Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع - الصفحة 4

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4
النتائج 61 إلى 76 من 76

الموضوع: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

  1. #61
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر طويش مشاهدة المشاركة

    (من أنا من دون عينيك
    ومن أغدو
    بلاأنغام شدوكْ)

    نسخة إهداء خاص
    إليك ياسيدة العطر, وياأغلى هلالُ
    شعر ياسر طويش

    أنت أسمى من جميع العابرين
    أنت أغلى من ألوف الشعراء
    أنت أوفى من معاني الود من حتى الوفاء
    أنت شلالات نور, ورجاء الكبرياء
    أنت نبع للحنان وأنت للحب العطاء
    أنت إن ضاع السؤالُ والجواب ُ
    وانبرى ياسر يرجو
    قلبك الغالي المدللْ
    لاتعاني يافؤادي لاتعاني
    وامتطي أفقي وكوني وكياني
    وامتشق سيفي بل اصهل أيها الشعر تغنى
    صبَّ في سمع الزمانِ مواجعي
    أنطق لساني , وحصاني
    آه ياسيدة العطر
    اعذريني ...سامحيني
    وإذا شئت
    كما أنت قتلتيه اقتليني
    وكما أنت أثرتيه, انكريني
    وكا أنت هجرتيه, امقتيني
    وكما انت ذبحتيه, اذبحيني
    لست أهتمُّ, فلاشيء يهمُّ
    طالما خلي حبيبي
    ناله من صدِّ هجركْ
    حدثيه, يالتي حيرته, حيرتني
    قومي وضميه لصدركْ
    واشربيه سلسبيلا, عتقيه
    في جرار الضوء, إن مرَّ بأفقكْ
    حدقي فيه ملياً إسحريه
    واقرأيه جيدا من أول السطر إلى آخر حرف
    إقرأي سرَّ الروائع, والبدائع
    كلما نبضه ناغى, بشغاف الوجد قلبك ْ
    إنه ملك القوافي وأمير الشعراء ْ
    حرفه فيه رجاءٌ, وسخاءٌ, ورخاء ْ
    فأعزيه, وداريه, بوردك, أو بودكْ
    إنه شلال عطرٍ
    قد تجلى وتدلى مثل ضوء الفجر
    كي يلهِم َشِعركْ
    كي يلون يالحروف, منزها
    خصلات شَعركْ
    كيف لا يبذر أو ينثر
    في ذرى الآفاق
    يزرع بعض بزركْ
    كي يبدد عنك ياسيدة العطر
    وياسيدة القصر
    وياسيدة العصر
    همومك
    كي يميط لثام صمتكْ
    كيف تصدح, كيف تشدو
    ايها البلبل قل لي
    كيف تبدع كل هذا
    كيف تكتب ياهلال ُ
    نعشق الحرف الذي تغزله
    ونيمم وجهنا شطر وإعجاز القوافي
    نتغنى, نتهنى, ايها الساكن فينا
    كيف تبهجنا, وتسعدنا, وتجعلنا نسلطن

    أتوقف هنا للضرورة وأعود للمتابعة لاحقا
    ياسر طويش
    ـــــــــــــــــــ
    أخي الحبيب أبا العلاء:
    شرفت بهذه المعارضة،
    التي زادت في بهاء كلماتي.
    تقبل مني كل المحبة،
    وأشكرك على هذا الود الخاص،
    الذي ينبئ بشاعرية خاصة.
    لك التحية والشكر يا أبا العلاء.


  2. #62
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن شاهين المناور مشاهدة المشاركة
    الشاعر الجميل هلال الفارع
    إكراما لهذه الرائعة قرأتها وقرأت جميع التعليقات
    ومع هذا لم تأخذ حقها بعد . . يالروعة حرفك أيها الفارس
    دمت بكل الخير
    ــــــــــــــــــ
    أخي الشاعر الرائع محسن المناور:
    بل القصيدة وصاحبها تكرّما بزيارتك،
    وتألقا بحروفك.
    شكرًا أيها الأخ الشاعر الصديق، ألف شكر،
    وتحيتي لك يا صديقي.


  3. #63
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    12/07/2009
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    لقد ابدعت استاذي العزيز هلال الفارع بهذه القصيده واعطيت من خلالها عفة ورومانسية وانوثة للمراْءه
    عكس ماقاله الاستاذ عامر العظم بالرغم انه اضحكني بشده بتعليقه بان ليس هناك الان رومانسيه ولاانوثه
    واود ان اقول لآستاذي العزيز عامر العظم لو كل رجل يملك قلبا نقيا ووفيا للمراءه لآعطته الرومانسيه والانوثه بكاملها وبدون بخل ولكن أسألك أين هو الرجل الذي يملك هذا القلب ؟

    أتصور هذا القلب يملكه الشاعر العظيم هلال الفارع

    لك مودتي واحترامي


  4. #64
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريال - هولندا مشاهدة المشاركة
    لقد ابدعت استاذي العزيز هلال الفارع بهذه القصيده واعطيت من خلالها عفة ورومانسية وانوثة للمراْءه
    عكس ماقاله الاستاذ عامر العظم بالرغم انه اضحكني بشده بتعليقه بان ليس هناك الان رومانسيه ولاانوثه
    واود ان اقول لآستاذي العزيز عامر العظم لو كل رجل يملك قلبا نقيا ووفيا للمراءه لآعطته الرومانسيه والانوثه بكاملها وبدون بخل ولكن أسألك أين هو الرجل الذي يملك هذا القلب ؟
    أتصور هذا القلب يملكه الشاعر العظيم هلال الفارع
    لك مودتي واحترامي
    ـــــــــــــــ
    الأستاذة فريال - هولندا:
    أشكرك على هذه الزيارة الوارفة للقصيدة،
    وأحيي فيك هذه النظرة السامية،
    وأبارك فيك ثقتك بالجمال حيثما كان.
    لك مني أجمل التحايا، وأرق ها.
    شكرًا لك.


  5. #65
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    الأساتذة والإخوة:
    بسام نزال
    مجذوب العيد المشراوي
    عبد الجبار سعد
    عبد المنعم جاسم
    لكم جميعًا التحية والتقدير والاحترام، وبعد:
    فلقد رأيت أنه يجب حذف كل مداخلة تسيء إلى الشعر،أو إلى الأشخاص،
    أو تحرف مسار وهذف المنتدى،
    وقمت بذلك، آملاً منكم تفهّم هذه الخطوة،
    وأرجو أن تقبلوا اعتذاري عنها،
    وأت تتقبلوا تحياتي.
    هلال الفارع.


  6. #66
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طارق موقدي
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    3,096
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    الأخ الشاعر هلال الفارع
    عندما أدخل محرابك الشعري، اشعر برهبة كبيرة ويجتاحني شعور بالقداسة، فتراني في هالة وضّاءة كمشكاة معلقة في سماء تتراقص فيها الحروف كالدرر ووميض النجوم ، تكبر أحيانا وتصغر وهي تغوص في أقاصي الكلام وما تلبث أن تعود تباغت عينيّ، فأسقط مغشيا علي بين الحلم والحلم، فأفقد وزني الذري وأتلاشى في نفسي متسربلا في الذات وكينونة سرمدية ، هائما في جدلية الأنا حتى أجدني اقول أنا قائل هذي القصيدة، أنا هلال الفارع. ويصفعني التساؤل: من انا!! ومن هي ونحن وأنتم!! ومن هم ؟؟ كلنا هلال الفارع عندما يقول ما نريد قوله، وينطق بالحرف الطاهر النقي، فيتجاوز الأنا ، إلى الشعور الجمعي، نحو عالمية الحرف وإنسانية اللغة العالية.

