اهمية النمو البدني في عملية انتقاء الرياضيين
أن النمو البدني هو أهم ظاهرة في حياة الطفولة في الست سنوات الأولى ، وتعتبر السنتان الأوليتان من عمره مرحلة النمو السريع ثم يبطؤ معدل النمو نسبيا" من الثالثة إلى السادسة، و لا يتم تكلس العظام في هذه السن وهذه الخاصية تقي الطفل من كثير من أخطار الكسر نتيجة سقوطه وتعثره أثناء أدائه أوجه النشاط الرياضي التي يميل إليها .
ويتفق كل من تيتل Tittle وماس Mass، على أن دراسة مقاييس الجسم تعتبر نوعا من علم وصف الإنسان والتي تهتم بالقياسات الجسمية حيث تمدنا هذه القياسات بمعلومات عن النمو والتطور أن القياسات البدنية تلعب دورا حيويا في اختيار نوع التخصص الرياضي وفي توجيه العملية التدريبية حيث أشارت معظم الدراسات العلمية إلى أن البناء البدني المتكامل والمناسب لنوع النشاط الممارس يعطي فرصه افضل لتحقيق مستويات فنيه عاليه وان تفوق بعض الأجناس في بعض الانشطه قد يرجع إلى تميز هذه الأجناس ببعض القياسات البدنية التي يتطلبها الأداء المتفوق
ويعتبر تقويم النمو البدني الفرد ذا اهمية بالغة في التعرف علي الوزن والطول في المراحل السنية المختلفة وكذلك يعتبر أحد المؤشرات التي تعبر عن حاله النمو عند الأفراد ، حيث تعد أحد الوسائل الهامة في تقويم نمو الفرد حيث يشير كلا من رايستون Wrightstown و جستمان Justman و روبيتنز Robtins إلى انه ربما تكون المعايير الوحيدة في متناول يد المدرس الآن للحكم علي الحالة الصحية والنمو الجسماني للطفل هو تكرار قياس طول الطفل ووزنه كما يذكر دريسكول Driscoll أن طول الطفل وعلاقته بوزنه وعمره تعتبر من الدلالات التي تعين علي تقدير مستوي النمو الجسماني والحالة الصحية
أن النمو البدني يتأثر بالحالة الصحية والتغذية للطفل وكذلك تؤثر الحالات النفسية و الانفعالات المفاجئة في النمو الجسمي وأهم احتياجات النمو الجسمي هي الغذاء الكامل والنشاط الرياضي والراحة والنوم ، ويتضمن النمو الجسمي التغير الحيوي للأنسجة كم وكيف و شكلا" و وضعا" وتكوينا
إن منظومة صناعة البطل الرياضي تتطلب بناءاً جسمياً مناسباً ، فالمدرب مهما بلغت مهارته لن يستطيع أن يصنع بطلاً من جسم غير مؤهل لذلك ، وأن ما ليس فيه حوار علمي أو جدل فلسفي هو أن البدء بانتقاء النمط الجسمي المناسب هو العامل الأول يليه التدريب والممارسة الرياضية ، ويرجع الاهتمام بنمط الجسم في إحداث التفوق والإبداع الرياضي لكونه أحد أشكال التنبؤ بالتتابع المقبل لشكل الجسم الظاهري phena type التي سيبدو عليها الشخص الحي إذا ظلت التغذية عاملاً ثابتاً أو تغيرت في الحدود العادية وبناء علي نمط الجسم يتم توجيه guide الأطفال والبالغين للرياضات المناسبة لهم، فنمط الجسم من أكثر محددات الانتقاء ثباتاً إن لم يكن أكثرها على الإطلاق
وقد شهدت السنوات الاخيره اهتماما متزايدا في دراسة العوامل المؤثرة علي الأداء الرياضي ورغم أن العديد من الدراسات والبحوث ركزت علي أهميه كل من العوامل الوظيفية والنفسية كمتغيرات وعوامل مستقلة تؤثر علي الأداء الرياضي إلا انه يجب التركيز علي أهميه العامل البنائي للجسم من صفات وقياسات جسميه
أن المحددات الاساسيه للانتقاء تتضمن محددات بيولوجية ( فسيولوجية ، مورفولوجيه ) ويتضمن الجزء الفسيولوجي ألسلامه العامة لأجهزه الجسم بينما يتطرق الجزء المورفولوجي إلى المحددات البدنية كالطول الكلي للجسم ، أطوال الأطراف ، طول الجذع ، كذلك الوزن لما لهم من دلالات صحية هامة
وان القياسات البدنية ذات دلاله هامة في نمو الفرد فالتعرف علي الطول والوزن في المراحل السنية المختلفة يعتبر أحد المؤشرات التي تعبر عن الحالة الصحية عند الأفراد
إلى أن النمو يتأثر بالعديد من العوامل منها ما يرتبط بالعوامل الوراثية ومنها ما يرتبط بالعوامل البيئية ، وبالرغم من أن الوراثة تمثل محددات النمو للطفل ، فان العوامل البيئية لها الدور الهام للوصول لأقصى معدلات النمو وأسلوب ونوعيه التغذية و طبيعة الخدمات الصحية التي قدمت وتقدم للطفل ومستوي معيشة الاسره والحالة الاقتصادية وثقافتها العامة والصحية والغذائية وأسلوب مواجهه الاسره للمرض ومعدل الازدحام بالمنزل وهل يعمل الطفل أم لا ؟ وترتيب الطفل بين إخوته ، وهي جميعا عوامل قد تكون في صالح طفل الوجه البحري حيث يختلف حجم الجسم في أبناء الوجه البحري عن القبلي كما يختلف متوسط دخل الاسره وثقافة من يقومون علي رعاية الطفل (الأب والأم) كما يختلف أسلوب التغذية وفقا لمستوي الدخل وطبيعة البيئة حيث ترتبط بعض الأكلات بطبيعة المزروعات في نفس المنطقة وهناك أكلات في كلا الوجهين يكاد لا يعرفها سكان الوجه الأخر ، إن النمو الجسمي يتأثر بالحالة الصحية والتغذية للطفل فالغذاء الكامل والنشاط الرياضي لهم أهميه قصوى وفي هذا الصدد نشير إلى أن النشاط البدني أحد العوامل الهامة المؤثرة في النمو وخاصة خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة حيث أن أجهزة الجسم وخاصة العضلات تقوى وتنمو بالتدريب وتضعف وتترهل كلما قل النشاط البدني ، وتتطلب اللياقة الصحية للطفل أن يتمتع بمكونات بدنية أربعة هي:اللياقة الكلية-العقلية-المفاصل-لياقة تركيب الجسم ويتوقف نمو هذه المكونات على مدى انتظام الطفل في ممارسة النشاط البدني .
