دعـــــاء للسمـــــا

[مسعدالنحلة]

دُعاء للسما
ـــــــــــــــــــــــ
تعالو نفكر بصوت عالي جدا ً
نشوف اللي حاصل ف كل الأمور
ونمسك وظيفة أمير المحافظه
ما كل محافظه وليها أمير
محافظ تلاقي ف قلبه موده
يدير المحافظه بزمه وضمير
وأما اللي تايه ونايم في مكتب
حتدعي تقول بس إمتى يغور
لأنه بينفخ صداغه وماليها
بكام كيلو كِبْر وتعالِي وغرور
وده اللي حنحكي عليه النهارده
لأن القصور ذنب وزره كبير
يودي جهنم بأسرع وسيله
عشان يتشوي جوه نار السعير
تعالو نقول له بصوت عالي جدا ً
وقبل ما نكسر وراه ألف زير
سيادة المحافظ معالي الوزير
قاعد لي في مكتب كأنك أمير
وقاعد ف أوده قريبه لجنابك
سكرتير مناكِف وعامل مدير
على اعتاب بيبانك شوية شوارب
فلما تقرَّب يقوم كام غفير
وإيَّاك يقرَّب لمكتب فخامتك
مواطن مُحطم وجاي يستجير
.......................
وأما الأكاده شوارع بلدنا
ملانه خنادق وحافرين كتير
لا تعرف تعدِّي علي الرجل ماشي
ولا حتى لو كنت لعِّيب كبير
تِجمَّعْ رجالك في قاعه كبيره
وأصغر ما فيهم بدرجة مدير
وآل دا اجتماع كل شهرين يناقِش
لِجان المرافِق ورأى الخبير
يقولوا كلام حلو خالِص كأنه
كلام عن محافظه ف دنيا الأثير
ونفس الكلام ف اجتماع فات وعدّى
ونفس الحلول سهله زى الحرير
تشوف المرافِق بنفسك وتحكم
وتلمس عذابنا وحالنا المرير
لا يوم قلت اعدِّي واشوف المواطِن
موظف حقيقي ولكن فقير
أو اللي بيسعى لرزقه يوماتي
واشوف برضه عامل صغيَّر أجير
تشوف الشوارع وحالها اللي مايل
تشوف المجاري وريحة العبير
.......................
تشوف اللي راكب له سياره خاصه
يواجه ف سيره مطبات كتير
يحاول يفادي يغير طريقه
لا ينفع فرامل ولا مارش دير
ينط ف مطبُه ويكسر مقصُه
ويقف وشكمانه أصبح كسير
يدَوَّرْ في جيبه يلاقي المرتب
ما ينفعش حتى يجيب منه سير
ويقعد تدمَّع عينيه من هوانه
وخايف يسيبها تزوُغ أو تطير
فأولاد بلدنا كمان مش بترحم
فلو غاب شويه يحلـّو الموتور
ويقعد يا عيني بيحرسها خايف
ومغلوله إيده كأنه أسير
فيرفع إيديه للسما وهو باكي
ويدعي بدعوة ضعيف مستجير
يقول ياإلاهي عليك كل ظالم
وخاصه المحافظ معالي الوزير
............................
ومن ناحية تانيه نشوف المخابز
يموت اللي حاول يقف في الطابور
ولو سعد حظك تجلـَّى وقدّر
وتاخد رغيف يمْلـَىَ نفسك سرور
تبوس وش إيدك وتـُشكر لربك
تقول آش يا معدن دا رزق ووفير
وبعد اما تاكله تلاقي في بطنك
ألم صعب خالص تقوم تستجير
يفتـَّح في بطنك طبيب م اللي هُمّا
يقول لك يا بختك دا شيء كان يسير
قِدرنا نطلـَّع مسامير في بطنك
يا راجل ما تبقي تدوّر كتير
فقبل ما تاكل رغيفك تشوفه
وتِكشِف عليه عند واحد خبير
يقوم المواطِن بإيد ماسكه جرحُه
وإيد تدعي ربه العلي القدير
يقول يا مُغِيثي أغثني بلطفك
وهات كام مُصيبه لمعالي الوزير
........................
وأما اللي واقف ف مجلس مدينه
وماسِك ف إيده التماسه الخطير
لأنه مُخالِف بنىَ ف بيته أوضه
عشان تبقى مطرح لإبنه الكبير
وبيته عباره عن الحوش وشقه
ودوُر بس واحد بسِلـِّم كسير
مهندس يقابله يقول له مُخالِفْ
ولاكِن حنقدر نحِل العسير
ففتـّح دماغك وإرمِي بياضك
وممكن تعلـِّي ولو ألف دور
فلما المسائل تعَقَّد وتِقفل
فلوسك تِحِّش السبب م الجدور
وأما التماسَك مفيش منه فايده
حيفضل في إيدك وراسك تدور
يقوم المواطن يدوّر في جيبه
يلاقيها فاضيه فضاء القبور
فيرفع دراعه لفوق في العلالي
ويدعي لربه يهدِّي الأمور
يقول حقي عندك وواقِع ف عرضك
تِشِلْ اللي نايم ف مكتب كبير
وعامل تِكِيَّه لأشخاص رضيَّه
وناقِص يركـِّب عليه السِرير
....................
دا فين الفاروق اللي لو أي كائن
يقابل حجاره تعوق المسير
يأنِب ف نفسه لأنه مشافشي
ويفضل يعذب في نفسه شهور
على المسئوليه اللي أولاها ربه
فحاسِس بأن اللي حاصل قصور
ومينامشي إلا وكل المصاعِب
أ ُزيلت وده معنى منصِب أمير
تعالى النهارده وشوف اللي حاصِل
بجاحه ووقاحه وموت للضمير
وكل اللي شايف خلل تحت إيده
يداري عليه من عيون المدير
وفاكر مديره ما يعرفش حاجه
دا عاجن وخابز وأصلا ً خبير
ويقدر يحِس بأمور مش سليمه
ويقدر يصلح بنفسه القصور
ولكِن مطنِش بالِعها بمزاجه
عشان هو عايز يمشي الأمُور
فياللا معايا نصلـِّي وندعي
يا رازق وخيرك علينا وفير
يا ضامن تأكـِّل جميع الخلايق
من النمله حتى جميع الطيور
ويا من تبشـَّر لعبدك بخيرك
وتفتح عليه شرط إن كان صبور
وشامِل عطاءك علي اللي بيسوىَ
وبرضه بتعطي ولو كان حقير
فيا رب إنت اللي سامع وشايف
بفـُجْرْاللي قادِر وعمال يجور
ترد المظالم لأهل المظالم
وتمنع مصايب وتمنع شرور
فأنت السميع المجيب اللي قادر
تزيل اللي ظالِم .. تخليه يغور
************