    من عيناي بدون شعرك؟؟ بل من نحن يا هلال بدون شِعره،؟؟ من نحن بدون نظمك،؟؟ وعذوبة حرفك، يا ملح العين وخفق القلب النابض بحرفك.


    قد قلت مرة خاطرة بعنوان (من أنا إن لم تكوني!!)
    سيدتي
    الآن بعض العشق يقطر من دمي
    قليلا قليلا ينزف العود
    يحترق البخور
    وألوح بيدي
    يتقطع الدخان منسابا
    يقترب مني كلما أبعدته
    تخلل خلاياي ..مساماتي
    شعيراتي الدموية وأوردتي
    قميصي السماوي
    شعري
    أذناي
    عنقي
    صدري
    رئتي
    قلبي
    أنت
    ***
    نعم أنت
    نار تحرقني
    تحتل وجودي
    كياني مغتصب
    حرفي
    شعري
    بحري
    شيطان الشعر
    عقلي
    جنوني
    ****
    من أنت؟
    تختنق الآن (الأنا)
    أفتقد الكينونة فيها
    حرفا حرفا
    وبدأت أسال من أنا
    قد كنت جميلا سيدتي
    والآن اتركيني
    وكوني
    ***
    ولتخرجي مني
    لتخرجي من عيوني
    هيا أخرجي
    وحوالي
    تحركي
    من تحت جلدي الناعم
    ولتصعدي
    كعفريتة من بين أصابعي
    فلقد خسرت المعركه
    والمحكمه
    حكمت بقبحي مؤبدا
    وأنا اعترفت كمتهم
    أنا أبشع الرجال
    بشاهد ملك وحيد
    فلقد فقدت ملامحي
    وفقدت كل خواطري
    وما حلفت يميني
    أنا سيد القبح
    إن كنت أنا
    وخرجت مني
    لأكتشف الجمال
    فمن أنا يا سيدة العشق
    إن لم تكوني!!

    [align=center]
    واتا - فيس بوك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    على هذه الارض ما يستحق الحياة
    على هذه الارض..سيدة الارض
    سيدتي..لانك سيدتي، استحق الحياة
    © I BLOG FOR PALESTINE أدوّن لفلسطين
    قصصي القصيرة جدا- مدونة
    [/align]

  7. #67
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق موقدي مشاهدة المشاركة
    الأخ الشاعر هلال الفارع
    عندما أدخل محرابك الشعري، اشعر برهبة كبيرة ويجتاحني شعور بالقداسة، فتراني في هالة وضّاءة كمشكاة معلقة في سماء تتراقص فيها الحروف كالدرر ووميض النجوم ، تكبر أحيانا وتصغر وهي تغوص في أقاصي الكلام وما تلبث أن تعود تباغت عينيّ، فأسقط مغشيا علي بين الحلم والحلم، فأفقد وزني الذري وأتلاشى في نفسي متسربلا في الذات وكينونة سرمدية ، هائما في جدلية الأنا حتى أجدني اقول أنا قائل هذي القصيدة، أنا هلال الفارع. ويصفعني التساؤل: من انا!! ومن هي ونحن وأنتم!! ومن هم ؟؟ كلنا هلال الفارع عندما يقول ما نريد قوله، وينطق بالحرف الطاهر النقي، فيتجاوز الأنا ، إلى الشعور الجمعي، نحو عالمية الحرف وإنسانية اللغة العالية.
    من عيناي بدون شعرك؟؟ بل من نحن يا هلال بدون شِعره،؟؟ من نحن بدون نظمك،؟؟ وعذوبة حرفك، يا ملح العين وخفق القلب النابض بحرفك.

    قد قلت مرة خاطرة بعنوان (من أنا إن لم تكوني!!)
    سيدتي
    الآن بعض العشق يقطر من دمي
    قليلا قليلا ينزف العود
    يحترق البخور
    وألوح بيدي
    يتقطع الدخان منسابا
    يقترب مني كلما أبعدته
    تخلل خلاياي ..مساماتي
    شعيراتي الدموية وأوردتي
    قميصي السماوي
    شعري
    أذناي
    عنقي
    صدري
    رئتي
    قلبي
    أنت
    ***
    نعم أنت
    نار تحرقني
    تحتل وجودي
    كياني مغتصب
    حرفي
    شعري
    بحري
    شيطان الشعر
    عقلي
    جنوني
    ****
    من أنت؟
    تختنق الآن (الأنا)
    أفتقد الكينونة فيها
    حرفا حرفا
    وبدأت أسال من أنا
    قد كنت جميلا سيدتي
    والآن اتركيني
    وكوني
    ***
    ولتخرجي مني
    لتخرجي من عيوني
    هيا أخرجي
    وحوالي
    تحركي
    من تحت جلدي الناعم
    ولتصعدي
    كعفريتة من بين أصابعي
    فلقد خسرت المعركه
    والمحكمه
    حكمت بقبحي مؤبدا
    وأنا اعترفت كمتهم
    أنا أبشع الرجال
    بشاهد ملك وحيد
    فلقد فقدت ملامحي
    وفقدت كل خواطري
    وما حلفت يميني
    أنا سيد القبح
    إن كنت أنا
    وخرجت مني
    لأكتشف الجمال
    فمن أنا يا سيدة العشق
    إن لم تكوني!!
    ــــــــــــــــــــــ
    في مثل هذا النسيج الكوني الواثق،
    أستطيع أن أقرأ انتماء لا نهائيًّا،
    وحلمًا مرة يكون أخضر، وأخرى كابوسًا!
    أخي وحبيبي الفنان طارق موقدي:
    لكلماتك شفرات تحزّ بنعومة تارة، وبغضب تارة أخرى،
    وحين يقترب منها الجرح، تصرخ أن غادر أيها الذي لا يلتئم،
    ودع لي حزّ الهواء!
    أيها المتناثر شوقًا إلى فواصل الوطن،
    والقائم بين رمشين؛
    أحدهما إبرة الاغتراب،
    والآخر منخاس الوقت..
    شكرًا لك يا أخي،
    شكرًا لك يا قرين غربتي.
    كم أحبك، وأحييك!


  8. #68
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذ الشاعر الكبير هلال الفارع

    السلام عليكم و رحمة الله

    لما قرأت قصيدة : ( مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟ ) للمرة التي يخطئها العد ، تبادرت إلى ذهني سوانحها مضمخة بعطر مختلف . فوجدتني أقرؤها من جديد قراءة مختلفة ....

