الثعالبي .. و شيءٌ من فقه اللغة !
لو كان (( أبو منصور الثعالبي )) حيا بيننا ، لصنعت المستحيل كي يكون واحدا من أسرة "واتا" ، و لرجوت الأستاذ عامر العظم أن يقدمه شخصيا إلى العالم كي يرحب به ترحيبا يليق بقامته ..
الثعالبي ليس " مفمفما"..
ليس " تنبلا "..
ليس " منافقا " ، و لا " متملقا " ..و لا " رقميا غامضا "..
و لا "انتهازيا "، و لا "وصوليا"...
من الناس مَن يعيش الموت في حياته ، كهؤلاء الذين أجاد في أوصافهم عامر العظم ، و العظماء وحدهم يظلون أحياءَ بعد موتهم ..
" الثعالبي " واحد منهم !!
رجلٌ مات وقد بلغ الثمانين من عمره تاركا ما يُربي على الثمانين مؤلفا في مختلِفِ مناحي الفكر ، يُعمَرُ بها ضعف هذا العمر، وقد تنقضي أعمار كثيرة دون أن تبلغ في هذا شأوه!
رجلٌ عاش مع هذه البسطة في العلم والتواليف مهضوما..
شبهَ مُضَيَّق يشكو مع العوز جورا وظلما، قال رحمه الله:
ثلاث قد مُنيت بهن أضحت = لنار القلب مني كالأثافي
ديون أنقضت ظهري وجور = من الأيام شاب له غُدافي
ومقدار الكفاف وأي عيش = لمن يُمنى بفقدان الكفافِ
وكأني به وقد أنقض الهمُّ ظهره يتناوب عليه الليل والنهار بما يكره يسلمه هذا لذاك عاهدا إليه بإيذائه حين يقول:
الليل أسهره فهمِّي راتب = والصبح أكرهه ففيه نوائبُ
فكأن ذاك به لطرفي مُسهرٌ = وكأن هذا فيه سيف قاضبُ
أو لعل هذا وذاك شكوى ساعة ، ونفثةُ يراعة ....
فقد عرفنا عن الثعالبي أنه نشأ في جوار الأمير أبي الفضل الميكالي وفي ظل الوزير سهل بن المرزبان تربط بينهم جميعا صداقة ومودة كشف لنا عن بعضها شعره إليهما كما عرفنا محله من خوارزم شاه ووزيره أبي عبد الله الحمدوني.
قال فيه بعض المتقدمين :
ابن بسام:
"كان في وقته راعي تلعات العلم، وجامع أشتات النثر والنظم، رأس المؤلفين في زمانه، والمصنفين بحكم أقرانه، طلعت دواوينه في المشارق والمغارب، طلوع النجم في الغياهب، وتآليفه أشهر مواضع، وأبهر مطالع، وأكثر من أن يستوفيها حدٌّ أو وصف، أو يوفي حقوقها نظم أو رصف".
الباخرزي:
"هو جاحظ نيسابور، وزبدة الأحقاب والدهور، لم تر العيون مثله، ولا أنكرت الأعيان فضله، وكيف ينكر وهو المزن يحمد بكل لسان، وكيف يستر وهو الشمس لا تخفى بكل مكان".
الصفدي:
"كان يلقب بجاحظ زمانه، وتصانيفه الأدبية كثيرة إلى الغاية".
وقال ابن الأنباري في نزهة الألبا:
"وأما أبو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي فإنه كان أديبا فاضلا، فصيحا بليغا".
الحصري في كتابه زهر الآداب:
"وأبو منصور هذا يعيش إلى وقتنا هذا، وهو فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وله مصنفات في العلم والأدب، نشهد له بأعلى الرتب".
