلب ؟
    إذا علم تبعية أعمال الجوارح لأعمال القلب واقترانها بها وتلازمها معها , تأكدت حينها أهمية الأعمال القلبية على أعمال الجوارح . والى ذلك يشير الحديث الشريف : ألا وان في الجسد مضغة , إذا صلح صلح الجسد كله , وإذا فسد فسد الجسد كله . ألا وهي القلب . فأعمال القلوب التي هي من أصول الإيمان وقواعد الدين , توجه عمل الجوارح وتحركها نحو العمل الصالح , كما أن القلوب المريضة المغلوبة بوسوسة الشيطان , فإنها توجه عمل الجوارح وتحركها في اتجاه الشر . لأجل ذلك يكون الناس في أعمالهم القلبية على ثلاث درجات : ظلم لنفيه , ومقتصد , وسابق بالخيرات . قال تعالى في سورة الحج , الآية 46 : ...فإنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور .
    4 - هل نحن محاسبون بأعمال القلوب ؟
    يقول عز وجل في سورة البقرة , الآية 248 : وان تبدوا ما بأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله . حسب ظاهر الآية أنه تعالى يحاسب العباد على نواياهم كأعمال قلبية باطنية , فضلا عن أعمال الجوارح الظاهرة . فقال المعتزلة ومن سار سيرهم بأنه لا ينفع مع المعصية إيمان , مطلق المعصية بالقلب أم بالجوارح . وكان دليلهم من الكتاب قوله تعالى في سورة الإسراء , الآية 36 : ولا تقف ما ليس لك به علم , إن السمع والبصر والفؤاد , كل أولئك كان عنه مسؤولا , ومن السنة , الحديث المعروف :إنما الأعمال بالنيات ....الخ .
    أما أهل السنة والجماعة فقد فسروا الآيات نفسها بالحديث المأثور عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه , حيث يقول : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها , ما لم تكلم أو تعمل به , فترجمة النية إلى واقع , والخروج بأعمال القلب المريض إلى حيز التطبيق, إنما هو إصرار على عمل المعصية المستوجبة للعقاب من رب العالمين , والحال استثناء بالنسبة لمن حدثته نفسه سوءا لكنه منعه خوفه من عقاب الله من التنفيذ والتطبيق .
    5 - هل أخذت أعمال القلوب حقها من اهتمام العلماء والمسلمين إجمالا ؟
    حظي الموضوع باهتمام دقيق من قبل علماء التفسير بداية في السابق واللاحق . أضيف إلى ما ذكره الاخوة في مشاركتهم العلامة الجليل , والموسوعة الفذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ونفعنا بما علمه الله . فمن أراد التوسع والزيادة عليه بمجموع فتاواه – كتاب علم السلوك – المجلد العاشر .
    كان السلف الصالح حريصين على التأسي والاقتداء بالرسول العظيم صلى الله عليه وسلم في السر والعلن , يجتهدون - كل حسب موقعه من العلم والعمل - في تمثل أخلاقه التي مدحه بها رب العزة : وانك لعلى خلق عظيم . وصفاته التي قالت عنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : كأنه القرآن يمشي على الأرض . وفي عالم اليوم تستحوذ على نفوس المسلمين عموما هموم الدنيا وزينتها . فالجهل بحقيقة الدين وجوهره , أضعف عمق الإيمان وقلص القيم وأسلم إلى البدع وأوقع الناس في الشبهات والمحذورات . فلا ترى من أعمال القلـــوب إلا ما يستعاذ بالله منه , ولا حول ولا قوة إلا بالله . ولا مخرج للناس مما هم عليه إلا بتزكية القلوب بما يرضي الله ورسوله .
    6 - كيف ننمي أعمال القلوب عندنا حتى يرضى الله علينا ؟
    بتطهير النفس من الداخل وتزكيتها من الباطن قبل الخارج . فمتى صلحت أعمال القلب صلحت معه أعمال الجوارح , وتطابق الباطن والظاهر . الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الرعد(28) . أما عن أنسب آلية للعمل التي تحقق التزكية فهي إجمالا:
    1- أسلمة مناهج التربية والتعليم والتكوين , انطلاقا من دور الأسرة إلي المدرسة إلى الجماعة .
    2- تنزيل القيم الإسلامية عبادات وأخلاق ومعاملات على واقع المسلمين في علاقتهم بربهم وبأنفسهم وغيرهم .
    أقتصر علو ما ذكر, واسأل الله الهداية والسداد والخير للبلاد والعباد . آمين .
    الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية محمود طبل
    تاريخ التسجيل
    10/12/2007
    المشاركات
    139
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: أعمال القلوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل ونفعنا بعلمك
    تقبل تحياتى


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/08/2008
    العمر
    73
    المشاركات
    270
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: أعمال القلوب

    أحبائى فى الله
    دائمآ وابدآ المسلم المؤمن الموحد والفطن الذكى والحريص على مرضاة الله سبحانه يأخذ بعين الأعتبار أن يكون رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة وهو الرمز لكل مايرضى الرب سبحانه...وخاصة إنه لا نبى بعده والتأسى به والعمل على نهجه سيستمر إلى يوم الدبن.
    جزاكم الله بكل خير ومغفرة ورحمة لطرحكم المفيد وشكرآ.
    جمال الدين


  4. #4
    إعلامي وصحفي سوري الصورة الرمزية ناصر عبد المجيد الحريري
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,630
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: أعمال القلوب

    الأستاذ عبد المالك المؤذن
    جزاك الله عنا كل خير ، على ما تفضلتم به من علم ينتفع به الانسان

    بارك الله فيكم


  5. #5
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: أعمال القلوب

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأستاذ الفاضل عبد المالك المؤذن...

    جزاك الله ألف خير على هذا التذكير الذي يحي القلوب للتذكر و التأمل و التفكر ما في الأنفس و الآفاق من آيات الله جل و علا...

    لك التحية و القدير...


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبد المالك المؤذن
    تاريخ التسجيل
    28/02/2009
    المشاركات
    186
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: أعمال القلوب

    .... والذكر - اخوتي - من أعمال القلوب المطمئنة الى ربها , وآليات الذكر لدى المؤمن تتعدد وتتنوع , فباللسان سرا وجهرا , والكتم به في النفس أفضل , وهو بالفكر تأملا في ملكوت السماوات والأرض , وهو بغير ذلك في مراقبة الله تعالي في السلوك والأعمال , وهو أفضل الذكر على الاطلاق . والله أعلم
    الى الاخوة الذين سجلوا مرورهم وتركوا بصماتهم على الموضوع . بالغ تقديري واحترامي .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •