بين الرزدق وسحيم
[center]الفرزدق الشاعر اسمه " همام بن غالب " كان أبوه " غالب " رئيس قومه فأصاب أهل الكوفة مجاعة فعقر " غالب " لأهله ناقة وصنع منها طعاما وأهدى إلى قوم من بني تميم جفانا (1) من ثريد ووجّه جفنة منها إلى " سحيم الرباحي " رئيس قومه وهو القائل :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ****** متى أضع العمامة تعرفوني
فكفأها " سحيم " وضرب الذي أتى بها ، وقال : إني غير مفتقر إلى طعام " غالب " ! إذا نحر هو ناقة نحرت أنا أخرى فوقعت المنافرة بينهما وعقر " سحيم " لأهله ناقة فلما كان من الغد عقر لها " غالب " ناقتين ، فعقر " سحيم " ناقتين ، فلما كان اليوم الثالث عقر " غالب " ثلاثا فعقر " سحيم " ثلاثا فلما كان اليوم الرابع عقر " غالب " مائة ناقة فلم يكن عند " سحيم " هذا المقدار فلم يعقر شيئا !! وأسّرها في نفسه ، فلما انقضت المجاعة ودخل الناس الكوفة قال : بنو رباح لسحيم : جَرَرْت علينا عار الدهر ، فلا نحرت مثل مانحر ، وكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين فاعتذر بأن إبله كانت غائبة وعقر ثلاثمائة ناقة وقال للناس : شأنكم والأكل ! وكان ذلك في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاستفتى في حِلِّ الأكل منها فقضى بحرمتها ، وقال هذه ذُبحت لغير مأكله ، ولم يكن المقصود منها إلا المفاخرة والمباهاة فألقيت بلحومها على كناسة الكوفة فاكلها الكلاب والعُقاب الرخم .
(1) الجفنة : القصعة الكبيرة .
[/center]
رد مع اقتباس
المفضلات