تبرير العنصرية
المواقف البائسة التي اتخذتها الدول الغربية من خطاب الرئيس الإيراني، أمام مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية، يؤكد السقوط الحر للدول التي نصبت نفسها حامية للقيم الإنسانية، فقد تحول المؤتمر إلى استعراض للولاء لإسرائيل من خلال تلك الانسحابات المخزية من قاعة المؤتمر، ودخلت الحكومات الغربية، بما فيها تلك التي قاطعت المؤتمر، في سباق محموم من أجل الدفاع عن إسرائيل التي وصفها نجاد، دون أن يجانب الحقيقة، بأنها "تتبوأ مكانة مرموقة في العدوانية والاحتلال والإرهاب".
الحركة الصهيونية التي ظلت مصنفة من قبل الأمم المتحدة، ولعقود، كحركة عنصرية، أصبحت اليوم تتمتع بالحصانة التي تمنحها إياها الحكومات الغربية التي مارست العنصرية ولا تزال ترفض المشاركة في القضاء على كل أشكال هذه العنصرية، والحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو وعضوية وزير خارجيته العنصري البغيض أفيغدور ليبرمان لا يمكن أن تكون محل نقد أبدا، والمجازر التي ارتكبت في غزة، وعمليات الإبادة الجماعية، وكل أشكال العنصرية التي تمارسها إسرائيل حتى على من يحملون جنسيتها من فلسطينيي 1948 كلها لا تشفع لأحمدي نجاد أو لأي شخص آخر يريد أن يقدم صورة حقيقية عن دولة قائمة على العنصرية، بل إن الشرط الذي وضعه نتنياهو حتى يعترف بدولة فلسطينية، وهو اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، لم تتم الإشارة إليه رغم أنه يمثل دليل إدانة صريح لهذا الكيان الإرهابي والعنصري.
من سوء حظ الحكومات الغربية أنها تبنت الدفاع عن إسرائيل في ظل حكومة إسرائيل لا تخجل من تقديم نفسها كحكومة عنصرية متطرفة، ومن سوء حظ هذه الحكومات أيضا أنها أعلنت ولاءها لإسرائيل بعد محرقة غزة، والرأي العام الغربي الذي أسقط الحصانة عن هذا الكيان الإرهابي لن يتأثر بهذه المواقف الرسمية التي تصنعها الحسابات الانتخابية والولاءات الشخصية، وسيتعين على المجتمعات الغربية أن تتخذ موقفا واضحا إلى جانب القيم التي تعتنقها أو إلى جانب إسرائيل التي تستخف بكل القيم الإنسانية.
ج. صوت الأحرار
المفضلات