    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟

    قصيدة على بحر الرمل : فاعلاتن ثلاث مرات في كل شطر في القصيدة العمودية ( الكلاسيكية ) و هو من البحور الجميلة التي تستهوي الشعراء؛ لما يوفره من أنساق موسيقية . إذ له عروضان : الأولى محذوفة و لها ثلاثة أضرب ، الأول صحيح و الثاني مقصور و الثالث محذوف . أما العروض الثانية فمجزءة صحيحة و لها ثلاثة أضرب : الأول مسبغ ، و الثاني صحيح و الثالث محذوف ... و قد يغني موسيقى هذا البحر توظيف الخبن و الكف و الشكل . حقاً في قصيدتنا هذه، تكررت تفعيلة ( فاعلاتن ) و لكن الشّاعرـ و في نطاق التّنوع الموسيقي و ابتعاداً عن الرتابة ـ حاول الاستفادة ممّا تتيحه الزّحافات و العلل ... فضلا عن الجرْس اللّغوي التّركيبي . و المحافظة على القافية ( بَيْنِكْ ؛ عَيْنِكْ ؛ ثَغْرِكْ ؛ جَوْرِكْ ؛ قَلْبِكْ ؛ قُرْبِكْ ؛ شَدْوِكْ ؛ عَفْوِكْ ؛ كِتْفِكْ ؛ كَفِّكْ ؛ عِطْرِكْ ؛ صَدْرِكْ ؛ شَعْرِكْ ؛ سَطْرِكْ ؛ حُزْنِكْ ؛ مزنكْ ؛ هجركْ ؛ غيركِْ . ) و لم يكن الشّاعر مجبراً على الاتيان بالقافية و الكاف و الالتزام بهما لأنّ الشّعر الحر، قد يستغني عن القافية و الروي إلا ما جاء عفواً .

    و لكن عشق الشّاعر للموسيقى و بخاصة ارتباطه بالشّعر العموديّ. جعله يستفيد من أدوات القديم خدمة للحديث . و لقد زاوج بينهما في هرمونية متجانسة ،لا تخطئها الأذن الشّاعرية :


    حَدِّثِينِي عَنْكِ أَحْيانًا، فَإِنِّي
    أَتَمَنَّى كِلْمَةً مِنْكِ،
    تُوَاسِي كِبْرِيَائِي،
    بَعْدَ بَيْنِكْ
    وَاشْرَبِي وَجْهِي بِعَيْنَيْكِ، لأَنِّي
    مِنْ زَمَانٍ أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ



    ''مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟''

    قصيدة وجدانية تستلهم عطاءها الفنّي من عينين جميلتين غيبويتين ، أوهكذا أراهما.فالمخاطبة هنا، صاحبة العينين الجميلتين ، رمز، و ليس حقيقة . و من تمّ كانت العينان مصدرالإلهام تختلفان عن كلّ العيون . و كانت الحسناء التي استقطبت همّ واهتمام الشّاعر،حسناء اللا مثيل؛ واللا نظير؛واللا كفء ....
    يعتقدها البعض في قراءة سطحية عابرة، امرأة جميلة ، بعينين أخاذتين تسبي النّاظرين . و تحملهم على العشق و الوله ، كما فعلت بالشّاعر .

    و لكن الحسناء ذات العينين الرائعين، تصبح أرضاً شريفة ، و وطناً سليباً .. غادره ابناؤه قهراً و غبناً ، و عاشوا في الشّتات ، يعانون ضيم البعد و حرقة الاشتياق .. ينازعهم حب الرجوع ، و يشدّهم حبل الدموع إلى تربة الأجداد و ملاعب الطفولة،و مروج الضياء و الفتوة والأمل، و مدارج الحيوية و الشّباب .. و الشّاعر واحد من هؤلاء الأبناء الذين اضطروا أن يعيشوا القهر : في هجرة اضطرار، بعيداً عن الأهل و الديار. لم تكسبه إلا قوة في الارتباط بالجذور:

    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    وَمَنْ أَغْدُو،
    بِلا أَنْغَامِ شَدْوِكْ؟!
    هَاجِسُ الْغُرْبَةِ لَمْ يَقْوَ
    على ذَبْحِي، لأَنِّي
    لَمْ أَزَلْ أَرْفُلُ في بَلْسَمِ عَفْوِكْ
    آهِ كمْ عَانَيْتُ،
    كي أُلْقِي يَمِينِي فَوْقَ كِتْفِكْ
    وَأُوَارِي كُلَّ آهَاتِي بِكَفِّكْ!
    فأنا منذُ زَمَانٍ،
    مُنْذُ غَادَرْتُكِ يا سَيِّدةَ الْعِطْرِ،
    تَدَثَّرْتُ بِعِطْرِكْ
    وَأَنِينِي لا يُدَانِينِي،
    وَلْمْ يَجْرُؤْ على لَجْمِ حَنِينِي،
    فَلقَدْ لُذْتُ بِصَدْرِكْ
    آهِ كمْ قَاتَلْتُ ،
    كَيْ أَعْبُرَ مِنْ نَارِي،
    إِلَى جَنَّةِ شَعْرِكْ!
    آهِ كَمْ أَلْغَيْتُ ذَاتِي،
    وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي،
    وَتَسَاقَطْتُ حُرُوفًا،
    تَتَوَارَى خَلْفَ سَطْرِكْ!


    مقطع رائع من النّجوى و المناجاة ، من الشّكوى و المعاناة ، من الجوى و حرّ الآهات .. يوضح أنّ المخاطبة أكثر و أكبر من أن تكون امرأة ، و أحسن و أجمل من أن تكون غانية حسناء ، وأنبل و أشرف من أن تكون نزوة عشق عابرة ....إنّها سيّدة الكون ، إنّها فلسطين :

    إِنَّنِي طِفْلُكِ يا سَيِّدَةَ الْكَوْنِ، وَإِنّي
    قدْ تَوَضَّأْتُ بِتِبْرِكْ
    فَاتْرُكِي هَجْرِي... إِلَى صَدْرِي،
    فَهذَا الْقَلْبُ مَا صَلَّى لِغَيْرِكْ!


    كلام لا يقال لعاشقة معشوقة ، و لا لحبيبة محبوبة ، إلا إذا كانت فلسطين العشق الأبديّ. أرض النبوءات و المكرومات و البشرى ... والفتوحات و المعجزات الكبرى ، رباط قدس الأقداس ، و معدن طيبة الناس ، و منتهى رحلة الإسراء ، و بداية المعراج و الارتقاء ....

    و كعادة الشّاعر هلال الفارع ، يحفل شعره بالصور الشّعرية . بل أراه لا يؤمن بشعر مباشر ، يندلق ليقول و يحكي كراوية الأخبار . بل الشّعر عنده رسائل مشفّرة ، تنثر من شرفات القصيدة . لنتأمل :


    وَاشْرَبِي وَجْهِي بِعَيْنَيْكِ، لأَنِّي
    مِنْ زَمَانٍ أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ


    صورة استوقفتني طويلا ، تحكمها الاستعارة المكنية . و تترجم الشّوق المتبادل بين الأرض و الشّاعر المغترب قسراً . فالمرأة الأرض تتطلع إليه و ترنو من بعيد، كما تفعل مع كلّ أبنائها المغتربين و المهَجَّرين ....و يحسّ الشّاعر بهذا التّعطش و اللّهفة ... فقديماً لمس ذلك في أهداب عينيها، هذا الشّوق و تلك الرّغبة ، في عودة الأبناء . كأيّ أمّ رؤوم حنون ... في لهفة؛ و وله؛ تحنّ إلى أبنائها و تصرخ بهم : أن عودوا . و لكن ليتَ الساعة ساعة عودة ؛ أو ليت ذلك في الإمكان. أمام حواجز القمع ، و ظروف الاحتلال ، وصمت العالم المتخاذل ...
    ثم صورة أخرى لا تقل روعة عن الأولى :

    فَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْعَيْنَ إِلَى إِشْعَالِ حُزْنِي،
    وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ؟
    وَلِمَاذَا بَعْدَما حَطَّتْ على جَمْرِكِ مُزْنِي،
    أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي،


