ناقوس الخطر بالجامعات السودانية، المذكرات أو ال sheets

[سارة مبارك]

ناقوس الخطر بالجامعات السودانية، المذكرات أو ال sheets
ظاهرة جديدة تسرطنت في الجامعات السودانية مع مطلع الألفية الجديدة هي هذه المذكرات التي بين أيدي الطلاب أو ما اطلق عليه إصطلاحاً "الشيتات" كما يحب أن يسميها الطلاب إشتقاقاً من كلمة "sheets".. بها يكتفي بعضهم وبها أيضاً يُغلق الطريق نحو المكتبة، بينما يتخذ آخرون موقفاً منها باعتبارها سبباً في زيادة نسبة الجهل بينهم في عمق تخصصهم الدقيق!.
وعن المذكرات يقول الدكتور عطا الشيخ بكلية الآداب بجامعة الخرطوم:" هنالك ثلاثة أنواع للمذكرات؛ أولها بحوث يضعها الطلاب في المكتبة للاستفادة منها ، ثانياً هناك مذكرة في شكل كتاب يقوم بتصويره الدكتور فى حالة انعدام المرجع، مثل مرجع(شرح ابن عقيل) لطلاب المستوى الأول..ثالثاً: توجد مذكرات يضعها الطلاب بأنفسهم للاستفادة منها مادياً بالتعاون مع أصحاب المكتبات المجاورة للجامعات، وعن عزوف الطلاب من الذهاب للمكتبات يقول عطا:" إن المكتبات غير مهيأة ومتخلفة والكتب الموجود قديمة و القاعات ضيقة و تفتقد فيها مدخلات العصر من انترنت وأجهزة حديثة، ونؤيد فكرة العرض بالبروجكتر؛ لأنها تمزج بين الطريقة التقليدية والحديثة.. كل هذه الأسباب اثرت في الابتعاد عن المكتبات".
يقول الطالب مازن عبدالكريم:ـ نحن أبناء هذا الجيل لم تنغرس فينا روح المثابرة والبحث العلمي، الآن أصبحت المسألة تجارية.. نقرأ بعض المذكرات للمرور في الامتحانات وليس للمعرفة الحقيقية، الجامعة الآن تعتمد على التلقين بشكل أساسي، وأكبر دليل على ذلك نحن طلاب الهندسة لا توجد مراجع حديثة مواكبة والوسائل المتاحة للتعليم بالجامعة متخلفة جداً، ولذلك نجد أنفسنا مضطرين إلى شراء الشيتات. المكتبات في الجامعة مترهلة وتعاني من الفقر الأكاديمي ولا شيء جديد فيها والبيئة المحيطة بها غير صالحة للدراسة.. هكذا ابتدر الطالب محمد عباس حديثه حول موضوع المذكرات، وهو ضدها لعدة أسباب .. لأنها برأيه متاجرة واستغلال لحاجة الطلاب ويجب على إدارة الجامعة توفير جميع المراجع، كما نناشد بإنشاء مكتبة إلكترونية كبيرة لتسهيل القراءة على الطلاب، وإنشاء مكتبات جديدة بدلاً من القديمة التي شاخت،
الدكتور احمد العوض عبدالقادر مسجل عام مكتبة جامعة الخرطوم يقول: إن عزوف الطلاب عن المكتبة يرجع إليهم، ويضيف إن الإقبال على المكتبة ضعيف من قبل الطلاب لانصرافهم الى الأشياء الجاهزة من مذكرات ومحاضرات.
(80%) من الميزانية لصالح توفير الكتاب..
ويواصل مسجل المكتبة:ـ إعتباراً من هذا العام رصدت إدارة المكتبة (80%) من الميزانية المتاحة لصالح توفير الكتاب، وجميع المراجع والكتب متوفرة وتأهيل القاعات، واصلاح البيئة المكتبية ولدينا أيضاً قسم لتزويد الطلاب بكل الخدمات المرجعية لتوفير المراجع لطلاب الدراسات العليا، والمكتبة تعمل على دوام واحد منذ الثامنة صباحاً إلى العاشرة مساء، وأرى علامات إصلاح في كل الجامعات السودانية بد توفير الدولة للميزانية، لكن هناك قرصنة تتعرض لها بعض المواقع التي تخص الدكاترة لسرقة الملخص أو المقرر الذي يخص الدكتور لبيعها الى الطلاب بالتعاون مع أصحاب محلات النسخ والتصوير.
-من موقع اخبار السودان-

[معتصم الحارث الضوّي]

لستُ مواكبا بصورة دقيقة لما يحدث على أرض الواقع، ولكن الشئ المؤكد هو أن الجيل الذي ينشأ وديدنه الاعتماد على "الشيتات" لن يتقدم أكاديميا/مهنيا إلا بصعوبة كبيرة.

تقديري