Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

موضوع مغلق
صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 83

الموضوع: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

  1. #1
    كاتب وناشر
    سفير واتا في الجزائر
    الصورة الرمزية عبدالرحمن هنانو
    تاريخ التسجيل
    26/12/2008
    العمر
    53
    المشاركات
    204
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور


    القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور
    --------------------------------------------------------------------------
    أردت في هذا الادراج أن أعرض على المتخصصين والباحثين في الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين شخصية أثارت الكثير من القضايا والنقاشات الساخنة حول القرآن الكريم والفكر الاصولي والاجتهادات وغيرها من أهم المواضيع التي يعتبرها البعض أصولا ثابتة ويراها البعض الآخر غير ذلك ولفهم القرآن الكريم والإسلام لابد من اختراقها وإنتاج قراءات معاصرة خدمة للإنسان المعاصر.
    هو طرح يحتاج إلى الهدوء في النقاش وتوخي الحذر في الطروحات وعدم الانسياق وراء الأهواء والحمية والجمود والتشدد ولا الغلو في الحداثة والمعاصرة.
    غير مسموح هنا السب والشتم والقذف والتكفير .نريد نقاشا علميا هادئا مفيدا سواء كان مع الطرح أو ضده. دحض الفكرة بالفكرة والدليل بالدليل.مع الاحتفاظ باحترام صاحب كل رأي مهما اختلفنا معه.ليكن الحوار والنقاش بين الأفكار بلا شخصنة.
    عبدالرحمن هنانو / أبوسمراء

    ملاحظة: الإصدقاء والزملاء أرجو أن نمتنع عن التعليق بالكلمات المفردة والجمل اليتيمة والشكر وضده أنا مسؤول عن الموضوع وسأحول كل ما يخرج عن الموضوع أو يناقش بطريقة غير معرفية أو علمية على الإدارة مع الحذف المؤقت.

    الدكتور محمد ديب شحـرور

    السيرة الذاتية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    • الاسم: محمد شحـرور
    • اسم الأب: ديـب
    • تاريخ الولادة: دمشق – 1938
    • متزوج وعنده أربعة ذكور وبنت
    info@shahrour.org
    • حصل على شهادة التعليم الابتدائي في دمشق عام 1949 .
    • حصل على شهادة التعليم الإعدادي في دمشق عام 1953.
    • حصل على شهادة التعليم الثانوي في دمشق عام 1957.
    • سافر إلى الاتحاد السوفياتي ببعثة دراسية لدراسة الهندسة المدنية في موسكو عام 1959، وتخرج بدرجة دبلوم في الهندسة المدنية عام 1964.
    • عين معيداً في كلية الهندسة المدنية – جامعة دمشق عام 1965 حتى عام 1968.
    • أوفد إلى جامعة دبلن بإيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية – اختصاص ميكانيك تربة وأساسات .
    • عين مدرساً في كلية الهندسة المدنية – جامعة دمشق عام 1972 لمادة ميكانيك التربة، ثم أستاذا مساعداً.
    • افتتح مكتباً هندسياً استشارياً لممارسة المهنة كاستشاري منذ عام 1973، ومازال يمارس الدراسات والإستشارات الهندسية في مكتبه الخاص في حقل ميكانيك التربة والأساسات والهندسة إلى الآن. وقدم وشارك في استشارات فنية لكثير من المنشآت الهامة في سوريا.
    • له عدة كتب في مجال اختصاصه تؤخذ كمراجع هامة لميكانيك التربة والأساسات.
    • بدأ في دراسة التنزيل الحكيم وهو في ايرلندا بعد حرب 1967، وذلك في عام 1970، وقد ساعده المنطق الرياضي على هذه الدراسة، واستمر بالدراسة حتى عام 1990، حيث أصدر الكتب التالية ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق:
    - ( الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة) عام 1990. (822) صفحة.
    - ( الدولة والمجتمع ) عام 1994. (375) صفحة.
    - ( الإسلام والإيمان – منظومة القيم ) عام 1996. (400) صفحة.
    - ( نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة " الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس" ) عام 2000. (400) صفحة.
    - ( تجفيف منابع الإرهاب ) عام 2008. (300) صفحة.
    • أجريت معه مقابلات صحفية من عدة صحف ومجلات عربية وأجنبية يومية وشهرية ودورية تدور حول أبحاثه والأحداث الراهنة بوقتها . منها مجلة الايكونوميست البريطانية، صحيفة الراية القطرية، صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مجلة ديرشبيغل الألمانية، صحيفة ديه فيلد الألمانية، مجلة روز اليوسف المصرية، صحيفة النهار اللبنانية، صحيفة السفير اللبنانية، صحيفة النور السورية، صحيفة الاتحاد الإماراتية وغيرها.
    • سجلت له قناة أوربت الفضائية حلقات تلفزيونية بثت على الهواء مباشرة (حضوري وعلى الهاتف) عام 2000 – 2001 (22 حلقة تلفزيونية كل منها حوالي الساعتين) وأثارت ردود فعل كثيرة عربياً وعالمياً .
    • دعي – ولايزال يدعى - إلى بلدان عربية وأوربية وأمريكية من قبل هيئات حكومية ومدنية وجامعات منذ عام 1993 بصفة باحث ومفكر إسلامي وطرح خلال هذه الزيارات منهجه وقراءته المعاصرة للتنزيل الحكيم، ونشرت له هذه الأبحاث في الدوريات والنشرات الصادرة عن هذه الهيئات. منها: مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في نيويورك، جامعة هارفارد ، جامعة بوسطن، جامعة دورتماوث، مؤتمر ميسا في شيكاغو 1998، جامعة برلين 2001، المجلس الإسماعيلي في لندن 2002، مؤسسة روكفلر في بيلاجيو إيطاليا، نادي العروبة في البحرين، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جمعية التجديد في البحرين ، الجمعية النسائية في البحرين، مجلة مقدمات في المغرب، مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد في المغرب. مجلس العلاقات الخارجية في ألمانيا، مؤسسة كونراد آدينآور الألمانية في عمان، جامعة يال الأمريكية في تركيا.. وغيرها.
    المنهج المتبع في التعامل مع التنزيل الحكيم
    وفق القراءة المعاصرة
    مقدمة

    خلال مسيرتنا نحو قراءة معاصرة للتنزيل الحكيم، قمنا حتى الآن بنشر أربعة كتب ابتداء من عام 1990، ونحن الآن في عام 2007 نقوم بتحضير الكتاب الخامس الذي نأمل أن يصدر في بدايات عام 2008. كما أننا نقوم مع فريق عمل بتلخيص أهم الأبحاث في الكتب الأربعة ومن الكتاب الخامس لترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، وتقديمها للقارئ المسلم غير العربي، وغير المسلم وغير العربي. لذا رأينا أن نقدم له النقاط الرئيسية للمنهج المتبع في تأليف الكتب.
    هذه النقاط تتألف من المنهج اللغوي والمنهج المعرفي المتبع في التعامل مع التنزيل الحكيم. وقد تم اختصار وتكثيف المنهج في بنود مرقمة لجعلها سهلة على القارئ، وبدأنا بالبنود اللغوية، ثم الفكرية ثم الفقهية، وهي تعرِّف القارئ كيف وصلنا إلى الاستنتاجات التي أوردناها في الفصل الثاني تحت عنوان (المصطلحات) وهي التي تم شرحها واستنتاجها بشكل مفصل في كتبنا الأربعة. وفيها يرى القارئ ماهو معنى ومحتوى القراءة المعاصرة، حيث تم اختراق كثير مما يسمى بالثوابت، وخاصة مايسمى أصول الفقه التي تم وضعها من قبل الناس في القرون الهجرية الأولى وهي - برأينا - لاتحمل أي قدسية، وبدون اختراق هذه الأصول لم نتمكن - ونرى - أنه لايمكن تجديد أي فقه.
    ونورد هنا مقولة آينشتاين الشهيرة:
    "إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جديدة وأنت تكرر الشيء نفسه"
    فمن هنا نرى أن أطروحات التجديد لامعنى لها ولاتؤتي ثمارها، وإنما هي تكرار للذات وللسلف وهي مجموعة من الخطابات والكلمات الرنانة بدون أي معانٍ أو أفكار مفيدة. فأي تجديد لايسمى تجديداً إلا إذا اخترق الأصول، وعلينا أن نعي حقيقة تاريخية هامة جداً وهي أن التاريخ الإنساني حسب التنزيل الحكيم يمكن أن يقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مرحلة الرسالات التي انتهت برسالة محمد (ص). والمرحلة الثانية مرحلة مابعد الرسالات والتي نعيشها نحن. أي أن الإنسانية الآن لاتحتاج إلى أية رسالة أو نبوة، بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات، وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات. والإنسانية اليوم أفضل بكثير من عصر الرسالات، لأن البشرية كانت بحاجة إليها للرقي من المملكة الحيوانية إلى الإنسانية، أما نحن فلا. وعلينا أن نعي أن المستوى الإنساني والأخلاقي في تعامل الناس بعضهم مع بعض أفضل بكثير من قبل وحتى في عهد الرسالات. فالبكاء على عصر الرسالات لاجدوى منه، لأننا الآن في مستوى أرقى معرفياً وتشريعياً وأخلاقياً وشعائرياً. ويكفي أن ضمان حقوق الإنسان أصبح كابوساً على رأس كل متسلط. والمؤسسات المدنية المحلية والعالمية التي تقوم على أساس تطوعي، تتنامى يوماً بعد يوم، وأنه تم إلغاء الرق بشكل كامل، حيث دشنت الرسالة المحمدية بداية تحرير الرق والمرأة ولم ينته إلى الآن. هذه المظاهر التي كانت لاتعرفها البشرية من قبل. ونحن قرأنا التنزيل الحكيم على أنه خاتم الرسالات، بعيون وعقل عصر مابعد الرسالات على أساس أنه جاء للأولين بمستوى، أي قرؤوه بعيونهم وبمستوى معارفهم، ولنا بمستوى آخر نقرأه بعيوننا وبمستوى معارفنا، ولايمكن أن تكون الصلاحية إلا هكذا.
    والحمد لله رب العالمين.
    دمشق كانون الأول / ديسمبر 2007.
    المنهج
    المنهج، أي النظام المعرفي المتبع، الذي انطلقت منه في محاولة فهم التنزيل الحكيم وإعادة تأسيس فقه اسلامي معاصر يتلخص في نقاط أساسية نراها صالحة كمنطلق لقراءة ثانية للكتاب والسنة، على ألا ننسى أنها ليست القراءة الأخيرة، وإلا لوقعنا فيما وقع فيه السلف والسلفيون والآباء والآبائيون. فالذي يدعي فهم كتاب الله ككل من أوله إلى آخره فهماً مطلقاً، إنما يدعي شراكة الله في المعرفة في ضوء قوله تعالى {ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} الرعد 43. هذه النقاط تتلخص فيما يلي:
    إيمانيات :

    1 - إن آيات التنزيل الحكيم عبارة عن نص إيماني وليست دليلاً علمياً، يمكن إقامة الحجة بواسطتها على أتباع المؤمنين بها فقط، أما على غيرهم فلا يمكن. وعلى أتباع الرسالة المحمدية المؤمنين بالتنزيل الحكيم أن يوردوا الدليل العلمي والمنطقي على مصداقيتها.
    2 - إن التاريخ الإنساني ككل في مسيرته العلمية والتشريعية والاجتماعية منذ البعثة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هو صاحب الحق في الكشف عن مصداقية التنزيل الحكيم، وهذه المصداقية ليس من الضروري أن ترد على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه.
    3 - إن الوجود المادي وقوانينه هما كلمات الله، وابجدية هذه الكلمات هي علوم الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والبيولوجيا والفضاء... إلخ، وإن الكم المنفصل (Digital) والكم المتصل (Equations) هما آلية هذه العلوم، وهذا الوجود مكتفٍ ذاتياً ولايحتاج إلى شيء من خارجه لفهمه، وهو لايكذب على أحد ولايغش أحداً، وبنفس الوقت لايساير أحداً وهو عادل في ذاته (وتمت كلمات ربك صدقاً وعدلاً) الأنعام 115.
    4 - بما أن التنزيل الحكيم هو كلام الله (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ) التوبة 6، فوجب بالضرورة أن يكون مكتفٍ ذاتياً، وهو كالوجود لايحتاج إلى أي شيء من خارجه لفهمه، هذا لإيماننا واعتقادنا بأن خالق الكون بكلماته هو نفسه موحي التنزيل الحكيم بكلامه، وهو الله سبحانه وتعالى. لذا فإن مفاتيح فهم التنزيل الحكيم هي بالضرورة داخله، فلنبحث عنها داخل التنزيل الحكيم وبدون صحاح ومسانيد ..إلخ وبدون قول صحابي أو تابعي، ويمكن سماع كل الأقوال والاستئناس بها.
    إن أبجدية كلام الله هي فهم المصطلحات، لذا أوردنا فصل خاص بها، والمنهج المعرفي في التعامل مع التنزيل الحكيم حيث أن المعرفة أسيرة أدواتها وهذا ماسنشرحه في المنهج.
    لذا فإن التنزيل الحكيم مطلق في ذاته، نسبي لقارئه ونسبيته تتبع تطور نظم المعرفة وأدواتها، وهذا مانطلق عليه ثبات النص في ذاته وحركة المحتوى لقارئه، وهنا نعلم لماذا كان النبي (ص) ممتنعاً عن شرحه إلا في الشعائر فقط.
    5 - الأساس في الحياة هو الإباحة، وصاحب الحق الوحيد في التحريم هو الله فقط، وهو أيضاً يأمر وينهى، لذا فإن المحرمات أُغلقت بالرسالة المحمدية، وكل إفتاءات التحريم لاقيمة لها.
    أما غير الله، ابتداء من الرسل وانتهاء بالهيئات التشريعية، فهي تأمر وتنهى فقط (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر 7، حيث أن الأمر والنهي ظرفي زماني مكاني، والتحريم شمولي أبدي. لذا فإن الرسول (ص) لايحرم ولايحلل، وإنما يأمر وينهى لذا فإن نواهيه كلها ظرفية.
    6 - إن محمداً (ص) كان مجتهداً في مقام النبوة (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ) التوبة 117، ومعصوماً في مقام الرسالة (يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ) المائدة 67، لذا فهناك سنة نبوية وسنة رسولية، وفي السنن الرسولية أو النبوية لايوجد محرمات إطلاقاً وإنما هي أوامر ونواهٍ.
    7 - إن الإيمان بالله واليوم الآخر هو تذكرة الدخول إلى الإسلام، والإسلام يقوم على هذه المُسَلَّمة، والعمل الصالح هو السلوك العام للمسلم، وكل قيمة إنسانية عليا ليست وقفاً على أتباع الرسالة المحمدية هي من الإسلام مثل بر الوالدين والصدق وعدم قتل النفس وعدم الغش والأمانة..إلخ.وبما أن العمل الصالح من الإسلام، فأبدع ماشئت، فلك أجر أنت ومن اتبعك. ورأس الإسلام هو شهادة أن لاإله إلا الله شهادة شاهد (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) الأنبياء 108. أما شهادة أن محمداً رسول الله فهي رأس الإيمان، والإيمان بها تصديقاً. وأتباعه هم المسلمون المؤمنون، وكل عمل هو وقفٌ على أتباع الرسالة المحمدية ولايقوم به غيرهم هو من الإيمان، مثل الصلوات الخمس وصوم رمضان ونصاب الزكاة وصلاة الجنازة، حيث أن هذه الشعائر هي من أركان الإيمان وليست من أركان الإسلام وفيها الإبداع بدعة ومرفوض. لذا نرى أن هناك إيمانان: الأول، الإيمان بالله الواحد وهو الإسلام والمسلمون، والثاني الإيمان بالرسول (ص) (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ) الأنفال 64، وهو الإيمان والمؤمنون، والإسلام يسبق الإيمان دائماً، ويوجد أجر على كل واحد منهما (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) الحديد 28. الكفل الأول على الإسلام والكفل الثاني على الإيمان. وبما أن الإسلام عام إنساني، فهو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله لعباده، وهو دين الفطرة، وقد تراكم من نوح حتى محمد (ص). أما أركان الإيمان فهي ضد الفطرة تماماً كصوم رمضان والصلوات الخمس. ولايمكن للإنسان أن يقوم بها إلا إذا أمره أحد بها وهداه إليها، لذا قال تعالى عن الإسلام والإيمان (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) الحجرات 17. لذا فإن أهم إصلاح ثقافي نحن بحاجة إليه هو تصحيح أركان الإسلام وأركان الإيمان، حيث تم وضع أركان الإيمان على أنها أركان الإسلام، مما أوقعنا في أزمة ثقافية وأخلاقية كبيرة جداً، حيث أن الأخلاق والقيم العليا أصلاً غير موجودة في أركان الإسلام المزعومة، فالإسلام فطرة والإيمان تكليف.
    أوليّات:
    عند دراسة أي نص لغوي، مهما كان نوعه، لدينا الأركان التالية: المؤلف - النص - القارئ أو السامع.
    فالقارئ يتعرف على المؤلف من خلال النص وقراءاته له، وليس ضرورياً أن يذهب القارئ إلى المؤلف ويجلس معه ليفهم منه ماذا يريد بكتابه. فإذا فهم القارئ النص مئة بالمئة كما أراده المؤلف، فهذا يعني أنه دخل إلى عقل المؤلف وصار مثله في المعارف الواردة في النص. وعندما يقرأ القارئ النص فإنه يوظف معلوماته المكتسبة تلقائياً ليفهمه، فإذا لم يفعل ذلك فإنه يعطل فكره ولا يفهم شيئاً، وهذا ما يحصل مع شديد الأسف عند الكثير من الناس حين يقرؤون آي الذكر الحكيم.
    ففي التنزيل الحكيم، ولله المثل الأعلى، المؤلف هو الله مطلق المعرفة، والنص هو التنزيل الموحى، والسامع هو الناس محدودو المعرفة من زمن التنزيل إلى أن تقوم الساعة، بمختلف مداركهم ومعارفهم المتطورة دائماً والمتقدمة دائماً. لهذا، لا يمكن لانسان واحد، أو لمجموعة من البشر في جيل واحد، أن يفهم النص القرآني بشكل كامل مطلق كما أراده صائغه، وإلا أصبح شريكاً لله في المعرفة، بدلالة قوله تعالى {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون{ الأنعام 67.
    ولما كان ذلك كذلك، وبما أنه لا وحي ولا تنزيل بعد محمد (ص) الخاتم، يضع الأنباء في مستقرها، وبما أن الله يعلم بعلمه الكلي اختلاف القارئ - إلى أن تقوم الساعة- في الأرضية المعرفية وفي المدركات، فجاء تنزيله يحمل ظاهرة التشابه، أي ثبات النص وحركة المحتوى في النبوة، وجاءت الأحكام في هذا التنزيل حنيفية، تحمل مرونة التطابق مع المتغيرات الزمانية والمكانية، في تحركها بين حدود الله الدنيا والعليا في الرسالة، تاركة للمجتمع وللأرضية المعرفية في المجتمع فهمم وصنع المعاني، واختيار النقطة الملائمة لها، ضمن هذه الحدود حصراً، لتقف عليها وتأخذ بها، ومقلدة للتشريع الإلهي في مؤسساتها التشريعية بإصدار شرائع حدودية ظرفية.
    لغويّات:

