عـلـى هـامــش الـعـنـوســة !
بقلم / الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
اســتاذ جامعات بغداد والفاتح وصـفاقـس / سـابقاً
باحث متقدم بجامعة الجنوب / باتون روج/ لويزيانه/ امـريكا/ حالياً
عن الـعـنـوســة ســألوني,.. فكتبت المقالة الموسـومة " رفقاً بالعوانـس", في الموقع الألكتروني لـ" واتا", الغراء بتاريخ 29/7/2009, ودونت بنفـس الموقع تعليقات لبعض لبعض القراء,.. ووعدتهم بالعودة لأستكمل الرد على اسـتفسـاراتهم حول العنوسـة!
شـعرت بمتعة التقارب من كل الآراء المطروحة,.. وكنت في غاية السـرور لتلك المساهمات الهادفـة لحل ما اوابداء الرأي حول هذه الظاهرة , ولقد أستغربت من جعلها لـدى البعض عاراً على المرأة التي لم توفق بالزواج لظروف لا حصر لها !
لذا اقول لكل من بلغت سـن الزواج الشـرعي ولم تجد آدم او عـنـتـر,ان لا تعتقد بالعار مطلقاً, ولو تحرينا الوضع في بقاع الدنيا لوجدنا العديد من النساء لم يحصلنً على بعـل, وتُعرف في الوثائق الرسمية بـ " غيرالمتزوجة ", فأين العار اذا ما لم توفق المرأة في مقتبل عـمرها بالحصول على الزوج الذي طالما حلمت به ايام المراهقة!
من الأجحاف ان نضع اللوم على الأنثى فقط, .. فهذا ظلم لها, وبالخصوص الملتزمة بالـثـوابت التي تقيد العنوسة بكنف عائلتها , ولم ترضي ببيع نفسها بثمن بخـس لمن لا ترضـاه بعلاً لها من انصـاف الرجال, او قل:( زيرنسـوان), يتزوج متى شاء وبمن شاء مســتغلاً أمكانياته المادية والأجتماعية والسيا سـية !
ولم لا ؟ ... فقد وظف الشرع وفق رؤيته ليحمي مجونه, ولم يتعض بالنص الحقيقي للدين اوالأعراف,..اضافة لعدم احساسه بأ لم حواء المنكوبة التي رماها القدر بأحضانه, وارتضت بقسمتها ورقصت في حضـرته,..
كما يرقص الطير مـذ بـوحاً من الألـم !
قال الكاتب الروسـي الشـهير ليو تولـسـتوي:" نشكر الحرب, لأنها علمتنا السلام",
وها انا أ شـكر الحرب التي شنها الأستاذ عامرالعظم في مقالتة الموسومة :
" السـعوديات تحت القصـف واطلاق النار" في موقع واتا الغراء بتاريخ 21/7/2009
لا يمكن التغاضي عن أثـرالتخلف في بعض مجالات الحياة على" العنوسـة", وانني اناشـد كل انثى بلغت سـن الزواج ان لا تسـتعجل نصيبها, وان لا ترضى ببيعها لـمـن يدفع المهـرلها بـسخاء,.. اوتخنع عائلتها لنفوذه السياسي اومركزه الأجتماعي !
لدي دراية عن ســلوك بعض الأباء الذين يرفضون زواج أبنتهم من زميل دراستها او أبن محلتها, ويقولون له: " والله قبلك ُد فـع لها مـهراً يساوي "كذا" من آلاف الدنانير!! وهكذا يـسبب الأب او ولي الأمر تدميرمستقبل ابنتهم,.. ولن تحل مثل هذه المشكلة الا بقدرة قادراورفـض البنت " للطارق الطلسـم",.. وبهذا تضيف رقماً الى العوانس!
ان اهم رابط بين الزوجين يجب ان يكون نابعاً من كليهما,.. بغض النظر عن اي تفاوت مادي او ما يسمى بزواج المصلحة ,..ولقد اطلعت عن كثب على هشاشة زواج المصلحة وكلما قلت الفوارق في كافة مجالات الحياة, كلما كان الزواج أكثرمتانة, وبالخصوص فارق العمر,.. يجب ان لا يتجاوزالعشرة ولا يقل عن الخمسة ســنـيـن البته!
لا اريد التوسع في الموضوع والدخول في سجال لا طائل منه, ولا اريد ان اناقش افكاراً لم اتطرق لها, ليس خوفاً من المواجهة بل لكرهي الصيد في الماء العكر!
ولذا وجب التنويه ان ما اكتبه يخص فقط المرأة الملتزمة بدينها وشرف عائلتها وعادات مجتمعها,.. وتنتظر نصيبها او قل فارس احلامها, ولا يهمني ان كانت ستنجح او تفشل ,.. فهذا وضع تتقاذفه عوامل عديدة بحاجة لذوي التخصص لتحليله !
اضم الى حقل العنوسة, .. شريحة اخرى من الصـبايا لهن نفس صفات العـنوسة التي ذكرتها اعلاه, الا انهن فـشلنً بالزواج لأسباب لا حصر لها , واصبحن اتعس حالاً من العا نـس المتربصة بنصيبها ومثلها مثل ( بلاع الموس) باللهجة العراقية,.... فهولا يستطيع التكلم ولا يستطيع بـلع الموس! ,... اعداد هائلة في مجتمعاتنا العربيةحصلن على لقب " متزوجة- عانـس ", ولا يدخلن في موسوعة " الأرقام القياسية" للعنوسة,.. وفي نظري حياتهن ألعًـن وأشًـد ألماً من التي تنتظر نصيبها ,..حيث قيل:
( لولا الأمل لوجب الحزن) ,,, او كما قال ابا حنيفة النعمان(رض):
أشــتدي أزمة تنفرجي قـد آذن صـبحك بالبلج
مجتمعاتنا العربية بصورة عامة لا تعير اهمية لتصرفات الرجل الجنسية في كافة مراحل حياته بنفس القدر من الأهتمام والمراقبة على الأنثى منذ الطفولة والى ان تصبح جًـدًه !
وخير مثال على ذلك ما دونه زميلي الأستاذ " وليد حلبي", في كتابه الموسوم :
( كـلـمـا ت لها ظـلال),.. حيث تسائل:
( لماذا يطلق على النساء الساقطات لقب" بنات الليل", ولا يطلق على الرجال السا قطين
لقب "أبناء الليل", وهل ان ما يحرم على هؤلاء يحـل لأولائك ؟ ام ان النوادي الليلية قد اصبحت حكراً على النساء ,.. وللنسـاء فقط؟).
في بعض الأحيان نجد بزوايا وشوارع العديد من المدن العربية نساءاً قد سـيحت دمائهن على التراب غسـلاً للعار, .. والفاعل يبتهج لفعلته مـردداً:
لا يـسـلمُ الشًـرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الـدمُ
ر