    ذاك دأب الأرض ( فلسطين ) لا يمكن إلا أن تشعل حزن أبنائها بما تعانيه: من تهويد،و تدمير، و مسخ ، و قهر... فهي مسكونة بالحزن و الألم ، و منذ عقود مضت. و أبناؤها؛ و منهم الشّاعر نفسه ، لا ينفك يعاني. و إن حاول أن يطفيء أوار الحزن الجاثم على قلب فلسطين : بنبضه، و حيويته، و آماله، و أحلامه في الغد المنتظر ... (وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ؟ ) هذا الحزن الذي صارت جماره تستعير و تتأجَّج ، فلم تطفئها مزنة اللآمال و إن حطّت فوق الجمار . لأنّ المصيبة كاسحة عظيمة، و قد ترتبت عنها فواجع أليمة ... كل ذلك عمّق الحزن داخل وخارج فلسطين الحبيبة الحسناء ، فهي ما تنفك تؤجّج جمرات الحزن في نفس الشّاعر :
    (أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي، )

    و تستوقفني في هذا المقطع علاقة السؤال غير الحقيقي ،التي تفيد قوة انجازية مستلزمة مقاميا :

    ـ فَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْعَيْنَ إِلَى إِشْعَالِ حُزْنِي،
    وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ ؟
    ـ وَلِمَاذَا بَعْدَما حَطَّتْ على جَمْرِكِ مُزْنِي،
    أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي؟


    سؤالان في غاية الفنية و الشّعرية . و كأنّهما موجهان للمتلقي، لا للحبيبة فلسطين . و لا ينتظر من المتلقي أو من غيره أن يجيب . و لكن أن يقنع نفسه بفحوى الجواب الذّاتي .

    في غير هذا من جماليات الفنّ الشّعري تبقى القصيدة عصارة جدلية فنية . بين الذّات المغتربة الحزينة المعذبة الشّاعرة . و بين الحضن الدّافئ خلف الأسلاك الشّائكة و الحرمان، و الجور النّافذ . قصيدة تلْهبُ الأشواق و الحنين ، و توطّد أواصر التّلاقي و التّفاني . يسودها الرّمز ، و تتماهى فيها الأرض و الإنسان ؛ في تجانس و عشق حتّى لا فرق و لا مُفارقة . قصيدة مضمخة حدّ الارتواء ، برؤى شاعرية وجدانية. تنقلها كلمات تلميحية ، و تراكيب بلاغية، أفرزت صوراً شاعرية ، نابضة بالحبّ والمعاناة و الحزن ...
    و أخيراً إن كانت هناك همسة ، فقد وجدت الشّطر التّالي :

    (أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي) ألاحظ أنّ الجمر أصلا مشتعل ، حتى و إن كان تحت الرماد . فلو استبدلت كلمة ( أشعلتْ ) بكلمة ( ألهبتْ ) بمعنى زادت الجمر اشتعالا و لهباً، لكان في ذلك استمرار للحزن الذي كان و لازال ، و لكن بصورة أقوى.

    خالص تحياتي و مودتي لشاعرنا الكبير
    الأستاذ هلال الفارع

    د مسلك ميمون

    التعديل الأخير تم بواسطة مسلك ميمون ; 18/07/2009 الساعة 06:00 PM
    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  9. #69
    شاعر وروائي الصورة الرمزية عبد الله جدي
    تاريخ التسجيل
    26/06/2007
    المشاركات
    942
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    يا لِهَذَا الْقَلْبِ إِذْ يَطْوِي جَنَاحَيْهِ
    على دَقَّاتِ قَلْبِكْ
    وَيُطِيلُ الصَّمْتَ والْخَوْفَ إِذَا ما
    نَوَّحَتْ دَقَّاتُهُ الْخَرْسَاءُ،
    في حُزْنٍ، بقُرْبِكْ!
    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    وَمَنْ أَغْدُو،
    بِلا أَنْغَامِ شَدْوِكْ؟!
    ـــــــــ

    يا لهذا الشعر من روعته قد زاد سحرك
    قد عرفت الآن ما السر الذي أتعب قلبك !!
    يا هلالا أنا من يأسره في الحب شعرك

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله جدي ; 18/07/2009 الساعة 04:35 PM
    إِنْ نفقد الدِّيْنَ لا أرضًا ستحملنا
    وفاقدُ الدينِ للأخلاقِ يَفْتَقد
    الشاعر: ابن الأصيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #70
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد الأكسر
    تاريخ التسجيل
    25/06/2007
    العمر
    54
    المشاركات
    246
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    حَدِّثِينِي عَنْكِ أَحْيانًا، فَإِنِّي
    أَتَمَنَّى كِلْمَةً مِنْكِ،
    تُوَاسِي كِبْرِيَائِي،
    بَعْدَ بَيْنِكْ
    لاشك أخي هلال أن المحب محتاج إلى هذه المواساة بعد رجوع المحب بعد أن تخلى عن البين ، وشاعرنا هنا يترجم هذا الشعور المجرد ويجسده في صور رائعة
    وَاشْرَبِي وَجْهِي بِعَيْنَيْكِ، لأَنِّي
    مِنْ زَمَانٍ أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ

    لايكتفي المحب من محبه الذي رجع بعد فراق بما سبق من مجردالكلام بل أصبح يطمع في ماهو أكثر وأكثر
    وقد صورها شاعرنا بصور جميلة ورائقة ومتفردة
    (اشربي وجهي) ، (أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ)


    حَدِّقِي فِيَّ طَوِيلاً،
    وَاقْرَئِي ثَوْرَةَ صَمْتِي،

    يالجمال الصورة (الجمع بين النقيضين ) الثورة والصمتواقْرَئِينِي جَيِّدًا مِنْ أَوَّلِ السَّطْرِ،
    إِلَى آخِرِ حَرْفٍ،
    يَعْشَقُ الْعَزْفَ على أَوْتَارِ ثَغْرِكْ
    حَدِّقِي فِيَّ، فَإِنِّي

    لَمْ أَزَلْ أُولَدُ في عَيْنَيْكِ، حَتَّى
    وَأَنَا أَقْضِي على شَفْرَةِ جَوْرِكْ

    تصوير رائع لشدة الهيام والتعلق بالحبيب
    فحتى وهو تحت رحمة جور المحبوب يحس أن هذا ميلاد له طالما أنه مع الحبيب
    يا لِهَذَا الْقَلْبِ إِذْ يَطْوِي جَنَاحَيْهِ
    على دَقَّاتِ قَلْبِكْ
    وَيُطِيلُ الصَّمْتَ والْخَوْفَ إِذَا ما
    نَوَّحَتْ دَقَّاتُهُ الْخَرْسَاءُ،
    في حُزْنٍ، بقُرْبِكْ!
    ((أيضا تصوير جميل والضد يظهر حسنه الضد) نوحت دقاته الخرساء
    رائع ياأخي هلال

    ومن هنا يبدأ هو بالبوح وبيان ارتباط كينونته بها، فهي جبله الذي لايتركه عرضه للاغتراب، ويظهر مدى حرصه في بيان ماتمثله له وما كابد كي يعود له الحبيب في صور بديعة متوالية (كي ألقي يميني فوق كتفك ،وأواري آهاتي بكفك ، وغيرها من الصور المتراسلة بعد كم التي أفادت عظم هذا المحبوب لحبيبه ،أَلْغَيْتُ ذَاتِي،
    وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي، وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي،
    وَتَسَاقَطْتُ حُرُوفًا،
    تَتَوَارَى خَلْفَ سَطْرِكْ!)


    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    وَمَنْ أَغْدُو،
    بِلا أَنْغَامِ شَدْوِكْ؟!
    هَاجِسُ الْغُرْبَةِ لَمْ يَقْوَ
    على ذَبْحِي، لأَنِّي
    لَمْ أَزَلْ أَرْفُلُ في بَلْسَمِ عَفْوِكْ
    آهِ كمْ عَانَيْتُ،
    كي أُلْقِي يَمِينِي فَوْقَ كِتْفِكْ
    وَأُوَارِي كُلَّ آهَاتِي بِكَفِّكْ!
    فأنا منذُ زَمَانٍ،
    مُنْذُ غَادَرْتُكِ يا سَيِّدةَ الْعِطْرِ،
    تَدَثَّرْتُ بِعِطْرِكْ
    وَأَنِينِي لا يُدَانِينِي،
    وَلْمْ يَجْرُؤْ على لَجْمِ حَنِينِي،
    فَلقَدْ لُذْتُ بِصَدْرِكْ
    آهِ كمْ قَاتَلْتُ ،
    كَيْ أَعْبُرَ مِنْ نَارِي،
    إِلَى جَنَّةِ شَعْرِكْ!
    آهِ كَمْ أَلْغَيْتُ ذَاتِي،
    وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي،
    وَتَسَاقَطْتُ حُرُوفًا،
    تَتَوَارَى خَلْفَ سَطْرِكْ!

    والتساؤل الان لبيان مدى الفرق بين الموقفين بجملة من الصور والمفارقات الرائعة
    فَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْعَيْنَ إِلَى إِشْعَالِ حُزْنِي،
    وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ؟
    وَلِمَاذَا بَعْدَما حَطَّتْ على جَمْرِكِ مُزْنِي،
    أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي،
    وَتَوَارَيْتِ بِمُزْنِكْ؟
    أَنْتِ نَشَّرْتِ على الأُفْقِ شُجُونِي
    وَتَوَاطَأْتِ عَلى إِيقَادِ خَوْفِي وَظُنُونِي
    أَنْتِ أَشْعَلْتِ جُنُونِي
    وَتَصَيَّدْتِ رَجَاءَاتِي بِهَجْرِكْ
    إِنَّنِي طِفْلُكِ يا سَيِّدَةَ الْكَوْنِ، وَإِنّي
    قدْ تَوَضَّأْتُ بِتِبْرِكْ
    فَاتْرُكِي هَجْرِي... إِلَى صَدْرِي،
    فَهذَا الْقَلْبُ مَا صَلَّى لِغَيْرِكْ!]

    أخي الحبيب الرائع هلال الفارع
    أدام الله عليك هذا الإبداع الرائع
    لقد والله قرأت النص منذ لحظة وضعكم له هنا، لكن لم أجرؤ أن أعلق حتى أستمتع بقراءته مرات ومرات
    ولم أشأ أن أعلق تعليقا هامشيا
    فقط أحببت أن أعرض انطباعي فقط عن النص ، فأنا لست ناقدا بل متذوق لاأكثر
    تقبل خالص الود
    محمد الأكسر


  11. #71
    شاعر الصورة الرمزية عبدالمنعم جاسم
    تاريخ التسجيل
    28/12/2008
    العمر
    52
    المشاركات
    1,397
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلال الفارع مشاهدة المشاركة
    أخي العزيز المهذب عبد المنعم جاسم.
    أحييك على مداخلتك، وأشكر اهتمامك.
    ولأنني لا أريد لموضوع الأخ جبر أن يستمر هنا في قصيدتي،
    فاسمح لي أن أحذف ردك - مع كامل اعتذاري منك - حذفًا جزئيًّا،
    ليتسنى لك نسخه،
    ويمكنك أن تبعث به في رسالة خاصة إلى الأخ بسام،
    راجيًا منك الرجاء كله أن تتفهم قولي.
    شكرًا لك سلفًا.
    الشاعر الفارع : هلال الفارع ..
    تحية صافية ً كصفاء شعرك .. وبعد
    أحييك ، والأخ بسام نزال ..
    أما بخصوص ما حذفت ، فالمتصفح لك ، وواتا لك ..
    ونحن هنا لنصفق لك ..
    أنت مبدع ، وعادة المبدعين السمو ، وما أليقه بك ..
    غير أني دخلت هذه الصفحة ، وأنا على يقين بأني لن أجد المشاركة ، إلا أن الفضول جاء بي إلى هنا ..
    تقبل مروري ، وإعجابي ..


  12. #72
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلك ميمون مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأستاذ الشاعر الكبير هلال الفارع
    السلام عليكم و رحمة الله
    لما قرأت قصيدة : ( مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟ ) للمرة التي يخطئها العد ، تبادرت إلى ذهني سوانحها مضمخة بعطر مختلف . فوجدتني أقرؤها من جديد قراءة مختلفة ....
    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    قصيدة على بحر الرمل : فاعلاتن ثلاث مرات في كل شطر في القصيدة العمودية ( الكلاسيكية ) و هو من البحور الجميلة التي تستهوي الشعراء؛ لما يوفره من أنساق موسيقية . إذ له عروضان : الأولى محذوفة و لها ثلاثة أضرب ، الأول صحيح و الثاني مقصور و الثالث محذوف . أما العروض الثانية فمجوءة صحيحة و لها ثلاثة أضرب : الأول مسبغ ، و الثاني صحيح و الثالث محذوف ... و قد يغني موسيقى هذا البحر توظيف الخبن و الكف و الشكل . حقاً في قصيدتنا هذه، تكررت تفعيلة ( فاعلاتن ) و لكن الشّاعرـ و في نطاق التّنوع الموسيقي و ابتعاداً عن الرتابة ـ حاول الاستفادة ممّا تتيحه الزّحافات و العلل ... فضلا عن الجرْس اللّغوي التّركيبي . و المحافظة على القافية ( بَيْنِكْ ؛ عَيْنِكْ ؛ ثَغْرِكْ ؛ جَوْرِكْ ؛ قَلْبِكْ ؛ قُرْبِكْ ؛ شَدْوِكْ ؛ عَفْوِكْ ؛ كِتْفِكْ ؛ كَفِّكْ ؛ عِطْرِكْ ؛ صَدْرِكْ ؛ شَعْرِكْ ؛ سَطْرِكْ ؛ حُزْنِكْ ؛ مزنكْ ؛ هجركْ ؛ غيركِْ . ) و لم يكن الشّاعر مجبراً على الاتيان بالقافية و الكاف و الالتزام بهما لأنّ الشّعر الحر، قد يستغني عن القافية و الروي إلا ما جاء عفواً .
    و لكن عشق الشّاعر للموسيقى و بخاصة ارتباطه بالشّعر العموديّ. جعله يستفيد من أدوات القديم خدمة للحديث . و لقد زاوج بينهما في هرمونية متجانسة ،لا تخطئها الأذن الشّاعرية :
    حَدِّثِينِي عَنْكِ أَحْيانًا، فَإِنِّي
    أَتَمَنَّى كِلْمَةً مِنْكِ،
    تُوَاسِي كِبْرِيَائِي،
    بَعْدَ بَيْنِكْ
    وَاشْرَبِي وَجْهِي بِعَيْنَيْكِ، لأَنِّي
    مِنْ زَمَانٍ أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ

    ''مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟''
    قصيدة وجدانية تستلهم عطاءها الفنّي من عينين جميلتين غيبويتين ، أوهكذا أراهما.فالمخاطبة هنا، صاحبة العينين الجميلتين ، رمز، و ليس حقيقة . و من تمّ كانت العينان مصدرالإلهام تختلفان عن كلّ العيون . و كانت الحسناء التي استقطبت همّ واهتمام الشّاعر،حسناء اللا مثيل؛ واللا نظير؛ولا كفء ....
    يعتقدها البعض في قراءة سطحية عابرة، امرأة جميلة ، بعينين أخاذتين تسبي النّاظرين . و تحملهم على العشق و الوله ، كما فعلت بالشّاعر .
    و لكن الحسناء ذات العينين الرائعين، تصبح أرضاً شريفة ، و وطناً سليباً .. غادره ابناؤه قهراً و غبناً ، و عاشوا في الشّتات ، يعانون ضيم البعد و حرقة الاشتياق .. ينازعهم حب الرجوع ، و يشدّهم حبل الدموع إلى تربة الأجداد و ملاعب الطفولة،و مروج الضياء و الفتوة والأمل، و مدارج الحيوية و الشّباب .. و الشّاعر واحد من هؤلاء الأبناء الذين اضطروا أن يعيشوا القهر : في هجرة اضطرار، بعيداً عن الأهل و الديار. لم تكسبه إلا قوة الارتباط بالجذور:
    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    وَمَنْ أَغْدُو،
    بِلا أَنْغَامِ شَدْوِكْ؟!
    هَاجِسُ الْغُرْبَةِ لَمْ يَقْوَ
    على ذَبْحِي، لأَنِّي
    لَمْ أَزَلْ أَرْفُلُ في بَلْسَمِ عَفْوِكْ
    آهِ كمْ عَانَيْتُ،
    كي أُلْقِي يَمِينِي فَوْقَ كِتْفِكْ
    وَأُوَارِي كُلَّ آهَاتِي بِكَفِّكْ!
    فأنا منذُ زَمَانٍ،
    مُنْذُ غَادَرْتُكِ يا سَيِّدةَ الْعِطْرِ،
    تَدَثَّرْتُ بِعِطْرِكْ
    وَأَنِينِي لا يُدَانِينِي،
    وَلْمْ يَجْرُؤْ على لَجْمِ حَنِينِي،
    فَلقَدْ لُذْتُ بِصَدْرِكْ
    آهِ كمْ قَاتَلْتُ ،
    كَيْ أَعْبُرَ مِنْ نَارِي،
    إِلَى جَنَّةِ شَعْرِكْ!
    آهِ كَمْ أَلْغَيْتُ ذَاتِي،
    وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي،
    وَتَسَاقَطْتُ حُرُوفًا،
    تَتَوَارَى خَلْفَ سَطْرِكْ!

    مقطع رائع من النّجوى و المناجاة ، من الشّكوى و المعاناة ، من الجوى و حرّ الآهات .. يوضح أنّ المخاطبة أكثر و أكبر من أن تكون امرأة ، و أحسن و أجمل من أن تكون غانية حسناء ، وأنبل و أشرف من أن تكون نزوة عشق عابرة ....إنّها سيّدة الكون ، إنّها فلسطين :
    إِنَّنِي طِفْلُكِ يا سَيِّدَةَ الْكَوْنِ، وَإِنّي
    قدْ تَوَضَّأْتُ بِتِبْرِكْ
    فَاتْرُكِي هَجْرِي... إِلَى صَدْرِي،
    فَهذَا الْقَلْبُ مَا صَلَّى لِغَيْرِكْ!

    كلام لا يقال لعاشقة معشوقة ، و لا لحبيبة محبوبة ، إلا إذا كانت فلسطين العشق الأبديّ. أرض النبوءات و المكرومات و البشرى ... والفتوحات و المعجزات الكبرى ، رباط قدس الأقداس ، و معدن طيبة الناس ، و منتهى رحلة الإسراء ، و بداية المعراج و الارتقاء ....
    و كعادة الشّاعر هلال الفارع ، يحفل شعره بالصور الشّعرية . بل أراه لا يؤمن بشعر مباشر ، يندلق ليقول و يحكي كراوية الأخبار . بل الشّعر عنده رسائل مشفّرة ، تنثر من شرفات القصيدة . لنتأمل :

    وَاشْرَبِي وَجْهِي بِعَيْنَيْكِ، لأَنِّي
    مِنْ زَمَانٍ أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ

    صورة استوقفتني طويلا ، تحكمها الاستعارة المكنية . و تترجم الشّوق المتبادل بين الأرض و الشّاعر المغترب قسراً . فالمرأة الأرض تتطلع إليه و ترنو من بعيد، كما تفعل مع كلّ أبنائها المغتربين و المهَجَّرين ....و يحسّ الشّاعر بهذا التّعطش و اللّهفة ... فقديماً لمس ذلك في أهداب عينيها، هذا الشّوق و تلك الرّغبة ، في عودة الأبناء . كأيّ أمّ رؤوم حنون ... في لهفة؛ و وله؛ تحنّ إلى أبنائها و تصرخ بهم : أن عودوا . و لكن ليتَ الساعة ساعة عودة ؛ أو ليت ذلك في الإمكان. أمام حواجز القمع ، و ظروف الاحتلال ، وصمت العالم المتخاذل ...
    ثم صورة أخرى لا تقل روعة عن الأولى :
    فَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْعَيْنَ إِلَى إِشْعَالِ حُزْنِي،
    وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ؟
    وَلِمَاذَا بَعْدَما حَطَّتْ على جَمْرِكِ مُزْنِي،
    أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي،

    ذاك دأب الأرض ( فلسطين ) لا يمكن إلا أن تشعل حزن أبنائها بما تعانيه: من تهويد،و تدمير، و مسخ ، و قهر... فهي مسكونة بالحزن و الألم ، و منذ عقود مضت. و أبناؤها؛ و منهم الشّاعر نفسه ، لا ينفك يعاني. و إن حاول أن يطفيء أوار الحزن الجاثم على قلب فلسطين : بنبضه، و حيويته، و آماله، و أحلامه في الغد المنتظر ... (وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ؟ ) هذا الحزن الذي صارت جماره تستعير و تتأجَّج ، فلم تطفئها مزنة اللآمال و إن حطّت فوق الجمار . لأنّ المصيبة كاسحة عظيمة، و قد ترتبت عنها فواجع أليمة ... كل ذلك عمّق الحزن داخل وخارج فلسطين الحبيبة الحسناء ، فهي ما تنفك تؤجّج جمرات الحزن في نفس الشّاعر :
    (أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي، )
    و تستوقفني في هذا المقطع علاقة السؤال غير الحقيقي ،التي تفيد قوة انجازية ستلزمة مقاميا :
    ـ فَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْعَيْنَ إِلَى إِشْعَالِ حُزْنِي،
    وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ ؟
    ـ وَلِمَاذَا بَعْدَما حَطَّتْ على جَمْرِكِ مُزْنِي،
    أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي؟

    سؤالان في غاية الفنية و الشّعرية . و كأنّهما موجهان للمتلقي، لا للحبيبة فلسطين . و لا ينتظر من المتلقي أو من غيره أن يجيب . و لكن أن يقنع نفسه بفحوى الجواب الذّاتي .
    في غير هذا من جماليات الفنّ الشّعري تبقى القصيدة عصارة جدلية فنية . بين الذّات المغتربة الحزينة المعذبة الشّاعرة . و بين الحضن الدّافئ خلف الأسلاك الشّائكة و الحرمان، و الجور النّافذ . قصيدة تلْهبُ الأشواق و الحنين ، و توطّد أواصر التّلاقي و التّفاني . يسودها الرّمز ، و تتماهى فيها الأرض و الإنسان ؛ في تجانس و عشق حتّى لا فرق و لا مُفارقة . قصيدة مضمخة حدّ الارتواء ، برؤى شاعرية وجدانية. تنقلها كلمات تلميحية ، و تراكيب بلاغية، أفرزت صوراً شاعرية ، نابضة بالحبّ والمعاناة و الحزن ...
    و أخيراً إن كانت هناك همسة ، فقد وجدت الشّطر التّالي :
    (أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي) ألاحظ أنّ الجمر أصلا مشتعل ، حتى و إن كان تحت الرماد . فلو استبدلت كلمة ( أشعلتْ ) بكلمة ( ألهبتْ ) بمعنى زادت الجمر اشتعالا و لهباً، لكان في ذلك استمرار للحزن الذي كان و لازال ، و لكن بصورة أقوى.
    خالص تحياتي و مودتي لشاعرنا الكبير
    الأستاذ هلال الفارع
    د مسلك ميمون
    ــــــــــــــــــــــــ
    الدكتور الأديب الناقد الفذ أخي مسلك ميمون:
    ما الذي سأكتبه بعد؟
    لقد أسرتني بفضلك،
    وأغدقت عليّ بعلمك،
    وحففتني ببهيّ حرفك.
    ماذا ساكتب بعد،
    وهنا رصدتَ مدرسةً للنقد،
    وفتحت بابًا للقراءة غير مسبوق؟
    لقد سعدت بهذه الوجبة النقدية المتخمة رؤى، ورهافة حس،
    ونباهة ذائقة.
    سأعتز، ومن حقي، بهذه المحطة التي لن تغادر هذا النص،
    ولن أكتفي بقراءتها، وشكرك،
    لكنني سأعلقها على صدر شعري،
    وفي وجه إطلالة النقاد.
    ولقد وقفت على ملاحظتك النبيهة عن الجمر،
    وفهمت ما ذهبت إليه،
    ومع ذلك،
    فالطين المبتل - يا أخي - يزيده الماء بلّة!
    أرجو أن تقبل شكري، وامتناني،
    وهو والله لو تعلم كبير.. كبير.
    شكرًا أخي الكريم، ألف شكر.


  13. #73
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله جدي مشاهدة المشاركة
    يا لِهَذَا الْقَلْبِ إِذْ يَطْوِي جَنَاحَيْهِ
    على دَقَّاتِ قَلْبِكْ
    وَيُطِيلُ الصَّمْتَ والْخَوْفَ إِذَا ما
    نَوَّحَتْ دَقَّاتُهُ الْخَرْسَاءُ،
    في حُزْنٍ، بقُرْبِكْ!
    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    وَمَنْ أَغْدُو،
    بِلا أَنْغَامِ شَدْوِكْ؟!
    ـــــــــ
    يا لهذا الشعر من روعته قد زاد سحرك
    قد عرفت الآن ما السر الذي أتعب قلبك !!
    يا هلالا أنا من يأسره في الحب شعرك
    ــــــــــــــــــ
    أخي الشاعر الساكن قلبي عبد الله جدي:
    مداخلتك هذه أضفت سحرًا على القصيدة،
    وألهبت فيها رومانسية كانت صامتة.
    أشكرك أخي الكريم على هذه المشاركة المبهجة،
    وأحيي فيك هذه الأصالة الفريدة.
    شكرًا أخي عبد الله.


  14. #74
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأكسر مشاهدة المشاركة
    حَدِّثِينِي عَنْكِ أَحْيانًا، فَإِنِّي
    أَتَمَنَّى كِلْمَةً مِنْكِ،
    تُوَاسِي كِبْرِيَائِي،
    بَعْدَ بَيْنِكْ
    لاشك أخي هلال أن المحب محتاج إلى هذه المواساة بعد رجوع المحب بعد أن تخلى عن البين ، وشاعرنا هنا يترجم هذا الشعور المجرد ويجسده في صور رائعة
    وَاشْرَبِي وَجْهِي بِعَيْنَيْكِ، لأَنِّي
    مِنْ زَمَانٍ أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ
    لايكتفي المحب من محبه الذي رجع بعد فراق بما سبق من مجردالكلام بل أصبح يطمع في ماهو أكثر وأكثر
    وقد صورها شاعرنا بصور جميلة ورائقة ومتفردة
    (اشربي وجهي) ، (أَتَشَهَّى
    عَطَشًا يَشْهَقُ مِنْ أَهْدَابِ عَيْنِكْ)

    حَدِّقِي فِيَّ طَوِيلاً،
    وَاقْرَئِي ثَوْرَةَ صَمْتِي،
    يالجمال الصورة (الجمع بين النقيضين ) الثورة والصمتواقْرَئِينِي جَيِّدًا مِنْ أَوَّلِ السَّطْرِ،
    إِلَى آخِرِ حَرْفٍ،
    يَعْشَقُ الْعَزْفَ على أَوْتَارِ ثَغْرِكْ
    حَدِّقِي فِيَّ، فَإِنِّي
    لَمْ أَزَلْ أُولَدُ في عَيْنَيْكِ، حَتَّى
    وَأَنَا أَقْضِي على شَفْرَةِ جَوْرِكْ
    تصوير رائع لشدة الهيام والتعلق بالحبيب
    فحتى وهو تحت رحمة جور المحبوب يحس أن هذا ميلاد له طالما أنه مع الحبيب
    يا لِهَذَا الْقَلْبِ إِذْ يَطْوِي جَنَاحَيْهِ
    على دَقَّاتِ قَلْبِكْ
    وَيُطِيلُ الصَّمْتَ والْخَوْفَ إِذَا ما
    نَوَّحَتْ دَقَّاتُهُ الْخَرْسَاءُ،
    في حُزْنٍ، بقُرْبِكْ!
    ((أيضا تصوير جميل والضد يظهر حسنه الضد) نوحت دقاته الخرساء
    رائع ياأخي هلال
    ومن هنا يبدأ هو بالبوح وبيان ارتباط كينونته بها، فهي جبله الذي لايتركه عرضه للاغتراب، ويظهر مدى حرصه في بيان ماتمثله له وما كابد كي يعود له الحبيب في صور بديعة متوالية (كي ألقي يميني فوق كتفك ،وأواري آهاتي بكفك ، وغيرها من الصور المتراسلة بعد كم التي أفادت عظم هذا المحبوب لحبيبه ،أَلْغَيْتُ ذَاتِي،
    وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي، وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي،
    وَتَسَاقَطْتُ حُرُوفًا،
    تَتَوَارَى خَلْفَ سَطْرِكْ!)

    مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟
    وَمَنْ أَغْدُو،
    بِلا أَنْغَامِ شَدْوِكْ؟!
    هَاجِسُ الْغُرْبَةِ لَمْ يَقْوَ
    على ذَبْحِي، لأَنِّي
    لَمْ أَزَلْ أَرْفُلُ في بَلْسَمِ عَفْوِكْ
    آهِ كمْ عَانَيْتُ،
    كي أُلْقِي يَمِينِي فَوْقَ كِتْفِكْ
    وَأُوَارِي كُلَّ آهَاتِي بِكَفِّكْ!
    فأنا منذُ زَمَانٍ،
    مُنْذُ غَادَرْتُكِ يا سَيِّدةَ الْعِطْرِ،
    تَدَثَّرْتُ بِعِطْرِكْ
    وَأَنِينِي لا يُدَانِينِي،
    وَلْمْ يَجْرُؤْ على لَجْمِ حَنِينِي،
    فَلقَدْ لُذْتُ بِصَدْرِكْ
    آهِ كمْ قَاتَلْتُ ،
    كَيْ أَعْبُرَ مِنْ نَارِي،
    إِلَى جَنَّةِ شَعْرِكْ!
    آهِ كَمْ أَلْغَيْتُ ذَاتِي،
    وَتَحَايَلْتُ على حِبْرِ دَوَاتِي،
    وَتَسَاقَطْتُ حُرُوفًا،
    تَتَوَارَى خَلْفَ سَطْرِكْ!
    والتساؤل الان لبيان مدى الفرق بين الموقفين بجملة من الصور والمفارقات الرائعة
    فَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْعَيْنَ إِلَى إِشْعَالِ حُزْنِي،
    وَأَنَا أُمْطِرُ نَبْضِي فَوْقَ حُزْنِكْ؟
    وَلِمَاذَا بَعْدَما حَطَّتْ على جَمْرِكِ مُزْنِي،
    أَشْعَلَتْ كَفُّكِ جَمْرِي،
    وَتَوَارَيْتِ بِمُزْنِكْ؟
    أَنْتِ نَشَّرْتِ على الأُفْقِ شُجُونِي
    وَتَوَاطَأْتِ عَلى إِيقَادِ خَوْفِي وَظُنُونِي
    أَنْتِ أَشْعَلْتِ جُنُونِي
    وَتَصَيَّدْتِ رَجَاءَاتِي بِهَجْرِكْ
    إِنَّنِي طِفْلُكِ يا سَيِّدَةَ الْكَوْنِ، وَإِنّي
    قدْ تَوَضَّأْتُ بِتِبْرِكْ
    فَاتْرُكِي هَجْرِي... إِلَى صَدْرِي،
    فَهذَا الْقَلْبُ مَا صَلَّى لِغَيْرِكْ!]
    أخي الحبيب الرائع هلال الفارع
    أدام الله عليك هذا الإبداع الرائع
    لقد والله قرأت النص منذ لحظة وضعكم له هنا، لكن لم أجرؤ أن أعلق حتى أستمتع بقراءته مرات ومرات
    ولم أشأ أن أعلق تعليقا هامشيا
    فقط أحببت أن أعرض انطباعي فقط عن النص ، فأنا لست ناقدا بل متذوق لاأكثر
    تقبل خالص الود
    محمد الأكسر
    ــــــــــــــــــ
    أخي الشاعر الأديب محمد الأكسر:
    حين قرأت وقفة أخي د. مسلك ميمون النقدية الرائعة،
    ابتهجت، وقلت:
    هذا زمان الشعر، بل هذا زمان النقد،
    وخلت أنني بذلك قد وقفت عند آخر حصون النقد وقلاعه.
    وحين رسوت على شواطئ ذائقتك هنا،
    عرفت بأن للنقد قلاعًا، لم أقف بعد أمامها،
    أستجديها أن تبوح لي بمكنوناتها.
    هذا الذي تكرّمت به على القصيدة وصاحبها، ليس انطباعًا، فحسب،
    لكنه نقد مضيء،
    يكاد يلامس حشاشتي،
    ويقفز مع نبضي، وأنا أقرؤك!
    أخي محمد:
    لو كان الشكر يكفي، لقلت: شكرًا لك،
    لكن الشكر وحده قاصر عن رد فضلك،
    فاقبل اعتزازي بك أيها الأخ الكريم الأديب.


  15. #75
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالمنعم جاسم مشاهدة المشاركة
    الشاعر الفارع : هلال الفارع ..
    تحية صافية ً كصفاء شعرك .. وبعد
    أحييك ، والأخ بسام نزال ..
    أما بخصوص ما حذفت ، فالمتصفح لك ، وواتا لك ..
    ونحن هنا لنصفق لك ..
    أنت مبدع ، وعادة المبدعين السمو ، وما أليقه بك ..
    غير أني دخلت هذه الصفحة ، وأنا على يقين بأني لن أجد المشاركة ، إلا أن الفضول جاء بي إلى هنا ..تقبل مروري ، وإعجابي ..
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    أخي الذي أحبه، وأعتز به عبد المنعم جاسم:
    أشكرك لمرورك ثانية في محطة القصيدة هذه،
    وأحييك على عباراتك الودودة،
    وهذا ليس بكثير عليك،
    فأنت - يا أخي - خير من يرصع الكلام الجميل لأهله في واتا.
    لكنني حزنت حين قرأت عبارتك الأخيرة،
    وكأنك لا تثق بما فعلتُه أنا.
    أرجو أن تعود إلى القصيدة، لترى أنني حذفت أكثر من عشر مداخلات، هي تلك التي فتحت بابًا للنقائض غير المستحبة، ولم يكن الحذف مقتصرًا على مداخلتك.
    إياك أن تظن أنني أجامل أحدًا في الحق. إن لم تصدّقني، جرّب واكتب ما تشاء بحقي، وانظر إن كنتُ سأحذفه!
    مع ذلك كله، أنت أخ لا أستطيع إلا أن أقبل منه أي شيء، بل كل شيء.
    لك محبتي.


  16. #76
    أستاذة التاريخ المعاصر الصورة الرمزية جميلة الرجوي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2007
    المشاركات
    1,004
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: مَنْ أَنا مِنْ دُونِ عَيْنَيْكِ؟! هلال الفارع

    تأخرت كثيرا ولا عذر لي مهما كانت مشاغلي
    ولكن أحيانا تكون الظروف أكبر من أن نتخطاها
    وعندما سمحت لي برهة الوقت .. وانقشعت قليلا بعض
    غيوم نفسي لألج هذا النقاء والصفاء تألمت وفرحت
    ألمي ببعدي عن موطن سعادتي وسروري كل هذا الوقت
    ففاتني نسائم عطر عبرت دوني ..
    وفرحتي لأني وجدت شعاعا وندى يحوطني بعد أن وقعت
    عيناي المجهدتين على معزوفة الجمال لعيون العشق الأبدي
    التي تنثر في القلب والوجدان قداسة وطهرا لا يقوى على إطفاء
    بريقهما وتلويثهما كل ملوك الأنس والجان
    تلك العيون التي جاءت بسحر الهلال وشجونه واشواقه ..
    غرست فينا قيم الوفاء وروعة التواصل ولو عن بعد
    فهي تخترق المسافات .. وتطبع على القلوب
    زهو المحبة والانتماء
    كم تسعدنا أنوارك" ياهـلال" وتبث فينا الدفء والمودة ..
    فكن هنا رائدا للحب .. معلما لترانيم الشعر والوجد بلا منازع
    لك مودتي واخلاصي على الدوام
    ؛؛؛

    رغم الغياب ورغم طيك صفحتي

    وبرغم إدماني موارد دمعتي

    أهديتني الذكرى نسائم من شذى

    تأبى الرحيل وتستقر بمهجتي

    والبينُ إن أسدى الظلامَ غيومه

    ستبددُ الأنواءَ شمسُ محبتي

+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •