ظاهرة غريبة أنتشرت واستفحلت في هذه الأيام وهي إن عبّرت فإنها تعبر عن ضحالت فكر وعقيدة وجهل تام.؟
هازئة بالدين ممتهنة للقرآن مصورة بجلاء واقع التردي والأنحطاط وتبدأ من عند دكان الفوال وتمر على الحلاق لتصل إلى الخياط
وإليكم ما أبكاني,وجرح اعتزازي بديني وأيماني.
تفتق ذهن الفوال على توظيف كلام الله المقدس,,ليعلن لزبائنه عن طيبة أطباقه من الفول المدمس.
فكتب على باب مطعمه(وكلو من طيبات ما رزقناكم)
أما بائع الفروج فقد كانحظه أوفرمن حيث الدقة في التعبيرفاتحاً شهية المارة نحو دجاجاته التي تشوى في السعير.
فخط على باب شوايته (ولحم طيرمما يشتهون).
والخياط الماهر في خياطة أحدث الموديلات دلل على براعته بما تيسر له من الآيات.
فطرزعلى جدار مشغله(وكل شيئ فصلناه تفصيلا).
أما صاحبنا الحلاق فقد ضرب عصفورين بحجر,مدركا لطبيعة صنعته التي تتجاوز حلق الذقون وقص الشعر.
فعلق أطاراً ن في صدر دكانه كتب بداخل(نحن نقص عليك أحسن القصص).
ولم تسلم الأيات من أستغلال بائع العصير ليزيد من مبيعاته,وكتب مبرهنا على نظافة وجودة مشروباته.
(وأسقيناكم شرابا طهوراً).
حتى بائع الخضار أجتهد وسأل وأستشار,عن عبارة تخوله أن يرفع الأسعار.
فكتبها بالخط الكوفي العريض(من بقلها وقثائيها وفومها وعدسها وبصلها)
هذا غيض من فيض بدع من ظنوا بأنهم مؤمنين أبرار,من جرح للدين وأمتهان للقرأن ومازال الحبل على الجرار.
فإن بقي الحال على ماهو عليه من تردي وأنحدار.
فلا تحسبل إذا ماقرأت على طاولة الموظف الحكومي,(ادفع بالتي هي أحسن),
ولا تحوقل إذا أستوقفتك عبارة في دكان الاسكافي,(فأخلع نعليك أنت في الوادي المقدس طوى),.
ولا تلطم خديك بكفيك اذ ماقرأت على مدخل أحد الملاهي الليلية,عبارة مشغولة بالنيون الملون والمصابيح الكهربائية.
(نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).
عزيزي القارئ:
هذا أخر ما توصل إليه علم الدعاية الحديث,وإن أستشكل عليهم فهم القرأن فلديهم السنة والحديث.
في عصر صار فيه كل شيئ مباح,ولكل بدعة دليل ولكل قفل مفتاح.
وخطورة المسالة في كونها لم تقتصر على السوقة والعوام,بل تعدتها الى أهل العمائم وأصحاب المقام.
فأباحوها وباركوها على مبدأ سد الذرائع,وعلى مبدأ آخر هو أستعادة ماهو ضائع.
فلا ضير من تذكير الناس ببعض من أيات القرأن,بعد أن طووه وخبؤه وصار في عالم النسيان.
ثم إن واقع الحال يقول بأن بائع الفول تصرف حسب الأصول.
فآية قرأنية خير من فتاة أعلانية تحمل بيدها طبق الفول.
والحلاق نال الثواب حينما علق آية من القرأن,بدلاً من تعليق صورة لمايكل جاكسون أو جاكي شان
وبائع الفروج أحتاط وأخذ بالأسباب,ولم يتورط ويعلق صورة دجاجة على الباب,لأن عليه أن ينفخ فيها الروح يوم الحساب.
وحسبي الله ونعم الوكيل.