" لا نُريد تَصالح ، بل تَآخي و تَسامح " ... الكاتب : فادي عصفور
..... في الأيام القليلة الماضية كانت الذكرى السنوية المريرة الثانية لما حدث في غزة قبل عامين من أحداث مأساوية خطيرة العواقب على الشعب الفلسطيني وأيضا على الصعيد العربي ، حيث إن تداعيات هذه الموجه الجارفة لن ولم تنتهي بعد ، إلا بتسامح وليس بتصالح ، وان يكون هذا التسامح منطلقا من ذات المتنافسين ولا أريد أن أقول المتقاتلين ، لأننا نهاية إخوة وان لم نكن إخوة فأبناء عمومة ، دمنا واحد ، حلمنا واحد ، هدفنا واحد ،و نهاية بكل هذا عدونا واحد ، وأيضا يجب أن يكون هذا التسامح مبني على قاعدة عربية عريقة ، لا تفريق بين الإخوة ، ولا تقف دولة في صف طرف على حساب الأخر ، ففلسطين ملكنا جميعا وليس ملكاً لطرف ، المهم ليس عيبنا أن نخطي فكلنا خطاءون ، ولكن العيب أن نتمادى في خطئنا ، وكما قال تعالي " خير الخاطئون التوابون" صدق الله العظيم .
جولة الحوار الفلسطيني الفلسطيني النهائية ستكون قريبة كما ان هناك تفاؤل كبير في إيجاد مخرج لهذه الأزمة العميقة كما أعلن المتحاورون ، وأيضا كما أعلن الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إنها ستكون الأخيرة ، حيث التوقيع على مذكرة تسامح وتصالح بين فصائل منظمة التحرير من طرف وحركة حماس من طرف أخر ، وسيتم التوقيع على هذه المذكرة حتى وان رفضت بعض الأطراف التوقيع عليها فسيتم توقيع باقي الفصائل على هذه المذكرة مع وجود بدائل لدى الطرف الراعي للحوار الفلسطيني الفلسطيني في حال تم رفض التوقيع من بعض الفصائل .
المهم يجب علينا كفلسـطينيين الخروج من هذا المأزق العميق ، لنبدأ في أعمار وطننا الحبيب الذي دمرته آلة العدو الحربية التي لا تفرق بين من هو ابيض واسود ، فكلا لديها سواء، وأيضـا كان للفرقة التي بيننا دور في أن مكنت عـدونا فينـا .
فغزة الآن تقع تحت شبح الاجتياح ، سواء بالحرب النفسية الإعلامية أو بالحرب الفعلية التي يهدد بها العدو، كسابقتها الحرب الأخيرة على غزة والتي كانت الأعنف والأبشع والأقذر منذ احتلال الوطن فلسطين ، حيث استباحة كل المحرمات والمواثيق الدولية من استخدامات عديدة للأسلحة الكيماوية والبيولوجية وغيرها الممنوعة دولياً ، مع العلم أن قطاع غزة البقعة الأكثر كثافة على الكرة الأرضية ،
وأيضا الضفة ليس بأحسن حال من غزة ، فهي أيضا مصابة بسرطان خطير اسمه الاستيطان ، يقطع بين المدينة وأختها ، بل يقسم المدينة نفسها ، هذا هو حالنا ، إن هذه الأمراض التي أصبنا بها من اجتياح واستيطان وغيرهما كان مضاعفا في هاتين السنتين الأخيرتين ، حيث استغلال العدو للخلاف الذي بيننا بل للاختلاف في الرأي الذي بيننا ببث سمومه ، وعرضه أكاذيب كثيرة لا تعقل ولا تصدق ، لتأجيج وتعميق الخلاف الذي يحصد ثمرة الأول والأخير العدو الغاشم ، مثل أكاذيبهم التي نشرت في صحفهم الكاذبة بان الرئيس أبو مازن هو من أعطى الأوامر لاجتياح قطاع غزة ، هذا إن كان الرئيس يعطي أوامر للاحتلال لكان أعطى أوامر لتنسيق الانسحاب من طرف واحد الذي حدث في غزة عام 2005 إلى انسحاب بطرفين وبتفاهم ، ويجني ناتجة الرئيس عباس ، وغيرها الكثير من الصور التي توضح الصورة الحقيقية للرئيس عباس تجاه شعبه .
فكل هذه افتراءات ليس في مكانها لإشعال نار الفرقة والفتنة بين الإخوة ، يغزلها ويستغلها العدو ، لكن الخطأ ليس فيهم بل فينا لأننا نعلم انه عدو ونصدقه .
وكما قال تعالي " يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم .
واختم بقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " صدق الله العظيم .

Fasfour@gmail.com
فـــــادي عصفور