المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. فائد اليوسفي
لوحة رقم 1
اولا كل عام وانتم بخير بحلول شهر رمضان
تحياتى للأستاذ الكبير
كاظم عبدالحسين على هذا الحوار الراقى
تحياتى صراحة لكل من كتب فى هذا الموضوع وحاور فقد كان الحوار مثمرا وغير متطرف.
أترحم على شهيد الأمة البطل القائد العربى الرمز صدام حسين، وأعلن وقوفى الغير مشروط الى جانب المقاومة فى كل ارجاء الوطن العربى، وفى نفس الوقت
أحى البطل صلاح الدين القرن الواحد والعشرين سماحة السيد حسن نصر الله.
واريد أن أضع بعض الأفكار للتأمل، هذه الأفكار استقيتها من خلال ما دار فى النقاش.
1-
الفرق بين الشهيد صدام حسين والسيد حسن نصر الله، أن الأول ركن كثيرا على العرب (أقصد الدول العربية وتحديدا الحكومات)، فكان جزاءه النكران والخيانة بل والتأمر ودخول العراق فى هذا النفق المظلم.
أما السيد حسن نصر الله فلا يركن على الدول العربية فقد أخذ العبرة من سابقه ومن التاريخ، ولقد وجدت من المتداخلين هنا محاولة دفع سماحة السيد الى أفعال او أقوال غير محسوبة. ما تطالبون به السيد حسن نصر الله هو الركنة على العرب كما فعل صدام. أنتم يا سادة تطالبون سماحة السيد بمالايطيق وأنتم تعرفون الظروف الدولية والإقليمية السيئة، هذه الظروف تجعل الرجل يحسب لكل خطوة الف حساب، فهو قائد بمعنى الكلمة.
الشهيد صدام دافع عن البوابة الشرقية من اجل عيون العرب الذين ساهموا فى تأجيج واطالة الحرب، وما أن إستراح المحارب حتى فاجؤه بفواتير الحرب رغم أنهم كانوا يسرقونه طوال أيام الحرب. الشهيد صدام ارد عزة العرب وأعلنها صراحة أنه سيحرق نصف أسرائيل فى ساعة واحدة إذا ما ارتكبت أية حماقة أخرى، ودفع ثمن الكلمة هذه غاليا بتأليب وتأمر عديمى الكرامة. الشهيد صدام دك تل أبيب بصواريخ تحمل اسم الحسن والحسين وهو فى عز الحصار والحرب ليقول لإسرائيل ورغم كل شىء فأنت العدو الحقيقى وأنت السبب ولو لم تكونى ضمن المعتدين فيدك الخبيثة موجودة، ومع هذا سخر الخونة العرب من هذه الصواريخ كما يسخرون الان من صواريخ حماس، رغم أن صواريخ صدام دكت 18000 منزل صهيونى وجعلتهم فى الجحور مثل الجرذان طوال ايام الحرب ومع هذا فهى صواريخ عبثية فى نظر عديمى الأخلاق والكرامة. الرئيس صدام صبر على مساومة الامريكيين 13 سنة لعلمهم أنه لا يصلح للعراق الا صدام، ولم يساوم رحمه الله لأنه إنسان مبدأ والا لفعلها واستراح واراح.
تأتون اليوم وتريدون من سماحة السيد أن يقع بنفس الغلط ويركن على العرب بل ويعادى حليفته إيران التى لم تخذله يوما ما، أى منطق هذا. إتركوا الرجل ولا تكلفوه كالا يطيق، ماذا سيفيد من قول كلام لا يودى ولا يجيب وقد يضر ولا يفيد!!!
حتى ولو وجهتم ما تريدون توجيهه اليه فمن الحكمة الا يجيب وليس كل ما يريد لا بد أن يقال.
2- الفرق فى الرؤى فى القضية العراقية الراهنة وكيفية الحل:
هناك عدة رؤى فى ماهية الطريقة التى يخرج بها المحتل وكيفية التعامل معه، وأبرز هذه الرؤى وأنجعها هى المقاومة. ومنطقيا هناك محتل يقتضى هناك مقاومة. وأنا مع هذه القضية المنطقية، بل ومعظم التنظيمات العراقية تؤمن بهذا الخيار لأنه خيار منطقى. ولكن هناك بعض الإختلافات فى وسيلة المقاومة.
فالبعثيون والجهاديون وقوى أخرى تؤمن بالمقاومة المسلحة فقط وخروج المحتل اولا ومن ثم الدخول فى العملية الديمقراطية. هذه القوى لاتؤمن بالإنتخابات فى وجود المحتل. هذه القوى تعتبر أى رؤية ثانية او سبيل أخر إنما هو ضد المقاومة ومداهنة للمحتل إن لم يكن تأمرا. فهل الأمر كذلك؟
لنغوص أكثر: إن القوى البعثية وهى وطنية بالتأكيد ولها ذراع طولى فى المقاومة المسلحة، مازالت تؤمن بأن السلطة أنتزعت من قائدها الشرعى إنتزاعا وعليه فهى الأحق بقيادة العراق فى ما إذا خرج المحتل. هذا الهدف الباطنى معروف، فهى تريد مقاومة تنتهى بعودة حزب البعث او ما يطلق عليهم (الصداميون) متخذين من رمزية القائد صدام حسين محركا لتوجهاتهم. وعلى هذا الأساس هم لا يعترفون بالسلطة الحالية او أى سلطة أخرى قد تفرزها الإنتخابات، وإلا فما مبررها لرفض العملية الديمقراطية؟ هل وجود المحتل سببا كافى لسقوط العملية الديمقراطية؟ أعتقد لا، فالإنتخابات الفلسطينية التى فازت فيها حماس جرت تحت الإحتلال، لذلك أنا لست معهم فى مقاطعة او عرقلة الإنتخابات ولكن لدى تحفظ على اسماء من يحق لهم الإنتخاب (اى جداول الناخبين)، وكذلك لى تحفظ على الضمانات التى تجعل العملية الإنتخابية تسير بشكل صحيح. هذين التحفظين يمكن حلهما بالحوار. أما حمل السلاح الى الأبد وقتل الى الأبد فهذا مرفوض. فما جدوى العمليات الاخيرة عند الوزارات ومعظم القتلى من الابرياء؟ هل لمجرد ارسال رسالة بأن الامن مخترق!!!
للأسف ويعذرنى الأخ كاظم أن القوى البعثية صنعت معادلة العراق = عودة البعث، وهذا شىء خطير، فالعراق لا يساوى البعث، وعلى البعث أن يعى أن العراق أعظم وأبقى من البعث، لذلك ارجو منهم إعادة حساباتهم، وذلك لأن جزء لا يستهان به من العراقيين يرفضون عودة البعث، والصداميون تحديدا، فعودة البعث بنفس الافكار وبنفس الرجال وبنفس الطموحات سؤجج المشكلة ويعقد الوضع العراقى.
ولذلك
فنصيحتى لحزب البعث أن يتخلى عن فكرة
البعث = العراق، وأن يجدد أفكاره وقياداته فيما يناسب التطورات الجديدة، أى أن يكون حزب ديناميكى وحيوى، جديد ومتجدد، لا يكون نسخة من الاحزاب العربية الشمولية. على البعث أن يعى أن صدام مات ولكن صدام لا يرضى بل سيكون حزينا فى قبره لو ماتت العراق لأن صدام مات، وهنا استحضر من كان يحب صدام فإن صدام قد مات ومن كان يحب العراق فالعراق باق لم يموت.
لى عودة بعد الصلاة
المفضلات