    1 - الألفاظ خدم للمعاني، فالمعاني هي المالكة سياستها المتحكمة فيها. ووظيفة اللغة هي آلية التفكير ونقل ما يريده متكلم إلى سامع.
    2 - حين يخاطب المتكلم سامعاً، فهو لا يقصد إفهامه معاني الكلمات المفردة، لذا فالثقافة المعجمية غير كافية لفهم أي نص لغوي، فما بالك إذا كان النص هو التنزيل الحكيم.
    والمعاني موجودة في النظم، وليس في الألفاظ كل على حده. وحين نقول إن الولد أكل تفاحة حمراء، فنحن نعني ضمناً وبالضرورة أن هناك تفاحاً بألوان أخرى، وعندما نقرأ قوله تعالى (الإثم والبغي بغير الحق) فنحن نفهم ضمناً وبالضرورة أن هناك إثماً وبغياً بحق، ولو لم نقل ذلك لفظاً بالنص. وهذا ما نطلق عليه المسكوت عنه.
    3 - اللغة حاملة للفكر، وتتطور معه. وهناك تلازم لا ينفصم بين اللغة ووظيفة التفكير عند الانسان، حتى الأحلام التي يراها النائم، يراها ضمن حامل لغوي.
    4 - التنزيل الحكيم يحوي أعلى مستوى من البلاغة التي لا يمكن تجاوزها أو الاتيان بمثلها في أداء المعنى وتوصيله إلى السامع. فهو الكتاب الوحيد الذي يمثل في جميع آياته الخيط الفاصل بين التطويل الممل والايجاز المخل، ولهذا فعلينا أن نقرأ المسكوت عنه الذي اقتضته البلاغة، كما في آية المواريث حيث سكت عن الذكر في قوله تعالى {وإن كانت واحدة فلها النصف} وفي قوله تعالى {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} النساء 11.
    5 - التنزيل الحكيم خال من الترادف، في الألفاظ وفي التركيب. فاللوح المحفوظ غير الإمام المبين، والكتاب غير القرآن، وللذكر مثل حظ الأنثيين لاتعني للذكر مثلا حظ الأنثى. ومن يقول بالترادف في المفردات والتراكيب فكأنه يقول إن التنزيل الحكيم نزل على مبدأ ماأعذب هذا الكلام لاأكثر من ذلك مقارنة بالشعر الذي لايعيبه الترادف والكذب. وإن القول أن الناقة لها خمسين إسماً، فهذا يمثل مرحلة ماقبل التجريد النهائي في اللغة، ويمثل بدائية اللغة، لذا فإننا لانأخذ به الآن.
    6 - التنزيل الحكيم خالٍ من الحشو واللغو والزيادة، فما اعتبره النحاة زائداً في النحو، ليس زائداً في الدلالة، و لا يمكن حذف كلمة من التنزيل الحكيم دون أن يختل المعنى، ولا يمكن من جهة ثانية تقديم أو تأخير أي من كلماته وألفاظه، دون أن يفسد النظم الحامل للمعنى، وليس مجرد خلل في جمالية الشكل أو الوقع الموسيقي.
    7 - التنزيل الحكيم دقيق في تراكيبه ومعانيه، فالدقة فيه لاتقل عن مثيلتها في الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات. وهذا أمر طبيعي، فصانع هذا الكون من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة، وخالق هذا الإنسان بأعصابه وأوردته وشرايينه وعظامه ولحمه وجلده وشعره وأجهزة السمع والبصر والإدراك، هو ذاته صاحب التنزيل، الذي لابد وأن تتجلى في دقته وحدة الصانع ووحدة الناموس. فلكل حرف فيه وظيفة، ولكل كلمة فيه مهمة، وقوله تعالى {ولأبويه لكل واحد منهما السدس} النساء 11. لاتعني أبداً (ولوالديه لكل واحد منهم السدس).
    لذا فإن تطور مستوى الدقة عندنا أعلى بكثير من مستوى الدقة عند السلف، فالكون هو الكون، ولكن مستوى الدقة عندنا الآن في دراسة الكون أعلى بكثير مما كان عليه في القرن الماضي. واستعمال دقة العصر في العلوم والتشريع هو من أساسيات القراءة المعاصرة.
    8 - عند تأويل آيات التنزيل الحكيم لابد من الامساك بالخيط اللغوي الرفيع الذي لا يجوز تركه، والذي يربط ويصل الشكل بالمضمون، لأنه اذا انقطع هذا الخيط بين البنية والدلالة، تصبح احتمالات معاني الآية لانهائية.
    9 - نحن ننطلق من أن إرساء أسس التدوين والتقعيد، جاء لاحقاً للسان العربي ولاحقاً للتنزيل الحكيم وليس سابقاً له. فإذا قال سيبويه إن الفعل يجب أن يماثل الفاعل في الإفراد والتثنية والجمع. ثم نقرأ قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا}الحج 19. فهذا لايعني أن الله أخطأ في القواعد التي أرساها سيبويه، بل يعني أن سيبويه حين أسس لقواعده لم يحكم ما أسسه على ما ينبغي، وهذا يفسر لنا خلافات مدارس النحو وأهله في المئات من المسائل.
    إن أسس النحو والصرف جاءت بعد أن وُجدت اللغة واللسان وليس قبلها. والمتأمل في هذه القواعد والأسس، يجد أنها تتبع النصوص كيفما تحركت، وأنها مصاغة أصلاً استخراجاً مما تحركت به النصوص، وأن الحكم في صحة القاعدة أو في عدم صحتها لما قاله العرب وسمعوه، ونحن نؤكد أن السلطة للنص على القاعدة وليس العكس.
    10- لقد جاء التنزيل يحمل في ذاته تطويراً لغوياً لم يعرفه الجاهليون في لسانهم قبله. ففيه مفردات أتى بها من لغات أخرى غير العربية، وفيه أسلوب متميز بالنظم يخرجه كلية من دائرة الشعر أو الخطابة التي عرفها العرب قبله، وفيه مصطلحات مستحدثة انفرد بها، لم تكن موجودة قبله، وهذا وأشباهه كثير كثير، يؤكد استحالة اعتبار مفردات الجاهلية كافية بذاتها لفهم التنزيل الحكيم.
    11 - لقد وضع الخليل وسيبويه قواعد اللسان العربي على مبدأ الشكل: المرفوعات والمنصوبات والمجرورات، وهو مايسمى بعلم النحو. ثم جاء علم البلاغة (المعاني) وكأنما هناك فصل بين النحو والبلاغة كل على حده. فسيبويه والجرجاني وابن جني وأبو علي الفارسي وكل علماء اللغة ظهروا في القرون الهجرية الأولى. ونحن الآن في بدايات القرن الحادي والعشرين، نعلم أن علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والطب وكل العلوم الأخرى تقدمت بشكل هائل لايقاس أصلاً بالماضي. ونسي علماء الدين عندنا أن علوم اللغات تطورت أيضاً بشكل هائل. فكيف لم يؤخذ بعين الاعتبار هذا التطور الهائل لعلوم اللسانيات عند دراسة آيات التنزيل الحكيم لفهمها بشكل أفضل ومعاصر.
    المنهج الفكري:

    1 - لا يمكن فهم أي نص لغوي إلا على نحو يقتضيه العقل.
    2 - اللغة حاملة للفكر الانساني، لكن الفكر الانساني يمكن أن يكون صادقاً، ويمكن أن يكون كاذباً، وهذا يعني أن توفر الرباط المنطقي، وصحة الشكل اللغوي في النص لا يعني بالضرورة أنه حقيقي، وجمال التركيب اللغوي ومتانته في النص لا يعني بالضرورة أنه صادق.
    ومن هنا لا يمكن الاقتصار على إعجاز التنزيل بالقول أنه استعمل مختلف أدوات وأساليب البلاغة والبيان التي عرفها العرب، بل يجب بالإضافة إلى ذلك الإيمان بأن النبأ القرآني صادق وحقيقي. وكل من يعمل في حياته للبرهان على صدقية التنزيل الحكيم في أنبائه وواقعيته في تشريعاته فهو من الصدّيقين.
    لقد كان يعنيني كثيراً صدق النبأ في النص القرآني، وواقعية التشريع في آيات الأحكام أكثر مما يعنيني جمال التركيب والصياغة فصدق النبأ الإلهي عندي أهم من تصديق المراجع كائناً من كان مؤلفها.
    3 - بالإضافة إلى أن التنزيل الحكيم يحوي المصداقية، أي أنه صادق متطابق مع الواقع ومع القوانين الطبيعية والفطرة الإنسانية، فهو أيضاً يحوي الأهمية وهو خالٍ من العبث و من الأخبار غير المهمة والمعروفة عند الناس، فالناس لا تحتاج إلى وحي لتعرف، مثلاً، أن الجرة تنكسر إذا وقعت من ارتفاع عال ولاتحتاج إلى وحي لتعرف أن الفيل ذنبه قصير وخرطومه طويل. لكننا إذا قرأنا قوله تعالى {.. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم، تلك عشرة كاملة .. الآية{ البقرة 196. وسلّمنا بما ورد في التفاسير بشأنها، رأينا الله يعلّم الناس في الآية أن 3 + 7 = 10، وهذا خبر يعرفه كل الناس، عالمهم وجاهلهم، ولا يحتاجون إلى وحي لمعرفته. وهذا غير معقول في ضوء خلو التنزيل من العبث. فإذا حذفنا كلمة (كاملة) من النص، لم يتأثر المعنى الذي ذهب إليه المفسرون وهو أن الله يعلم الناس الجمع والحساب. وهذا أيضاً غير معقول في ضوء خلو التنزيل من الحشوية.
    ما هو إذن تفسير الآية الذي يحقق كل الفرضيات ولا يخل بواحدة منها، ويغطي: صدق النبأ القرآني، وخلوه من الحشو، وبعده عن العبث في سوق المعارف المألوفة عند الناس؟
    نقول هو التفسير الذي ينتبه إلى وجود أكثر من نظام واحد للعد عند الناس. فهناك النظام العَشّري والنظام السباعي والنظام الاثني عشري والنظام الست عشري، فالعشرة في النظام الاثني عشري مثلاً ناقصة نعبر عنها بالشكل التالي 12/10، أما العشرة في النظام العُشْري فهي عشرة كاملة، وقوله تعالى (كاملة) في الآية إشارة إلى نوع نظام العد الذي جاءت آية الحج على أساسه.
    4 - لا يمكن فهم التنزيل الحكيم، من خلال فهم الشعر الجاهلي ومفرداته، فالمجتمع الجاهلي له أرضيته العلمية وعلاقاته الاجتماعية والجمالية والأخلاقية، التي جاءت مفردات شعره عاكسة لها ومعبرة عنها ومقيدة بها، ونحن لا نجد كلمات أو مفردات عند العرب وقتها، تدل على الجاذبية الأرضية أو على كرويتها، لأنهم لم يعرفوها أصلاً. ولو حصرنا فهم التنزيل الحكيم بها، لما حق لنا أن نقول إن المكتشفات الحديثة العلمية أكدت مصداقية القرآن.
    ومن هنا قلنا إن المجتمعات هي التي تشارك في صنع المعاني حسب تطور معارفها، لكن هذه التطورات نفسها محسوبة في التنزيل، بحيث مهما امتدت واتسعت، فسيجد الإنسان أنها منسجمة مع النص القرآني، مصدقة له، ودائرة في فلكه.
    5 - التنزيل الحكيم كينونة في ذاته فقط جاء من عند إله هو كينونة في ذاته (موجود في ذاته)، ويظهر هذا جلياً في ثبات النص.. وبتعبير آخر ثبات الذكر في صيغته اللغوية المنطوقة. إن النص اللغوي المنطوق للتنزيل هو الشكل الثابت فيه، الذي لا يخضع لا للصيرورة ولا للسيرورة. ولا أحد يملك الإدراك الكلي للتنزيل الحكيم في كلياته وجزئياته، حتى ولو كان نبياً ورسولاً، لأنه يصبح بذلك شريكاً لله في علمه الكلي، وشريكاً لله في كينونته بذاته، تعالى الله عما يصفون. ولكننا نستطيع الإحاطة به تدريجياً من خلال الصيرورة المعرفية النسبية المتحركة، وتصبح الإحاطة كلية يوم تقوم الساعة، أي عند قيام الساعة والبعث والحساب يتم التأويل الكامل والنهائي للقرآن.
    إن الإنسان يقرأ التنزيل الحكيم ضمن مستوى معارفه وأدواته المعرفية ومشاكله الإجتماعية والاقتصادية والسياسية وإشكالياته المعرفية، فيجد فيه أشياء لم يجدها غيره، ويفهم منه أشياء لم يفهمها غيره. وهذا يثبت أن التنزيل يحمل صفة الحياة، وانه كينونة في ذاته، وأنه سيرورة وصيرورة لغيره، وهذا ما نعنيه دائماً حين نتحدث عن ثبات النص وحركة المحتوى والجدل بين النص والمحتوى.
    من هنا فإن التنزيل الحكيم يحمل دائماً صفة القراءة المعاصرة. فأنت حين تقف كقارئ في نقطة معينة من التاريخ، منطلقاً من نظام معرفي معين، حاملاً إشكاليات إجتماعية ومعرفية معينة، ستفهم من التنزيل ذي النص اللغوي الثابت أموراً، سيفهم غيرك غيرها مع تغير إحداثياته ومنطلقاته. هنا فقط نستعمل المنطق (قوانين العقل).
    6 - إن التنزيل الحكيم هو كلام الله غير المباشر، أما كلمات الله فهي الوجود بفرعيه الكوني والإنساني، وهي القوانين الناظمة لهذا الوجود بفرعيه أيضاً. فمن فهمنا لكلمات الله نفهم كلامه. أي أن مصداقية كلام الله (الرسالات السماوية) لا تظهر إلا في كلماته (الوجود الموضوعي الكوني والإنساني)، وما علينا لنفهم كلامه إلا أن ندرس كلماته في الوجود الكوني والإنساني بسننه وقوانينه. لكن فهمنا لهذه السنن والقوانين يخضع للسيرورة والصيرورة، وعليه نقول إن فهمنا لكلام الله بالتالي فهم متطور غير ثابت، بينما كلام الله ثابت في كينونته كنص.
    7 - التنزيل الحكيم هدى للناس ورحمة للعالمين، ومن هنا فهو يحمل الطابع الإنساني لا العروبي، ويجب بالتالي أن نرى مصداقيته رأي العين في كل أنحاء العالم وليس في المجتمع العربي فقط، وعلى مر العصور والدهور وليس في عصر النبوة والصحابة فقط. أي أن التنزيل يحمل الخاصيتين التاليتين:
    آ - الوحي لايناقض العقل (Revelation doesn’t contradict reason) .
    ب - الوحي لايناقض الحقيقة (Revelation doesn’t contradict reality) .
    8 - إن القرآن يؤكد النظرية المادية في المعرفة الإنسانية وهو أن العلم يتبع المعلوم وأن المعلومات تأتي من خارج الإنسان عن طريق الحواس والوحي (الإلهام) وغيرها. أما أن المعلوم يتبع العلم فهو من صفات الله فقط.
    9 - إن المعرفة الإنسانية تقوم على مبدأ التقليم (تمييز الأشياء بعضها عن بعض) (Identification) يتبعها التسطير، وهو ضم الأشياء بعضها إلى بعض في نسق وهو مانطلق عليه التصنيف (Classification) . والفؤاد هو الإدراك المشخص بالحواس وهو الذي يعطي المادة الأولية الخام للفكر والعقل.
    10 - إن مبدأ الكم والكيف ( العدد والإحصاء - القدر والمقدار) هو النافذة التي يطل بها الإنسان على العالم الخارجي. فيبدأ الإنسان بالكيف ثم ينتقل إلى الكم والعكس.
    11 - إن عناصر المعرفة الإنسانية بالعالم الموضوعي هو المادة والبعد والموقع والحركة. ومن هذه العناصر الأربعة تنتج الوظيفة والتطور.
    12 - إن العالم الموضوعي في التنزيل الحكيم يقوم على جدلية أساسية هي الصراع بين البناء والهلاك، والنصر دائماً للهلاك. ومن هذه الجدلية نستنتج الجدليات التالية في الطبيعة:
    آ - جدلية التناقضات في الشيء الواحد (مخَلَّقة وغير مخَلَّقة).
    ب - جدلية الأزواج - التأثير والتأثر المتبادل - بين الأشياء (سبحان الذي خلق الأزواج كلها).
    ج - جدلية الأضداد (في ظواهر الأشياء أو في السلوكيات): الليل والنهار - الفجور والتقوى - الهداية والضلال.
    13 - إن أساس الحياة الإنسانية هي الحرية وهي القيمة العليا المقدسة وفيها تكمن عبادية الناس لله. وهي الكلمة التي سبقت لأهل الأرض. والعبودية غير مطلوبة أصلاً لا من الله ولا من غيره. وإن كان هناك عبودية أصلاً فهي لغير الله حتماً.
    أسس الفقه الإسلامي المعاصر:

