الشاعر جورج تْراكِـل - Georg Trakel
( 1887 – 1914 )
د. شاكر مطلق



شاعرٌ نمساويّ هامٌ ،درستُ شعره باهتمامٍ وعمق منذ ستينيات القرن الماضي.
قبل حوالي ربع قرن ضاعت للأسف دراسته التي أرسلتها إلى مجلة ( الآداب الأجنبية –الآداب العالمية الآن) - اتحاد الكتاب العرب- دمشق - ولم يكن لديَّ منها نسخة أخرى .
الأديب المرحوم الأستاذ " أنطون مقدسي "- وزارة الثقافة السورية , في حوارٍ أجريته معه حول الشاعر - اعتبره أهمَّ من الشاعر الفرنسي " بودلير " ,وهو الأمر الذي لم أوافقه عليه ، وتمنى عليَّ أن أكتب عنه وعن شعره كتاباً , سينشره على الفور , الأمر الذي لم أقم به حتى الآن للأسف .
يعكس شعره , ذو الصور المعقدة , الاضطرابَ النفسيّ الشديد لديه , ولاسيما بعد مشاركته كجندي يعمل في المجال الطبي , وبعد أن رأى الكثير من أهوال الحرب ,كما أن لديهِ عقداً جنسيةً واضحةً , ولاسيما أن شعره يشير إلى علاقة محرمة مع أخته , وغلى تعاطيه المخدرات , والتي يرد ذكرها وبخاصة " الخشخاش " - يستخرج منه الأفيون - في أكثر من عشرين قصيدة في ديوانه الموسوم بـ : " سيباستيان في الحلُم " .
مات الشاعر منتحراً - حسب رأيي- بجرعة زائدة من مخدر الـ " كوكائين " , وهو أمر لم يكن ليحصل معه كدارسٍ للعلوم الصيدلانية . من شعرة أقدم قصيدة:

" حلَويات "
الصورَ الملوَّنةَ التي ترسمها الحياةُ
أراها قاتمةً, مَحوطةً بالغسَقِ
كالظلالِ المشتَّتة الشَّعثاءِ , عِكرةً , باردةً
لا تكادُ تولدُ حتى يقهرَها الموتُ .

ولأنَّ القِناعَ يسقطُ عنْ كلِّ شيءٍ
لا أرى إلا الخوفَ , اليأسَ , العارَ والوباءَ
( في ) مسرحيةِ المراثي البشريةِ
الخاليةِ منَ الأبطال ِ
مسرحيةٍ سيئةٍ , تُعرضُ فوقَ القبورِ , (و ) الجثثِ.

يُقرفُني وجهُ الحلُم ( الحياة ) هذا المضطربِ.
برغم ذلك , فأنْ أرادَ أمرٌ قويٌ ( ربانيٌّ ) أنْ أبقى
( فسأبقى في الحياةِ ) مهرِّجاً
ينطِق دورَهُ مرغماً
ممتلئاً باليأسِ وبالمللِ ( أيضاً ) .
===================
----------------------------
حمص - سورية 6/2009
E-Mail:mutlak@scs-net.org