الموحدين الدروز,( افضل ما قيل عنهم),
من كانو الموحدين الدروز,( افضل ما قيل عنهم), ومن هم اليوم?
اقتباسا عن كتاب "من هم الموحدون الدروز" للمؤلف جميل ابو ترابي
قال المؤرخ اللبناني حنا أبو راشد: "إذا جئت تعدد فضائل الدروز فهي تنحصر في ثلاثة أمور: أولا "الدرزي يحافظ على عرضه كمحافظته على دمه.
ثانيا, ويحافظ على استقلاله كما يحافظ على ضيفه.
ثالثا, والدرزي سلام وحرب في ان واحد, فالسلام يعطونه لمن يرغب في السلام, والحرب يندفعون إليه ولو ماتوا عن آخرهم تجاه من يدفعهم إلى الحرب"1
وقد أشار الدكتور عمر فروخ في كتابه عبقرية العرب بالنظام الأخلاقي الرفيع المرتكز على مذهب التوحيد, قال:
"كان للدروز في حركتهم الدينية عبقرية عمليه تلفت الأنظار, لقد استطاع المذهب التوحيدي أن يقر في نفوس أتباعه نظاما أخلاقيا عمليا يندر أن نجد مثله بمثل هذه القوه وذلك الاستمرار عشرة قرون متوالية, ويظن أن حسن الأخلاق في المذهب التوحيدي جزء من الدين. والدرزي الموحد متصف بالعفاف والصدق وإتيان الفضائل, وليس مكان العبقرية أن يأمر المذهب بهذه الأخلاق التي أمرت بها المذاهب كلها, واتت بها الفلسفات جميعها, ولكن مكان العبقرية أن هذا الأمر لم يفقد سلطته إلى اليوم."2
وقد اكتسب المسلمون الموحدون من الدين صفات ميزتهم عن غيرهم من بقية الشعوب مثل: الشجاعة, فترى الموحد يخوض غمار الحروب ولا يهاب الموت ولا يرهبه لأنه يعتقد بمبدأ التقمص. وفي هذا الصدد يقول الجنرال الفرنسي "اندريا" مشيرا والى مقومات قوة الموحدين الدروز: "الوحدة التي تشد الدروز بعضهم إلى بعض فتجمع الالفة بينهم من اكبر شيخ حتى اصغر فلاح". فشجاعة الدرزي خارقه مذهله, وإيمانه بالتقمص والعودة إلى الحياة مرة ثانيه بعد الموت بوضع أفضل إذ مات دفاعا عن الوطن.
ويقول الكابتن الفرنسي "بورون"3 في شجاعتهم:
"إن الدرزي الموحد بشجاعته او ببراعته في ساحة الحرب يوازي أحسن جندي أوروبي, ولسنا نعمد إلى الثناء على فروسية الدروز لنبين فضلنا في الانتصار عليهم, بل أننا مرغمون على إعطائهم حقهم من المدح والإطناب لنكون من المنصفين, وبقطع النظر عن الشجاعة والفروسية فان معدات الدروز وهجماتهم المتتابعة واستبسالهم في الدفاع وثباتهم في وجه عيارات البنادق وقنابل المدافع وقذائف الطيارات تجعل منهم خصما عنيدا جبارا ومقاوما لا تلين قناته".
وقال الدكتور مصطفى غالب: "نستنتج من أقوال حدود دعاة الموحدين بان الدين لديهم نور وهدى ينير ظلمات النفوس كما تنير الشمس في رابعة النهار للعالم, وان ميزان كل إنسان عمله, فالدين ينهي عن المسكرات وعن التدخين على أنواعه, وعدم الشراهة في كل شيء, تجنب البرهجه والخلاعة عند السفهاء والاعتدال في الملبس والتقشف اقرب إلى التقوى".4
ومن صفاتهم ومزاياهم الخلقية الرفيعة هي الكرم وحسن الضيافة.