    1 - التنزيل الحكيم يضم بين دفتيه نبوة محمد (ص) كنبي، ورسالته كرسول. وآياته من هذه الزاوية تضم آيات النبوة التي تشرح نواميس الكون وقوانينه وقوانين التاريخ وأحداث الرسالات والنبوات (القصص) وتحتمل التصديق والتكذيب، وآيات الرسالة التي تشرح الأحكام والأوامر والنواهي وتحتمل الطاعة والمعصية. أما آيات النبوة فهي المتشابهات التي تخضع لثبات النص وحركة المحتوى، ويمكن إعادة قراءتها في ضوء تطور الأرضية المعرفية على مر العصور والدهور.
    وأما آيات الرسالة فهي المحكمات التي لايمكن أن تكون صالحة لكل زمان ومكان إلا إذا كانت حدودية، حنيفية، قادرة على التطابق بمرونة مع متغيرات الزمان والمكان، أي أنها قابلة للاجتهاد وللمطابقة مع الظروف الموضوعية المستجدة في المجتمعات الإنسانية، لذا فلا يكون الاجتهاد إلا في النص، أما خارج النص فافعل ما تشاء.
    2 - تتجسد حدودية آيات الأحكام في التنزيل الحكيم بحدود الله. ونميز فيها نوعين: الأول حدود لايجوز تعديها وتجاوزها إنما يجوز الوقوف عليها، كحدود الإرث في قوله تعالى {تلك حدود الله.. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً} النساء 14. والثاني حدود لايجوز الاقتراب منها ولا الوقوف عليها، كحدود الصوم في قوله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل.. تلك حدود الله فلا تقربوها} البقرة 187.
    ونفهم أن الصيام حقلٌ، حد البداية فيه هو تمييز الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وحد النهاية فيه هو الليل. لكن الله تعالى يرشدنا هنا إلى عدم الاقتراب اللصيق بحد البداية وحد النهاية. بل نترك مسافة أمان، قبل الفجر بدقائق وبعد الغروب بدقائق. ومثله حد الزنا، فهو من الحدود التي لاتحتمل الوقوف عليها، لأن الوقوف فوق حد الزنا زنا، ويجب أن نترك مسافة أمان تفرضها أعراف المجتمع وتقاليده.
    3 - ليس ثمة ناسخ ومنسوخ بين دفتي المصحف الشريف. فلكل آية حقل، ولكل حكم مجال يعمل فيه. أما مصداقية قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم بأن الله على كل شيء قدير} البقرة 106، فتظهر في النسخ بين الشرائع. إذ هناك محرمات وردت في شريعة موسى، ثم جاء عيسى المسيح وحلّلها، بدلالة قوله تعالى {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} آل عمران 50، وجاءت رسالة محمد (ص) لتنسخ بعض أحكام مما نزل في رسالة موسى، كأحكام الزنا واللواط ولتستبدلها بأحكام أخرى، ولتضيف أحكاماً لم تنزل من قبل، كالسحاق والوصية والإرث.
    أما النسخ بالمعنى والمفهوم الشائع اليوم، الذي يصل بعدد الآيات المنسوخة إلى عدة مئات، والذي يحول الجهاد إلى غزو، ويستبدل السيف بالموعظة الحسنة، فهو ليس عندنا بشيء. فنحن نرى النسخ لايقل أهمية أبداً عن تنزيل الآية والحكم أول مرة، ونرى أن طريقة التوثيق والبينة التي اعتمدتها لجان جمع آيات التنزيل أيام أبي بكر وعمر وعثمان، هي ذاتها التي كان يجب اتباعها في إقرار وتحديد المنسوخ من كتاب الله.
    إضافة إلى أننا ننطلق من أن صاحب التنزيل هو وحده صاحب الحق بالنسخ، وناقل التنزيل هو وحده المسؤول عن إبلاغه للناس، في الوقت الذي لانجد فيه خبراً ثابتاً يؤيد النسخ، اللهم إلا بعض المتناثرات هنا وهناك، التي لا تليق بموضوع هام أساسي كالنسخ مما يدل على انعدام المسؤولية عند من قال به. وقد ورد الإتكاء على النسخ لإزالة الإلتباس في الفهم الإنساني في مرحلة تاريخية معينة.
    4 - علينا أن نميّز بين النص التاريخي وتاريخية النص. فهناك القصص القرآني الذي يعتبر نصاً تاريخياً والنص التاريخي حسب التنزيل يحمل صفة العبرة ولا يحمل أي تشريع. والأنباء كلّها بما فيها أنباء الرسل نصوص تاريخية وكذلك الآيات الواردة حول موقعة بدر وأُحد والخندق والأحزاب وتبوك وفتح مكة عبارة عن نصوص تاريخية بما فيها سورة التوبة ولا يؤخذ منها أي أحكام شرعية، ولا علاقة لها بالرسالة، ولها مناسبات نزول لأنها نص تاريخي.
    أما آيات الرسالة مثل آيات الإرث والشعائر فهي نص رسالة للطاعة، وفهم هذه النصوص هو الذي يحمل تاريخية النص. ففي القصص النص تاريخي. وفي الفهم الإنساني لآيات الرسالة - كالإرث مثلاً - هناك تاريخية النص.
    5 - الاجتهاد يكون في النص المقدس حصراً و صحة الاجتهاد تحدده المصداقية بين الاجتهاد والواقع دون إيقاع الناس في الحرج ودون الحد من حريتهم، فالاجتهاد صحيح ومقبول بمقدار ما يتجاوب مع الواقع الموضوعي، وبعبارة أخرى، بمقدار فهم قارئ النص المجتهد للواقع الموضوعي في لحظة القراءة التاريخية. ومعيار الفهم والمصداقية هذا هو الذي يحدد صحة القراءة أو خطأها، ودرجتها من الصواب والخطأ. وهذا أيضاً ما يحدد نجاح أو فشل أي برلمان في تشريعاته فكلما كانت التشريعات متطابقة ومتجاوبة مع الواقع الموضوعي كان البرلمان ناجحاً في تشريعاته انطلاقاً من فهمه الصحيح للواقع المعاش.وبهذا نفهم أن صاحب الحق الوحيد في إظهار مصداقية كلام الله هو الخط الكامل للسيرورة والصيرورة الإنسانية كلها، منذ آدم والى أن تقوم الساعة. (آل عمران 137- العنكبوت 20.) وليس على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه.
    6 - الإجماع هو إجماع الناس الأحياء على تشريع (أمر ، نهي ، سماح ، منع) ليس له علاقة بالمحرمات الـ 13. كالتدخين الذي يمكن منعه بعد ثبوت أضراره، عن طريق الاستفتاء والمجالس الشعبية والبرلمانات. وكالتعددية الزوجية التي يمكن منعها لاتحريمها وذلك عن طريق الاستفتاء أو البرلمان.
    7 - القياس هو ما يقوم على البراهين المادية والبينات العلمية التي يقدمها علماء الطبيعيات والاجتماع والإحصاء والاقتصاد. فهؤلاء هم المستشارون الحقيقيون للسلطة التشريعية والسياسية، وليس علماء الدين ومؤسسات الإفتاء، وبهذه البينات يتم السماح والمنع لا التحليل والتحريم.
    8 - إن توضيح الفرق بين التحريم والنهي والمنع وبين التحليل والأمر والسماح، ومعرفة الدور الإلهي ودور السلطة ودور الناس في كل منها، في ضوء أن المحرمات الـ 13 لاتخضع للاجتهاد ولا للإجماع ولا للقياس، والاستثناء منها عيني، وهو في آية تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، ولايمكن إسقاطه على بقية المحرمات تحت شعار الضرورات تبيح المحظورات، وهذا يساعد كثيراً في إخراج الخطاب الإسلامي المعاصر، من حيز المحلية إلى حيز العالمية كرحمة للعالمين. ولايحق لأي كان (مفتي - مجلس الإفتاء - برلمان - استفتاء) أن يزيد عدد المحرمات الـ 13 الواردة في التنزيل الحكيم. ومن يقبل ذلك ينطبق عليه قوله تعالى (وأن تقولوا على الله مالا تعلمون).
    9 - وإن فهم الدور النبوي في عصره، بأنه اجتهاد في حقل الحلال تقييداً وإطلاقاً من أجل بناء المجتمع والدولة تاريخياً في ضوء متغيرات الزمان والمكان (التاريخ والجغرافيا)، هو الطريق الوحيد لتطبيق ما قاله علماء الأصول بأن الأحكام تتغير بتغير الأزمان، الأمر الذي نراه أساسياً لخروج الخطاب الإسلامي عند المؤمنين من إطار المكان (شبه جزيرة العرب)، ومن إطار الزمان (القرن السابع الميلادي) إلى العالم بأكمله وإلى الناس جميعاً في كل زمان ومكان الى أن تقوم الساعة.
    10 - السنة النبوية هي الاجتهاد الأول، والخيار الأول للإطار التطبيقي الذي اختاره محمّد (ص) لتجسيد الفكر المطلق الموحى، لكنه ليس الأخير وليس الوحيد، أي هي الأسلمة الأولى للواقع المعاش في شبه جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي.
    لقد تعامل الرسول مع التنزيل الحكيم من خلال السيرورة و الصيرورة التاريخية البحتة للعرب في شبه جزيرتهم، أي في حدود التاريخ والجغرافيا، ضمن مستواهم الإجتماعي والمعرفي، وضمن الإشكاليات المطروحة أمامه، بحيث أسس دولة مركزية، وحقق قفزة نوعية، أي أنه كان المرآة الصادقة الأولى لتفاعل التنزيل ككينونة في ذاته مع حقبة تاريخية زمنية معينة، ومجتمع معين قائم على أرض الواقع الإنساني الموضوعي المباشر. ومن هنا نصل الى القول أن الرسول (ص) لم يكن فيلسوفاً ولا رجل فكر ، بل كان رجل دعوة جاءه الفكر الموحى من المطلق وطبقه في عالم نسبي محدود زمانياً ومكانياً. من هنا نقول بأن الرسول الأعظم (ص) كان المجتهد الأول الذي صاغ للفكر المطلق الموحى إليه قالباً موضوعياً من خلال سيرورة وصيرورة تاريخية تحكم وجوده ووجود مجتمعه.
    لقد كان تطبيق الرسول (ص) لآيات الأحكام على الواقع المعاش هو تطبيق نسبي تاريخي وبهذا يبطل القياس ويبقى الاجتهاد في آيات الأحكام هو الأساس، والأساس هو العقل ومصداقية الاجتهاد في الواقع الموضوعي، ضمن النظام المعرفي المتبع والإشكالية الموضوعية. ومفهوم القياس المطروح في الفقه ليس له معنى ويصبح في تقديم الأدلة والبينات على انطباق (مصداقية) الاجتهاد في النص مع الواقع الموضوعي المباشر (الإشكالية) ضمن رابط بينهما هو النظام المعرفي المتبع.
    11 - السنة النبوية شيء، والسنّة الرسولية شئ آخر. فالسنّة الرسولية هي التي وجب إتباعها في حياة الرسول (ص) وبعد مماته وهو ما يميّز الرسالة المحمدية عن غيرها، وهي الشعائر، وهي ثابتة شكلاً و محتوى على مرّ الزمان، ووصلتنا عن طريق التواتر الفعلي، ولاعلاقة لها بكتب الحديث.
    أما أقوال النبي (ص) حول المجتمع والسياسة والتنظيم والعادات واللباس والأخلاقيات التي وردت تحت عنوان الحكمة، فهو سنة نبوية ظرفية غير ملزمة ولاتحمل الطابع الأبدي، ويمكن الإستئناس بها ولكنها لا تشكل أحكاماً شرعية.
    وكل أقوال النبي (ص) يؤخذ بها إذا كانت مقبولة إنسانياً، وغير ذلك فهي محلية. وعلى هذا فإن ضرر مايسمى كتب الحديث أكبر بكثير من نفعها - هذا إن كان فيها نفع أصلاً - أي أن مايقال عنها السنة النبوية هي جزء من الأحكام المرسلة، وهي غير أبدية وغير ملزمة صحَّت أم لم تصحّ. وبهذا يصبح علم الجرح والتعديل وطبقات الرجال لامعنى له وهو عبء علينا.
    12 - لقد أنزل الله سبحانه الذكر بصيغته المنطوقة، ليبين النبي للناس كرسول ما تم نقله إليه تنـزيلاً (المائدة 67). والبيان هنا ليس التفصيل كما فهمه البعض واسترسل البعض الآخر حتى وصل إلى القول بأن البيان النبوي، إضافة إلى كونه تفصيلاً لمجمل، فهو تخصيص لعام وتقييد لمطلق. ثم تابع بعدهم من وصل إلى القول بحاكمية الخبر النبوي على النص القرآني ونسخه له، انتهاء بأخطر نتيجة يصل إليها عقل مؤمن، هي أن القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن، سبحانه وتعالى عمّا يصفون.
    إننا نرى أن البيان هو الاعلان وعدم الاخفاء (آل عمران 187- المائدة 15 - البقرة 187) ودور النبي كرسول في بيان التنـزيل الحكيم هو بإظهاره وعدم كتمانه، وفي إعلانه وإذاعته على الناس. فالنبي ليست له أية علاقة بالصياغة اللفظية للتنـزيل الحكيم كذكر (الإنزال) بل تنـزَّل عليه مصاغاً جاهزاً (التنـزيل)، كما لا علاقة له بمضمون ما تنـزّل عليه من أوامر ونواه.
    نحن إذن أمام نص إلهي موحى، صاغه الله تعالى بشكله المنطوق، فتنـزلت هذه الصياغة على النبي، وتحددت مهمته كرسول في إعلانها للناس ببيانها وعدم إخفائها كلياً أو جزئياً وفي تبليغها لهم بلاغاً مبيناً، أي معلناً مذاعاً بشكل واضح وصريح دون زيادة أو نقصان وبيان الشعائر وتبليغ أحكام الرسالة، وقد قام محمّد (ص) بمهمته كنبي، وبمهمته كرسول على أكمل وأتم وجه. وأن أطروحة أن النبي (ص) شرح القرآن هي أطروحة غير صحيحة. فإذا نظرنا إلى سُوَرٍ طوال في التنزيل كسورة الأنعام وسورة الأعراف وهود ويوسف ويونس، لنرى ماذا قال النبي (ص) في شرحها، لم نجد شيئاً أو بعض جمل إن وجدت. إن عدم شرح النبي (ص) للقرآن، وللشعائر في الرسالة، يؤكد أنه نبي، ويؤكد أنه الخاتم، وأنه ليس مؤلف التنزيل الحكيم.
    13 - إن آيات التشريع ذات الكينونة المطلقة (وهي ما نسميه الشريعة الاسلامية) شيء والفقه الاسلامي الذي يمثل تفاعل الناس وفهمهم للتشريع في لحظة زمانية تاريخية معينة شيء آخر تماماً. إذ أن الشريعة الاسلامية إلهية ، بينما الفقه الاسلامي إنساني تاريخي. وبدون وعي هذا الفرق وأخذه بعين الاعتبار، لا أمل لنا بالخروج من المأزق بأن الإسلام إلهي والفقه الإسلامي والتفسير انساني وهذا هو الفرق بين الاسلام والمسلمين. فالإسلام هو التنـزيل الحكيم، والمسلمون هم تفاعل تاريخي اجتماعي انساني مع التنـزيل، أي التشخيص الواقعي التاريخي للتنـزيل، وهناك فرق بينهما في الماضي والحاضر والمستقبل.
    فإذا رأينا أن الفقه الإسلامي الذي بين أيدينا يمثل القراءة الأولى والفهم التطبيقي الأول (التشخيص الأول) للنصوص والأحكام السماوية، فلا يبقى لنا سوى أن نقوم بالقراءة الثانية، ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين، في ضوء إشكاليتنا ونظمنا المعرفية المعاصرة واختراق أصول الفقه التي لا يمكن أن يتم التطور والتقدم إلا بإختراقها. ويجب أن يقرأه من يأتي بعدنا قراءة ثالثة ورابعة .... الى أن تقوم الساعة.
    14 - إذا كان علماء الأصول قد قرروا نظرياً مبدأ (تغير الأحكام بتغير الأزمان) فإننا نقرر نظرياً، وعملياً بعونه تعالى، أن الأحكام تتغير أيضاً بتغير النظام المعرفي، ولا عجب أبداً إن انتهينا في قراءتنا المعاصرة لآيات الارث في ضوء الرياضيات الحديثة إلى أحكام ونتائج تختلف عن مثيلاتها عند أهل القرن الثامن الميلادي. والمسألة أولاً وأخيراً ليست مسألة ذكاء وغباء، ولا مسألة تقوى وعدم تقوى، إنها ببساطة مسألة إشكالية نعيشها ونظام معرفي نقف عليه، سمحا لنا أن نرى ما لم يستطع السابقون رؤيته. ويجب أن يرى من يأتي بعدنا، بأرضيتهم المعرفية واشكاليتهم المتطورة عنّا، ما لم نستطع أن نراه في إشكاليتنا ونظامنا المعرفي الحالي.
    15 - بما أن التشريع الإسلامي هو تشريع مدني إنساني ضمن حدود الله، وبالتالي فهو حنيفي مما يسمح بظهور التعددية والاختلاف في الرأي في القضية الواحدة. كما يؤسس لظاهرة الانتخابات والمجالس التشريعية وإلغاء الفتوى ومجالس الإفتاء وإبقائها فقط على الشعائر لاغير.
    بقلم محمد شحرور ،موقع دليل البحث في سوريا

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن هنانو ; 04/07/2009 الساعة 10:35 PM
    يقول الإمام الشافعي : رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
    الإنسان يولد من رحم اللغة وهي التي تحميه وتعطيه مبررات الوجود والابداع في القول كتابة وألما.
    http://www.facebook.com/profile.php?...48387&ref=name
    أنت صديقي ما دمت تتقبل اختلافي معك وعنك
    عبد الرحمن هنانو / أبوسمراء
    مدير دار المتون للنشر والترجمة والطباعة والتوزيع.
    www.daralmoutoon.com
    ودار الجنوب للصحافة والاعلام .
    www.daraljanoob.com

    مؤسس موقع شبكة القصة المغاربية
    www.arabmaghrebstory.net
    احبكم جميعا

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية ناصر محمود الحريري
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    المشاركات
    434
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    السلام عليكم ورحمة الله ويركاته
    تحبة لك أخي عبد الرحمن
    مع إحترامي لرأيك الكريم فهذا الرجل ولغ الشيب في راسه وبلغ من العمر عتيا
    ولا زال يهرف ويخرف ويردد كالببغاء على خلفية الثقافة الشيوعية الملحدة التي علقت في رأسه منذ نصف قرن

    ( وعلينا أن نعي حقيقة تاريخية هامة جداً وهي أن التاريخ الإنساني حسب التنزيل الحكيم يمكن أن يقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مرحلة الرسالات التي انتهت برسالة محمد (ص). والمرحلة الثانية مرحلة مابعد الرسالات والتي نعيشها نحن. أي أن الإنسانية الآن لاتحتاج إلى أية رسالة أو نبوة، بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات، وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات. والإنسانية اليوم أفضل بكثير من عصر الرسالات، لأن البشرية كانت بحاجة إليها للرقي من المملكة الحيوانية إلى الإنسانية، أما نحن فلا. وعلينا أن نعي أن المستوى الإنساني والأخلاقي في تعامل الناس بعضهم مع بعض أفضل بكثير من قبل وحتى في عهد الرسالات. فالبكاء على عصر الرسالات لاجدوى منه، لأننا الآن في مستوى أرقى معرفياً وتشريعياً وأخلاقياً وشعائرياً. )
    برأيي أن هذه الطفيليات لا تستحق أن نلقي لها بالا لأن الزمن وحده كفيل بأن يلقي بهم على مزابل التاريخ ولا يصمهم إلا بوصمة العار والشنار كما فعل بأشياعهم

    تقبل تحياتي أخي عبد الرحمن وخالص ودي


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية ناصر محمود الحريري
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    المشاركات
    434
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    عدد الأعضاء اللذين قاموا بقراءة الموضوع : 30
    للا اسماء, أبو مسلم العرابلي, محمد الأكسر, محمد نجيب بلحاج حسين, مسلك ميمون, معروف محمد آل جلول, أنس كمال الدين, الاخضر بن هدوقه, الحبيب ارزيق, بدران بن لحسن, بسام الحومي, د- صلاح الدين محمد ابوالرب, رياض محمود محمد, صلاح الدين مرزوقي, سمير الشناوي, صالح محكر, سارة مبارك, سهام جمال, شوقي بن حاج, عايده بدر, غازية منصور, عبد الرحمان الخرشي, عبد العزيز غوردو, عبدالرحمن هنانو/أبوسمراء, عبدالعلي, عبدالقادربوميدونة, عدنان أبوشعر, ناصر الحريري, وفاء الحمري, قاسم عزيز

    يا صديقي العزيز سوف لن تجد من أحد ردا يخرج عن إطار ردي الذي حذفته ... هذا إذا وجدت من يرد أصلا ... !!! لماذا تستخدمون الحذف والإقصاء وتهميش الآخرين ؟؟؟ أم تريد ردودا مفصلة مسبقا بمقاسات معينة تناسب غاية ما في نفس يعقوب ؟

    التعديل الأخير تم بواسطة ناصر محمود الحريري ; 06/07/2009 الساعة 01:58 AM

  4. #4
    كاتب وناشر
    سفير واتا في الجزائر
    الصورة الرمزية عبدالرحمن هنانو
    تاريخ التسجيل
    26/12/2008
    العمر
    53
    المشاركات
    204
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    هذه طامة كبرى أخي ناصر ، مع كل احترامي لمن لا يمكنه مناقشة الطروحات ولو اختلافا. ومقارعة الحجة بالحجة. أنا حزين جدا لما وصل إليه الانسان حفيد التهافت وتهافت التهافت

    يقول الإمام الشافعي : رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
    الإنسان يولد من رحم اللغة وهي التي تحميه وتعطيه مبررات الوجود والابداع في القول كتابة وألما.
    http://www.facebook.com/profile.php?...48387&ref=name
    أنت صديقي ما دمت تتقبل اختلافي معك وعنك
    عبد الرحمن هنانو / أبوسمراء
    مدير دار المتون للنشر والترجمة والطباعة والتوزيع.
    www.daralmoutoon.com
    ودار الجنوب للصحافة والاعلام .
    www.daraljanoob.com

    مؤسس موقع شبكة القصة المغاربية
    www.arabmaghrebstory.net
    احبكم جميعا

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية ناصر محمود الحريري
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    المشاركات
    434
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    أخي عبد الرحمن أحييك
    وأنا آسف جدا وإن كان هذا تهجم على أس ديننا وصلب شريعتنا وإقصاء هادف لمرجعيتنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
    على كل حال بإمكانك أن تحذف مشاركتي أعلاه وسوف أتابع الموضوع لارى ما ستتمخض عنه ردود العقلاء من المسلمين على هذا الموضوع
    أكرر اسفي وتقبل ودي وإحترامي
    بالمناسبة صاحب التهافت من وجهة نظري كان ضالا وصاحب تهافت التهافت لم يكن أقل ضلالا منه


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    أخي عبد الرحمن..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    ليس مهما أن يتأخر القارئ في الرد ..لأن الموضوع ـ على ما يبدو ـ طرح علمي ..نموت ويبقى ..
    سأقرأ بهدوء ..وأرد ولو بكلمة ..
    أعتذر عن التأخير وقتي ليس ملكي ..


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية صادق الرعوي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    المشاركات
    697
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    السلام عليكم
    تفاجأت بوجود تعريف لهذا الكتاب المأفون في هذه الصفحات فكاتب الكتاب يتبنى الفلسفة الماركسية اليسارية وكتابه هذا مليء بالترهات والقياسات العقلية النابعة من فكر كاتبه شحرور والتي ليس لها دليل إلا فكر الرجل الذي ينتهي به المطاف إلى إتهام السلف الصالح بتحجر العقول وعقله هو المتحجر فعلاً..
    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك..

    التعديل الأخير تم بواسطة صادق الرعوي ; 25/07/2009 الساعة 03:53 AM
    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit4/backgrounds/54.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    إِذا أَعْجَبَتْكَ خِصالُ امْرِئٍ = فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْكَ مَا يُعْجِبُكْ
    فَليسَ عَلى المَجْدِ وَالمَكْرُماتِ = حِجابٌ إِذا جِئْتَهُ يَحْجُبُك[/poem]

  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    أي أن الإنسانية الآن لاتحتاج إلى أية رسالة أو نبوة،

    بل الرسالة المحمدية خالدة إلى يوم الدين ..ستظل تسير حياة الإنسان المسلم بكل تفاصيلها وجزئياتها ..أما غير المسلم فيختار منها ما يشاء وينطبق عليه قوله تعالى :"أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض".صدق الله العظيم.
    يبقى القرآن الكريم بما جاء به من معطيات عامة ..وتبقى السنة الشريفة بما جاءت به من تفاصيل وتفاسير ..هما المصدران الأساسيان اللذان يسيران حياة المسلم ..وفي ذلك ورد قوله تعالى في شأن من يكتفي بالقرآن دون السنة :"من يطع الرسول فقد أطاع الله ".فطاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما جاء به من سنة ..وما ورد عنه من سيرة واجبة وجوبا قطعيا لاخلاف بين العلماء الأجلاء فيه ..
    ثم يرد الإجتهاد المؤسس على هذين المصدرين لتوجيه كل مستجد طارئ في حياة البشر..حينما تعرض مثلا العولمة على المجتهد ؛سيقول ..ماخالف التشريعات الربانية رفضناه وما توافق معها قبلناه..والعبرة أيضا في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ".
    وحينما تعرض قضية تعلم لغات العالم ..سيستند الفقهاء إلى سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما أمر أحد شباب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بتعلم لغة اليهود وفك رموز كتابتهم ..ليعلم ما يدبرون من مكائد ..وللدلالة على محاورة الجنس الآخر حينما لايتقن لغتنا..
    بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات،
    الوجود وجميع أسراره اكتشفه القرآن الكريم ..أعطى مصدر كل شيء..والدليل هو اعتناق علماء الغرب الإسلام بعد اكتشافات علمية يقينية ..يجدونها مرسومة بدقة متناهية في آيات الذكر الحكيم ..يبقى البحث فقط..مثل تكوين الجنين في سورة "المؤمنون".الجبال ..الأرض..وقد ورد في سورة الكهف:"ولقد صرّفنا في هذا القرآن للناس من كل شيء مثلا وكان الإنسان أكثر شيء جدلا".وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات.
    التشريعات الربانية ستظل قائمة إلى يوم الدين ومن أنكرها فقد كفر..هذه التشريعات عامة تبقى تفاصيلها وطرق تطبيقها على عاتق البشر ..تنظيمات تقنية تراعي المصلحة وفق معطيات الظروف..
    والإنسانية اليوم أفضل بكثير من عصر الرسالات،

    أفضل جيل هو جيل ""صدر الإسلام "..الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الخلفاء الراشدين ..ذلك أنهم صاروا قرآنا يسير في الأرض..ويخبرنا نبي الرحمة أنه في آخر الزمان ..ستكون خلافة على منهاج النبوة..
    لأن البشرية كانت بحاجة إليها للرقي من المملكة الحيوانية إلى الإنسانية، أما نحن فلا.
    وعلينا أن نعي أن المستوى الإنساني والأخلاقي في تعامل الناس بعضهم مع بعض أفضل بكثير من قبل وحتى في عهد الرسالات. فالبكاء على عصر الرسالات لاجدوى منه، لأننا الآن في مستوى أرقى معرفياً وتشريعياً وأخلاقياً وشعائرياً.
    ويكفي أن ضمان حقوق الإنسان أصبح كابوساً على رأس كل متسلط.

    لسنا أرقى ..سيدي الكريم ..نحن نعيش الجاهلية الأولى بكل تفاصيلها وملابساتها ..ذلك أنه رغم ما توفر لنا من علم وراحة رحنا نتعلل على الله تعالى ونتطاول ..ومنها حرية التعبير المتاحة التي تسمح لأي كان بالحديث كيفما يشاء وعما يشاء..
    أما حقوق الإنسان ؛وحماية الأقليات ..وغيرها ..فهي صور تسلط في حد ذاتها لمن عارض مصلحة الغالب ..ولو كانت حقيقية لما احتل الصهاينة فلسطين ..ولما تدخل الأمريكان في العراق..
    بالعكس هي تحمي نفسها بهذه القوانين ..
    لماذا قانون "معاداة السامية " وحدهم دون غيرهم من البشر ..
    أقرأ وأواصل ..
    أشكرك أخي عبد الرحمن..
    خالص تحياتي..


  9. #9
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ليس الإسلام دعوة غامضة، ولا مادة هلامية، يفسرها كل من شاء، بما شاء، فالإسلام له أصوله البينة الثابتة، ومصادره الواضحة المحكمة، وليس هو كالأديان الأخرى، التي يملك رجالها أو المجامع المقدسة لديها، أن تضيف إليه، أو تحذف منه، أو تعدل فيه. فهو هو منذ قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا) (المائدة:3). وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: " قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم عن سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) مسند أحمد.
    فما أجمله القرآن من أمور الإسلام، بينته السنة النبوية، وهي قول النبي وفعله وتقريره، وأكدته سنة الراشدين المهديين، الذين اعتبرت مواقفهم في فهم الإسلام وتطبيقه من السنن الواجب اتباعها، لأنهم أقرب الناس إلى مدرسة النبوة، وأحرصهم على تطبيق الإسلام، وأقدرهم على فهمه، لما أتيح لهم من مشاهدة أسباب تنزيل القرآن وقول الأحاديث، ولما لهم من نور البصيرة، وسلامة الفطرة، والتمكن من اللغة بالسليقة.
    جاهل هو من يعتقد أنه على حال أفضل مما كان عليه سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الغر الميامين .
    أي حجة وأي منطق يحتكم إليه هذا الرجل ؟! منطق سقيم لا يعتمد حجة واضحة ، بل كلها محاولات بائسة للتشويش على البسطاء أمر دينهم ، أما من كان على بينة من ربه ، فلن تغره هذه الأفكار الكليلة ، وسنكون دائماً أصحاب الحجة الأقوى ، والمنطق الأسدّ ، لأننا نعبر عن الحق ، الذي قامت به السموات والأرض ، والحق أحق أن يتبع ، وأولى أن يستمع ، والباطل مهما انتفش واستطال ، فهو لا بد زائل.
    والسلام على من اتبع الهدى

    ------------------------------------------------------------
    نقلاً عن كتاب الإسلام والعلمانية للقرضاوي بتصرف


  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    وعلى أتباع الرسالة المحمدية المؤمنين بالتنزيل الحكيم أن يوردوا الدليل العلمي والمنطقي على مصداقيتها.
    أعتقد اعتقادا راسخا أن آيات الإعجاز العلمي هي أكبر دليل علمي ومنطقي ..يستحيل أن يرفضه عقل سليم ..
    والدليل أنها سبب إسلام كثير من العلماء ..
    ثم إذا بحثنا في المنهج الإسلامي لـ "علم النفس الإسلامي ..علم الاجتماع الإسلامي ..علم التاريخ ..ومختلف العلوم الإنسانية ..سنجد حتما خطة علمية محكمة تحسن تسيير شؤون البشرية بامتياز ..
    حيث العدالة والمساواة والاعتدال والتواضع والصحة النفسية قبل البدنية ..
    هذه العلوم كلها تحفظ توازن البشرية ؛وتمنع الطغيان والتسلط والجبروت
    هذه العلوم تحسن تنظيم المجتمع ..وتؤسس لقواعد سليمة للتطور ..
    والدليل أ، الأمة الإسلامية ـ عبر تاريخها ـ كلما تمسكت بهذا الدين والتزمت تشريعاته ارتقت واستقرت وانتصرت ..وكلما بعدت عنه خُذِلت..
    السرّ في النهج الإسلامي ..لاغير ..
    سأواصل متى سنحت الفرص ..ولكن على عجالة ..
    بالغ تقديري لجميع إخواني ..
    خالص تحياتي أخي عبد الرحمن ..
    مشكور لأنك جئتنا بالجدير بالمناقشة والرد..


