آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحمار الرئيس

  1. #1
    صحفي / أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد التهامي بنيس
    تاريخ التسجيل
    21/12/2008
    العمر
    78
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي الحمار الرئيس

    تتعفن الأوضاع , إذا أعطيت للحمار , الهمة
    على فكرة . لفظ حمار ليس سبة , لأن هذا الحيوان حظي بتقدير الإنسان لأنه من خدامه وحظي بتقدير يسوع المسيح الذي دخل على ظهره إلى القدس وبيده غصن زيتون , وكتب عنه كبار الأدباء , بل ومنح سلمان رشدي لقب حمار من طرف الكنيسة الأنجلكانية , وحتى في النعاس قد يأتيك حمار الليل , و هو يرى الشيطان قبل أن يراه الإنسان " إذا سمعت نهيق حمار فتعوذ فإنه رأى شيطانا "
    ولذلك فإن عملي هذا إنما هو للتعوذ بالله من الشيطان الرجيم , معتقدا أن ما قد يحدث من تشابه فهو ليس إلا محض الصدفة , لا يستفز إلا من فيه الفز فيقفز

    أستغرب كيف أن أناسا من كل الطبقات الاجتماعية , هالهم وقعه الجديد . إذ أنه يعقد اجتماعاته خارج المنطقة ويواصل جولانه لكسب مؤيدين لمشروع الضجة المفتعلة أو مشروع جس النبض كما قيمه بعضهم . وزادت الحيرة والدهشة حين تقاطرت عليه توقيعات استمارة العضوية , والمطالبة بسرعة الانتقال من مرحلة السرية , واستثمار توفر العدد الكافي من الأغبياء الذين لا يعملون إلا حسب التعليمات والتوجيهات , المرددين عن اقتناع مثلا مستورد ا من السعودية " حمارك ولا بعير غيرك " فأيقن أنه لم يعد فقط ذلك الوافد من داخل طنجرة طبخ القرارات وأنه بجرأة سيقتحم عالم المتقولين والذين ينكرون حقه في الوجود , ها هو بأتباعه ومريديه , يختار شعارات برنامجه ولا يفصح عنها دفعة واحدة , فهو ليس على عجل من أمره ويكتفي بتمرير الجرعات في الزمان والمكان المناسب , فهو يؤمن بأن لكل مقام مقالا , ولكنه على عجل في اقتناص اللحظة التي يتجاوز فيها قانون الطبيعة , ويجعل الساحة فارغة . أو من يخطط لهذا يطلق عليه لقب حمار ؟
    الحمار هو من يعفس بحوافره على القوانين ويقتحم عالم الجمعيات ليمارس داخلها ما يمنعه القانون
    - الحمار ظل دائما يجر العربة وفي إطار سلسلة التجارب التي تعرفها البلاد , يمتحن عطاءه وهو راكب العربة وحوذيها
    - الحمار يعتبرالتخلف حتى عن المتخلفين نهضة ورقيا
    - أيديولوجية تجربته رفض كل الأفكار التقليدية الحالمة بالتغيير لأنها ثقافة ماضوية , وحركتها الوطنية جزء من هذا الماضي
    - هل يعتبر حمارا من كسب ود وتعاطف الرافضين وقالبي البردعة ويسهل طرق استقطابهم لركوب الآلة التي تجرهم بخلفية تنظيف الساحة من الشوائب التي ثارت على عهد اعتقدت أن على ظهور أفرادها كانت تجمع القمامات , وأنه لم تعد مصالح المؤسسات تعتمد عليهم منذ أن ترك أمر نظافة دواخل البيوت الأخرى -كنظافة الشوارع - إلى الشركات المتهافتة
    - المنضمون من المضطهدين والمنبوذين من زبالاتهم السابقة قوة ثالثة لعبقريته الجديدة
    آش هذا ؟ الحمير حاركة والخيول باركة
    - يؤمن الحمار الافتراضي أن القوة الثالثة الوافدة عليه تبيع لحومها بثمن بخس في الأسواق لتكسير موجة الغلاء وارتفاع الأسعار والانخراط في المجهول
    - يتجمع في هيكلته ما فرقته المجالات الأخرى " اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية و "
    - هيئة الحمار الافتراضي / تناضل من أجل حماية الآخرين من الانقراض , بعد أن أدوا أدوارهم في العمل على حماية الحمير من الانقراض
