بعد ان تطرقنا الى الباب (1 ،2 ) من احد فصول الكتاب .. نتطرق الى الباب (3) من نفس الفصل وهو مرتبط بطبيعة الحال بما قبله
اهمية النضج في في التعلم الحركي :
بين النضج والتعلم صلة وثيقة ، فالفرد لايستطيع ان يتعلم شيئا الا اذا بلغ مستوى كافيا من النضج يتيح له ان يتعلمه .
ومن خلال ماتقدم يتضح انه لايتم تعلم أي مهارة حركية في المجال الرياضي دون الوصول بالفرد المتعلم الى مستوى النضج الكافي في بعض القدرات التي يتطلبها الموقف الحركي التعليمي ، فهناك العديد من التغيرات البيولوجية " الجسمية – الفسيولوجية " اللازمة والضرورية لاحداث اثر ايجابي في عمليات التعليم ، وقد اجريت العديد من الابحاث والدراسات في هذا المجال للتعرف والتأكد من اهمية وصول الفرد الى مرحلة النضج حتى يتمكن من التعليم . وفي مجال رياضة الجمباز تظهر من خلال العديد من المواقف فوصول الفرد الى مرحلة النضج في بعض التغيرات الجسمية يسهل عملية التعلم ، فقد يصعب تعليم طفل في سن الثامنة مهارة الوقوف على الكتفين على المتوازي نظرا لانه لم يحدث النضج الكافي في عرض الكتفين لهذا الطفل لذا تكون نتيجة التعلم سلبية في النهاية .
من هنا تظهر اهمية متغير عامل النضج في عملية التعلم بشكل عام وفي تعلم المهارات الحركية الرياضية التي تتضمنها ويشملها المجال الرياضي بفروعه وانشطته المتعددة . وهناك انواع من النضج والتي لها علاقة مباشرة بعملية التعلم هي :
1. النضج البدني .
2. النضج الانفعالي .
3. النضج العقلي .
العوامل المؤثرة في التعليم :
حتى تتم عملية التعلم بطريقة صحيحة وفعالة ، يجب على مدرس التربية الرياضية ان يكون على علم ودراية كافية بالعوامل المؤثرة في مجال التعلم الحركي ، وقد اطلق علماء النفس العديد من التسميات على هذه العوامل فمنهم من اطلق عليها اسم المتغيرات ومنهم من اسماها بالعناصر ،هذا وقد اختلف علماء النفس ايضا في تقسيم وتصنيف هذه المتغيرات ولكن في مجال تعليم الحركات الرياضية يمكن ذكر العوامل المؤثرة في التعليم الى :
1. العوامل الشخصية :
استطاع بعض العلماء في ابحاثهم في مجال تعلم المهارات الحركية من التعرف على بعض عوامل " متغيرات " الشخصية التي تسهم في التعليم وتقدم الاداء ، وتشتمل هذة العوامل على الذكاء كقدرة عقلية عامة والقدرة الحركية العامة والعمر والجنس وشكل الجسم وشكل الجسم ونمطة والخبرة وبعض العوامل النفسية كالنضج الانفعالي والطموح والادراك وسلامة اعاء الحس .
من هذا يتضح ان جميع هذة العوامل السابقة تؤثر وتساهم بطريقة فعالة في مجال تعليم المهارات الحركية لانها نتيجه لابحاث علمية صادقة فهي متطلبات اساسية لعملية التعليم ، فسلامة اعضاء الحس والادراك والقدرة الحركية العامة متغيرات ضرورية في التعليم وفي النهاية عوامل مؤثرة فيه، وبناء على ما سبق فان اهم العوامل الشخصية المساهمة في التعلم الحركي هي :
أ. السن:
استطاع بعض العلماء امثال(ماكجوش واريونMackjosh and Orion)من التوصل الى ان التعلم الحركي يزداد بزيادة السن حتى بداية العقد الثاني من الحياة، حيث توصلت بعض الدراسات فيما بعد الى انا نسبة تقدم وتحصيل تلاميذ المدارس الاعدادية في بعض المهارات الحركية يكون اكثر من التلاميذ المدارس الابتدائية ويرجع علماء النفس هذا الي ان النضج البدني الذي يتقدم بمرور الزمن حيث العامل الاساسي والضرورة لتعليم المهارات الحركية الرياضية.
ب. الخبرة السابقة:
اختلف علماء وصحاب نظريات التعلم فيما بينهم حول اهمية ومكانة الخبرة في التعلم ، فقد اعطت النظرية السلوكية اهمية بالغة للخبرة السابقة في الموقف التعلمي الحالي، فيما اعطت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ اهمية ثانوية للخبرة السابقة.
وتظهر اهمية الخبرة السابقة في التعلم من ملاحظة تأثير الخبرة السابقة في مرحلة الدراسة الابتدائية عند انتقال الطالب الى المرحلة الاعدادية حيث تؤثر الخبرة السابقة للمهارات الحركية المتعلمة في المرحلة الابتدائية في الخبرة الجديدو في المرحلة الاعدادية ، والتي تصبح خبرة سابقة لمجموعة الخبرات الجديدة التي يتعرض لها الطالب في المرحلة المتقدمة (الثانوي).
ج. القدرة العقلية العامة :
تعتبر القدرة العقلية العامة (الذكاء) من الشروط البالغة الاهمية للمتعلم للعديد من المهارات الحركية التي تتضمنها الانشطة الجاعية والتي تتطلب سرعة وحسن التصرفف حسب مواقف اللعب المختلفة والتي تتغير من لحظة لاخرى كذلك في مهارات الانشطة الفردية المعقدة كالجمباز في حالة المهارات من درجة الصعوبة البالغة حيث تسهم هذه القدرة في سرعة استيعاب وتفهم الموقف التعلمي خصوصا في المهارات المتقدمة التي يتم فيها ربط التعلم ببعض العلوم المرتبطة بالرياضة كعلم الحركي والميكانيكا الحيوية . . .الخ. وفي هذا المجال فقد اجريت العديد من الدراسات والابحاث العلمية حيث ربطت العلاقة بين التعلم والذكاء ، مما يؤكد لنا كمربين رياضيين اهمية هذا العنصر الفعال في التعليم .
د. القدرة الحركية العامة :
في المجال الرياضي وانشطته المعدودة فأن التعلم يعتمد اعتمادا كبيرا وبالدرجة الاولى على القدرات (الحركية) لما تتطلبه الممارسة الرياضية ، وقد اختلف العلماء والبلحثين حول تعريف القدرة الحركية العامة للفرد ، لكن ما يهمنا هو مكونانت هذه القدرة ومدى الارتباط بين هذه المكونات والتعلم فمكونات القدرة الحركية العامة كما ذكرها لاسون انها تشتمل على (11) عنصرا هاما وهي تمثل عناصر اللياقة البدنية من قوة وسرعة وتحمل ورشاقة ... الخ ، هذا وقد اثبتت الدراسات التي قام بها العديد من الباحثين ان هناك علاقة بين هذه المكونات بعضها بالبعض الاخر ، اضافة الى وجود ارتباط عالي بين هذه العناصر وتعلم المهارات الحركية .
وتظهر اهمية القدرة الحركية العامة في انها تعطي امكانية التنبؤ للمربي الرياضي حول مدى وصول الفرد الى اعلى المستويات الرياضية بالتعليم والتدريب .
هـ . الحالة الصحية :
يتطلب لتعلم المهارات الحركية الرياضية سلامة الحالة الوظيفية لاجهزة الجسم الداخلية كالجهاز العضلي والعصبي .. الخ . فقد يصبح الخلل والقصور العضوي والوظيفي عائقا امام عملية التعلم ، ومن هنا ننظر لاهمية الحالة الصحية للفرد والكشف الطبي الدوري قبل البدء في عمليات التعلم للتأكد من سلامة الحالة الصحية وتلعب الحواس باعضائها المختلفة دورا في التعلم ، حيث تظهر اهمية استجابتها للمواقف التعليمية المختلفة ، حيث تعتبر الحواس والاعضاء التي يتم عن طريقها استقبال المثيرات المرتبطة بالمواقف التعليمية والاستجابة المختلفة في اعضاء الحس الحركية وظهور السلوك المتعلم .
و . المستوى الاجتماعي :
تظهر اهمية وفاعلية المستوى الاجتماعي ببعديه الثقافي والاقتصادي قي التعليم بشكل عام والتعليم الحركي بشكل خاض ، حيث يظهر البعد الاقتصادي في توفير الغذاء الملائم والمتزن وتوفر الرعاية الصحية ، حيث انهما مظاهر تسهم في زيادة قدرة الفرد على التعليم والتقدم خلال وغضون عملية التعليم ، ويظهر البعد الثقافي في توفير البيئة الثقافية التي تسهم في دفع ميول ورغبات واتجاهات الفرد نحوعملية التعلم . ويؤ ثر المستوى الاجتماعي بدرجة كبيرة في التعلم الحركي حيث اثبتت البحوث والدراسات العلمية ان هناك علاقة بين المستوى الاجتماعي للفرد المتعلم وقدرته على التعلم ، وهذا يؤكد لنا اهمية هذا الجانب في التعلم .
ز. النضج الانفعالي العاطفي :
تظهر اهمية النضج الانفعالي كعامل وعنصر مؤثر في التعليم نظرا لان عملية التعلم عادة ما تبدأ برغبة غير مشبعة ، والتي تؤدي في النهاية الى عدم الرضى والسرور ، ومن هنا تأتي اهمية النضج الانفعالي في انه يدفع السلوك ويوجهه لتحويل عدم الرضى والسرور الى حالة رضى وسرور .
وقديما كان الاعتماد لدى البعض عند تعلم المهارات الحركية يتوقف بدرجة كبيرة على النضج البدني والعقلي ، لكنه ثبت نتيجة للابحاث والدراسات العلمية اهمية النضج الانفعالي " العاطفي " في عمليات التعلم حيث يعتبره علماء النفس الرياضي من اهم العوامل المؤثرة في تعلم المهارات الحركية الرياضية .