  11. #11
    شاعرة / مهندسة الصورة الرمزية منى حسن محمد الحاج
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    المشاركات
    5,016
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    ( وعلينا أن نعي حقيقة تاريخية هامة جداً وهي أن التاريخ الإنساني حسب التنزيل الحكيم يمكن أن يقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مرحلة الرسالات التي انتهت برسالة محمد (ص). والمرحلة الثانية مرحلة مابعد الرسالات والتي نعيشها نحن. أي أن الإنسانية الآن لاتحتاج إلى أية رسالة أو نبوة، بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات، وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات. والإنسانية اليوم أفضل بكثير من عصر الرسالات، لأن البشرية كانت بحاجة إليها للرقي من المملكة الحيوانية إلى الإنسانية، أما نحن فلا. وعلينا أن نعي أن المستوى الإنساني والأخلاقي في تعامل الناس بعضهم مع بعض أفضل بكثير من قبل وحتى في عهد الرسالات. فالبكاء على عصر الرسالات لاجدوى منه، لأننا الآن في مستوى أرقى معرفياً وتشريعياً وأخلاقياً وشعائرياً. )
    أي فكرٍ هذا يا أستاذ عبد الرحمن الذي تريد الترويج له هنا؟!
    وتريدنا أن نناقشك فيه ونتروى في النقاش؟!
    وأي تجديد هذا الذي تطلب من الإدارة أن تؤيدك في حذف مالايروق لك فيه؟!
    يبدأ هذا الملحد بالتشكيك في الصحاح ويتدرج ليشكك في القرآن وثوابت العقيدة..
    لا حاجة لنا لمناقشة فكر مثل هذا نختلف معه في أصوله ومعتقداته ويطعن في ديننا الحنيف وكتابنا الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولاخلفه.
    وخلاصة كلام هذا الملحد هي : "التشكيك الواضح بالقرآن والحديث الشريف ، وأننا لسنا بحاجة للتباكي على عصر النبوة ، وأننا كذلك أفضل حالاً من الناحية الفكرية والعقلية والحضارية من عصر رسول الله وصحابته!!"
    ويبدو ذلك واضحا وجليا في قوله (لا وفقه الله):
    وخاصة مايسمى أصول الفقه التي تم وضعها من قبل الناس في القرون الهجرية الأولى وهي - برأينا - لاتحمل أي قدسية، وبدون اختراق هذه الأصول لم نتمكن - ونرى - أنه لايمكن تجديد أي فقه.
    أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم!
    ************************************************** ***************************
    من هنا أتجه بالشكر لأخي ناصر الحريري لمداخلته وأوضح للأستاذ هنانو نقطة ربما غابت عليه وهي أنه نادى بالنقاش ثم بدأ بالمخالفة بحذفه لمشاركة أخي ناصر من دون وجه حق وبدون سبب إلا لأنه دافع عن دينه ومعتقداته السليمة التي لم يدخل عليها الفكر العلماني الهدام.
    وأحب أن أورد هنا مقالا نقلا عن شبكة إسلام أونلاين :
    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
    فإن دعوى وقتية النص لا مكان لها في القرآن ، لأن القرآن هو كتاب الشريعة الخاتمة ، فلو طبقنا عليه وقتية النصوص لحدث "فراغ" في المرجعية الدينية ، إذ لا وحي بعد القرآن ، وإذا حدث هذا "الفراغ" زالت حجة الله على العباد ، كما أن القرآن بالنسبة للمعاملات المتغيرة وقف عند "كليات" التشريع أكثر مما فصّل ، فقد فصل في الثوابت ، وترك تفصيل المتغيرات لعلم الفقه ، في توازن بين ثبات المرجعية والنص ، وبين تطور الاجتهاد المواكب لمتغيرات الواقع .
    يقول أ.د.محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر :
    أما القول بتاريخية –أو تاريخانية- ووقتية أحكام القرآن الكريم.. بمعنى "أنها غير صالحة لكل زمان".. فإن لنا عليها ملاحظات نسوقها في نقطتين :
    أولها :أن هذه الدعوى ليست جديدة ، فلقد سبق وتبناها فلاسفة التنوير الغربي الوضعي العلماني ، بالنسبة للتوراة والإنجيل.. فرأوا أن قصصها مجرد رموز ، بل ورأوا أن الدين والتدين إنما يمثل "مرحلة تاريخية" في عمر التطور الإنساني ، مثلت مرحلة طفولة العقل البشري ، ثم تلتها –على طريق النضج- مرحلة "الميتافيزيقا" ، التي توارت هي الأخرى لحساب المرحلة الوضعية ، التي لا ترى علمًا إلا إذا كان نابعًا من الواقع ، ولا ترى سبلاً للعلم والمعرفة إلا العقل والتجارب الحسية.. وما عدا ذلك –من الدين وأحكام شرائعه- فهي "إيمان" مثل مرحلة تاريخية على درب التطور العقلي ، ولم يعد صالحًا لعصر العلم الوضعي –اللهم إلا لحكم العامة والسيطرة على نزعاتهم وغرائزهم ‍.
    هكذا بدأت وتبلورت نزعة "تاريخية وتاريخانية" النصوص الدينية في فكر التنوير الغربي العلماني والنهضة الأوروبية الحديثة.
    وإذا كان هذا القول قد جاز ، ووجد له بعض المبررات –في الغرب- بالنسبة لكتب رسالات خاصة بقوم بعينهم –بني إسرائيل..الذين جاءتهم اليهودية والمسيحية ، ونزلت لهم التوراة والإنجيل-.. ولزمان معين..وبتفاصيل تشريعات –وخاصة في التوراة- تجاوزها تطور الواقع ، فإن دعوى تاريخية النص الديني لا مكان لها ولا ضرورة تستدعيها بالنسبة للقرآن الكريم..
    ذلك أن القرآن هو كتاب الشريعة الخاتمة ، والرسالة التي ختمت بها النبوات والرسالات ، فلو طبقنا عليه قاعدة تاريخية النصوص الدينية لحدث "فراغ" في المرجعية الدينية، إذ لا رسالة بعد رسالة محمد، صلى الله عليه وسلم، ولا وحي بعد القرآن.. وإذا حدث هذا "الفراغ" في المرجعية والحجة الإلهية على الناس، زالت حجة الله على العباد في الحساب والجزاء، إذ سيقولون: يا ربنا، لقد أنزلت علينا كتابًا نسخه التطور، فماذا كان علينا أن نطبق، بعد أن تجاوز الواقع المتطور آيات وأحكام الكتاب الذي أنزلته لهدايتنا ؟‍‍..
    والنقطة الثانية :أن التاريخية والتاريخانية –أي وقتية الأحكام- لا يقول بها أحد في أحكام العبادات.. وإنما يقول بها أصحابها في آيات وأحكام المعاملات.. وهم يخطئون إذا ظنوا أن هناك حاجة إليها في أحكام المعاملات التي جاء بها القرآن الكريم.. ذلك أن القرآن الكريم –في المعاملات- قد وقف عند "فلسفة" و"كليات" و"قواعد" و"نظريات" التشريع ، أكثر مما فصل في تشريع المعاملات.. فهو قد فصل في الأمور الثوابت ، التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، مثل منظومة القيم والأخلاق ، والقواعد الشرعية التي تستنبط منها الأحكام التفصيلية، والحدود المتعلقة بالحفاظ على المقاصد الكلية للشريعة.. وترك تفصيل أحكام المعاملات لعلم الفقه ، الذي هو اجتهاد محكومة بثوابت الشريعة الإلهية، وذلك حتى يظل هذا الفقه –فقه المعاملات- متطورًا دائمًا وأبدًا، عبر الزمان والمكان، ليواكب تغير الواقع ومستجدات الأحداث، في إطار كليات الشريعة وقواعدها ومبادئها –التي تحفظ على أحكامه المتطورة إسلاميتها، دائمًا وأبدًا-..
    وهذه "الصيغة الإسلامية" الفريدة ، التي جاءت بالنص الإلهي الثابت –أي الشريعة ، التي هي وضع إلهي ثابت- تحفظ إسلامية وإلهية المرجعية والمصدر دائمًا وأبدًا.. بينما وكلت أمر المتغيرات إلى الفقه المتجدد والمتطور –والفقه هو علم الفروع-.. هذه "الصيغة الإسلامية" هي التي وازنت بين ثبات النص وتطور التفسير البشري للنص الإلهي الثابت.. وجمعت بين ثبات "الوضع الإلهي" وتطور "الاجتهاد الفقهي".. أي جمعت بين ثبات المرجعية والنص ، وبين تطور الاجتهاد الفقهي المواكب لمتغيرات الواقع عبر الزمان والمكان .


    كما يقولون "إن الصدمة ان لم تقتلك فإنها تقويك!!"
    ولكن لماذا أجدها تُضعفني وتترك في أثارًا لا يمكن محوها بيد الزمن؟!

    رحمك الله يا أبي

    تركت في داخل نفسي فجوة كبيرة.. مازالت تؤلمني كلما هبت الرياح فيها..



  12. #12
    شاعر
    عضو سابق في القيادة الجماعية
    (رحمه الله)
    الصورة الرمزية خميس لطفي
    تاريخ التسجيل
    17/04/2007
    المشاركات
    2,135
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    رأيي أنه من العبث مناقشة موضوع ، لشخص غير موجود ، يضع لنا تعريفات يعتبرها وكأنها من المسلمات ، فأنا مثلاً لا أدري من الذي سيرد عليَّ لو أبديت رأيي في فقرة عجيبة كهذة مثلا :
    ((- الأساس في الحياة هو الإباحة، وصاحب الحق الوحيد في التحريم هو الله فقط، وهو أيضاً يأمر وينهى، لذا فإن المحرمات أُغلقت بالرسالة المحمدية، وكل إفتاءات التحريم لاقيمة لها. ))
    إن كنا نؤمن بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، فمعنى ذلك أن علينا الاستمرار في الفتاوى والاجتهاد والقياس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، كي نبت في المسائل الفقهية التي لم تكن معروفة في عهد الرسالة ، مستندين إلى الأسس الموجودة في القرآن والسنة ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ،لأن المجتمع في تطور مستمر ، أما إن كنا لا نؤمن بذلك ، فعلينا أن نكون واضحين ونقولها بالفم الملآن
    ثم من هو هذا الذي يسمح لنفسه بأن يتجرأ ، ويضع لنا تعريفات قاطعة بهذا الشكل المستفز وكأنه يتحدث عن تعريف علمي اتفق عليه كل علماء الأرض ؟! نحن لا نتحدث هنا عن تعريف للتيار الكهربائي أوالسرعة أو الزمن أو المسافة .
    كيف يتجرأ أحدهم ويقول : إن عصر الفتاوى قد انتهى ؟!
    أنا بصراحة لم أقرأ شيئاً بعد قراءتي لما اقتبسته أعلاه ، ففي بلادنا يقولون : ( المكتوب يُفهم من عنوانه ) !! وأفضِّل أن أفعل أي شيء آخر عدا قراءتي لمن يظنون أنهم يملكون مفاتيح الحقيقة

    www.khamis-l.net
    آخر المشوار أمشيه وحيداً
    فاتبعي خطوي ،
    ولا تمشي وحيدة
    وصِفي ساعات حزني ،
    وثوانيَّ السعيدة
    واجمعي الطفل مع الشاب مع الكهل ، وأشخاصي ،
    وحالاتي العديدة !
    واسبري أغوار روحي
    واكتبيني يا قصيدة ...

  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    الأساتذة الأعزاء،

    ما بني على باطل فهو باطل، ولا يقود إلا إلى باطل، وبما أن كاتب المقال قسَّم التاريخ الإنساني بطريقة خاطئة وباطلة إلى مراحل ليست حقيقية، وجعل من مجموعة من الفروض الخاطئة مسلمات استند عليها في هرطقته، فإن ما يدعو إليه هذا الكاتب باطل ولا يستحق تبديد الوقت في الرد على هرطقته وإلحاده، والإلحاد هنا يعني "الميل عن الحق"، وقد مال الكاتب عن الحق بطريقة لا لبس فيها، وهو يسعى إلى تشكيك المسلمين بأصول دينهم وعقيدتهم.

    أطلب من الأخ عبد الرحمن هنانو الإلتزام بسياسة إدارة جمعية "واتا" في التعامل مع المشاركات المخالفة للرأي، وأطلب منه عدم حذف مشاركات الإخوة والأخوات الأساتذة الكرام.

    وبالله التوفيق،،،


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    أيها الإخوة الأكارم ..جميعا..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    أرى ورأيي لايلزم غيري..أن الأخ عبد الرحمن هنانو لايهدف إلى الترويج لهكذا كتاب قصد تصديقه والعمل بما ورد فيه ..
    بل شخصيا أشكره حينما أفهم أنه يريد لنا أن نعي حقيقة ما يدس لأجيال المسلمين من دسائس تشوِّش عليهم أمر دينهم ودنياهم ..
    وأرى أن الاجتهاد في الرد واجب ..
    على أدنى تقدير ليفهم القارئ هنا أن القوم على علم ويقين برسالتهم..
    ندحض كل عبارة جاء بها هذا المخلوق ..ولكن أرى أنه من الخطأ لزوم الصمت الذي يعني لآخرين أن الكتاب عادي ويمكن قراءته..
    كم أتمنى أن تتواصل الردود الممثلة لحجة الحق الدامغة كما وردت في القرآن الكريم ..
    حتى اللحظة وبناء على ما قرأت أرى أن صاحب الكتاب يقترح فقط ويروج لفكر معادٍ تماما للفكر الإسلامي ..لذا حجته ضعيفة لاترقى إلى عقل..
    بالغ تقديري لجميع إخواني..
    خالص تحياتي..
    أواصل..


  15. #15
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    أخي الكريم الأستاذ الفاضل معروف محمد آل جلول،

    أرى أن ما يلي هو رد واف وشاف:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة

    حتى اللحظة وبناء على ما قرأت أرى أن صاحب الكتاب يقترح فقط ويروج لفكر معادٍ تماما للفكر الإسلامي ..لذا حجته ضعيفة لاترقى إلى عقل..
    تحياتي ومودتي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  16. #16
    شاعر/ عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي
    تاريخ التسجيل
    01/01/2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    هههههههههه
    فعلا هذا الكاتب يتعامل مع التنظير وينسى الواقع .. ألم يكن ينظر إلى ما آل إليه أمر البشر في هذه الأيام فثلثه يزني أمام الشاشات ونصفه يهذي ونصفه يعوي ( هذه لغة للمبالغة لعلّنا نستفيق ) . أليس هذا من البعد عن الله ؟؟
    غريب والله ..! قرأنا كتاب الله وقرأه السلف والخلف وفهموا ما فيه على خلاف ما يؤدي اللفظ والمعنى وهم أحسن رويّة من هذا القاصر الذي يريد أن يؤطّر فهم القرآن ..
    عبثا المحاولة لأنها جاءت هجومية بكثير من التقنينات والفرضيات .. كان أولى به أن يتحدّث عن أمر خاص في القرآن والسنة ليناقشه الناس أمّا أنه يتكلم بلغة التعميم وبطريقة المعتزلة فهو يضع لك الأطر للفهم فهو للأسف يعبث بعقول الناس وهذا مما يعانيه من قصور فكري ..
    لذا لا حديث هنا ما دام الموضوع هلامي وغير حقيقي أمام الأعين ..
    أما عبد الرحمان هنانو فهو قد أتى بموضوع للنقاش ومن هذا المنطلق علينا أن نحسن الظن به .. لكن يا عبد الرحمان
    السؤال الجوهري : من نناقش أنت أم الكاتب ؟

    التعديل الأخير تم بواسطة مجذوب العيد المشراوي ; 26/07/2009 الساعة 07:32 PM

  17. #17
    شاعر/ عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي
    تاريخ التسجيل
    01/01/2007
    المشاركات
    4,165
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    قول الكاتب :
    إن آيات التنزيل الحكيم عبارة عن نص إيماني وليست دليلاً علمياً، يمكن إقامة الحجة بواسطتها على أتباع المؤمنين بها فقط، أما على غيرهم فلا يمكن. وعلى أتباع الرسالة المحمدية المؤمنين بالتنزيل الحكيم أن يوردوا الدليل العلمي والمنطقي على مصداقيتها.
    .......
    هذه أول المعضلات .. فالله يقول سنريهم أياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق ّ صدق الله العظيم وهذا الكاتب يقول إن آيات الكتاب إيمانية فقط لا حجة فيها لغير المؤمنين به .
    غريب وعجيب والله .. القرآن فيه ألوان من الطرق والكيفيات والوضعيات التي تدلّل أنه من عند خبير عليم والكاتب يراه مثل الإنجيل والتوراة المليئان بالتناقض .. أسأل الآن .. القرآن يتحدث عن نزول الحديد أليس هذا من جغرافية الحقاقق العليمية ؟ القرآن يتحدث عن الجنين في بطن أمه في أدق التفاصيل ... القرآن يتحدث عن كروية الأرض بشكل واضح وصريح .. القرآن يتحدث عن (((أدنى)))) الأرض التي جرت فيها معركة بين الروم والفرس وأقول أدنى أليس هذا تقرير علمي ؟
    القرآن يتحدث عن مواقع النجوم .. القرآن يتحدث عن الضغط الجوي ... القرآن يتحدث عن حقيقة أن السماوات والأرض كانتا رتقا .. فليكذب العلم ذلك .. القرآن تحدّث عن كثير من أدق التفاصيل العليمية والتي لو أخطأ في واحدة منها وهي مقطوع بجزمها لأصبح في خبر كان .. أبَعْـد كل ّ هذا وتقول إن القرآن آياته فقط إيمانية .؟ .. ما المقصود من وراء ذلك ؟ ؟

    التعديل الأخير تم بواسطة مجذوب العيد المشراوي ; 26/07/2009 الساعة 08:05 PM

  18. #18
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    2 - إن التاريخ الإنساني ككل في مسيرته العلمية والتشريعية والاجتماعية منذ البعثة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هو صاحب الحق في الكشف عن مصداقية التنزيل الحكيم، وهذه المصداقية ليس من الضروري أن ترد على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه
    فليسمح لي أخي الدكتور المحترم ..محمد اسحق الريفي ـ الذي أحييه تحية بطل مقاوم ـ أن أواصل هدم هذه الخزعبلات..
    ماذا ينفعنا أن يكشف التاريخ عن مصداقية القرآن إذا قامت الساعة وطويت الصحف؟؟
    إذا كان هناك من تاريخ نستوحي منه العبر البليغة ؛والموعظ الجامعة ..فليكن حال المسلمين في تعاطيهم القرآن عبر الزمن الإسلامي ..
    إذا كان هذا التاريخ يكشف أنهم متى تمسكوا بتعاليم الإسلام تفوقوا وانتصروا ..لنقل حتى دخول التتار والمغول بغداد 656هـ
    وإذا كان يخبرنا أن المسلمين حينما شرعوا في الابتعاد عن الشريعة الإسلامية وتفسخت خلقهم ؛وضعفت عزائمهم خذلوا وانهزموا ..
    وإذا كان ابتعادهم عن الإسلام اليوم هو سبب هزائمهم ..حيث قهرتهم حفنة صهاينة ..
    فهذا يكفي ليدل أن الإسلام صدق ومصداقية وقوة ونظام ..
    وقوته من قوة منهجه ..وهذه القوة دلالة حق في القرآن والسنة ..


  19. #19
    شاعرة / مهندسة الصورة الرمزية منى حسن محمد الحاج
    تاريخ التسجيل
    10/03/2008
    المشاركات
    5,016
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    لكل من لايعرف الملحد الماركسي محمد شحرور
    نقلا عن: منتديات التوحيد:
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1516
    بواسطة : سليمان الخراشي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه مادة جديدة أضفناها لموقع ( الكاشف ) ؛ وهي من كتاب الدكتور محمد فاروق الخالدي - وفقه الله - " التيارات الفكرية والعقدية في النصف الثاني من القرن العشرين " ( ص 274-302) . ومن أراد الزيادة عن هذا الماركسي فعليه بكتاب " النزعة المادية في العالم الإسلامي " للأستاذ عادل التل ، ورد الشيخ عبدالرحمن حبنكة على شحرور " التحريف المعاصر " .

    ( 1 )
    الكتاب والكاتب :

    يعتبر هذا الكتاب من أضخم كتب التحريف المعاصر ، ومن أكثرها إثارة ، وقد رد على افتراءاته عدد من الكتاب والمفكرين المسلمين .
    « حيث اختار الدكتور محمد بن ديب شحرور « سوري الجنسية » المذاهب الضالة ثيابًا تخيل للأغرار من أهل الأهواء والشهوات أنها مفهومات إسلامية ، وأن نصوص القرآن والسنة النبوية تدل عليها ، إذا قرئت قراءة معاصرة بأعين الفلاسفة المتعمقين .. »(1 ) .
    وكان المهندس « شحرور » قد صيغ صياغة ماركسية ، حيث كان يسير في منهجه حسب أساليبها الفكرية وألفاظ كتبها ومصطلحاتها ، إذ اجتهد الكاتب أو من أملى الكتاب عليه أن يفسر القرآن وآياته بمنظار نظرية المعرفة عند الماركسيين ... وكان الهدف الأقصى هو العدوان على النصوص الدينية الربانية ، وإلغاء معانيها المشتملة على العقائد والأخلاق والشرائع والأخبار والأحكام الربانية إلغاء كليًا ، أو جزئيًا »(2 ) .
    * كان في نظر الكاتب أنه لا بد من نظرية جديدة لإنهاض العرب والمسلمين ، تقوم على تلبيس الإسلام طاقية الماركسية ، بعد إدخال بعض التعديلات الجوهرية على الماركسية والإسلام ، وأن يغلف ذلك بالحريات التي أطلقها المبدأ الرأسمالي ، وألغتها الماركسية ، وأن يتهم الناتج بالعواطف القومية والوطنية ، حتى لا يبقى لنظريته لون أو طعم(3 ) .
    ** والضجة التي أثارها كتاب شحرور ، لم تحدث للقيمة التي يحملها الكتاب ، وإنما جاءت من خلال عنصر الإثارة المقصود ، ذلك أن الناس لم يعتادوا أن يسمعوا في حق الدين أقوالاً تصل إلى هذه الجرأة في مخالفة صريح الكتاب وصحيح السنة ، ونقض الإجماع ، والتعرض لشخصيات الصحابة بالهزء والسخرية ، وتسفيه علماء الأمة الإسلامية ، بهذه الطريقة المزرية ...
    كما ساهم في هذه الإثارة المفتعلة ، الطريقة التي تناول فيها « شحرور » الآراء الفقهية الراسخة عند المسلمين ، وكانت مسألة خلق الإنسان وحجاب المرأة المسلمة موضع الإثارة المطلوب(4 ) .
    * وقد كثرت الموضوعات المثيرة في كتاب « شحرور » حتى أن صاحب كتاب « النزعة المادية في العالم الإسلامي » يقول : لقد أحصيت في كتابه ما يزيد على ألف موضع يمثل انحرافًا عن المنهج الإسلامي(5 ) .
    * لقد كان كتاب « د. شحرور » أشبه شيء بما جاء به أحمد خان الهندي ، وعلي عبد الرازق المصري ، من حيث مصادمتهم لأساسيات الدين الإسلامي ، وعنصر الإثارة في الصراع .
    فقد دعا أحمد خان ، إلى الأخذ بمناهج الغرب وتطويع الإسلام ليتلاءم مع الحضارة المادية الغربية ، كما دعا على عبد الرازق ، إلى إسقاط نظام الخلافة ، واعتبر أنها نظام ليس له أصول ملزمة في الشريعة ...
    وقد ظهر أن للاثنين صلات مريبة بالإنجليز آنذاك ، وتبعية للمستشرقين من اليهود والنصارى .
    أما محمد شحرور فيظهر أن صلته كانت قوية بالماركسية والشيوعية ، عندما كان مبتعثًا إلى روسيا لدراسة الهندسة المدنية ما بين ( 1958 - 1964م ) .
    وقد اكتمل تأثره بالمستشرقين خلال دراسته في إيرلندة « دبلن » ، لدراسة الماجستير والدكتوراه ما بين ( 1970م - 1980م ) في الهندسة المدنية أيضًا(6 ) .
    * لقد درس « شحرور » الرأسمالية وعشق مبدأ الحريات المنبثق عنها ، و ( انصبغ ) بالواقـع الظاهر لهـذه الحريات ، بيـد أنـه لم يتعمق في المبدأ الرأسمالي وبطريقة تطبيقه بدقـة ، ولو فعل ذلك لوجد أن الديمقراطيات الغربية بما فيها أمريكا ، هي أعتى ديكتاتورية وجدت على وجه الأرض ، وأن الدستور والقانون ، يضعه أصحاب رؤوس الأموال الصناعيون والبنكيون ...( 7) .
    * كما أن الكاتب لم يدرس الإسلام كما يزعم ، بل درس الفلسفة الماركسية ، ولذا فقد أثرت على طريقة تفكيره ، وسيطرت على أحاسيسه ، وأصبحت عنده الأساس في إعطاء المفاهيم عن الإنسان والكون والحياة(8 ) .
    * * *
    ويبدو أن جماعة من اليهود هم الذين كتبوا هذا الكتاب ، ليضع الدكتور شحرور عليه اسمه ويدافع عنه .
    يقول الشيخ عبد الرحمن حبنكة : بأنه التقى بصديقه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بمكة المكرمة ، وسأله عن كتاب الشحرور ، فذكر أنه اطلع عليه ، وأبان له عن رأيه في إسقاط الكتاب بإهماله ، وعدم الرد عليه ، لأنه أقل قيمة من أن يهتم له مفكر إسلامي .
    * فقلت له : يغلب على ظني أن جماعة من اليهود هم الذين كتبوا له هذا الكتاب ، فذكر لي ما نشره في كتابه : « هذه مشكلاتهم » ، فأنا أنقل من كتابه هذا ما يلي : قال : « زارني عميد إحدى الكليات الجامعية في طرابلس الغرب ، في أوائل عام / 1991م ، وأخبرني أن إحدى الجمعيات الصهيونية في النمسا ، فرغت مؤخرًا من وضع تفسير حديث للقرآن « كذا » ، ثم أخذت تبحث عن دار نشر عربية تنهض بمسؤولية نشره ، وعن اسم عربي مسلم يتبناه مؤلفًا له ومدافعًا عنه ... ولكنها لم توفق إلى الآن للعثور على المطلوب ، على الرغم من أنها لم تتردد في الاستعانة ببعض الرؤساء ، والمسؤولين العرب .. » .
    ثم يقول الشيخ عبد الرحمن حبنكة : « يظهر أنها ظفرت بالمطلوب وتم طبع كتاب « الكتاب والقرآن - قراءة معاصرة » باسم الدكتور محمد شحرور سنة / 1992م(9 ) .
    ** والحقيقة أن هنالك غرابة وأكثر من استفهام ، إذ كيف يعلم الدكتور البوطي هذا ، ثم يساهم مع جودت سعيد في مرافقـة « محمد شحرور » إلى المنتديات العامة وإلقاء المحاضرات في دمشق ؟!
    وهل كان البوطي جادًا في ثني عزيمة « حبنكة » عن الرد على الشحرور ، لأن الكتاب ساقط متهافت ؟! .
    ويبدو أن الكتاب على ضخامته ، وتلون الافتراءات فيه ، يحتاج إلى جمعية وكتاب متفرغين ليتمكنوا من القيام بهذه المهمة ، وليس من تأليف مهندس مدني !! .
    ( 2 )
    الماركسية هي مصدر التفكير عند الكاتب :
    لقد أجمع الكتاب الذين قرأوا كتاب الدكتور « محمد شحرور » ، على أن منطلقاته الأساسية في كتابه ، كانت تعتمد المنهج الماركسي ، مع أسلوب اللف والدوران الذي لا يخفي على أحد .
    * فقد قدم شحرور فلسفة ماركس وإنجلز ولينين ، على أنها حقائق يجب التسليم بها والإيمان بمقرراتها ، دون مناقشة .
    وبناء على ذلك فقد بنى أفكاره على أنه ليس في الوجود رب خالق ، وعلى أن الكون كله مادة تخضع للتطور الحتمي ، ضمن قانون صراع الأضداد في الوجود المادي ، وفي التاريخ المادي كذلك(10 ) .
    ويزعم « د. شحرور » أن الحقيقة الموضوعية ، هي الأشياء المادية الموجودة في الأعيان خارج حدود الوعي ، وأن الحق هو الوعي المطابق لها ، كما تزعم المادية الماركسية ، وكما يزعم « سارتر » في فلسفته اليهودية(11 ) .
    ** ويركز « شحرور » على النزعة المادية ، ويحدد حدود المفهوم المادي بقوله : « العلاقة بين الوعي والوجود المادي ، هي المسألة الأساسية في الفلسفة ، وقد انطلقتا في تحديد تلك العلاقة ، من أن مصدر المعرفة الإنسانية هو العالم المادي خارج الذات الإنسانية »(12 ) .
    وهذا المبدأ الذي أقربه شحرور ، هو عين المبدأ الذي يؤمن به « ماركس ولينين والماديون عامة » ، فهو بذلك يحاول أن يخرج الوحي من مصادر المعرفة ، وبناء على ذلك لا يعتبر الدين عند الشحرور مصدرًا للمعرفة .
    لذلك فهو يعتبر أن الفلسـفة أم العلوم ، جاء ذلك في قوله : « لا يوجد تعارض بين ما جاء في القرآن الكريم ، وبين الفسلفة التي هي أم العلوم » .
    ثم تقول : « الكون مادي والعقل الإنساني قادر على إدراكه ومعرفته ، ولا توجد حدود يتوقف العقل عندها ... ولا يعترف العلم بوجود عالم غير مادي ، يعجز العقل عن إدراكه »(13 ) .
    * ويؤمن شحرور بنظرية ( داروين ) في أصل المخلوقات ، ويرى أن البشر وجدوا على الأرض نتيجة تطور استمر ملايين السنوات ، حيث أن المخلوقات الحية بث بعضها من بعض طبقًا للقانون الأول للجدل ، وتكيفت مع الطبيعة ، وبعضه مع بعض طبقًا للقانون الثاني للجدل »(14 ) .
    ويندد شحرور بمنكري نظرية داروين ، الذين يسميهم أصحاب الفهم المثالي للقرآن ، والذين يسخرون من نظرية ( داروين ) ، بزعم أنها غير علميه .. ويرى أن نفخة الروح في الإنسان هي الحلقة المفقودة في نظرية دارون حول الإنسان »(15 ) .
    * يقول المهندس شحرور في كتابه :
    « وخير من أول آيات خلق البشر عندي ، هو العالم الكبير ( داروين) فهل عرف داروين القرآن ؟!
    أقول : ليس من الضروري أن يعرف ، فقد كان يبحث عن الحقيقة في أصل الأنواع ، والقرآن أورد حقيقة أصل الأنواع ، فيجب أن يتطابقا إن كان دارون على حق ، وأعتقد أن نظريته في أصل البشر في هيكلها العام صحيحة ، لأنها تنطبق على تأويل آيات الخلق »(16 ) .
    ** ويرى شحرور : أن الروح التي نفخها الله في آدم هي العطاء الفكري العلمي الذي أعطاه الله لآدم . ففضله على سائر الجنس البشرى الذي كان موجودًا في الأرض ، وتلك هي الحلقة المفقودة المنحدرة من سلالة القرود »(17 ) .
    ** ويقول الشحرور حول افتراءاته عن الروح :
    « إذا كانت الروح هي سر الحيـاة ، فهذا يعنى أن البقر والأفاعي والسمك وكل الكائنات الحية ، من إنسان وحيوان ونبات لهـا روح ! وهذا غير صحيح لأن سبحانه وتعالى نفخ الروح في آدم ، ولم يقل : إنه نفخ الروح في بقية المخلوقات » !!(18 ) .
    ** ويبقى أن محاولة الجمع بين نظرية ( داروين ) المادية والمنهج الإسلامي باطلة بطلانا مطلقًا ، لانتفاء اللقاء بين المنهجين(19 ) .
    * ويزداد الشحرور انحرافًا في ضلاله وتحريفه ، فيزعم أن أئمة المتقين الذين هم عباد الرحمن ، الذين جاء وصفهم في سورة الفرقان هم أئمة العلم المادي ، أمثال : ماركس وداروين وإنجلز ، فقال : « وقد حدد لنا القرآن أن آيات الربوبية هي ظواهر الطبيعة ، لذا فإن صفة أئمة المتقين هي الإيمان بالمادية وبالعلم وبالعقل ... لذلك فإن أئمة المتقين في فرقان محمد – صلى الله عليه وسلم - هم من أئمة العلم المادي ، وذوي التفكير العلمي البعيد عن الخرافة »(20 ) .
    فمتى كان أئمة الكفر والفجور من اليهود أمثال لينين وماركس ، وداروين ، هم أئمة المتقين ؟! إن ذلك افتراء على العلم والحقيقة .
    ** لقد اختار الكاتب عنوان كتابه : « الكتاب والقرآن قراءة معاصرة » ليكون الانطباع الأول بأن مفهوم لفظ الكتاب « المصحف » غير مفهوم لفظ القرآن ...
    وفي عنوان كتابه ما يشير إلى أنه كانت في الماضي قراءات ، بموجب فهمه للفظ « اقرأ » وستكون في المستقبل قراءات أخرى ، فنحن نعيش في عصر ، وعاش الناس قبلنا في عصور ، وسيعيش النـاس بعـدنا في عصور ، أي أن العصر هو أسـاس الفهم والإدراك عند الناس لإشـباع غرائزهـم وحاجاتهم العضوية ، وأن الواقـع « المادي » مصدر التفكير ، ويختلف هذا الواقع من عصر إلى عصر ، على أساس أن العصر أساس في فهم الإسلام ، وليس الإسلام هو الأساس في حل مشاكل العصر ، فالإسلام يخضع للعصر ، وليس العصر هو الذي يخضع للإسلام »(21 ) .
    * وبذلك يتضح لنا مصادر التفكير عند الكاتب ، بأنها مصادر الفلسفة الماركسية بذاتها ، تلك التي تقوم على ما يسمى بالمادية الديالكتيكية ، والمادية التاريخية .
    فالمادية الديالكتيكية – الجدلية - هي الجانب الثابت في الماركسية ، أما المادية التاريخية ، فهي توسيع نطاق أفكار المادية الجدلية ، حتى تشمل دراسة الحياة في المجتمع ، وتطبيق هذه الأفكار على حوادث الحياة في المجتمع ، أي على دراسة المجتمع وتاريخه ، وهذا هو الجانب المتطور والمتغير في الماركسية .
    وتعني المادية الديالكتيكية : أن الكون والإنسان والحياة مادة تتطور من نفسها تطورًا ذاتيًا ، فلا يوجد خالق ولا مخلوق ، وإنما هو التطور الذاتي في المادة( 22) .
    ** وسوف نلاحظ فيما يأتي من فقرات ، أن المنهج المادي الماركسي ، هو الذي يلف موضوعات الكتاب كلهـا ، تحت قشـرة رقيقـة مفضوحة من تشوهـات وتصورات الكاتب عن الإسلام .
    سواء في :
    - نظرته للقرآن وتقسيمه إياه إلى كتب وأقسام .
    - أو إلغاء دور النبوة والرسالة مع التفريق بينهما .
    - و في شذوذات فقهية لم يقل بها أحد قبله ...
    - أو في ضلالات عقدية عجيبة .
    ( 3 )
    القرآن في المفهوم الماركسي في كتاب شحرور :

    يدعى المهندس شحرور ، أن القرآن قد جـاء نصًا ثابتًا ، وأن إعجازه يكمن في قابليته للتأويل ، وفي تحرك المعنى وفق مفاهيم العصور المتلاحقة ، وحسب الأرضية المعرفية التي يتوصل إليها الناس .
    ويخادع الكاتب لتمرير فريتـه هـذه ، بزعمـه أن إعجاز القرآن يكمن في أن نصه جاء قابلاً لتـأويلات مختلفـة ، تتطور مع تطور الإدراك الإنساني في مختلف العصور ، ليصل إلى أن التشريعات في كتاب الله « القرآن » قابلة للتطور بالتأويلات الإنسانية ، وفي هذا نسف للدين من جذوره .
    ثم يقول : ( لا بد أن يكون القرآن قابلاً للتأويل ، وتأويله يجب أن يكون متحركًا وفق الأرضية العلمية لأمة ما ، في عصر ما ، على الرغم من ثبات صيغته ، وفي هذا يكمن إعجاز القرآن للناس جميعًا دون استثناء) ؟!!(23 ) .
    * ومن أغرب ما تفتقت عنه عبقرية الكاتب في تأويلاته الباطلة ، تقسيمه المصحف الشريف إلى أربعة أقسام :
    1 - القسم الأول : القرآن :
    وهو ما له حقيقة موضوعية خارج الوعي الإنساني ، وهو كلمات الله ، وهو الذي يشتمل على نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم - .
    2 - القسم الثاني : السبع المثاني :
    وهو بعض الحروف المقطعة في أوائل السور ، وهى سبع آيات فواتح للسور .. وتفهم فهمًا نسبيًا حسب تطور المعارف للعصر .
    وكل من القرآن والسبع المثاني .. تفهم فهمًا نسبيًا حسب تطور معارف العصر ، وليس لها معنى ثابت .
    3 - القسم الثالث : أم الكتاب « كتاب الله » :
    ويشتمل على رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وفيه الأحكام والشرائع والوصايًا والحدود ، بما فيها العبادات ، وهى الآيات المحكمات .
    القسم الرابع : تفصيل الكتاب :
    هو المشتمل على آيات غير محكمات وغير متاشبهات .
    * لقد اخترع الكاتب هذا التقسيم العجيب الغريب لكتاب الله ، من عند نفسه ليمرر مفترياته على كتاب الله المنزل على رسوله ، كما يهوى أساتذته الملاحدة الماركسيون ، والباطنيون في تأويلاتهم(24 ) .
    ** وتحت عنوان : القرآن هو الكتاب المبارك( 25) قال شحرور :
    « أريد هنا أن أؤكد على نقطة في غاية الأهمية ، وهى أن القرآن كتاب الوجود المادي والتاريخي ، لذا فإنه لا يحتوى على الأخلاق ، ولا التقوى ولا اللياقة ولا اللباقة ، ولا تنطبق عليه عبارة !! « هكذا أجمع الفقهاء » .. إننا في القرآن والسبع المثنى غير مقيدين بأي شيء قاله السلف ، إننا مقيدون فقط بقواعد البحث العلمي ، والتفكير الموضوعي ، وبالأرضية العلمية في عصرنا ، لأن القرآن حقيقة موضوعية خارج الوعي فهمناها أم لم نفهمها ... » .( الكتاب والقرآن ) .
    ** « لقد ادعى المضلل أن الأحكام والتكاليف التي في المصحف ليست مما يطلق عليه لفظ « القرآن » ... بينما كان الرسـول والمؤمنون المسلمون وسائر العرب ، يفهمون أن لفظة « القرآن » تطلق على كل الآيات الكلامية التي كانت تنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم - والتي جمعت في المصحف ، واستمر كل الناس يفهمون هذا ، حتى جاء المحرف شحرور ، وادعى أن لفظة القرآن تطلق فقط على بعض آيات المصحف ، وهى الآيات التي تتحدث عن الوجود المادي والتاريخي »(26 ) .
    ** وله افتراءات عجيبة في تقسيمه لعنوان « أم الكتاب » ، إذ يقول : « إن مواقع النجوم ليست هي مواقع النجوم التي في السماء ، والتي هي من آيات الله الكونية العظمى ، بل هي الفواصل بين الآيات » ، وزعم أن لهذه الفواصل أسرارًا خاصة أقسم الله بها في قوله تعالى في سورة الواقعة « فلا أقسم بمواقع النجوم »(27 ) ، ومن ذلك قوله : « إن التسبيح في كتاب الله ، معناه صراع المتناقضين داخليًا الموجودين في كل شيء »(28 ) .
    وهذه فكرة ماركسية يريد إسقاطها على معنى التسبيح الشرعي ، ومثل هذا في كتابه كثير .
    ( 4 )
    ضلالات الكاتب حول النبوة والرسالة :
    لقد فرق شحرور بين النبوة والرسالة ، وحاول جاهدًا إلغاء دور الرسول – صلى الله عليه وسلم - في بيان ما أنزل الله عليه ، وكان يهدف إلى إلغاء دور الشريعة في حياة المسلمين .
    * وقد حصر الكاتب الرسالة في الشريعة وأحكام العبادات والأخلاق والسياسة ، وهذه الأمور لا يوجد لها حقيقة موضوعية ، إلا إذا اختار الإنسان إيجادها بإرادته - كما يزعم - .
    وقد فرق كذلك بين نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم – ورسالته ، وادعى أن محمدًا لم يكن يعلم تأويل النصوص التي كان فيها نبوته ، والتي تتناول ظواهر الوجود المادي وقوانين الطبيعة .
    وادعى أن تأويل النصوص التي اشتملت على نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم - ، سيكون من قبل ورثة النبي ، وهم في رأيه :
    الفلاسفة وعلماء الطبيعة وعلماء فلسفة التاريخ ، ( أي أئمة الفكر الماركسي ) ، ودارون وعصابته(29 ) .
    ** ويقول الشحرور : « إن العرب منذ البعثة إلى يومنا هذا ، اهتموا برسالته وهجروا نبوته ، ولكن اهتم بنبوته ، كل معاهد الأبحاث العلمية والجامعات في العالم ،، وكل الفلاسفة ، ابتداء من أرسطو ، مرورًا بكانت وإنجلز وهيجل وديكارت » (30 ) .
    لقد كان الكاتب مفتونًا بهؤلاء الفلاسفة ، وبقادة الفكر الماركسي ، ويريد أن يجعلهم ، هم ورثة النبوة ، وهم القادرون على تفسيرها وفهمها .
    إذ أن النبوة مربوطة عنده بالعلوم الطبيعية والتاريخية ، ويحصر الرسالة في العلوم الاجتماعية وعلوم الشريعة ، فيخرج بذلك أحكام الحلال والحرام من خصائص النبوة(31 ) .
    وهذا افتراء على كتاب الله وعلى رسالة نبيه ، فالنبوة تشمل كل ما يوحى به الله إلى رسوله ، الذي اصطفاه ليجعله نبيًا ، والرسول هو من يكلفه الله بحمل رسالة ما ، ليبلغها لمن أمره الله أن يبلغها لهم(32) .
    ** ولقد حاول الكاتب أن يلغى دور الرسول – صلى الله عليه وسلم - في بيان ما أنزل الله عليه من خلال تقسيماته للقرآن .. فزعم أن الرسول هو مبلغ للنص الرباني فقط ..
    ففي تأويله لقسم ما سماه « قسم القرآن » ، ادعى أن الرسول لم يكن عالمًا به ، وزعم مفتريًا أن تأويل هذا القسم ، هو من اختصاص الفلاسفة وعلماء الطبيعة وعلماء فلسفة التاريخ ..
    وأن هذا القسم يخضع للمفاهيم النسبية الزمنية - كما يزعم - .
    أما تأويل قسم « أم الكتاب » المشتمل على أحكام سلوك الإنسان في الحياة ، فادعى أن دور الرسول فيه ، دور مجتهد لأهل عصره فقط ، وليس مبينًا لما أنزل الله عليه ، فيما يخص سلوك الناس جميعًا(33 ) .
    فألغى بتضليله هذا دلالات نصوص القرآن ، التي جاء فيها تكليف الرسول ، أن يبين للناس ما أنزل إليهم ، وفيها قولـه تعـالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون )[ سورة النحل : الآية 44 ] .
    ** ويكرر الشحرور هذه المعاني الباطلة في كتابه ، فيعتبر أن الثورة والعمل الثوري هو أساس التطور ، وأن عمل الرسول – صلى الله عليه وسلم - خلال سيرته ، كان منطبقًا تمامًا على مفهوم الثورة وشروطها عند الماركسيين ، ولذلك تحقق له النجاح .
    وزعم أن مضمون رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم - كان اجتهادًا منه للظروف التي كانت في زمنـه ، وكانت تصرفاته أمورًا مرحلية قابلة للتكيف والتغير بتغير الزمان والمكان وتطور الأمة .
    وزعم أن سنة الرسول لا يصح الاعتماد عليها كمصدر من مصادر التشريع ، بل يجب اعتبارها فصلاً من فصول حركة التطور الصاعد في ثورة اجتماعية ، يجب أن تتجدد أحكامها وشرائعها وأنظمتها ...
    فالمجتهدون المعاصرون يجب عليهم - حسب زعمه - أن لا يلتزموا بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وسمى عمل فقهاء المسلمين تحنيطًا للتشريع ، لأنهم لم يطوروا في الأحكام حسب الظروف الموضوعية ، مما أدى إلى تحنيط الأحكام وتجميد حركة التاريخ وإخماد الروح الثورية لدى العرب والمسلمين(34 ) .
    * فالكاتب يقرر أن السنة النبوية ليست وحيًا من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ورسوله ، بموجب التعريف الخاطئ لفقهاء المسلمين للسنة : « كل ما صدر عن النبي من قول أو فعل أو أمر أو نهى أو إقرار » .
    ويقول : إن ما فعله النبي في القرن السابع في شبه جزيرة العرب ، هو الاحتمال الأول لتفاعل الإسلام مع مرحلة تاريخية معينة ، وهذا التفاعل ليس هو الوحيد وليس الأخير(35 ) .
    * والحقيقـة أن الرسـول ما هو إلا مبلـغ عن الوحي قال تعالى : ( إنما أنذركم بالوحي ) [ الأنبياء : 45 ] ، ( وما ينطق عن الهوى  )[ النجم : 3 – 4 ] ، وبذلك تسقط استدلالات الكاتب في أن الرسول مجتهد فقط وأن السنة النبوية هي اجتهاد للرسول ، وتفاعل مرحلي بين الرسول وبين واقع الحياة في الجزيرة العربية وقت الرسالة ونزول الوحي .
    وهذه فكرة من أخبث الأفكار المدمرة للعقيدة الإسلامية وللتشريع الإسلامي ، وهى وليدة النظرية التاريخية ( الماركسية ) ، التي عششت في ذهن الكاتب وسيطرت على دماغه(36 ) .
    ** وغاية الكاتب الأخيرة من كل هذه التحريفات الباطلة ، هو إلغاء دور الرسول ودور رسالته في حياتنا المعاصرة ، فقد جعل المطالبة بتطبيق الشريعة ، والسير بموجب تعاليم القرآن الكريم ، من الأخطاء الشائعة عند فقهاء المسلمين ، فقال :
    « إني أنوه هنا بالخطأين الشائعين جدًا من قبل المسلمين وهما :
    ( أ ) المناداة بأن دستور الدولة القرآن .
    (ب) خطأ المناداة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية »(37 ) .
    * وغني عن التعريف هنا ، بأن رفض تحكيم الشريعة ، وإلغاء دور القرآن في حياة المسلمين ، كفر صريح ، قال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون )[ المائدة : 44 ] ، وقال جل وعلا : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا  )[ النساء : 65 ] .
    (5)
    ضلالات الكاتب العقدية

    الحقيقة أن كتاب المهندس شحرور ، جاء مليئًا بالضلالات العقدية ، من أوله إلى آخره ، وقد تحدثنا عن بعض تلك الضلالات في الفقرات السابقة ، ولكننا نريد هنا أن نلقى ضوءًا على تعرضه لبعض قضايًا العقيدة الإسلامية ، وتناوله إياها بالتحريف والتعطيل .
    * فمن تحريفاته في مفهوم الشرك والتوحيد قوله :
    « الشرك هو الثبات في هذا الكون المتحرك ، والوقوف ضد التطور وهذا شرك الربوبية ...
    أما عدم تطوير التشريع ، وتثبيت مذهب أو مذاهب فقهية معينة ، فهذا هو شرك الألوهية .
    فسكونية الفكر والفقه والتفسير ، هي من أوائل مظاهر الشرك الخفي عند العرب ، فالتخلف شرك ، والتقدم توحيد »(38) .
    * فهو بذلك يحاول تسمية فقهاء المسلمين بالمشركين ، لالتزامهم بدلالات النصوص من الكتاب والسنة .
    ** ومن ضلالاته : تعطيله لأسماء الله تعالى( 39) :
    فقد ابتدأ شحرور بحثه حول علم الله تعالى بالتساؤل .
    « هل علم الله يقيني أم احتمالي ؟! » ثم أجاب عن ذلك بقوله : « نقول هو الاثنان معا »(40 ) .
    * لقـد جعل الكاتب أن الاختيار الإنساني الواعي سبب لعدم علم الله تعالى بكل شيء ، وأن الله لا يعلم احتمالات تصرف هذا الإنسان كلها من الأزل ، وإنما يعلمها عندما يفكر الإنسان بها أي بعد وجودها .
    يلاحظ هنا : استبعاد الكاتب شمول علم الله لأعمال الإنسان ، وهذا التصرف يمثل انحرافًا خطيرًا في العقيدة ، فهو يقود إلى التكذيب بالقدر ، وتعطيل ركن من أركان الإيمان ، والكاتب لا يهاب أن يفعل ذلك عن تعمد وإصرار(41 ) .
    وقد سبق إلى التكذيب بالقدر : غيلان الدمشقي ، وقتل بسبب ذلك ، كان الأوزاعي - رحمه الله - قد ناظره ، وأفتى بقتله (42) .
    ** ومن ضلالاته العقدية : تعطيله لصفات الله تعالى(43 ) .
    وعلى رأسها « كلام الله تعالى » يقول شحرور :
    « إن مفهوم كلام الله في القرآن يعني الوجود المادي » .
    « فالوجود هو عين كلام الله ، وهو مخلوق غير قديم »(44 ) .
    وهذا يعنى عند شحرور ، أن كلام الله مخلوق ، ويدخل كلامه هذا ضمن تعطيل صفات الله تعالى ، وهو رأي القدرية والمعتزلة .
    وشحرور يأخذ برأي الغلاة من المعتزلة ، ويسير على منهجهم ويشيد بهم ، ويهاجم الفقهاء جميعًا كعادته ، فيعتبر أنه بانتصار الفقهاء على المعتزلة ، تم قصم الفكر الإسلامي العقلاني(45 ) .
    والواقع أن شحرور يمثل كذلك الرأي الفلسفي في موضوع تعطيل صفات الباري عز وجل ، إذ أن الفلاسفة الماديين ، يعتبرون كلام الله هو الوجود المادي ، أو عين الموجودات(46 ) .
    ** ومن انحرافاته الضالة : التكذيب بالقدر(47 ) .
    ففي : « الأعمار والأرزاق » .
    يقول شحرور : « لقد ظن الكثير أن عمر الإنسان ورزقه وعمله مكتوب عليه سلفًا ، وبذلك يصبح فاقد الإرادة ولا خيار له في أعماله وأرزاقه ، ويصبح العلاج والعمليات الجراحية بدون معنى ، ويصبح دعاء الإنسان دقة ضربًا من ضروب العبث واللهو »(48 ) .
    * وهذه القضية التي ينكرها شحرور ، محسومة عند الأمة الإسلامية ؟ لأن فيها نصوصًا واضحة بينة ، من الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ولكن شحرور يرفض هذه الأدلة ، ويكذب بالقدر ، في واضحة النهار ، مثله في ذلك مثل غيلان الدمشقي والجعد بن درهم وغيرهم من القدرية ، الذين هم مجوس هذه الأمة(49 ) .
    ** أما الأعمار فمقدرة بعلم الله تعالى ، ومحدودة ، قال تعالى : ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابًا مؤجلاً )[ آل عمران : 45 ] ، وبين تعالى أن سبب الموت هو انتهاء الأجل .قال جل من قائل : ( ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون  ) [ الأعراف : 34 ] .
    فالله سبحانه وتعالى هو الذي قدر الخلائق قبل إيجادها ، وهو الذي خلقها كما قدرها ، وهو الذي يملك الحياة والموت(50 ) .
    * وأما الأرزاق : فلا تختلف عن قضية الآجال ، فالرزق بيد الله أيضًا ، الآيات القرآنية تبين هذه الحقيقة الناصعة بوضوح .
    يقول تعالى في كتابه : ( قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله )[ سبأ : 24 ] .ويقول : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )[ الرعد : 26 ] .والله هو المتفرد بالرزق : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين  )[ الذاريات : 58 ] .
    * إن جلاء هذه الحقيقة ووضوحها ، يمثل أصلاً ثابتًا من أصول الاعتقاد ، وركنًا أساسيًا في العقيدة الإسلامية ، فيجب الإيمان بأن الله هو الرزاق ، وهذا من ضرورات الاعتقاد بأسماء الله الحسنى(51 ) .
    ومن أنكر ركنًا من أركان الإيمان ( كالإيمان بالقدر ) أو أنكر أسماء الله وعطل صفاته ، فقد كفر بالله جل شأنه .
    (6)
    نزوات الكاتب الفقهية :