    مشى الحمار يقلب على الكرون , رجع بلا ودنين
    " في كل مجتمع طبقي تتسع الفوارق وتتباين الأنماط الاستهلاكية لتزداد الهوة عمقا حتى تصبح مزابل قوم عند قوم موائد!!!، علما أن الفوارق تختلف من فرد لآخر ومن عائلة لأخرى وتصب كلها في النسق الطبقي للمجتمع , وتخلق تيارات متباينة ومتصارعة ومختلفة الأهداف والوسائل وقد تعددت أسباب الطبقية في المجتمعات ليبقى العامل الإقتصادي هو قطب الرحى في هذا التوجه جاعلا من طبقة جهة ميسورة تتحكم في دواليب الإنتاج بتوجه رأسمالي فاحش ومخضعا طبقة أخرى للأولى لدرجة الدفع بها إلى خدمة هذه الطبقة بدرجة لا يقبلها المنطق الإنساني المتعارض مع كل فكر رأسمالي " *
    * محمد بلغازي . يوميات الحمار السياسي . جريدة المغرب اليوم الإلكترونية
    في أي بلد مجتمعه على هذه الشاكلة , تتعفن الأخلاق ولا يمكن أن نستغرب أن الحمار رئيسا وزعيما , فقد سبقه الحصان وقبلهما الأسد , خاصة إذا كان من أصحاب الجاه والمال – حمار بفلوسو , أرى ذاك الراس نبوسو - ولو سألت هذا الزعيم الافتراضي عن فهمه لمجتمعه الذي يريد فرض نفسه عليه بدعوى التعددية وحرية تأسيس الكيانات واحترام المنافسة والديمقراطية وعن الدوافع الحقيقية وراء الاهتداء إلى مشروع تأسيس كيانه . لن يعدم أن يقول : إلى جانب الحرية والتعددية . هناك ضرورة إصلاح حال المشهد العام والحد من البلقنة بالبلاد التي غدت فيها كثير من المؤسسات تسكن بيوت العنكبوت , فنحن أيضا كائنات موجودة , تتفاعل في محيطها , شعرنا على الدوام بالتهميش فكانت الانتفاضة السلمية التي تتوحد في قطبنا , لا ركل فيها ولا نهيق , وقد تعرفتم على الورقة المذهبية والخطوط العريضة لبرنامجنا , وحين نعلن عن المؤتمر ستطلعون على التفاصيل . وعلى العموم يمكن أن نطمئن الرأي العام على أننا نعمل في صمت وخنوع – ولو خلف الركبان - ونرفض الاستسلام , ونناضل من أجل المساواة , وإذا جاء عملنا متعفنا فسيضاف إلى عفن الآخرين الذين يكثرون من الخطأ ويقولون إن من يخطئ إنسان , أما نحن فنخطئ ونصر على الخطأ وأنتم تقولون إن من يصر على الخطأ حمار . ولو سألت الحمار منا : لماذا هو حمار ؟ لقال لك بعفوية . لإنه ليس بخير , فكفى ما تلقى من تعسف , من سب وشتم وعقوبة جسدية ويطعن ويوخز من الخلف مع أنه دائما في المقدمة ,
    لا يكترث بالمظاهر ويستجيب لطلبات الجميع ويعمل ويسير في كل الطرق , المعبدة والوعرة , ولا يعرف للتقاعد معنى سواء كتقاعد مبكر ونسبي أو كتقاعد بالشيخوخة , لا يتاجر بالدين , رغم أن الحمار مؤمن بالله وعلى ظهره دخل المسيح إلى القدس وبيده غصن زيتون , العضو في مشروعنا لا يتلحف بالإسلام وهو يأتي الشهوات والمحرمات ويمارس كل ما ترونه منحطا وبأخلاق سافلة وبالمكشوف . لكن وليدرك خيرات بلاده المحتجبة عنه لنفسه وللسكان , لا بد أن يركل إذا اقتضى الأمر ركلا ورفسا فذلك من طبيعة حياة الحمير من غير تكلف , انظر إلى صراع الحمار والفيل في أمريكا مثلا . الحمار يركل والفيل يعفس , وكلاهما يتعايشان في مجتمع واحد . لن تترك هيئتنا حمارا غير منخرط , لأن المساهمة ستخلصه من حمل أوزار الآخرين من أزبال وحجارة وأثقال شاقة , ويحمل بدلا عنها كماليات العصر التي تمكنه من الامتيازات , وستجعل الإصلاحات التي تأتي على يديه , كثيرا من الكيانات الأخرى تطلب المساواة مع الحمار تماما كمساواتهم في الجنسية أما الوطنية فهي بصراحة – والصراحة أحلى – لدى كيان الحمار الافتراضي تحث الطلب وتباع لمن يدفع أكثر , ولذلك فهو لا يدعو لوجع الدماغ ولا يدعو لحوار وطني شامل وليس من همه تغييرما هو قائم حاليا لأنه عال على ذلك , وما هي إلا مقدمات للمحافظة على الامتيازات فلربما تكون تعويضا آنيا عن المنصب الذي أعد له ولم يتمكن من إدراكه .