لانغستون هيوز 1902-1967
بالإضافة إلى كونه شاعرا وكاتبا مسرحيا وروائيا وكاتب أغنية، وكاتب سيرة ذاتية،و محررا، وكاتب عمود صحفي ومترجما محاضرا، كان لانغستون هيوز تاجرا بحريا في مراحل مبكرة من حياته. ولد هيوز في 1 شباط 1902 في جوبلن في ولاية ميسوري حيث عاش الإثنتي عشرة سنة الأولى من حياته في الولايات التالية: كانساس ، كولورادو، انديانا، نيويورك. تخرج من المدرسة العليا في كليفلاند، اوهايو وفي سنته الأخيرة في المدرسة انتخب شاعر الصف ومحررا للكتاب السنوي. وسافر هيوز إلى أوروبا وأفريقيا وشخصيته المغامرة والمحبة للتجوال قد انعكست في بعض أعماله كما في روايته (ليس بدون مرح) 1930 وفي قصصه القصيرة وسيرته الذاتية.
وقد نال هيوز اعترافا به كشاعر عندما كان شابا حيث عمل نادلا في فندق في واشنطن دي سي واطلع ضيف الفندق الشاعر البارز فاجيل لندسي على بعض قصائده وقد كان لندسي متحمسا لهذه القصائد عندما قدمها لمجموعة أدبية كانت في الفندق وقد نشر كتابه الأول (الأغاني المتعبة) كنتيجة للتشجيع الذي لاقاه من ليندسي. وفي سنة 1925 شكل هيوز مع كتاب زنوج آخرين مجموعة في حي هارلم في مدينة نيويورك لغرض تبادل الآراء يشجع احدهم الآخر وفي النهاية يشاركون في الانتصار الذي تحققه الشعبية المفاجئة لأحد كتبهم وكمتحدث باسم المجموعة نشر هيوز مقالة بعنوان (الفنان الزنجي والجبل العنصري) والذي يعادل الإعلان العام عن نية هيوز ومعاصريه للانفصال عن تراثهم الأدبي والبدء في اتجاه جديد في الأدب الزنجي وقد أوحى حي هارلم وساكنوه للكتاب السود الجدد بالكثير من الأعمال الفنية وفي سنواته الاخيرة صار هيوز يعرف بـ (أو.هنري حي هارلم) حيث كتب الكثير من القصص القصيرة والعديد من المجموعات الشعرية وسبع من الروايات، وست من المسرحيات. وفي مجموعته الشعرية الأولى استطاع هيوز بنجاح أن يصور الحياة المدينية للزنوج وفي مشاهده المسرحية الشعرية التي تحمل الكثير من المرارة والفكاهة وإثارة الشفقة كانت تتحول أيضا إلى شكل من أشكال الاحتجاج الاجتماعي.
وتلبية للطلب المستمر كمحاضر قام هيوز بزيارات عديدة عبر الولايات المتحدة والانديز الغربية وأجزاء من أوروبا وأفريقيا وقد تسلم العديد من الجوائز والتكريم عن كتاباته التي ترجمت إلى أكثر من 25 لغة.
من أم إلى ابنها
حسنا يا بني سأخبرك شيئا:
لم تكن الحياة بالنسبة لي سلما من البلور
بل ممتلئة بالمسامير والشظايا والألواح المتهرئة
كانت الأماكن جرداء
لا فراش على الأرض
لكني أتسلق طول الوقت
واسبر أغوار الزوايا
وأحيانا أتيه في الظلام
حيث لا مكان للضياء
لذلك يا بني
لا تتراجع
لا تجلس على الدرجات
لأنك تجد الصعوبة في التسلق
لا تسقط الآن
لأني يا عزيزي دائمة التسلق
ولم تكن الحياة بالنسبة لي سلما من البلور.
أحلام
امسك الأحلام بقوة
فإذا ماتت الأحلام
تصبح الحياة طائرا مهيض الجناح
لا يمكنه التحليق
امسك الأحلام بقوة
فإذا تلاشت الأحلام
تصبح الحياة حقلا قاحلا
يكسوه الجليد.
يتحدث الزنجي عن الأنهار
قد خبرت الأنهر
قد خبرت الأنهر القديمة
قدم العالم وأقدم من
جريان الدم البشري في العروق
غارت روحي عميقا كما الأنهار
اغتسلت في مياه الفرات
عندما كانت أوقات الفجر يافعة
وبنيت كوخي قرب مياه الكونغو
فهدهدتني للنوم
وسرحت بصري نحو نهر النيل
ورفعت الأهرامات عليه
سمعت غناء نهر المسيسبي
عندما انحدر أبي لنكولن إلى نيو اورليانز
ورأيت صدره الطيني
يصير ذهبيا عند شروق الشمس
لقد خبرت الأنهر
الأنهر القديمة المعتمة
غارت روحي عميقا كما الأنهار
المفضلات