أبو الفتح علي بن محمد البستي:
قلبي رهَينٌ بنسابور عند أخٍ = ما مثله حين تَستَقري البلاد أخُ
له صحائف أخلاق مهذبةٍ = من الحِجا والعلا والظرف تُنتَسَخُ
ابن قلاقِس يُطري كتابه "يتيمة الدهر" أشعارا منها:
كُتْبُ القَريضِ لآلي = نُظِمَتْ على جِيدِ الوجودْ
فَضلُ اليتيمة بينها = فضل اليتيمة في العقودْ
ومنها:
أبيات أشعار اليتيمة = أبيات أفكار قديمةْ
ماتوا وعاشت بعدهم = فلذاك سميت اليتيمةْ
أبو يعقوب صاحب كتاب البلاغة واللغة، يقرظ كتاب "سحر البلاغة" للثعالبي:
سَحَرْتَ الناس في تأليف "سحرك" = فجاء قلادةً في جيد دهركْ
وكم لك من معانٍ في معان = شواهد عند ما تعلو بقدركْ
وُقِيتَ نوائب الدنيا جميعاً = فأنت اليوم حافظ أهل عصركْ
ورثاه الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد النيسابوري فقال:
كان أبو منصور الثعلبي= أبرع في الآداب من ثعلبِ
ليت الردى قدَّمني قبله= لكنه أروغ من ثعلبِ
يطعن من شاء من الناس بالـ= ـموت كطعن الرمح بالثعلبِ
و لعل في هذه الطُّرفة التي جرت بينه وبين سهل بن المرزبان ما يعطينا صورة عن الثعالبي شاعرا:
قال سهل بن المرزبان للثعالبي يوما:
إن من الشعراء من شَلْشَل، ومنهم من سَلْسَل، ومنهم من قَلْقَل، ومنهم من بَلْبَل !!
((يريد بمن شلشل الأعشى في قوله:
وقد أروح إلى الحانوت يتبعني = شاوٍ مِشَلٌ شَلولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ
وبمن سلسل مسلم بن الوليد في قوله:
سُلَّتْ وسُلَّتْ ثم سُلَّ سَليلها = فأتى سَليلُ سَليلها مَسْلولا
وبمن قلقل المتنبي في قوله:
فقَلْقَلْتُ بالهمِّ الذي قَلْقَل الحَشا = قَلاقل عيسٍ كلهن قَلاقِلُ ))
فقال الثعالبي:
إني أخاف أن أكون رابع الشعراء ..
أراد قول الشاعر:
الشعراء فاعلمنَّ أربعة =فشاعر يجري ولا يُجرى معه
وشاعر من حقه أن ترفعه= وشاعر من حقه أن تسمعه
وشاعر من حقه أن تصفعه=..................
ثم إني قلت بعد ذلك بحين:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها = فانفِ البلابل باحتساء بَلابِلِ
فكان بهذا رابع فحول ثلاثة لهم القدم الثابتة في الشعر، نعني الأعشى، ومسلم بن الوليد، والمتنبي .
و الثعالبي هو:
عبد الملك بن محمد بن اسماعيل، أبو منصور الثعالبي النيسابوري، لقب بالثعالبي لأنه كان فرَّاء يخيط جلود الثعالب ويعملها، وإذا عرفنا أنه كان يؤدِّب الصِّبيان في كُتَّاب استطعنا أن نقول جازمين إن عمل الجلود لم يكن صناعة يعيش بها، ويحيا لأجلها ، بل كانت من الأعمال التي يعالجها المؤدِّبون في الكتاتيب وهم يقومون بالتأديب والتعليم...
وما أشبه هذا الحال بحال مؤدبي الصِّبيان في مكاتب القرية المصرية في عهد مضى، وقد شدَّ كل منهم خيوط الصوف إلى رقبته والمغزل في يده.
و ليس بين الذين تحدثوا عن الثعالبي خلاف في ميلاده، بل تكاد ترى لهم كلمة مجمعا عليها بأن أبا منصور ولد سنة خمسين وثلاث مائة ، ولم يشر للخلاف في سنة وفاته غير الصفدي في كتابه " الوافي بالوفيات " حيث قال:
"وتوفي - يريد الثعالبي - سنة ثلاثين وأربع مائة، وقيل سنة تسع وعشرين"
وعلى الرأيين فقد بلغ الثعالبي حين قضى نحبه الثمانين من عمره .
و هذا مسرد لكتبه " نقلا عما ذكر الصفدي في كتابه : الوافي بالوفيات " :
- كتاب أجناس التنجيس.
- كتاب أحاسن المحاسن=أحسن ما سمعت.
- كتاب الأحاسن من بدائع البلغاء.
- كتاب أحسن ما سمعت:
- كتاب الأدب مما للناس فيه من أرب.
- كتاب إعجاز الإيجاز.
- غرر أخبار ملوك فارس.
- كتاب الأعداد=برد الأكباد في الأعداد.
- كتاب أفراد المعاني.
- كتاب الاقتباس.
- كتاب الأمثال والتشبيهات.
- كتاب أنس الشعراء.
- كتاب الأنيس في غزل التجنيس.
- كتاب بهجة المشتاق.
- كتاب التجنيس.
- كتاب تحفة الوزراء.
- كتاب التحسين والتقبيح.
- كتاب ترجمة الكاتب في آداب الصاحب.
- كتاب التفاحة.
- كتاب تفضل المقتدرين وتنصل المعتذرين.
- كتاب التمثيل والمحاضرة في الحكم والمناظرة.
- كتاب الثلج والمطر.
- كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب.
- كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن.
- كتاب حجة العقل.
- كتاب حشو اللوزينج.
- كتاب حلي العقد.
- كتاب خاص الخاص.
- كتاب خصائص الفضائل.
- كتاب الخولة وشاهيات.
- ديوان أشعاره.
- كتاب سجع المنثور.
- كتاب سِحر البلاغة وسر البراعة.
- كتاب سحر البيان.
- كتاب سر الأدب في مجاري كلام العرب.
- كتاب سر البيان.
- كتاب سر الوزارة.
- كتاب السياسة.
- كتاب الشكوى والعتاب وما وقع للخلان والأصحاب.
- كتاب الشمس.
- كتاب الشوق.
- كتاب صفة الشعر والنثر.
- كتاب طبقات الملوك.
- كتاب الظَّرْف من شعر البُسْتي.
- كتاب الطرائف واللطائف.
- كتاب عنوان المعارف.
- كتاب عيون النوادر.
- كتاب غرر البلاغة في الأعلام.
- كتاب غرر المضاحك.
- كتاب الغلمان.
- كتاب الفرائد والقلائد.
- كتاب الفصول الفارسية.
- كتاب الفصول في الفضول.
- كتاب فقه اللغة ، و سر العربية .
- كتاب الكشف والبيان.
- كتاب الكناية والتعريض.
- كنز الكتاب=المنتحل.
- كتاب لباب الأحاسن.
- كتاب لطائف الظرفاء.
- كتاب لطائف المعارف.
- كتاب اللطيف الطيب.
- كتاب اللمع والفضة.
- كتاب ما جرى بين المتنبي وسيف الدولة.
- كتاب المبهج.
- كتاب المتشابه لفظا وخطا=ثمار القلوب في المضاف والمنسوب.
- مدح الشيء وذمه.
- كتاب المديح.
- كتاب مرآة المروآت.
- كتاب المضاف والمنسوب.
- كتاب مفتاح الفصاحة.
- المقصور والممدود.
- مكارم الأخلاق.
- ملح البراعة.
- كتاب المُلَح والطُرَف.
- كتاب نمادمة الملوك.
- كتاب من أعوزه المطرب.
- كتاب من غاب عنه المؤنس.
- كتاب المنتحل.
- مؤنس الوحيد في المحاضرات.
- نثر النظم وحل العقد.
- كتاب نسيم الأنس.
- كتاب نسيم السحر.
- النهاية في الكناية.
- كتاب النوادر والبوادر.
- كتاب الورد.
- يتيمة الدهر.
- يتيمة اليتيمة.
- كتاب يواقيت المواقيت.
و من كتابه " فقه اللغة ، و سر العربية " أقتطف :
(في تَفْصِيلِ أسْماءِ الأرْضِين وصِفَاتِهَا في الاتّسَاعِ والاسْتِوَاءِ والبُعْدِ والغِلظِ والصَّلاَبَةِ والسُّهُولَةِ والحُزُونَةِ والارْتِفَاعِ والانْخِفَاضِ وغَيْرِهَا مَعَ تَرْتِيبِ أكْثَرِهَا)
إذا اتَّسَعَتِ الأرْضُ ولَم يَتَخَلَلْهَا شَجَر أو خَمَر، فهي الفَضَاءُ والبَرَازُ والبَرَاحُ
ثُمَّ الصَّحْرَاءُ
ثُمَّ العَرَاءُ
ثُمَّ الرَهَاءُ والجَهْرَاءُ
فإذا كَانَتْ مُسْتَوِيَةً مَعَ الاتِّسَاعِ ، فَهِيَ الخَبْتُ والجَدَدُ
ثُمَّ الصَّحْصَحُ والصَّرْدَحُ
ثُمَّ القَاعُ والقَرْقَرُ
ثُمَّ القَرِق والصَّفْصَفُ