فهو يقول : فقط خوفه على علو همته من سوء اختياره ’ إذ قد تجعله منافسة الأيام في درك أفعاله , سيما وهو لا يحصي عيوبه وهو يعلم أن ما فيه من عيوب أكثر مما يقال عنه
    ولو سألته عن مكونات هيئته آنيا و مستقبليا , ومرجعياته , لأجابك أيضا بكل عفوية : مكوناتنا هي جماعات لقطاء الآخرين ولنا في الأصالة خير أسوة فجدنا الجحش يوم ميلاده سأل أمه الأتان عمن يكون أباه فأومأت عليه ببصرها إلى حيت يقف عدد من الحمير المفضلين لدى عائلة القرية وكل المنطقة التي تعتبر الحمار من أثمن الممتلكات وهو البديل عن الجرار
    أما مرجعياتنا الأخرى يقول الحمار / الافتراضي : فتعود لآخر خلفاء بني أمية " مروان بن محمد بن مروان بن الحكم 123 هجرية " فقد سمي بالخليفة الحمار لكثرة صيره في قتال الخوارج , وفي زمانه ازدهرت صناعة الهرطقة وقويت شوكة الزنادقة وتعالت أصوات المناطقة
    وإذا سألته متعجبا . هل هذه محاولة لفلسفة الأوضاع ؟ سيقول لك بعمق : إذا كان الفيلسوف حمارا ؟ فلم لا يعتبر الحمار فيلسوفا ؟ إننا نتفلسف ومن حقنا فلسفة سياستنا وهي فرصتنا في الانتفاضة على الواقع , والتي تقوم على " زرع الهمة في شباب الأمة "
    حتى لو حاولت اقتناصه لمعرفة رأيه من زاوية دينية , واستشهدت بكلام الله عز وجل : " قل يا أيها الذين هادوا , إن زعمتم أنكم أولياء من دون الناس , فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " وكنت متيقنا في سؤالك له أن حركيته . إنما هي نهيق يتبعه نباح الكلاب الضالة عن طريق الفعل المدنس , لرد عليك معرضا : " إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل , فتعوذوا بالله منهن , فإنهن يرين ما لا ترون " نحن نعلم أن أول الحمار للعذاب وآخره للكلاب , ومع ذلك لا مانع عندنا من مواصلة السير بصبر رحب فشيمتنا الصبر والسير على الطرقات الوعرة وما دام كل ذي همة كثير الهم وما دام الضمير عملة نادرة كي تكون خير وسادة لراحتنا فلا نريد من يقطع الطريق عنا , وإن اعتبرتمونا نقطع طريقكم فقد قالوا عن رسول الله أنه قال : " يقطع صلاة المرء . الكلب والحمار والمرأة الحائض "
    لم ينل منه الاستفزاز ولم تنل منه هذه المواقف شيئا كعادة المدعومين , بل زاد ته زهوا واغترارا بنفسه , ولم يعد يقبل مخاطبته بالحمار , وأصر على مناداته بالسيد الحمار . تبضع حواري وحراسا , يريدها دويلة حمير افتراضية داخل دولة الإنسان بتاريخه وأمجاده بعد أن قضى 30 سنة في رفقة الإنسان وهي أقصى سنوات حياة الحمار , لكنه يجهل أن " دار الحما ر ما تصفار ما تخضار ما تدير نوا ر . والعلم لله كيف ستنتهي هذه المسرحية الافتراضية ؟ ولعل الجواب يحتاج لمزيد من التأمل ولكن بعمق وسرعة
    فاس . محمد التهامي بنيس

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/01/2008
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الحمار الرئيس

    سيدي الكريم ..
    جميلة هذه الفلسفة السياسية للأحمرة.
    لعلها من سخريات القدر المضحكة.
    ..
    غير أنني تمتعت ُ بقراءتك هنا.
    تحيتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •