هل تريد أن تكتسب ثقتك بنفسك؟

[أحمد العربي بوعبدالله]

بقلم أ,أحمد بوعبدالله

هل تريد أن تكتسب
عادة الثقة بالنفس وترسخها؟

لعلنا في وقت كثرت فيه الشكوى من فقدان الثقة بالنفس وطالما نلتقي بأناس في دوراتنا التدريبية وفي أمسياتنا الجماهيرية يشكون شكاة حرّى من فقدانها وكأن لسان حال أحدهم يقول :آه.... لو كانت لدي الثقة بالنفس,
لكنت فعلت وأنجزت ,ولكنت شخصا آخر غير الشخص الحالي .
مع أن تكرار نفس الأسلوب للحصول على نتيجة مختلفة هو الجنون بعينه-إلا أن الكثيرين يقعون فيه.
وفي حواري مع هؤلاء كثيرا ما أسأل أحدهم ماذا تفعل في العادة للحصول على الثقة بالنفس ؟ وأكتشف للأسف أنه يكرر نفس الأسلوب الذي ثبت فشله, كما أنه يفكر بذات الطريقة و يعيش بنفس النظام, فكيف يحصل على مبتغاه ؟ فأقول لمحاوري عندي مقولة رائعة للعالم آينشتاين ربما ترغب في حفظها و الاستفادة منها وهي: (إن تكرار القيام بنفس الشيء على نفس الصورة ثم توقع نتيجة مختلفة, هو الجنون بعينه).
ضع ثقتك في محلها:
وفي حواري معه أيضا, أسأله هل أنت متأكد من فقدانك للثقة ؟ يأتي الجواب نعم أنا متأكد.
أساله ثانية:هل أنت واثق من ذلك ؟يقول نعم أنا واثق. فيكون تعلقي إذن عندك ثقة (فيضحك) ولكنك وضعتها في غير محلها.فالمشكلة إذن تتمثل في وضع الثقة في غير مكانها الصحيح .
إن ما تتدرب عليه يصبح جزءا من شخصيتك:-
يقضي معظم الناس أغلب حياتهم وهم يكبحون جماح أنفسهم عن السعي لتحقيق أهدافهم وكثيرا ما يكبتون أحلامهم , لكنهم بعد تردي أوضاعهم يخوضون في لوم أنفسهم والظروف المعاكسة والحظ العاثر.......و غيرها من الإسقاطات الغبية لتبرير إخفاقهم بل ويصبحون خبراء في التصرف على هذا النحو السلبي, وهي عادة يلجأ إليها دائما من يلعن الظلام بدل إشعال شمعة.
أول الغيث قطرة:- ومسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة
فماذا لو طلبت منك- عزيزي القارئ- أن تتخيل للحظات أنك تتمتع بقوة الثقة بالنفس ما الذي سيتغير؟ لاحظ كيف ستبدو هيئتك ؟ ما الذي تقوله لنفسك ؟ كيف هي نبرة صوتك؟ كيف هي ملامح وجهك؟ ما الذي يدور برأسك؟ كيف هو شعورك؟ لاحظ كم هو رائع وممتع إحساسك بالمشاعر الإيجابية .
والآن ماذا لو ترافقك هذه الحالة الإيجابية في مواجهة تحديات الحياة وفي رحلة تحقيق الأهداف؟
تدريبات ذهنية يجدر بك أن تمارسها: - وتبرز أهمية التدريبات الذهنية أن الجهاز العصبي البشري لا يفرق بين الحقيقة والخيال, و أمر آخر وهو أن الخيال أقوى تأثيرا من حيث العائد التدريبي, لذلك نقترح عليك الحصول على حزمة منها ثم تتمرن عليها وشعارك التدريب "سر النجاح" حتى تصبح عادة مخزنة في عقلك الباطن . ونحن ناسف في هذا المقام لأننا لم نستطع إدراجها في هذا المقال بسبب كثرتها و طولها, لكن ومع ذلك نقترح عليك هذا التمرين مارسه يوميا ثم أخبرني بالنتائج.
خذ كل يوم خمس دقائق للتدرب على الثقة:-
معدات التدريب:- كل ما تحتاجه لانجاز هذا التدريب هو(خمس دقائق , ورقة صغيرة, مرآة).
الدقيقة الأولى:- تصور ومضات لنجاحك الشخصي (بناء صور ذهنية ايجابية حية متحركة).
خصص هذه الدقيقة لتذكر نجاح كنت حققته في الماضي أو نجاح تريد تحقيقه في المستقبل وفي كل الأحوال عش التجربة وأنعش ذاكرتك بكل أحاسيسها الغامرة بالألوان الساطعة المشرقة والصور الكبيرة الواضحة المتحركة والأصوات الملائمة, واعمل عملية تشويق عقلي.
الدقيقة الثانية:-.انظر إلى نفسك من عيون المحبة:
-فكر في شخص يحبك حقا وتخيل الصورة الرائعة التي يراك عليها كل هذا وأنت مغمض العينين.
-يمكنك الآن رؤية نفسك من خلال عينيه .
الدقيقة الثالثة: اثني على نفسك وامدح ذاتك.
استخدم نبرات صوتك الواثقة وامدح نفسك على بعض الصفات الايجابية فيك لمدة دقيقة كاملة وفي كل مرة تزداد نبرة صوتك ثقة وقوة , والامر نفسه بالنسبة لصوتك الداخلي بل لعله أكثر أهمية .
الدقيقة الرابعة:- شغل جهاز الثقة لديك
1-استرجع تجربة من تجاربك الماضية وعشها بكل تفاصيلها وكأنها تحدث الآن اشعر بنفس المشاعر واستمع إلى نفس الأصوات وشاهد نفس الصور وتمتع بعناصر الثقة (القوة, الطاقة, الإيمان بالذات) فهي كل ما تحتاج إليه للشعور بالثقة الكاملة .
2- وأنت تسترجع تلك الذكرى يمكنك أن تغير في التفاصيل كما تشاء كيفما يروق لك الألوان , الأصوات , الأحاسيس.
3- وعندما تنتهي من إخراج التجربة على أحسن وجه, عشها من جديد وعند وصول مشاعر الثقة إلى ذروتها أمسك السبابة بالإبهام لمدة(خمس ثوان) ثم افصلهما.
4- والآن فكر في موقف من المواقف تريد أن تكون فيه في قمة ثقتك بنفسك , أمسك السبابة بالإبهام وتخيل أن كل شيء يجري على ما يرام تماما مثلما تريد, انظر إلى ما تراه من المشاهد المرغوبة, واسمع ما سيتردد من الأصوات المحبوبة, واشعر
بنفس المشاعر الطيبة على حسب ما تقتضيه الثقة الكاملة.
الدقيقة الخامسة: - اعمل بكل ثقة.
1- دون في ورقتك الصغير ة الأعمال التي قمت بها أثناء في التمرين.
2-اختر عملا على قدر قليل من المخاطرة ثم قرر ممارسته خلال يومك هذا.
ملاحظة: - ستلاحظ أنك كلما مارست هذا التمرين أزداد إحساسك بالثقة بصورة أسرع.
يمكنك – أخي القارئ- أن تتخيل نفسك أمام أي موقف وأنت تواجهه بكل ثقة ثم واجهه عمليا ستذهل حتما من قوة الخيال وكيف أنها تجسد فيك ما تريد أن تكتسبه. وتذكر دائما القاعدة الذهبية:"أن ما تتدرب عليه سيصبح جزء من شخصيتك".

كلمة ختام:- أدعوك أخويا لتشييد هياكل الثقة وإعلاء صرحها فإن الثقة بالنفس ليست حكرا على أحد, ولاهي إرثا لسلالة نادرة من البشر, بل هي في متناول من يريدها وأحسبك من عشاقها , وهديتي إليك في الختام هذه المعادلة: (التركيز على الثقة+ التحسن اليومي + الوقت =الثقة الكاملة). والله المستعان وبالله التوفيق.

[يحي غوردو]

شكرا لك أخي أحمد على مواضيعك المميزة