شاعرنا الكبير ...
إذن لم يروق لك ما قاله أنيس منصور لذلك أخترت مما قالع المبدع نزار قباني
أرجو ان ينال رضاك ...
بدونك
ليس هناك حضور لشيء
وجدوى لشيء
ونفع لشيء ...
فكل الحياة بدونك
قبض سراب ..
وكل السؤالات
من دون عينيك
ليس لهن جواب ..
فأنت الغياب الشروق
وأنت الشروق الغياب ..
ومن دون عينيك تاجي شوك
ومملكتي من تراب
ومن دون ايقاع صوتك .. ما هو صوت الرباب ..
ومن دون ثغرك .. ما هو طعم الشراب ...
دمت بخير
شكرا على هذه القصيدة المليئة ( بالضّمّار) أي بخفّة الروح فقد أبدع الشاعر في معالجته "الهزليّة ", الى درجة بالغة الظرف !
بقي أن أسرّله بشيء وقبل أن أنتقل لإبداء وجهة نظر(خاصة أثارها في نفسي هذا الموضوع) أنه لو كان ألقاها عندنا في تونس لحصل على وسام الجمهورية
من طرف دعاة الطرح البورقيبي وورثته , الذين يحاربون الشرع في هذه المسألة , ويحملون على موضوع تعدد الزوجات بشدّة وبلاهوادة في حين لا يستنكفون من فسح المجال
للعلاقات المحرّمة (كأن تلعب المرأة دور الخليلة والعشيقة وما يترتب على ذلك من معاصي وآثام ونتائج كارثية في كثير من الأحيان) متجاهلين الحكمة التي أرادها الله من وراء هذا الأمر الذي لم يسلم أيضا
وفي بعض البلدان الأخرى من توضيف سلبي كان فيه إمتهان كبير للمرأة و إنسانيتها ولم يخلومن أخطاء متعددة جلبت للطرفين - المرأة والرجل - الكثير من المآسي والآلام , فماهي الغاية والحكمة البالغة التي
أرادها الله سبحانه من هذا الامر ؟
أولاً : حُكم التعدد في الإسلام :
- النص الشرعي في إباحة التعدد :
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) النساء/3 .
فهذا نص في إباحة التعدد فقد أفادت الآية الكريمة إباحته ، فللرجل في شريعة الإسلام أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً ، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات ، ولا يجوز له الزيادة على الأربع ، وبهذا قال المفسرون والفقهاء ، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه .
وليُعلم بأن التعدد له شروط :
أولاً : العدل
لقوله تعالى : ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) النساء/3 ، أفادت هذه الآية الكريمة أن العدل شرط لإباحة التعدد ، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته إذا تزوج أكثر من واحدة ، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة . والمقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له ، هو التسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته .
وأما العدل في المحبة فغير مكلف بها ، ولا مطالب بها لأنه لا يستطيعها ، وهذا هو معنى قوله تعالى : ( ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) النساء/129
ثانياً : الحكمة من إباحة التعدد :
1- التعدد سبب لتكثير الأمة ، ومعلوم أنه لا تحصل الكثرة إلا بالزواج . وما يحصل من كثرة النسل من جراء تعدد الزوجات أكثر مما يحصل بزوجة واحدة .
