يمكن للصوم ان يكون مدرسة بمعنى انه يجمع من حوله اناسا يحكمهم برنامجا واضحا واهدافا محددة.وادا كانت هناك مدارس تحفل بالمتع وتبحث عن السعادة في دلك.واخرى تبحث عن الحكمة في التاملات العقلية الخالصة.ادا كانت هناك مدارس تتدرب على الموت من اجل حياة اعمق وارفع بعيداعن قصور المادة وجموح الشهوة وتهافت العادة.وادا كانت مدارس اخرى تتمرن على الحياة باحثة عن سعادة مطلقة وعن اجتماع يشيع فيها التناغم والاتسجام. فان مدرسة الصيام تبدو في نظرنا مختلفة فهي معنية بطلب حالة من الاطمئنان تتحرك في اطار عمودي يستحضر المطلق.المتعالي و ضرورة الاحتكام اليه بما يعنيه من عدل ومن رحمة.كما تتحرك في سياق افقي يقوم على التعاون و الاحترام المتبادل.ومثلما تعلم هده المدرسة اصحابها علىخلوص النية في فعل الصوم اي انه فعل لله.لا بد ان يكون على قدر عال من الشفافية و الوضوح.فان المدرسة معنية كدلك باشاعة حالة من التعاون بين عناصرها حتى لا يكون الصيام اجوف لا ينال منه صاحبه الا الجوع والعطش.
صحيح ان منابت هده المدرسة ربانية.فهي تتجه الى المؤمنين تامرهم بالصوم وتحثهم عليه.وتعدهم بثواب لامحدود عليه.لكن هده الممارسة لا تبدو غريبة عن الامم وتقاليدها عبر الازمان الماضية خاصة.كما ان التقاطع بين الانساني والالهي يظل حاضرا .مع التنصيص كما اشرنا سابقا الى ان فعل الصيام لا يهدف الى صناعة الملائكة او الرهبان بل يتجه الى صناعة انسان افضل بسلامته وصحته وغيريته وافق نظرته.
وهكدا فادا كان الصوم يغري بالقدرة العجيبة التى يزرعها لدى ممارسه.ويدهش اؤلئك العاجزيين عليه لغياب الايمان لديهم.فليكن الاحترام المتبادل هو سيد الموقف.ومثلما نقول للرياضي البارع احسنت فلنقل لهؤلاء الصائمين هنيئا لكم بصومكم وهنيئا لكم بمدرستكم .فالبشرية في جاحة الى من يشيع فيها قيم الصحة والعافية و روح العطاء.والله اعلم....وللتامل صلة.