بسم الله الرحمن الرحيم
حين قرات ماكتبه استاذنا الكبير عامر العظم عن شجون المثقف العربي ومايعانيه هذا الاخير من محاصرة في فكره وابداعه , امتدت لتطال لقمة عيشه حتى يصير رهينة ظروفه المعيشية والاقتصادية ويصبح مقبوضا عليه من امعائه , وهو وضع بلا شك غير مريح لتفتق ملكة الابداع والعطاء المعرفي الخلاق , تذكرت ماقاله الشاعر العربي الكبير نزار قباني في قصيدته الرائعة ( ياتونس الخضراء جئتك عاشقا وعلى جبيني وردة وكتاب ) والتي كان قد تعرض فيها بالنقد والمكاشفة لبعض ما يعانيه المبدع في وطننا العربي في عصر اتسم فيه حكامنا بتبديد طاقات الامة ومقدراتها وهدرها على نزواتهم وفك تجاعيدهم واصباغ شعرهم , واهمال المبدعين حقهم في الدعم والتغطية الاقتصادية التي من شانها ان تحفض لهم المواصلة والاتصال الدائم بعالم التقنية وتطوراتها الهائلة .
يقول نزار في قصيدته : "في عصر زيت الكاز يطلب شاعر*** ثوبا وترفل بالحرير قـ..ب!!"نعم , في هذا الزمن الكلب لا يجد المبدع والمثقف بصفة عامة مايسد به رمق المعرفة والمواكبة الحضارية في وقت اصبح فيه العالم ليس فقط "قرية " بل غرفة واحدة على مستوى السرعة المعلوماتية وانتقال الخبر والحدث سواء كان ثقافيا اوابداعيا اوسياسيا ...الخ وانني بالرغم مما هالني مما قرات في ماأشار اليه استاذ عامر فإنه مازال يعمرني الامل بان منتسبي واتا وروادها وانصارها ومحبيها هم اكبر واقوى من اي محاولة تعجيز او فت في العضد , واني بالمناسبة اقترح احداث صندوق دعم لتغطية مستحقات ورسوم الاعضاء الغير قادرين ماديا على تحمل اعباء تلك الرسوم ولو بشكل مؤقت حتى لانخسر عطاءهم كقيمة ابداعية ومعرفية خلاقة وساكون باذن الله اول المساهمين في هذا الصندوق الذي اطلب من استاذنا عامر بكل لطف ان يختار له الصيغة المناسبة , والتبقى دائما ارادة المبدعين الحضارية اقوى من اي قوة منع .
اختكم فائزة عبدالله / تونس
المفضلات