    يرى الكاتب « شحرور » أن الفقه الإسلامي الذي فهمه الفقهاء بما فيهم الصحابة - رضي الله عنهم - هو من التراث ، وأن أولئك فهموًا الإسلام حسب شروطهم وظروفهم وواقعهم المادي فهما متفاعلاً ، مع ظروف القرن السابع ، في شبه الجزيرة العربية ، وهم رجال ونحن رجال ، ونحن أقدر منهم الآن على فهم واقع القرن العشرين ...
    وحين استلم الفقهاء قيادة الناس ، تحت عنوان أهل السنة والجماعة ، كانوا سبب تخلف المسلمين ، وقتل الفكر الحر النقدي الذي تبناه المعتزلة(52 ) .
    وحيث أن فقهاء المسلمين ليسوا من أئمة العلم المادي ، فقد حرموا كثيرًا مما أحل الله ، وأبقوا الأمة في حالة من الجمود والتأخر ، ولذلك لا يدخلون في زمرة أئمة المتقين حسب زعمه(53 ) .
    * ويزداد « شحرور » في غيه ، عندما يقول : « إن الطرح الذي ينادى بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على أساس أن الإسلام هو الموروث من كتب الفقه ، وأن حدود الله هي تشريع عيني ، هو طرح في فراغ ووهم ، لا يمكن أن يكتب له النجاح ، وهو من باب مضيعة المال والنفس والوقت ، علمًا بأن الدولة بدأت تنفصل عن الدين بمفهومه الموروث ... »(54 ) .
    * يهاجم شحرور هنا الفقه الإسلامي الموروث ، ويدعو إلى نبذه ، ذلك الفقه الذي أهل الدولة الإسلامية العظمى للبقاء ثلاثة عشر قرنًا ، حتى أصابها الانحراف عن تطبيقه ، وتآمر عليه الملا حدة واليهود والنصارى من الخارج ، والمنافقون من الداخل ، فأسقطوا الدولة الإسلامية بالكيد والمكر والقوة المسلحة(55) .
    * وقد أراد الشحرور بتحريفاته أن يصنع دينًا جديدًا ، فصار يبدل بأحكام الشريعة حسب هواه ، متخذًا لذلك حيلة التأويل والتعطيل لآيات الأحكام ، التي جاءت في كتاب الله تعالى .. وإن متابعته في تحريفاته في هذا الشأن يتطلب عدة مجلدات ، لذلك فسوف نقدم نماذج من تحريفاته فقط ، وقد جعل من نفسه إمامًا للمجتهدين المعاصرين ، فألغى أحكام الدين ، وهو يناقض دين الله لعباده زاعمًا أنه يستخرجه من كتاب الله بالتأويل الملائم لحاجات العصر(56) .
    ** النموذج الأول : تلاعبه في مفهوم الآيات المشتملة على ذكر حدود الله :
    في الآيات ( 13 – 14 ) من سورة النساء ، في قوله تعالى : ( 57)
    ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم  ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين  )[ النساء : 13 – 14 ] .
    * فقسم حدود الله إلى ثلاثة أقسام :
    - القسم الأول : له حد أدنى وهذا يجوز الزيادة عليه ، وقد ضرب مثلاً على هذا القسم ، ما له حد أدنى من المحرمات من النساء اللاتي جاء في القرآن تحريم نكاحهن ، فقال : هذه المحرمات هي الحد الأدنى ولا يجوز النقصان عنه على أساس أنه اجتهاد ، ولكن يمكن الاجتهاد بزيادة العدد ، كتحريم بنات العم والعمة ، وبنات الخال والخالة !!
    - القسم الثاني : له حد أعلى ، وهذا يجوز النقص منه ، وضرب مثلا له عقوبات السرقة والقتل ، فيجوز النقصان من قطع يد السارق مثلاً ، على أساس أنه اجتهاد ، ولكن لا يجوز الزيادة عليه !!
    - القسم الثالث : له حد أعلى وحد أدنى ، وهذا يجوز النقص من حده الأعلى والزيادة على حده الأدنى .وضرب مثلاً لذلك ، أحكام الميراث ، فالحد الأعلى ، هو ميراث الذكر الذي هو ضعف ميراث شقيقته الأنثى ، فيجوز الزيادة عليه ، ولكن لا يجوز النقص منه ، ويجوز إصدار قانون بإعطاء الأنثى أكثر من نصف ميراث شقيقها ، ولكن لا يجوز إعطاؤه أقل من نصف ميراثه !!
    فهذا كفر صريح ، وتبديل لدين الله ، إذ جعل شحرور من نفسه شريكا لله عز وجل في بعض خصائص ربوبيته ، وهى أحكام شريعته لعباده(58 ) .
    * فشحرور يرى هنا أن مفهوم السنة ، يعنى أن محمدًا – صلى اله عليه وسلم - اجتهد في الحدود بما يتلاءم مع ظروف شبه الجزيرة العربية في القرن السابع ، وهذا لا يعنى أبدًا أنه إذا طبق في موقف من المواقف الحد الأدنى ، أو الحد الأعلى ، علينا أن نلتزم بهذا الموقف أو ذاك وأن نستمر عليه إلى ( أن تقوم الساعة ) تحت شعار تطبيق السنة ، لأن هذا الموقف ليس له علاقة بالسنة(59 ) .
    * النموذج الثاني من تحريفاته : ما أسماه بالفقه الجديد في موضوع المرأة :
    وقد خبط ولفق في هذا الموضوع خبط عشواء .فأعطى نموذجًا عن آرائه هذه في عدة نقاط منها :تعدد الزوجات والإرث والمهر ، وحق العمل السياسي ، والعلاقات بين الرجل والمرأة(60 ) .
    - ففي تحريفه حول تعدد الزوجات ، جعل الإذن هنا مقتصرًا عليه في حاله أن تكون الثانية فالثالثة فالرابعة من الأرامل أو المطلقات ، لا من الأبكار ، ومن شاء أن يتزوج أرملة أو مطلقة ولها أولاد ، فعليه أن يتحمل إعالة أولادها ، فيما يزعم ويفتري على دين الله(61 ) .
    - ومن تحريفاته وضلالاته أنه زعمه أن نشوز الرجل هو الشذوذ الجنسي ، كما أن الرجل في نظره لا يملك حق طلاق زوجته(62 ) .
    - ومن ذلك وقاحته فيما يتعلق بلباس المرأة وحدود عورتها .
    فهو يرى أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة عريانين ، ثم قيدهما بحدود ونصحهما بتعليمات ، فكان للمرأة عورة في الحياة العامة والمجتمع ، وعورة أمام المحارم .
    فأمام الأجانب ( غير المحارم ) للمرأة أن تظهر كل جسدها باستثناء الجيوب ، وجيوب المرأة (حسب فهمه الماركسي الإباحة ) هو كل ما له طبقتان أو طبقتان مع خرق ، وهى ما بين الثديين وتحتهما ، وتحت الإبطين ، والفرج والأليتين ، وما عـدا ذلك فليس بعورة علمًا بأن الآية الكريمة ( يدنين عليهن من جلابيبهن )[ الأحزاب : 59 ] هي للتعليم وليست للتشريع6(63) !!
    * أما أمام المحارم ، فالمرأة ليس لها عورة على الإطلاق ، فهي تجلس معهم كما خلقها الله عارية من كل شيء ، وأن الأب أو الأخ مثلاً ، إذا جلسـت ابنته أو أخته عارية أمامه في البيت ، لا يجوز له أن يقول لها : اذهبي والبسي ثيابك ، لأن هذا حرام ، بل يقول لها : هذا عيب .وكذلك الأمر مع سائر المحارم في نظره(64) !!!
    وبذلك يكون الشحرور ، قد فاق أساتذته ( ماركس ولينين وفرويد ... ) في نشر الإباحية والتخلي عن الحياء والفطرة ، مع إلباس ذلك كله لبوس الإسلام .
    * النموذج الثالث من تحريفاته : ما يتعلق بإباحة الربا(65) .
    فقد زعم الكاتب أن الربا الذي يترتب على إقراض البنوك لذوي الفعاليات الاقتصادية ، الصناعية والتجارية ونحوها جائز ، بشرط ألا يزيد على ضعف رأس المال في السنة الواحدة ، وزعم أن هذا هو المقصود بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون  )[ آل عمران : 130 ] مع أن هذه الآية نزلت في أوائل العهد المدني لكف المؤمنين كفًا ابتدائيًا عن الربا ، بتحريم الأضعاف المضاعفة ، ثم نزل التحريم البات للربا قليلة وكثيرة في آيات سورة البقرة ، في أواخر العهد المدني في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين  فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون  )[ البقرة : 278 – 279 ] .
    * وأي ربا في البنوك العالمية يصل إلى ضعف رأس المال في السنة الواحدة ؟!
    وهو بذلك يزعم أن معاملات البنوك الربوية في العالم كلها تطبق أحكامَا يجيزها الإسلام ، وهذا عدوان صفيق على كتاب الله تعالى(66) .
    =================
    الهوامش
    (1) التحريف المعاصر في الدين : عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني ص15 / دار القلم – دمشق / 1418هـ/1997م .
    (2) المرجع السابق ، ص25
    (3) تهافت القراءة المعاصرة : د. منير محمد طاهر الشواف ص3 ، طبعة ، 1993م ، الناشر : الشواف للنشر والدراسات .
    (4) النزعة المادية في العالم الإسلامي : عادل التل ، ص 299 ، دار البينة للنشر والتوزيع / 1415هـ / 1995م .
    (5) المرجع السابق : عادل التل ، ص305
    (6) النزعة المادية في العالم الإسلامي : عادل التل ، ص297
    (7) تهافت القراءة المعاصرة : د. منير محمد الشواف ، ص13
    (8) المرجع السابق ، للشواف ، ص12
    (9) ينظر : التحريف المعاصر في الدين ، عبد الرحمن حسن حبنكة ، ص22 ، الهامش .
    (10) التحريف المعاصر في الدين : الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة ، ص134 – 135
    (11) المرجع السابق ، ص139 وما بعدها .
    (12) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة : المهندس محمد شحرور ، ص42 ، نشر مؤسسة سينا للنشر القاهرة ، ومؤسسة الأهالي في دمشق .
    (13) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، ص43 ، وينظر : منهج التفكير المادي عند شحرور ، ص307 – 313 ، لعادل التل في كتابه : النزعة المادية في العالم الإسلامي .
    (14) الكتاب والقرآن : محمد شحرور ، ص290
    (15) المرجع السابق ، ص253
    (16) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، ص106
    (17) التحريف المعاصر في الدين : الشيخ عبد الرحمن حبنكة ، ص89
    (18) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة : محمد شحرور ، ص156
    (19) النزعة المادية في العالم الإسلامي : الأستاذ عادل التل ، ص315
    (20) الكتاب والقرآن : محمد شحرور ، ص525 ، وينظر : التحريف المعاصر في الدين ، ص206 ، 207
    (21) تهافت القراءة المعاصرة : د. منير محمد الشواف ، ص29 – 30
    (22) تهافت القراءة المعاصرة ، ص30 – 31 ، للشواف .
    (23) ينظر : التحريف المعاصر في الدين ، ص27 – 31
    (24) ينظر : قراءة معاصرة للكتاب والقرآن : محمد شحرور ص80 - 81 ، والتحريف المعاصر فى الدين ص58 - 59
    (25) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة : المهندس محمد شحرور ، ص91
    (26) التحريف المعاصر في الدين ، ص69 - 70 ، بإيجاز .
    (27) سورة الواقعة : الآية 75 ، وانظر التحريف المعاصر ، ص116
    (28) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، ص291
    (29) ينظر : الكتاب و القرآن ، محمد شحرور ، ص104 ، والتحريف المعاصر : عبد الرحمن حبنكة الميدانى ، ص87 – 88
    (30) الكتاب والقرآن للمهندس شحرور ، ص84
    (31) الكتاب والقرآن ، ص104 ، والتحريف المعاصر ، ص101 – 103
    (32) ينظر التحريف المعاصر : عبد الرحمن حبنكة الميداني ، ص104 ، بإيجاز .
    (33) ينظر : التحريف المعاصر ، ص125 – 126
    (34) التحريف المعاصر في الدين ، ص212 – 214 ، عبد الرحمن حبنكة الميداني ، وانظر : الكتاب والقرآن ، محمد شحرور ، ص555 – 572 .
    (35) تهافت القراءة المعاصرة : د. منبر الشواف ، ص20
    (36) المرجع السابق للشواف ، ص462 – 463 ، وص469
    (37) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة : محمد شحرور ، ص724
    (38) الكتاب والقرآن قراءة معاصر ، 496
    (39) النزعة المادية في العالم الإسلامي : عادل التل ، ص323 – 324
    (40) الكتاب والقرآن : محمد شحرور ، ص386
    (41) النزعة المادية في العالم الإسلامي : عادل التل ، ص324
    (42) ينظر : لسان الميزان ، جـ4/492
    (43) ينظر : النزعة المادية ، ص328 – 330
    (44) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، ص256 – 257 ، وص259
    (45) المرجع السابق ونفس الصفحة .
    (46) النزعة المادية : عادل التل ، ص329
    (47) ينظر المرجع السابق : ص332 – 342
    (48) الكتاب والقرآن : محمد شحرور ، ص411
    (49) النزعة المادية : عادل التل ، ص332 ، ( وقد قتل غيلان والجعد على يد ولاة المسلمين لكفرهما بسبب هذه المقالة ).
    (50) السابق ، ص333 – 341
    (51) ينظر : النزعة المادية في العالم الإسلامي42 عادل التل .
    (52) تهافت القراءة المعاصرة : د. منير محمد الشواف ، ص21
    (53) السابق ، ص27 ، د. الشواف .
    (54) ينظر الكتاب والقرآن : محمد شحرور ، فصل أزمة الفقه الإسلامي ص575 – 588 .
    (55) التحريف المعاصر في الدين ، ص219 ، الشيخ عبد الرحمن حبنكة .
    (56) السابق ، ص193 – 194 ، بإيجاز .
    (57) ينظر : الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، ص453 وما بعدها .
    (58) التحريف المعاصر في الدين ، ص196 – 197
    (59) تهافت القراءة المعاصرة ، ص23
    (60) ينظر : الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، ص592 – 629 ، محمد شحرور .
    (61) التحريف المعاصر في الدين ، ص233 ، الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني .
    (62) السابق ، ص235
    (63) تهافت القراءة المعاصرة ، للشواف ، ص24 – 25
    (64) السابق للشواف ، ص25
    (65) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة : محمد شحرور ، ص467
    (66) ينظر : التحريف المعاصر في الدين ، ص199 - 201 ، عبد الرحمن حبنكة .
    ************************************************
    نسال الله أن يجزي الدكتور محمد فاروق الخالدي خير الجزاء وينيله الثواب في الدارين.


    كما يقولون "إن الصدمة ان لم تقتلك فإنها تقويك!!"
    ولكن لماذا أجدها تُضعفني وتترك في أثارًا لا يمكن محوها بيد الزمن؟!

    رحمك الله يا أبي

    تركت في داخل نفسي فجوة كبيرة.. مازالت تؤلمني كلما هبت الرياح فيها..



  20. #20
    مترجم / أستاذ بارز الصورة الرمزية معتصم الحارث الضوّي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    6,947
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي رد: القراءة المعاصرة في الفكر الاسلامي / منهج محمد ديب شحـرور

    محاولة متذاكية من الكاتب لدس السم في الدسم، فإقحام منهج البنية الفوقية والتحتية الماركسي، وغيره من مقولات لوكاتش جورج في دراسة القرآن الكريم أسلوب معتاد لجأ إليه نصر حامد أبو زيد وغيره ممن يسعون -حسب قولهم- إلى تفكيك النصوص المقدسة تمهيدا لإعادة قرائتها وتحليلها.
    أقولُ: رُبّ ضارة نافعة، فهذه الأطروحات الفاسدة عقيدة، والخائبة منهجا مفيدة لتوعية الناس بعظمة دينهم الحنيف.

    الشكر موصولا للأخ الكريم عبد الرحمن هنانو الذي أتاح لنا هذه الفرصة الثمينة

    منتديات الوحدة العربية
    http://arab-unity.net/forums/
    مدونتي الشخصية
    http://moutassimelharith.blogspot.com/

موضوع مغلق
صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •