تعرف على المسجد الأقصى/مسجد البراق-الحلقة الاولى

[سماهر مسحل]

مسجد البراق
هنـا تكمـن الأسـرار وتبـرق الأنـوار ويفتضـح الأشـرار بمجيء النّبـي المختـار صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم ، فمنـذ أن وطـأت قدمـاه هذه الديـار وجمع اللّـه لــه ولأمتـه مشـارق الأرض ومغاربهـا لتعلـن القيـادة لهذه البشـريّة ويدخل من نفس الباب
الّذي دخلـه الأنبيـاء ودليلنـا ما رواه مسـلّم فـي صحيحـه ( …. فربطناه بالحلقة التي يربـط بهـا الأنبيـاء ….. ) ، قال ابن كثيـر ( …. إذ دخـل عمـر من الباب الذي دخـل منـه رسـول اللّـه صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم ) ، قـال الحنبلـي : ( …… فحضـر عمـر إلـى مسـجد بيت المقـدس حتّـى انتهى إلـى الباب الذي يقال له باب محمّـد ) ، فهـو بـاب الأنبيـاء وبـاب البـراق ، وبـاب محمّـد ، وبـاب النبـي .
وعلـى كل حـال فالبـاب والحلقـة أوحـت لنـا حـدود المسـجد الأقصـى ولا يعني بالضـرورة أن يكـون للمسـجد حينئـذ بـاب مبوب ، وجـدران محيطـة ، ولكن الواقـع والروايـة يثبت أنّـه فـي الجهـة الغربيّـة فـي حائط البـراق ويعلـوه من فوقه وإلـى الجنوب منـه بـاب المغاربــة .
تعالوا معي اعزائي لنمسـح البكـاء والدّمع عـن أعمـدة البـراق فنقول :
دخـل منـه رســول اللّــه صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم .
ـ فـي سـنـة 672 بـدأ الخليفـة عبـد الملك بإعـادة بنـاء البوابـة علـى أصولهـا وأتـمّ ذلك الوليد لأنّ العناصـر الموجـودة فـي مدخـل البـراق هي نفـس العناصر فـي بـاب الـرّحمـة ، والبـاب المزدوج .
ـ جـاء فـي مسالك الأبصـار فـي ممالك الأمصـار لابن فضل اللّـه العمـري يصف مـدخل البـراق فقال : " فهـذه الأروقـة كلهـا أخذت مـن الشـرق إلـى الغرب ، فمنهـا مـا أمكن قيـاس طولـه ومنهـا لـم يمكـن لكـون أطوالـه قسمت حيطاناً ومنهـا مـا هـو مملـوء بالتـراب المهـول " . وهـذا دلّنـا علـى أنّ البقعـــة المسـمّاة بالجامـع الذي تقـام فيـه الجمعـة حاليّـاً وغالب الطرقـات التي بالحـرم القدسـي ، والأشـجار المزروعـة كلهـا معلقة علـى هذه العقـود والسـواري .
ـ وعليـه فأنّ بـوابـة البـراق تـؤدي إلـى الأقصـى القديـم والمصلّـى المروانـي ، وبـاب الـرّحمـة .
تـمّ إغـلاق فتحـة البـاب فـي زمـن صـلاح الدين ، وفتحت لـه فتحـة من داخـل المســجد .
تـأثّـر البنـاء نتيجـة الهـزّات الأرضيّـة التي حصلـت ، وأعيـد بنـاء مسـجد البراق كما هـو حاليّـاً في الفترة المملوكيّة عام 707 ـ 737 هـ الموافق 1307 ـ 1336 م
ـ فـي زمـن الحـاج أميـن الحسيني أغلـق جـزء كبيـر من مسـاحة مصلّـى البراق واقتطـع كبئـر مملـوء بالمـاء والدليل على ذلك أن تشـاهد حائط البئر بجانب المحراب.
ـ ينـزل إلـى مصلّـى البـراق حاليّـاً مـن داخـل ساحات المسـجد الأقصى المبارك من الـرواق الغربـي بدرج حجـري بلـغ عـددهـا 38 درجـة وعلـى عرض 1 م لتصـل إلى أرضيّـة المسـجد ولتـلاحظ أنّ ارتفاع سقفـة زاد علـى 7 م ، وندرك أنّ هنـاك طممـاً واضحـاً فالمتبقـي من بوابة البراق ارتفاع 2 م فـي عـرض 5 م
ـ أنّ هـذا البنـاء أمـوي لما يحتوي على بـوّابـات مربّعـة يعلوهـا نصف قـوس حجـري فيه بعض النّقوش والخطـوط الأمـويّــة ، ثـمّ السـقف نصـف البـرميلـي .
ـ يفتـح مصلّـى البـراق كـل يوم جمعـة للصـلاة والزّوار ، ونتمنّـى مـن دائرة الأوقـاف بالقدس أن يكـون مفتوحـاً طيلـة الوقت .
المـؤامـرة علــى البـراق :
نعـم فـي أعـز موضـع ، وفـي أشـرف مكـان حيث المـلائكـة ، ودخول الرّسـول الكريـم ، وحيث مرابـط الأنبيـاء بدأت المـؤامرة ، واتجهت عيـون الحاقدين والحاسـدين كـي نحـرم مـن نـور الأبـراق ومن أثـر الإشـراق . وعلـى حين غفلـة من المسـلمين تجتمع شرذمـةٌ مـن الضائعين ليصنعـوا لهـم مجـداً ، ويكون لهـم تـراث فيطالبـوا بالبكـاء عنـد هـذا البـاب .
بكاء الثّعالـب ، بكـاء لا وزن لـه ولا طعم ولا رائحـة ، بكـاء المؤامـرة ، ودليلنـا فـي ذلك ما طلبـه وايزمـان مـن السـلطة العسـكريّـة البريطانيّـة فـي أيّـار مـن عـام 1918 م التوسـط لشـراء الممـر المؤدي إلـى البـراق ، والذي يسمونه " المبكـى " وقـدم ثمانين ألـف جنيـه ثمنـاً لذلك ، ولكن المسـلمين بالقـدس رفضـوا ذلك بالإجماع إلاّ أنّ التحرّش استمر وتآمـر الإنجليـز واليهـود علـى هـذا المعلـم لطمسـه ، ممّـا دعـا إلـى اشتعال ثـورة البـراق سـنة 1929 م فـي شـهر آب كان هدفهـا الدفـاع عـن حائـط البـراق فـي المسـجد الأقصـى المبارك ، وذرفـت الدّمـوع من حجـارة البـراق والتحمت بـدموع المجاهديـن الصّادقين ، وسـالت أوديـةٌ بقدرهـا من الدّموع والدّمـاء ، ورغـم لجـان التحقيق ، ورغـم قرارات هيئـة الأمم فـي عـام 1938 وعام 1943 م فـي إثبـات ملكيّـة حائط البـراق وبوابتـه للمسـلمين ، وأنّـه ليـس لليهود أي حق فـي ذلك ، إلـى أنّـه على ما يبدو أنّ هـذه القرارات كانت تخديـر وفخـاً دولي مـا زال منصوبـاً حتّـى اليـوم .
واسـتطاع المؤمنـون أن يؤجـلوا تهويده لفتـرة من الزّمـان لتكون نكسـة عـام 1967 م ليبـدأ اليهـود بسلسلـة مـن أعمـال الهـدم والتدميـر كان أولهـا تدميـر الحي الذي اكتحلت عيناهـم طيلـة الزّمـان برؤيتـه ، وحفيت أقدامهـم من عتبانـه ، إنّـه حيّ المغاربـة ، دمّـر عن بكـرة أبيـه لتصبـح هناك ساحة أمـام هـذا الحائط وهذا البـاب لتنعـق فيـه الغربـان ، وتعلـو فـي سـمائه أصـوات الغربـاء ، ويظلم البراق ويعود إلى البكـاء لعـلّ فـي القوم عمـراً يدخلـه كمـا دخلـه أو صـلاحاً يصلحـه كمـا أصلحــه .
وتسـتمرّ المؤامـرة اليـوم تحت حـجج واهيـة مـن الأمن المصطنـع لحمايـة المصلين اليهـود من المحاصـرين داخل المسـجد الأقصـى لتوضـع نقطـة عسـكريّة علـى بوابة البـراق مـن الداخل فـي الـرواق الغربـي ليقومـوا بالتبـوّل وممارســـة المنكـرات وربّمـا الفواحـش فـي داخـل المسـجد .
فإلـى متـى يـا جنـود الاحتلال ويـا حكومـة إسـرائيـل إلـى متـى …….. ألا فاعلمـوا أنّهــا ( سـحابـة صـيف ) .
وختامـاً فإنّـي أدعـوا المسـلمين فـي كلّ العالـم مسـؤولين ، هيئـات ، وجماعات أن ينتبهـوا إلـى هـذا الخطـر الحـادق ، وأن يكشـفوا هـذه المؤامـرة ، وأن يدخلوا هـذا البـاب كمـا دخلـه الرّسـول الكريـم وعمـر وصـلاح الدّين ، وأن يمسـحوا دمـوع البـراق الّتـي هـي أســرع مـن البـرق حتّـى ينالـوا الرّحمـات في محطّات بـاب الرّحمــة ….
لقـاؤنـا بإذن اللّــه تعـالــى .

[فاطمة باوزير]

الله ياسماهر ..............بوركت هذه اليد التي خطت تلك الكلمات
شكراً على المعلومات القيمة ....وننتظر المزيد !!