يسم الله الرحمن الرحيم
انجيل القرآن :
الإنجيل الذي يتحدث عنه القرآن هو إنجيل عيسى - عليه السلام - الذي أنزله الله عليه وفيه كلامه ومواعظه، والذي تخبرنا الآيات الكريمة عنه بقول الله تعالى :
1- وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراه واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراه وهدى وموعظه للمتقين المائدة (آية:46)
2- اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمه والتوراه والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئه الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرىء الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين " المائدة (آية:110 )
نحن المسلمون لا نعلم له مكانا ولكن الله تعالى أخبرنا أن النصارى فرطوا في حفظ كتابهم فأضاعوه وبدلوه، كما نرى أن الإنجيل الذي بأيدي النصارى قد اشتمل على روايات عن المسيح – عليه السلام -، وفيها الحق والباطل، فنحن نحتج بماجاء فيه من الحق ونترك ما أبطله .
انجيل الصليب :
أما انجيل الصليب فهو العشرات من الأناجيل التي سجل التاريخ أن القساوسة قاموا بكتابتها بأيديهم , ويالهام من الله .وقد قدر لبعض من عشرات الأناجيل التي تداولها النصارى في حياتهم عبر التاريخ بالتعديل والتحريف , البقاء الى اليوم وهي طبعة الملك جيمس التي تضم خمسة أناجيل : لبولس ومرقص ويوحنا ومتى ولوقا .
اعتراضات النصارى وشبها تهم :
يعترض النصارى على ايماننا أن الإنجيل الذي يتحدث عنه القرآن ويأمر بالتحاكم إليه يختلف تماماً عمّا بأيدي النصارى اليوم . ومع أنهم لا يؤمنون بالقرآن، ولا يعتقدون صحته ، ويدعون أنه باطل مكذوب على الله سبحانه , فأنهم يقولون ان القرآن يشهد بصحة أناجيلهم، وأنها كتب منزلة من عند الله سبحانه، وإن الأناجيل التي بأيديهم اليوم هي نفس الأناجيل التي كانت موجودة زمن نزول القرآن، ولم يعرفوا غيرها , واستدلوا على قولهم هذا بآيات من القرآن تصحح الإنجيل - عندهم - وتصدقه ، منها :
1- أن الله تعالى أمر بالتحاكم إلي الانجيل في قوله سبحانه : { وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه } (المائدة:47).
2- يصف القرآن الإنجيل بأنه كتاب هدى ونور وموعظة للمؤمنين، وقد جاء في قوله تعالى: { وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين } ( المائدة:46) .
3- يبين القرآن أن العمل بالإنجيل سبب السعادة في الدنيا والآخرة ، جاء في قوله تعالى : { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } (المائدة:66) .
4- الأمرالالهي لنبيه محمد أن يجعل الإنجيل مرجعاً له، كما في قوله سبحانه : { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } (يونس:94)
اختلاف جوهري :
إن القرآن العظيم يذكر أوصافاً لإنجيلِ عيسى عليه السلام , لا تتطابق بحال مع أوصاف الأناجيل التي يتداولها النصارى , كما يختلف معه في عقائده الأساسية وقضاياه الجوهرية . ويعزو إليه أموراً ليست فيه ولا هي منه . نذكرها كالتالي :
1- : أن الله يصف الإنجيل في القرآن بأنه منزل من عنده، كما في قوله تعالى: { وأنزل التوراة والإنجيل } (آل عمران:3)، والنصارى لا يسلمون بذلك، ويعتقدون أن الإنجيل كتبه رجال الله بإلهام من الروح القدس .
2 -- : تصرّح الآية6 من سورة الصف , أن البشارة بقدوم نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وسلم مكتوبة في انجيل عيسى عليه السلام، قال تعالى: واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراه ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ". وفي إنجيل برنابا أكبر الشواهد على ذلك، حيث إن ما فيه يوافق ما جاء به القرآن، ففيه البشارة الصريحة بنبي الإسلام، ونفي ألوهية المسيح . فظهر بذلك بطلان القول بأن القرآن صدق الإنجيل الذي بأيدي النصارى اليوم . قال تعالى في سورة الأعراف 157 : "
{ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل } (الأعراف: 157 )، والنصارى لا يعتقدون بوجود أي بشارة بنبي الإسلام في الإنجيل .
3- : أن القرآن ذكر أن في الإنجيل وصفاً لأصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كما في قوله تعالى: { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } (الفتح: 29)، ولا يعترف النصارى بوجود هذا الوصف في الإنجيل .
المفضلات