دعوة .. لحُب كبير
د / لطفي زغلول

كُنتُ وَحدي ..
ومَا زِلتُ وَحدي ..
أنا أوَّلُ القادِمينَ ..
أنا أوَّلُ العاشِقينَ
فَليستْ هُناكَ سِوى دَعوةٍ واحدَة

كُنت وَحدي .. نعمْ أنا وَحدي ..
حَظيتُ بِقصِّ شَريطِ الدُّخولِ ..
لِقلبِكِ .. في لَحظةٍ خالِدَة

كَانَ يَوماً منَ العُمرِ ..
أجمَلُ مَا فيهِ ..
أنّي عَرفتُ مَساري .. صَنعتُ قَراري
وأنَّ الَّذي اختَرتُهُ ..
كَانَ مَحضَ اختِياري ..
وكُلُّ النُّجومِ .. وكُلُّ الطُّيورُ
عَلى مَا أقولُ أنا .. شَاهِدَة

كَانَ عَصراً جَديداً ..
أطلَّ .. تَجلَّى ..
تَحدّى العُصورَ الخَوالي
طَواها احتَواها
أضاءَ فضاءآتِهِ بِالرُّؤى الواعِدَة

كُنتِ أنتِ الَّتي .. عندَ مِحرابِها
أحرُفُ الأبجديَّةِ صَلَّتْ سِنينَ
تَجلَّتْ حَنينا ..
غَفتْ زَمناً في مَدى مُقلتَيها ..
صَحتْ سَوسَناً وخُزامى ..
وطَائِرَ حُبٍ يُغنّي هِياما ..
وشَاعِرَ عِشقٍ .. يُلوِّنُ أحلى الكَلامِ غَراما
ومن شَفتيكِ إلى شَفتيكِ
يُسافِرُ بينَ الكُرومِ ..
ويَعلو على عَالياتِ النُّجومِ
ويَكتُبُ أحلى القصائِدِ نَثراً وشِعرا
ويَهتِفُ بِاسمِكِ سِرَّاً وجَهرا
إلى أن يَجفَّ المِدادُ ..
إلى أن يَحينَ أوانُ الرَّحيلِ
وقَبلَ الرَّحيلِ هو المُستحيل
فَأنتِ الوحيدَةُ والواحِدَة

كُنتُ وَحدي ..
وكُنتِ هُناكَ على شُرفةِ الوَعدِ
تَنتَظرينَ قُدومي ..
وجئِتُ ولَمْ يَطلِ الإنتظارُ
مَددتُ يَديَّ .. مَددتِ يَديكِ ..
وقَفتُ بِقُربِكِ ..
دارَ الحِوارُ .. وثارَ بِقلبِكِ ..
ثَارَ بِقلبي الأُوارُ ..
ولِلعشقِ في زَورقِ العاشِقينَ دُوار
ولَمْ إدرِ مِن بَعدِها
أينَ نَحنُ .. ولا أينَ صِرنا
تَركتُ الشِّراعِ يَسيرُ كَما يَشتهي الشَّوقُ ..
شَرقاً وغَربا .. شمالاً جَنوباً ..
وما زَالَ يُبحِرُ ..
والبَحرُ لا يَنتهي ..
والنَّهارُ يَليهِ نَهارٌ ..
ويَبدأُ عِندَ انتهاءِ المَسارِ مَسارْ