أن النمو في هذه المرحلة يتركز بشكل كبير في العضلات الكبرى كعضلات الظهر والساقين والصدر والكتفين والجذع ، ويحتاج الطفل إلى تحريك هذه الأجزاء من جسمه ليساعد على نموه السريع ،ويتبع النمو العضلي اتجاهات النمو العامة فتنمو العضلات الكبيرة قبل الصغيرة ، كما إن عظام الطفل تحتوي على كمية من الماء والمواد شبه البروتينية بنسبة أكبر من عظام الراشد ويراعى في تربية الطفل الاهتمام في تدريبه على رفع قامته أثناء سيره أو جلوسه لأن التشوهات العظمية يصعب تقويمها ، و في العام الثالث تنمو أجزاء الجسم المختلفة بسرعة واحدة ويحدث نموا" سريعا" في الأنسجة الليمفاوية وفي الغدة التيموسيه حيث تساعد في النمو الجسمي لهذه المرحلة من الطفولة ، و خلال العام الثالث إلى الخامس من عمر الطفل فإن الزيادة في الوزن والطول ثابتة تقريبا" بمعدل 2كجم في الوزن ومن 9:8سم للطول العام ، وعندما يبلغ الطفل أربع سنوات يصبح طويل ونحيف بالنسبة للسنوات السابقة وببدء التلاشي في أنحاء العمود الفقري وبروز البطن اللذين يميزان الطفولة مع الطبقة الدهنية التي تبطن القدم والتي تقع تحت أقواس القدم الطبيعية خلال السنوات الأولى
أن نمط الجسم هو المقدمة المنطقية والمقبولة للتفوق والإبداع في التخصص الرياضي، فالتفوق الرياضي يرجع لامتلاك النمط الجسمي الصحيح ، فالنمط الجسمي هام جداً لنجاح التدريب والممارسة ، والتدريب والممارسة تقنين لنمط الجسم بغرض جعله أكثر مناسبة لرياضة التخصصية ، و يمكن تقنين عمليات التدريب الرياضي ونظام التغذية من خلال مؤشرات نمط الجسم أي أن نمط الجسم يعتبر أحد الموجهات التي يعتمد عليها في توجيه عملية التدريب الرياضي ، و تتباين درجة ثبات محددات الانتقاء ، فمثلاً محددات البناء الجسمي تعد من أكثر محددات الانتقاء ثباتاً في حين أن المحددات النفسية لا تتمتع بنفس القدر من الثبات ، وحتى داخل المحددات البنائية فإنها لا تتساوى في درجات ثباتها فمثلاً نمط الجسم يعتبر أكثرها ثباتاً على الإطلاق ، فهو أكثر ثباتاً من تكوين الجسم body composition (يضم نسبة الدهون في الجسم) ، وذلك لكون درجة تغير نمط الجسم محدودة إذا ما قورنت بدرجة تغير تكوين الجسم.
فالانتقاء الرياضي يخص مجموعة الرياضيين المتميزين بالمواصفات الجسمية والبدنية والوظيفية والمهارية والنفسية والعقلية التي تعد قدرات ومواهب واستعدادات لممارسة هذه اللعبة اوتلك بما يتلائم ورغبات الممارسين وقدراتهم خلال المراحل العمرية التي يقترحها المختصون" . والانتقاء هو " الاسلوب العلمي والتخطيط المدروس للوصول الى افضل الخامات المبشرة بالنجاح المستقبلي ، وايا كانت الامكانات المادية والبشرية المتوافرة فإنها لن تجدي نفعا اذا لم توجه عبر عناصر بشرية مبشرة بالنجاح".
اذ ان تحديد الخصائص النموذجية المرتبطة بجوانب النمو البدني والتي تتطلبها الألعاب او الرياضات التي يتم لها الانتقاء ذات اهمية كبيرة " لإيجاد قاعدة من المواهب الرياضية المتميزة لتكون نواة للمنتخبات الوطنية بعد انتقاء أفضلها الى جانب تحديد برنامج زمني وخططي لتعليم وتدريب الإفراد المختارين والمتوقع لهم تحقيق مستويات عالية في المستقبل (التنبؤ) وذلك للارتقاء بهم بدنيا ونفسيا وعقليا واجتماعيا سعيا لتكوين منتخبات قومية في مختلف الألعاب او الرياضات في جميع مسابقات المراحل العمرية المختلفة وذلك وفقا لبرنامج إعداد بدني مبني على أسس علمية والجدير بالذكر ان الانتقاء بحد ذاته عملية اقتصادية أساسا كونها تهدف الى توفير الجهد والوقت والتكاليف إضافة الى المساهمة العلمية في استثمار قدرات الناشئ وتوجيهها نحو سبل التطور في المستوى الرياضي فالانتقاء يعني " اختيار افضل الناشئين الموهوبين لممارسة نوع النشاط الذي يتلائم مع استعداداتهم وقدراتهم المختلفة "
من كتاب اعداد وتدريب الناشئين بكرة القدم/د. يوسف لازم /دار الخليج للنشر