سيكولوجية التحفيز في كرة القدم / د.موفق المولى
يشمل التدريب على أربع جوانب مهمة جدا هي الجانب الفني والجانب الخططي والجانب البدني والجانب النفسي وهناك مفارقة كبيرة في فهم هذه الجوانب عند المقارنة بين دول العالم المتطورة وبين بلداننا فإننا نهتم بشكل كبير بالجوانب الثلاثة الأولى مستنسخين كل ما يقوله ذلك العالم المتحضر متناسين الجانب الربع المهم بل الأكثر أهمية في لحضه المنافسة من الجوانب الأخرى حيث تتطلب بعض المباريات ولا أقول كلها تركيز على الجانب النفسي أكثر من الجوانب الأخرى المتعلقة في أي لعبة من الألعاب الرياضية علما انه حتى في الغرب يوجه نقد كبير لعدم التعامل مع الجانب النفسي بالقدر الكافي رغم التركيز الكبير على المفهوم الحديث (الذهني- السيكولوجي) ولهذا لم تتوقف البحوث ولا التطبيقات في حقل سيكولوجية التدريب (Psychology of Coaching ) ويلعب التحفيز أو الحث(Motivation ) الجانب المثير للاستمتاع في هذه السيكولوجية مما يتطلب من كل مدرب أن يسأل نفسه ماذا فعلت لتحفيز فريقي؟ على ان يتكرر هذا السؤال قبل كل وحدة تدريب ومباراة لأن عامل التحفيز يجلب كل شيء يتطلبه التدريب وتتطلبه المبارزة ولكي نتصور حجم تأثير التحفيز على الفريق فأنني أذكر القارئ بان هناك 200 سؤال تطرح على المدرب لقياس مستوى التحفيز الذي يملكه ولكي نعرف معنى التحفيز نقول بأنه الأخذ باللاعبين ذهنيا للحالة التي يستطيعون خلالها الأداء الأحسن والتي اسميها أنا(بإخراج الأحسن من اللاعبين) علما أن هناك الكثير من العوامل التي تحدد من هذا التحفيز مثل المحيط والإعلام والجمهور والخوف والغضب وموقف الفريق من المباراة وغيرها لذلك تعطى لدرجة التحفيز أهمية كبيرة في الأندية العالمية فيتم التركيز على نقاط مهمة:
1-تكون مسؤولية اللاعب في التحفيز الداخلي وتكون مسؤولية النادي في التحفيز الخارجي.
2-عدم تحول التحفيز إلى حالة فوق التحفيز أي عدم المبالغة في التحفيز.
3-ستخدام مختلف وسائل التحفيز وحسب وضعية المباراة وعدم اقتصار التحفيز على وسيلة واحدة في كل الوضعيات.
4-يجب ان تتماشى المحفزات يد بيد مع الأهداف الموضوعة للفريق سواء ربح الدوري أو ربح بطولة فقط آو ربح كل مسابقات الدوري.
5-البحث الدائم عن اللاعب الذي يكون متحفزا للعب المباراة بغض النضر عن الأسماء والمستويات ووضعه في قائمة الأحد عشر لاعب الذين سيلعبون المباراة أو على الأقل يعطى الأولوية في قائمة البدلاء.
6-مراقبة اللاعبين خلال الأسبوع التدريبي الذي يسبق المباراة وتقويم مستوى تحفيز اللاعبين الداخلي واستخدام درجات التقويم لكل لاعب في كل وحدة تدريب ومن ثم ترتيب اللاعبين حسب تلك الدرجات من الأعلى للأسفل بعد آخر وحدة تدريب تسبق المباراة.
ففريق يكون إفراده قادرون على تحفيز أنفسهم داخليا سوف يمتلكون مستوى من الرغبة للأداء الأحسن فتكون المحفزات (قوى ايجابية) لدفع اللاعبين لقمة العطاء علما أن هنالك بعض المباريات التي لا تحتاج لتحفيز داخلي كبير لكي لا تتحول تلك المحفزات إلى (قوى معيقة) للأداء واقصد بها المباريات الكبيرة والتي تسمى (بالدربي) وهنا يجب التفريق بين حالتين مهمتين جدا ترتبط بالمدرب ففي بعض المباريات يكون التركيز على التحفيز عاديا فتعطى أهمية لإستراتيجية المحاضرة الفنية أكثر من إستراتيجية التحفيز وعلى الجانب الآخر تحتاج بعض المباريات لتغليب إستراتيجية التحفيز على إستراتيجية المحاضرة الفنية.
يقول(Howard Goldman, Marist College ) دائما نبحث عن اللاعب الأكثر تحفيزا لنضع المسؤولية على كتفيه.يقول(Ron Newman, San Diego Sockers) ) هناك حالات يكون فيها التحفيز أقل شأنا وحالات أخرى يكو أعلى شأنا ومن هنا يكون من واجبات المدرب المراقبة الحذرة لتلك الحالات ومعرفة أوقاتها.يقول(John Eden, North Babylon HS (N.Y) ) أنا لا اؤمن بالمحادثات الرنانة كل الوقت فاحاول ان احتفظ ببعض منها للمباريات الحاسمة أو لبعض من أوقات تلك المباريات فالتحفيز بالنسبة لي شيء واحد فقط وهو ان يمتلك اللاعبون وأنا فكرة واحدة ثابتة خلال وحدات التدريب وهذه الفكرة هي(التطور) وهذا يتطلب تركيز بنسبة100% يصعب الوصول اليه ولكن مع الأسف لا بديل عن ذلك..يقول (Hank Steinbrecher, Boston University ) هنالك مفهومين أوليين للتحفيز وهما التحفيز الفردي والتحفيز الجماعي فالتحفيز هو العملية التي تدفع اللاعب او مجموعة اللاعبين للأداء بشكل اكبر من المتوقع والمحتمل من اللاعبين ويتم هذا فرديا من خلال اعلان الصداقة الحميمية مع اللاعل أما جماعيا فيتم من خلال تغليب روح الجماعة.أما (Ibrahim M. Ibrahim, Clemson University) فيقول عندما نتحدث عن التحفيز فإننا نتحدث بان لاعبينا يدركون هدفهم من اللعب وان هذا الإدراك حقيقة مقبولة للجميع,أما(Billy Charlton, U.S. Army Coach ) فيقول بان التحفيز أكثر ما يكون داخليا بالنسبة للاعب والذي يدفعه للأداء الأحسن وعلى المدرب ان يفهم ويستحسن تحفيز كل لاعب ومن ثم عليه تعين الصفة المشتركة المقبولة من جميع اللاعبين وعندها يستطيع استخدام المحفزات الخارجية.أما(Jeff Vennell, Kenyon College) فيقول بأنني احاول أن اقنع اللاعب بان(الثقة بالنفس) هي الجزء الأهم في التحفيز ومن هنا اعتبر بان المتعة والمكافئة خلال التدريب تفعل فعلها في تحفيز اللاعبين فيجب ان يفهم اللاعبون ما يعنيه التدريب وما يتم انجازة من اهداف كما ان وضع الأهداف مهم للوصول لتحفيز مطلوب أما(Mike Berticelli, UNC-Greensboro ) فيقول التحفيز بالنسبة لي هو القابلية على الاستمرار برفع عاملي التحدي والإثارة للأهداف الجديدة بغض النضر عن مدى الوصول لتلك الأهداف فنحن نحفز اللاعبين على الدوام بتحديهم بأهداف قصيرة المدى وأهداف على المدى البعيد ففي الأهداف قصيرة المدى يكون التحفيز مهما خلال وحدات التدريب والحصول على الحد الأقصى من هدف التدريب رغم كل الحواجز التي تظهر فجأة خال التنفيذ أما في الأهداف بعيدة المدى كالوصول للمربع الذهبي أو المركز الرابع في المسابقة فيكون التحفيز مسؤولية مشتركة بين اللاعبين والمدرب وهنا تلعب خبرات اللاعبين في بلوغ الأهداف قصيرة وبعيدة المدى على طول الخط مع قابلية المدرب على الخلق والابداع ليكون التحفيز حقيقيا وشاملا أما(Gary Avedikian, Centerville (Ohio) HS ) فيقول ان اكبر تحدي يواجهنا يكمن في تحفيز اللاعبين وبناء مواقف مناسبة فيمكن ان يكون تعريف التحفيز على انه مساعدة اللاعبين لجلب نسبة كبيرة من طاقتهم للوصول للأهداف المعلنة ولقد وجدنا نجاح كبير في التحفيز اذا ما عملنا وفق اهداف معقولة او اهداف ممكنة التحقيق فإذا بدأنا بأهداف واقعية مناسبة لقدرات الفريق وإمكانياته فإننا سنصيب النجاح تلو النجاح أما (Bill Hughes, Roberts Wesleyan College ) فيقول بأن التركيز على مستوى عالي من من اللياقة الذهنية والبدنية سيساعد على تحفيز لاعبيك مذكرا اللاعبين بان ما يفعلوه سيعكس أنهم يمتلكون أكثر مما يبدو في أنفسهم أما(-John Cossaboon, North Texas State Youth Soccer Association) فيقول بان التحفيز يشير لمستوى الرغبة الفردية التي يبغى اللاعب الوصول لها بكامل طاقته ويعكس مستوى التحفيز درجة النضال والجهد باتجاه تحقيق هدف معين ولهذا تكون فنون التحفيز مختلفة باختلاف الافراد فبعض اللاعبين يتأثرون بشكل كبير بقوى التحفيز الخارجيية كالمدرب او الصحافة او العائلة بينما يتأثر البعض الآخر بشكل اقل بنفس تلك القوى وفي جميع الاحوال فاننا نعمل على جعل اللاعبين يشعرون بقيمة أنفسهم خال العمل سواء بالتدريب او اللعب أما (Tom Griffith, Dartmouth College ) فيقول نعمل على تحفيز اللاعبين من اليوم الاول لدخول اللاعبين في مهنة كرة القدم بأسلوب الانضباط باتجاه أي شيء( اعمل الأشياء بشكل صحيح طوال الوقت)سواء في الساحة أو خارج الساحة فلاعبينا محفزين بالأساس طبقا لطبيعة المسابقة وجدولة التدريب والمباريات فليس علينا حثهم على ذلك لأن الواقع هو الذي يلعب دور التحفيز أما( ) فيقول يحفز لاعب كرة القدم عندما يكون مستعدا بشكل جيد من الناحية البدنية والذهنية فالتحفيز لا يأتي به الجني الساحر قبل بدء المباراة ولا تأتي به الخطب فالذي يأتي به هو ما تم عملة خلال التدريب الأسبوعي فهو يتطور باستمرار و بثبات بطريقة نظامية ومتدرجة خلال وحدات التدريب المتتابعة فشعار الربح او الخسارة يعتمد على الطاقة الكاملة للعب بأحسن ما يكون والذي يعتمد على نوعية الاستعداد للمباراة وللهدف الخاص.