وكتب "فولني" الرحالة الشهير: "أن كل من يقرع بابهم يكون واثقا من الحصول على المأوى والطعام بسخاء وأريحيه"
وكتب العلامة محمد كرد علي في ذلك فقال:5
"ومأثرة أخرى للدروز هذه النوبة, فقد أووا في جبلهم نحوا من عشرين ألفا من اللاجئين العرب والترك على اختلاف مذاهبهم, وأطعموهم مدة الحرب بلا عوض, وكانت مضافات الرؤساء منهم أشبه بفنادق ومطاعم مجانية.. خدامها أصحاب تلك البيوت من أعيان الجبل, فمثلوا بعملهم هذا القرى العربية والمروءة والشهامة "
وكرم الضيافة عند الموحدون الدروز تشمل حماية المستجير حتى لو كلفهم هذا دمار بيوتهم وخرابها, وكان لهذه السمة وقع كبير في نفس "بركهارت" ألرحاله الذي عرف بدقة ملاحظته حيث قال: "قمت بتحقيقات خاصة عن هذا الموضوع, وإنني مقتنع بأنه لا يمكن لأي اعتبار للمصلحة او خوف من القوة أن يحمل الدرزي على تسليم شخص استجار به".6
كما وقال الكاتب الانكليزي "نمري" في حسن ضيافتهم: "إن حسن الضيافة عندهم للغرباء ولبعضهم البعض هي مضرب الأمثال في أرجاء الشرق, ومن يتاح له زيارتهم ولو لمرة واحده لا يستطيع نكران انسهم وشهامتهم ولطفهم".
كما وقال في حفاظهم على نقاوة الدم وطهارة عقيدتهم: "يحافظون على طهارة الأسرة وقدسية البيت, فلا يزوجون بناتهم إلى الأجانب مهما كان الدافع, وهذا ما يجعل الدرزي نقيا طاهرا..".
ومن صفات الدروز البارزة أيضا الشعور بالكرامة, يشترك فيها الرفيع والوضيع, فهي صفة قوم أحرار لم يكن للقوى الخارجية سوى سيطرة ضئيلة عليهم, وللاحتشام واللباقة في المظهر والكلام, المظهر والسلوك أهميه كبيره عندهم, كذلك الحال في حفظ اللسان عن التفوه بفاحش الكلام, وفي هذا الصدد يقول عنهم العلامة الأمريكي "فانديك" أثناء إقامته بينهم في لبنان:
"تعاشر الواحد منهم خمسين سنه فلا تسمع منه ولا مره لفظ سوء ولا قصه فيها شيء من الخلاعة".7
وقد أشار الجنرال الفرنسي "ويغان" الذي كان مفوضا ساميا على لبنان إلى مناقب الموحدين الدروز بجمله اختصرت كل ما قيل عنهم فقال: "بان الدرزي يتحلى بفضائل ومحاسن تغبطه عليها أرقى الأمم".8
ويقول فيهم الكاتب اللبناني "مارون عبود" الذي خبرهم وعاش بين ظهرانيهم في بلد واحد: "لقد عشت بين هؤلاء القوم الغضاريف أكثر من ثلث قرن, فما رأيت إلا رعاية ونبلا وكرم عنصر, واشهد أنني في هذه المدة لم اسمع من أجاويدهم لفظه خشنة, ولا من الذين ليسوا من الأجاويد كلمة نابية, فهم أمراء الحديث وأرباب اللياقة.. فالدرزي كما يقول مثل بلاده "للسيف وللضيف ولغدرات الزمان". 9
كما وقال عنهم الكابتن الفرنسي "بورون": "إن للدروز عادة شريفه وهي احترام النساء وعدم التعدي على الأعراض, وقد حافظوا على هذا ا المبدأ أجيالا طويلة".10
كما واشتهروا بانتصاراتهم على من يفوقونهم عددا, ومما يذكر لهم أنهم في حروبهم لا يتعرضون أصلا لما يمس الآداب, وما سمع أنهم سطو على العرض, ولا قتلوا النساء ولا الأطفال, وربما احتمى نساء أعدائهم ببيوتهم بعد قتل بعولتهن.
وعن الحرب الأهلية سنة 1860 قال "دانيال بلس" رئيس ألجامعه الأمريكية في بيروت: "إن المرأة من خصوم الدروز كانت تمر في معسكراتهم آمنه لا يرفع إليها طرف, ولا يقع في أذنها كلام, وهذا ما لا تستطيع أن تدعيه أمم غربيه تتبجح بمدينتها, ثم تتنكر في الحروب لحضارتها, إن الشهامة في ذروتها عند بني معروف".11
وقال فيهم الجنرال ديغول لما سئل عن رأيه بالعشيرة المعروفية أثناء زيارته للبرازيل: "إن العشيرة المعروفية من اشرف العرب وأكرمهم, بيوتها ومضافاتها فنادق مجانية, إنها تحب الحق وتموت في سبيله, لا تتعدى على احد ولا تنام على ضيم, تحمي الضيف والدخيل بالدم, وتبذل الغالي والرخيص فداء كرامته, وحمايته واجب مقدس عندها, وعاداتها وتقاليدها من اشرف العادات, حاربناها ولكنها هزمتنا, ولم يذل الجيش الفرنسي إلا أمام العشيرة المعروفية فقط, رغم كل الانتصارات التي حققها في اكبر معارك مصيريه"
المفضلات