[justify]في " أحد برامج المسابقات " في " إحدى فضائيات العرب" ،
سأل المذيع فريق الشباب عن ( معركة بدر ) فلم يعرف ...فحاز فريق الشباب علامة الصفر ...
ودوّتْ عاصفة ٌ من التصفيق ! .
نقل السؤال إلى فريق الصبايا ،
فقالت ممثلة فريق الصبايا:
هوة حصل اكسيدان بين جروب من المسلمين وجروب من الكفّار، وميرسي لألله أن جروب محمد ورفقاته هوة اللي ربح !
فدوّتْ عاصفة ٌمن التصفيق ...
و حاز فريق الصبايا علامة السؤال تامة ، و قدرا كبيرا من الإطراء و الثناء!!
-------------
و واحدة أخرى من " فضائيات العرب " أجرت لقاءً مع طلاب " واحدة من جامعات العرب " ...
و أثناء تجواله بين الطلبة ؛ سأل المُقابـِل :
مين منكن بيأدر يؤول نبزة عن ( معركة الخندأ " يريد الخندق " ) ؟؟...
فبادرت إحدى الطالبات قائلة :
لما إجا المشركين بدهن يغزو المدينة ، جمع الرسول أصحابه و قلهم :
شو بدنا نعمل ؟؟ .. شو لازم نعمل ؟؟ ..
قالّه سلمان الفارسي :
بدنا نعمل تونيل حوالين المدينة !!
قالّه الرسول :
أوكيه سلمان ؛ غو أهيد !!
-------------
وغير هذا كثير في وسائل إعلامنا المرئي منها و المسموع و المقروء...
في رياض أطفالنا ومدارسنا و جامعاتنا ...
في بيوتنا و شوارعنا و أسماء أولادنا...
على واجهات محالنا التجارية و أسماء شركاتنا ... وفي الإعلانات و الملصقات و أسماء المنتجات , و ... و ....
و الأخطر من هذا كله أننا نلوي ألسنتنا بالإنجليزية أو الفرنسية أو البربرية أو الأمازيغية أو غيرها من اللغات ظانين أن ذلك وجه من أوجه الحضارة والتقدم ، الخطورة آتية من أن الجنوح عن لغتنا الأم انتقل من الشكل إلى العقل ، من كون اللغة وسيلة إلى كونها فكر !!
وفي حقيقة الأمر أن هذا ليس ما أردناه نحن ، بل هو ما أريد لنا من أعداء العروبة و الإسلام ...فصرنا نتكلم ، و ندرس , و نكتب ، و نفكر بغير لغتنا !
لقد أدرك هؤلاء – أعني أعداء العروبة و الإسلام – أن اللغة العربية هي الجزء المشترك من كيان هذه الأمة ، وهي الوطن المعنوي الواحد لحركة اللسان المعبرة عن حركة الفكر والوجدان...
وأن مقياس رقي الأمم وانحطاطها في رقي اللغة وانحطاطها ؛ فكانت لهم مواقفهم الحاقدة على العروبة و الإسلام ، وعلى لغتهم ..
و أنا هنا لن أتطرق إلا إلى ذلك المشروع الصهيوني العنصري الأخير ضد لغتنا .
فلقد أجروا دراسة حول مشروع يستهدف اللغة العربية ويخطط لإلغاء المناهج القائمة حالياً التي تعتمد على دراسة قواعد اللغة والصور الجمالية وإبداعاتها "في إطار حركات الإصلاح والسعي نحو تطبيق الحرية والديموقراطية"
وتذكر الدراسة:
"إن الهدف من هذا المشروع ليس تحرير اللغة العربية فقط من أشكالها التقليدية التي ظلت قائمة كما هي منذ آلاف السنين، ولكن تحرير العقول العربية والإسلامية ويستهدف القضاء أساساً على الموروثات السلبية مثل الانتقام والعنف والإرهاب".
ويحدد المشروع خطواتٍ ملموسة للتخلص من قواعد اللغة العربية ومن ثم فصل اللغة عن ماضيها وتراثها وبالأخص عن القرآن الكريم لنزع صفة القدسية عنها ومن ثم تغيير المعاني وذلك "لإقناع الأجيال الشابة أنّ العصر الحديث يتطلب التخلص من التعقيدات اللغوية التي تفرضها لغتهم العربية"
ويؤكد المشروع أنّ :
"الخطوة الأساسية في هذا التعديل تكمن في أن يوافق العرب على تغيير شكل الكتابة، ثمّ تبدأ الأشكال الحالية للغة العربية في الاندثار شيئاً فشيئاً".
ويشمل المشروع خطواتٍ مدروسة شارك في وضعها علماء نفس ولغويون وسياسيون وقد حسبوا حساباً لأدق التفاصيل وردود الأفعال عليها.
ويمكن تلخيص هذه الخطوات على الشكل التالي:
الخطوة الأولى:
التعبير عن النص العربي أو القرآني بفكرةٍ جديدة تؤدي ذات المعنى.
الخطوة الثانية:
التعبير عن النص أو الآية بفكرةٍ قريبةٍ منها.
الخطوة الثالثة:
تغيير فكرة النص أو الآية من دون اصطدام مع الفكرة الأصلية.
الخطوة الرابعة:
تغيير الفكرة بما يؤدي إلى التشكيك في الفكرة الأصلية.
الخطوة الخامسة:
زيادة الألفاظ والعبارات في ذات الفكرة و زيادة مساحة التشكيك في الفكرة الأصلية.
الخطوة السادسة:
القبول والإقناع بتفسيراتٍ جديدة لهذه الفكرة الأصلية بما يؤدي إلى محو معناها الذي كان قائماً لفتراتٍ طويلة في أذهان الناس.
الخطوة السابعة:
دراسة ردود الفعل حيال كل الخطوات السابقة و مجابهة المعترضين على التغيير البطيء.
الخطوة الثامنة:
تغيير الفكرة الأصلية وإحلال الجديدة محلها بشكلٍ نهائي.
وسيتم تحديد طبيعة "التوجهات العدوانية أو المسالمة للعرب" من خلال دراسة مواقفهم من أشكال الكتابة الجديدة
و"الشخص العدواني هو الذي يرفض أشكال الكتابة الجديدة أما الشخص السوي فهو الذي يعتمد على استخدام الأشكال الجديدة للكتابة".
ويخطط واضعو المشروع لمحاصرة الرافضين له باتهامات مثل "متشددين" أو "متطرفين" أو "تقليديين" أو "متحجرين".. الخ.
ورأى عدد من علماء النفس الذين اشتركوا بوضع هذا المشروع العنصري أنّ تغيير أشكال الحروف العربية "سيقلل من حدة العداء والكراهية المتأصلة لدى المواطنين العرب ضد أميركا والغرب بصفةٍ عامة".
وهناك مقترح يتضمنه المشروع ويقضي بإلغاء لفظة "اليهود" على سبيل المثال من اللغة العربية لتحل محلها في الأشكال الجديدة لفظة "الساميون" لأن لفظة "اليهود" ارتبطت دائماً لدى العرب بأشياء بغيضة بينما لفظ "الساميون" مقبول جداً لدى العرب و هو يدل على السمو والارتفاع بالأخلاق.
ويتهم واضعو المشروع الحضارة العربية بأنها "تتناقض مع مبادئ الماديات الحديثة واللغة الدولية في بناء التواصل الفكري وأن هذه الحضارة بطبيعتها متعصبةً و أن هذا التعصب يقود إلى الاصطدام المباشر مع الحضارات الأخرى وأنه قد حان الوقت للقضاء على ذلك التعصب".
هل أصبح واضحاً مما تقدم أن المطلوب هو القضاء على الحضارة العربية عبر تحطيم اللغة العربية وهي أقدم لغة حية لا يزال يتكلم بها ويكتبها مئات الملايين من العرب والمسلمين والتي تعتبر حاضنة الحضارة العربية بمكوناتها التاريخية والفكرية و ضمانتها الأساسية؟ وهل غدا الأمر واضحاً أن حملة العداء والكراهية التي يواجهها أطفال فلسطين ونساء العراق والمغتربون العرب في أوروبا و أميركا هي جزء من حملةٍ واسعة الانتشار لانبعاث معاداة السامية الغربية بشكلها الجديد الموجه ضد العرب ـ مسلمين ومسيحيين ـ ضد حضارتهم ولغتهم وحقوقهم وأرضهم ومياههم؟!
ولذلك فإن كل الصرخات التي تبدو بريئة للنيل من لغتنا العربية تصبّ في خدمة مشروعٍ استعماريٍ خطيرٍ مدروسٍ وممول يتهم لغة الحضارة والانفتاح والتعايش بالتعصب والكراهية والصدام مع الحضارات الأخرى.
إن الهدف من حملة العداء للعرب ونشر الكراهية ضد ثقافتهم ولغتهم هو القضاء على روحانية الشرق التي ننعم بها والتي ورثناها فكراً وأخلاقاً ولغةً وتعايشاً وتناغماً وغنىً متبادلاً بين الأديان السماوية.
إن الحديث عن "صعوبة" اللغة العربية ناجم عن جهل باللغة أو حقدٍ عليها وعلى عروبة العرب، فكيف تنسجم اللغة الصينية التي تم إحياؤها مع الغرب وحداثته وكيف تتناغم اللغة الأوردية أو العبرية التي كانت لغةً ميتة مع الغرب، بينما تتناقض اللغة العربية التي قدمت للغرب أفكار الفارابي وطب ابن سينا و فلسفة ابن رشد وتصوف ابن عربي مع عصرنة الغرب وفكره؟
لقد كانت اللغة العربية وما زالت أداةً طيعةً لنشر العلوم والمعارف والاختراعات والمفاهيم الفكرية والفلسفية والدينية في مختلف أصقاع الأرض. فمن أين أتت فجأةً كل هذه المخاوف من "صعوبة اللغة" على الجيل الجديد؟
ما زال الكثيرون في الوطن العربي يتكلمون الشعر حتى من دون تعلم الكتابة والقراءة وما زال الملايين يتكلمون العربية الفصحى بالسليقة السليمة لأنها تنسجم مع المعنى والبلاغة والإحساس بالفكر والرسالة المبتغاة منها.
إن لغتنا كحضارتنا ومنطقتنا وأرضنا جميلة ومستهدفة من قبل أعداء فشلوا في أن يفهموا عمق الشرق وحضارة الشرق فعمدوا إلى تشويهه من خلال نظريات الاستشراق والمتبنين لها والعاملين على ترويجها، واتخذوا من أحداث الحادي عشر من أيلول ذريعة لشن حملة عداء وكراهية عنصرية شعواء على هذه الأمة تمثلت باتهام جميع أبنائها بالإرهاب من أجل تصفية الصراع العربي ـ الإسرائيلي والقضية الفلسطينية ونهب ثروات العراق وحضارته التاريخية المجيدة.
واليوم يتسع أفق هذه الحملة ليشمل اللغة والتراث والفكر والدين والإرث الروحي والاجتماعي لهذه الأمة برمته.
ولذلك من المتوقع أن يتم تمويل الأبواق المحلية التي ستردد هذه الطروحات عن صعوبة "اللغة وقواعدها" وعن "ضرورة تغيير هذه القواعد أو إلغائها" وعن "ضرورة تعديل الأبجدية العربية".
ومن المتوقع أن يعقد مؤتمر هنا ويصدر كتاب هناك لترويج هذا المشروع من الداخل وهذا الجزء من المشروع أكثر خطراً علينا جميعاً.
إن هذا المشروع العنصري وضع مخططاً يمتد على عشرين سنةً للقضاء على اللغة العربية وفصل العرب تماماً عن تاريخهم وحضارتهم.
فهل هناك من يضع خطةً تعليميةً مقابل هذا المشروع العنصري لتعيد للغة العربية ألقها وأهميتها ومكانتها في العشرين سنةً القادمة؟ وهل يندفع وزراء التربية العرب واتحادات الكتّاب لتعزيز مناهج تدرس اللغة العربية لأجيالنا الصاعدة كما علمنا آباؤنا ومدرسونا لغتنا الجميلة حيث يصبح الإعراب تعبيراً عن فهمٍ عميقٍ للمعنى ويصبح التنقل بين الفصحى والعامية انسياباً لا كلفة فيه ولا جهل، وتصبح نون النسوة والمثنى جزءاً جميلاً وطبيعياً من لغةٍ كتب علماء اللغة قواعدها بعد أن سمعوا كيف يتحدث الناس بها وتحكم قواعدها عناصر منطقية سهلة ومنسجمة مع الفكر وسهولة الوصول إلى المعنى مع البلاغة والفصاحة والجزالة في الأداء. وإذا كان الطفل الفلسطيني ما زال يقاوم الدبابة الإسرائيلية بحجر، أليس حرياً بالعرب أن يدافعوا عن لغتهم؟ فهي وعاء حضارتهم ورمز هويتهم. ولا شك أن لغتنا العربية تمثل وجدان وأداة استمرارنا كأمةٍ لها قيمة وحضور بين الأمم.
http://www.inbaa.com/modules.php?nam...ticle&sid=6629[/justify]
المفضلات