بسم الله الرحمن الرحيم
السيد " عادل سليم " مرة اخرى تجانب الحقيقة فيما تدعي وتخلط الامور ببعضها بدون وجه حق , قرأت ردك وأريد ان اعلمك انني لن اقبل بان يتحول الموضوع الى حلقات سجال بيني وبينك , لسبب وحيد وهوان الموضوع الذي قاد الى هذا "التلاسن " لايستحق عندي اصلا ان يكون موضوعا للنقاش من على منبر كمثل واتا , واريد ان اقول لك ان ماترىفيه واقع متعفن الان ,الشعب العربي في تونس وحده كفيل بمعالجته , ويعرف متى وكيف , الاّ اذاكنت لا تريد ان تعترف بإرادة الشعوب , او مازلت مصرا على نعتنا ( انا ابنة الشعب وخرّيجة مدرسته ) بأننا شعب منبطح ؟ واننا اجبن شعب عربي ؟ كما جاء وبالحرف في احدى مداخلاتك بخصوص هذا الموضوع , ويكفيك ان تعود وتقرأ جيّدا ما حبّرت من إساءة
بحق شعبي لا تستطيع ان تقدّر مدى ماسببّت لي جراّءها من اذى والم . نعم انت لم توجه نقدك لشخصي او مجموعة اشخاص
وانما انتقدت الشعب كله في مقارنة مع تلك الطغمة التي لم تضف الينا عماّ يعرفه الشعب عنها شيئا , وغيرتك على ربوعنا
لاتخول لك ولا لغيرك ان تمتهننا كشعب في نقدك اوحديثك حتى وان كان ذلك من باب " الغيرة " كما ذكرت .
في مدينتي مايستحق النقد البناْء , ولكن ايضا بها رجال ونساء مناضلون لايخافون الا الله ولايخشون في الحق لومة لائم ولايتركون مجال لمقارعة الظلم والطغيان الا وانخرطوا فيه وساهموا في حمل اعبائه بدون ان يحسبوا كثيرا ثمن التضحيات , وكم من
ضريبة دفعوا ,فهل تغضب؟ وهل تعلم انها اول مدينة في اقطار المغرب العربي خرجت منها المسيرات ابان العدوان الصهيوني على شعبنا في فلسطين 2008- 2009 وبعد ساعات فقط من حصول العدوان على غزة سيّر الاتحاد الجهوي للعمال بمدينة صفاقس مسيرة بلغ عدّها 37 الف نسمة ساهم فيها اطفال المدارس وطلبة الثاناويات والجامعات والعمال واساتذة المعاهد والجامعات وربات البيوت وحتى المرضى وطواقم الطب والتطبيب غادروا المستشفيات والتحقوا بنا في الشارع " وقد كنت وبتواضع شديد احد قادة تلك المسيرة وغيرها " واجهنا القمع ولم نتراجع وطالنا البطش ولم نتقهقر
واصبنا وحوصرنا ولم نستسلم , تلك هي بعض ملامح مدينتي التي غفلت عن ذكرها , ويعرفها عنها اغلب الجمعيات والهيئات
المناضلة في الوطن العربي قاطبة وخارجه ولديّ الاسماء كاملة , ان شئت ادلك على روابطها فهل تقبل ؟
نعتني بالجهل والفضاضة وكوني "رقعة " حسب ماتعلمت من تعابيرسوقية انتقدتنا عليها " وكل هذا الذي تلفظت به , اعتبره من حسن اخلاقك ؟ " ومع ذلك دعني اوضح لك هذه النقطة لعلها تعرّفك اكثر على شخصي المتواضع أنا امرأة اعتبر نفسي أخت الرجال وهكذا يجمع الكثير على تسميتي , لا أجامل ولاأنافق ولا أتجاوز حدودي اهم خاصية احملها أنني لا أخاف الا من الله رب العزة, ووالديّ ومن لهم علي حق الطاعة فيما يرضي الله سبحانه , وضميري , قارعت الظلم والطغيان في كل مراحل عمري وانحزت الى شعبي وخضت
معارك امتي قطريا وقوميا بما اتاح لي رب العالمين من جهد متواضع , عرفت الاعتقال وسجون الاقليمية العفنة وانا في سن 18ربيعا وكانت تلك اول ضريبة اقدمها مهرا لحبي لفلسطين وكانت التهمة المشاركة في مسيرات والتحريض على الشغب في الطريق العام (احداث اجتياح بيروت ومجازر صبرا وشاتيلا 1982) ثم في 84 في ماسمي باحداث الخبز ثم في
87 ابان الانتفاضة الاولى في فلسطين ثم في واحدوتسعين اثر العدوان الامبريالي الهمجي على عراقنا الحبيب حيث تعرضت الى اصابة في ذراعي برأس حربة رشاش احد اعوان البوليس وقوات القمع التي حاولت ان تمنعنا من التقدم بمسيرة كنا انطلقنا بها احتجاجا على ذلك العدوان , ولم تنتهي الى حد اليوم علاقتي بمشكلات شعبي وتحيزي اليها ولافترت صلتي بقضايا أمتي ولاوهن عزمي وايماني بنصرتها بالرغم من كل الظروف وعوامل الاحباط التي تعرفها , واعرفها , دافعت ومازلت ادافع من خلال قلمي وحضوري في كل مكان اتواجد به عن قضايا شعبي وحقه في حياة بلا ظالمين , وعن حق
شبابه في الشغل والعدالة الاجتماعية وحق كل ابناء الشعب في توزيع عادل للثروة بين المناطق والمدن بدون تمييز , كتبت ضد الفساد , والرشوة , وتحكم المتنفذين وعصابات المال السياسي , وضد الخصخصة والتفويت في مقدرات الشعب لصالح
رأس المال الاجنبي المتوحش , وضد سوق النخاسة وشركات المناولة المتخصصة في المتاجرة بعرق العمال واقتطاع ارزاقهم , وضد التغريب والتدجين في المعاهد والجامعات ومشروع "تجفيف المنابع" الذي عملت السلطة على فرضه
حتى تامن "شرّ " تخرج شباب متعلم واعي يقضّ مضجعها كما فاجأها في انتفاضته سنة 2005 ابان دعوتها المجرم
شارون لزيارة تونس تحت غطاء (قمة المعلومات ) فاذابها تستفيق على وقع انتفاضة الجامعات من الشمال الى الجنوب ليلتحق بها الشعب كله ويجبر النظام على التراجع وسحب الدعوة . كتبت ضد سياسة التهجير السري وزوارق الموت التي عصفت بارواح شباب غالي لم يجد في بلده ما يملأ آفاقه فمارس " الحرقان " وحرق قلوب امهات كثيرة لازلن يرثين اكبادهن الى اليوم , واكبت احداث الحوض المنجمي في مدينة المناجم والنضال "قفصة " وكتبت عن تلك المحاكمات الصوربة وادنت احكامها , ونشرت راي على المواقع ولست اخشى في الحق الا مولايا الذي فطرني .ولعل هذه " الدردشة "
تقودك الى اعفائي من ختم الجبن الذي حاولت ان تطبع به " على هويتنا - كتوانسة " , واعتقد ان هذا كل ما استحق الرد مني على ردك ,اما ماعداه فارجوا من الله ان يسامك عليه , ويهديك الى اسلوب تعامل لاتظلم من خلاله من يفترض فيهم انهم اخوة واخوات لك ( الم تخاطبني قائلا : أختي ؟ ) وظلم ذوي القربى أشدّ وأقسى .
فائزة عبدالله / تونس
المفضلات