بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية إحترام ومحبة عزيزي الأستاذ كاظم
كان للبعث تجارب كثيرة وطويلة في العراق قاربت 50 عاما منذ أول ظهور له كقوة مؤثرة في الوظع السياسي العراقي,وبإختصار أوجز بعض هذه التجارب ...
1.تجربة قبل وأثناء حركة 14 تموز 1958
في هذه الفترة كان المد القومي في أوج بريقه ولكن البعث رضي بمشاركة هامشية في في هذه الحركة مما أضعفه وسهل الإنقلاب عليه بسهولة وعزله بصورة شبه نهائية في الحركة السياسية العراقية وقتها, إضافة الى التنكيل والقتل الوحشي لأعضاءه.2.حركة 8 شباط 1963
إستطاع البعث بالإعتماد على مجموعة من العسكريين بالإنقظاض على من آذوه وحرموه من مكاسبه في ما سميت بثورة 14 تموز , ورغم الفترة القصيرة جدا التي حكم فيها إلا إن هذه الفترة تميزت بالدموية والميليشيات الحزبية الغير مسؤوله ومارست القتل والنهب والإغتصاب على شكل واسع جداً ورغم كل التبريرات التي قيلت يبقى البعث هو المسؤول الأول عن هذه الجرائم. وهذا ما جعل ردة فعل العسكريين صارمة وقوية ضد البعث وأعضاءه من قتل وحبس ومطاردة.حركة 17 تموز 1968إستعاد البعث عافيته في سنين قليلة وإنقض على من أوصلهم للحكم وأنقلبوا عليه , وتسلم البعث زمام الأمور من جديد في العراق, ولا أحد يستطيع أن ينكر أن البعث جاء بحركة إنقلابية ثورية بدون دماء وسماها البعث حينذاك بالثورة البيضاء وبدأ البعث يغير ما نفوس الشعب العراقي من مشاهد دامية عالقة في ذهنه منذ أعوام وخاصة سمعة (الحرس القومي) الجناح العسكري للبعث.
ومن منجزات البعث في هذه الفترة منجزات كبيرة وعظيمة لا يمكن لأحد أن ينكرها 1. تأميم نفط العراق على مرحلتين (هذا المنجز العظيم اللذي نجحت حكومة البعث بإدارته بنجاح فريد من نوعه).
2. القضاء على جميع شبكات التجسس في العراق.
3. التعليم الإلزامي الأولي ومجانية كل مراحل التعليم ودعمها.
4.بدأ بتكوين جيش قوي سمي بالعقائدي, إظافة لتكوين نواة للتصنيع العسكري.
5. الدعم غير المحدود للبحث العلمي وجذب الكثير من العلماء العرب والأجانب يقدرون بعشرات الآف.
6. دعم الحكات الوطنية والقومية العربية والعالمية.
ومنجزات أخرى كثيرة .... وهناك بعض المنجزات التي تم الإلتفاف عليها وجعلها البعث حبراً على ورق وتستعمل في الدعاية والبيانلت فقط, ومنها
1. الجبهة الوطنية والقومية التقدمية
هذه الجبهة التي إنظم اليها مجموعة من الأحزاب العراقية التي سمح لها البعث بذلك, ولكن سرعان ما بدأت الأجهزية الأمنية للبعث بإقتحام مقرات هذه الأحزاب وأعتقال أعضائها وإعدام الكثير منهم, وخاصة اللذين رفضوا الوصاية البعثية على أحزابهم.
2. الحكم الذاتي لكردستان العراق
بيان 11 آذار أعطى للأكراد حكماً ذاتياً ولهم مجلس تشريعي وآخر تنفيذي, ولكنه كان حبراً على ورق, وقد كانت تصرف أموال طائلة جدا لكسب ود بعض السياسيين الأكراد لسكوتهم على الوصاية البعثية لهم.
3.الإنتخابات البرلمانية وإستفتاء الرئاسة
كانت هذه الإنتخابات تكفل للمواطن أجباره على الإنتخاب لأحد البعثيين بطريقة ديمقراطية فريدة من نوعها لأن المرشحين كلهم من البعث, والبعض القليل من المستقلين والأحزاب المنضوية تحت عباءة البعث وكنا نسمي مثل هذه المجاميع (لصاحبه حزب البعث العربي الإشتراكي), إضافة الى الأشاعات التي تبثها أجهزة الأمن والمخابرات من أن أوراق الإستفتاء والإنتخاب عليها أرقام سرية مخفية وسيعرف كل شخص ماذا سيكتب والحساب آتي.بعض الممارسات الخاطئة الأخرىللبعث في العراق
1.تصفية وأعدام كل من يحاول النقد والتصحيح داخل الحزب.
2. تصفية وإعدام كل من يحاول تقوية شعبيته بين قيادات الحزب.
3.عدم السماح لأي بعثي في مناقشة أي قرار للقيادة.
4. جعل مهمة التنظيم الحزبي مراقبة بعضهم البعض وتبليغ القيادة لأي تذمر أو أعتراض حتى لوكان داخل الإجتماعات الحزبية, وتحويل أعضاء التنظيم الى شبه الأجهزة الأمنية في مراقبة الشعب. مما أدى لإضعاف شخصية البعثي وعدم إحترامه من قبل معارفه الآخرين.
5. موافقة كادر الحزب المتقدم على أي شيء يصدر من القيادة رغم عدم قناعته به والخوف من إبداء أي ملاحظات.
6.إيصال معلومات كاذبة وغير صحيحة عن الوضع الداخلي لإرضاء المسؤولين.وغير ذلك كثير من الأمور الصحيحة أو الخاطئة من وجهة نظري على البعث مناقشتها مناقشة موضوعية وعلمية للنهوض والإرتقاء مرة أخرى في قيادته لشعبه. قلت هذا الكلام على الرغم من عدم حبي لجميع الأحزاب والتنظيمات ولأسباب كثيرة, ولكن للبعث كفكر وقع جميل في نفسي رغم تحفضي على بعض الأفكار فيه.
هذه بعض تجارب البعث في العراق بمحاسنها وسيئاتها وأنا واثق جدا بأن هنالك ثغرات كثيرة حبذا لو أغنيتموها بما لديكم من إطلاع.
المفضلات