استاذ عامر المحترم


هذا الموضوع (او قريبا منه) كان مطروحا من قبل جمال عبد الناصر,على ان تكون الدول العربية والاسلامية مساهمة ومشاركة فيه,وتطرح انجازاته وميزانيته كل سنة في موسم الحج,وعرض المشاريع الملحة والضرورية التنموية,اضافة الى تبادل الخبرات وتوظيف اليد العاملة العربية وتوزيعها عبر الدول المعنية وفق حاجاتها من الاختصاصات.حدث بعد ذلك ان (تحول) عبد الناصر بقدرة دعاية المخابرات المعادية لنهضة الامة وحضارتها الى (كافر وطاغية وشيوعي وملحد وعدو للاسلام) وكل العبارات التي اطلقتها ابواق الاستعمار والاستحمار,الى ان وصلنا الى هذا الدرك الاسفل بين الامم.اخشى عليك من هذه التهم بسبب تساؤلاتك المنطقية وطروحاتك الذكية في سبيل انماء هذه الامة وتعافيها.

لكنني ارى انه مهما فشلت الحكومات العربية وتقاعست,فإن على الشعب ان يقوم بجهده الشخصي وامكانياته الهائلة بتصحيح المسار ولو بخطى خجولة وبسيطة بداية,حتى تتحول الى واقع عظيم وآمال كبيرة تحقق انتصارات هائلة على الصعيد الاجتماعي على مستوى المناطق والاحياء.فمثل تلك الصناديق يمكن انشاءها على صعيد المدينة او القرية او المحافظة,لتحل ازمات طارئة كمعضلة الزواج والبطالة والنفقات المدرسية وغيرها من احتياجات الانسان ليعيش بحد ادنى من الكرامة والكفاية,خصوصا وان الله قد حبانا بنعمة الزكاة التي تشكل القلعة الحصينة للمجتمع بوجه آفة التخلف ومرض الخمول وداء الانانية وأعراض الجهل القاتلة وغيرها من معوقات التقدم والنهوض,لكن السؤال يبقى ملحا حول امكانية وجود هذه الثقافة الحضارية فينا,والنية الصادقة المخلصة للتخلص من براثن التبعية والاتكالية والخنوع؟.

هذا هو مقتلنا,أو كما يقال,(بيت القصيد).

تقبلوا مني مع فائق التقدير والاحترام