ومعلوم لدى العقلاء أن زيادة عدد السكان سبب في تقوية الأمة والذود عنها ، وزيادة الأيدي العاملة فيها مما يسبب ارتفاع الاقتصاد – لو أحسن القادة تدبير أمور الدولة والانتفاع من مواردها كما ينبغي – ولندع عنا أقاويل الذين يزعمون أن تكثير البشرية خطر على موارد الأرض وأنها لا تكفيهم فإن الله الحكيم الذي شرع التعدد قد تكفّل برزق العباد وجعل في الأرض ما يغنيهم وزيادة وما يحصل من النقص فهو من ظلم المعتدين والإدارات والحكومات والأفراد وسوء التدبير ، والننظر إلى الصين مثلاً أكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان ، وتعتبر من أقوى دول العالم بل ويُحسب لها ألف حساب ، كما أنها من الدول الصناعية الكبرى . فمن ذا الذي يفكر بغزو الصين ويجرؤ على ذلك يا ترى ؟ ولماذا ؟
2- تبين من خلال الإحصائيات أن عدد النساء أكثر من الرجال ، فلو أن كل رجل تزوج امرأةً واحدة فهذا يعني أن من النساء من ستبقى بلا زوج ، مما يعود بالضرر عليها وعلى المجتمع :
أما الضرر الذي سيلحقها فهو أنها لن تجد لها زوجاً يقوم على مصالحها ، ويوفر لها المسكن والمعاش ، ويحصنها من الشهوات المحرمة ، وترزق منه بأولاد تقرُّ بهم عينها ، مما قد يؤدي بها إلى الانحراف والضياع إلا من رحم ربك .
وأما الضرر العائد على المجتمع فمعلوم أن هذه المرأة قد تنحرف عن الجادة وتسلك طرق الغواية والرذيلة ، فتقع في محاذير يدفع ضريبتها المجتمع ككلّ ليس أقلّها ما قد ينتج عن تلك العلاقة من " ثمرة حرام " وأطفال يعيشون طول حياتهم
مشرّدين على هامش المجتمع وهم يحملون وصمة عار لم يكونوا سببا فيها
3- الرجال عرضة للحوادث التي قد تودي بحياتهم ، لأنهم يعملون في المهن الشاقة ، وهم جنود المعارك ، فاحتمال الوفاة في صفوفهم أكثر منه في صفوف النساء ، وهذا من أسباب ارتفاع معدل العنوسة في صفوف النساء ، والحل الوحيد للقضاء على هذه المشكلة هو التعدد .
4- من الرجال من يكون قوي الشهوة ، ولا تكفيه امرأة واحدة ، ولو سُدَّ الباب عليه وقيل له لا يُسمح لك إلا بامرأة واحدة لوقع في المشقة الشديدة ، وربما صرف شهوته بطريقة محرمة .
أضف إلى ذلك أن المرأة لها عذر ومانع شرعي يجعلها في أوقات معينة لا تستطيع أن تفي بحاجة الزوج (في حالات الحيض والنفاس ) وهو ما لا يستطيع أن يتحمّله الزوج في بعض الأحيان وذلك لخصائص كامنة في الرجل
5- التعدد ليس في دين الإسلام فقط بل كان معروفاً عند الأمم السابقة ، وكان بعض الأنبياء متزوجاً بأكثر من امرأة ، فهذا نبي الله سليمان كان له تسعون امرأة ، وقد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجال بعضهم كان متزوجاً بثمان نساء ، وبعضهم بخمس فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإبقاء أربع نساء وطلاق البقية .
6- " قد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج أو لا يمكن معاشرتها لمرضها ، والزوج يتطلع إلى الذرية وهو تطلع مشروع ، ويريد ممارسة الحياة الزوجية الجنسية وهو شيء مباح ، ولا سبيل إلا بالزواج بأخرى ، فمن العدل والإنصاف والخير للزوجة نفسها أن ترضى بالبقاء زوجة ، وأن يسمح للرجل بالزواج بأخرى .
7- وقد تكون المرأة من أقارب الرجل ولا معيل لها ، وهي غير متزوجة ، أو أرملة مات زوجها ، ويرى هذا الرجل أن من أحسن الإحسان لها أن يضمها إلى بيته زوجة مع زوجته الأولى ، فيجمع لها بين الإعفاف والإنفاق عليها ، وهذا خير لها من تركها وحيدة ويكتفي بالإنفاق عليها ..خاصة في أوقات الحروب التي كثيرا ما يستنفذ فيها الرجال فيترتب عن ذلك بقاء الكثير من الأرامل والبنات بدون زواج والأطفال الأيتام بدون عائل ( مثلما هو حاصل في العراق الآن وفي غيرها من البلدان الإسلامية
التي تعاني من العدوان والإعتداءات الغاشمة عليها )
اعتراض :
قد يعترض البعض ويقول : إن في تعدد الزوجات وجود الضرائر في البيت الواحد ، وما ينشأ عن ذلك من منافسات وعداوات بين الضرائر تنعكس على من في البيت من زوج وأولاد وغيرهم (كما لاحظنا ذلك في القصيدة )، و هذا ضرر ، والضرر يزال ، ولا سبيل إلى منعه إلا بمنع تعدد الزوجات .
دفع الاعتراض :
والجواب : أن النزاع في العائلة قد يقع بوجود زوجة واحدة ، وقد لا يقع مع وجود أكثر من زوجة واحدة كما هو معاش في كثير من الحالات ، وحتى لو سلمنا باحتمال النزاع والخصام على نحو أكثر مما قد يحصل مع الزوجة الواحدة فهذا النزاع حتى لو اعتبرناه ضرراً وشراً إلا أنه ضرر مغمور في خير كثير, وكما قال الأخ ناصرفكل ما قال الله عز وجل وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فهو حكمة بالغة وخير وافر، وإن ترتب عليه ضرر ظاهر فإن باطنه كله خير
وليس في الحياة شر محض ولا خير محض ، والمطلوب دائماً تغليب ما كثر خيره وترجيحه على ما كثر شره ، وهذا القانون هو المأخوذ والملاحظ في إباحة تعدد الزوجات .
اعتراض آخر قد يصدر عن البعض " وإن كان قد صدر فعلا عن بعضهنّ " :
إذا كنتم تبيحون التعدد للرجل ، فلماذا لا تبيحون التعدد للمرأة ، بمعنى أن المرأة لها الحق في أن تتزوج أكثر من رجل ؟
الجواب على هذا الاعتراض :
المرأة لا يفيدها أن تُعطى حق تعدد الأزواج ، بل يحطّ من قدرها وكرامتها ، ويُضيع عليها نسب ولدها ؛ لأنها حاضنة وأرضية تكوين النسل ، وتكوينه لا يجوز أن يكون من مياه عدد من الرجال وإلا ضاع نسب الولد ، وضاعت مسؤولية تربيته ، وتفككت الأسرة ، وانحلت روابط الأبوة مع الأولاد ، وليس هذا بجائز في الإسلام ، كما أنه ليس في مصلحة المرأة ، ولا الولد ولا المجتمع " , ختاما أشكرك أستاذ ناصر على القصيدة إدراجا وفرصة أتحتها لي لإبداء وجهة النظر هذه والتي قد لا يوافقني عليها كثيرون , ولكني أردتها أن تكون رؤية جادّة مستوحات من قصيدة طريفة وظريفة .
التعديل الأخير تم بواسطة فائزة عبدالله ; 27/03/2010 الساعة 05:37 AM
***فائزة***
الاديبة الفاضلة والشيخة الكبيرة والفقيهة الرائعة
انت فقيهتنا وانا اول المبايعين
ما اروعك وما اجمل حرفك سيدتي
مع ملاحظة ان ممارسات بعض السفهاء في التعسف بممارسة حقهم بالتعدد هو حجة عليهم وحدهم وليس على الشريعة الغراء .....
لكم الود سيدتي متمنيا لك تحقيق الاماني الطيبة واجمل الاحلام الطاهرة .
دمتم ودام السعد يحفُّ بكم وبتطلعاتكم .
إذا كان أخي وحبيب قلبي د.محمد فتحي الحريري سبقني في مبايعة الأستاذة الفاضلة فائزة فأنا الثاني ..
أُعجبت بطرح الفاضلة فائزة أيما إعجاب لسبب واحد وهو من خلال مانسمع عن تونس في هذا المجال بأن الكل ضد التعدد..أخيرا أيقنت أن في تونس ابن خلدون وعقبة فضلاء وفضليات واتاويين وواتويات جمعنا بهم الله في الدنيا والآخرة..تحيتي وأشواقي.
المفضلات