فإذا كَانتْ مَعَ الاسْتِوَاءِ والاتساعِ بَعِيدَةَ الأَكْنَافِ والأطْرَافِ ، فَهُوَ السَّهْبُ والخَرْقُ
ثُمَّ السَّبْسَبُ والسَّمْلَقُ والمَلَقُ
فإذا كَانَتْ مَعَ الاتِّساعِ والاسْتِوَاءِ والبُعْدِ لا مَاءَ فِيها، فَهِيَ الفَلاةُ والمَهْمَهُ
ثُمَّ التَّنُوفَة والفَيْفَاءُ
ثُمَّ النَّفْنَفُ والصَّرْمَاءُ
فإذا كَانَتْ مَعَ هَذِهِ الصّفَاتِ لا يُهتَدَى فيها للطَّرِيقِ ، فَهِيَ اليَهْمَاءُ والغَطْشَاءُ
فإذا كَانَتْ تُضِلُّ سَالِكَها، فَهِيَ المُضِلَّةُ والمُتِيهة
فإذا لمْ تَكُنْ لها أَعْلامٌ و مَعَالمُ ، فَهِيَ المَجْهَلُ والهَوْجَلُ
فإذا لم يَكُنْ بها أثرٌ، فَهِيَ الغُفْلُ
فإذا كَانَتْ قَفْرَاءَ ، فَهِيَ الْقِيُّ
فإذا كَانَتْ تُبِيدُ سَالِكَها، فَهِيَ البَيْدَاءُ (والمَفَازَةُ كِنَاية عنها)
فإذا لمْ يَكُنْ فيها شَيْء مِنَ
النَّبْتِ ، فَهِيَ المَرْتُ والمَلِيعُ
فإذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا شَيْء، فَهِيَ المَرَوْرَاةُ والسُّبْرُوتُ والبَلْقَعُ
فإذا كَانَتِ الأَرْضُ غَلِيظَةً صُلْبَةً، فَهِيَ الجَبُوبُ
ثُمَّ الجَلَدُ
ثُمَّ العَزَازُ
ثُمَّ الصَّيْدَاءُ
ثُمَّ الجَدْجَدُ
فإذا كَانَتْ غَلِيظَةً ذَاتَ حِجَارَةٍ وَرَمْل ، فَهِيَ البُرْقَةُ والأَبْرَقُ
فإذا كَانَتْ ذَاتَ حَصًى ، فهي المَحْصَاةُ والمُحَصَّبَةُ
فإذا كَانَتْ كَثِيرَةَ الحَصْبَاءِ، فَهِيَ الأَمْعَز والمَعْزَاءُ
فإذا اشْتَمَلَتْ عليها كُلِّها حِجَارَة سُود، فَهِيَ الحَرَّةُ واللاَّبَةُ
فإذا كَانَتْ ذَاتَ حِجَارَةٍ كَأنّهَا السَّكاكِينُ ، فَهِيَ الحَزِيزُ
فإذا كَانَتِ الأَرْضُ مُطْمَئِنَّةً، فَهِيَ الجَوْفُ والغَائِطُ
ثُمَّ الهَجْلُ والهَضْمُ
فإذا كَانَتْ مُرْتَفِعَةً، فَهِيَ النَجْدُ والنَّشزُ (بتسْكِينِ الشّينِ وفتحِها)
فإذا جَمَعَتِ الارْتِفَاعَ والصَّلابَةَ والغِلَظَ ، فَهِيَ المَتْنُ والصَّمْدُ
ثُمَّ القُفُّ والقَرْدَدُ والفَدْفَدُ
فإذا كَانَ ارْتِفَاعُهَا مَعَ اتّساع ، فَهِيَ اليَفَاعُ
فإذا كَانَ طُولُهَا في السَّماءِ مِثْلَ البَيْتِ وعَرْضُ ظَهْرِهَا نَحْوَ عَشْرِ أذْرُع ، فَهُوَ التَّلُّ (وأطْوَلُ وأعْرَضُ مِنْهَا الرَّبْوَةُ والرَّابِيَةُ)
ثُمَّ الأكْمَةُ
ثُمَّ الزُّبْيَةُ (وهيَ الّتي لا يَعْلوها المَاءُ)
ثُمَّ النَّجْوَةُ، وهي المكانُ الذي تَظُنُّ أنَّه نَجَاؤُكَ
ثُمَّ الصَّمَّانُ وهي الأرْضُ الغَلِيظَةُ دُونَ الجَبَلِ
فإذا ارْتَفَعَتْ عَنْ مَوْضِعِ السَّيْلِ وانحَدَرَتْ عن غِلَظِ الجبَلِ ، فَهِيَ الخَيْفُ
فإذا كَانَتِ الأرْضُ لَيِّنةً سَهلَةً مِنْ غيْرِ رَمْل ، فَهِيَ الرَّقاقُ والبَرْثُ
ثُمَّ المَيْثَاءُ والدَّمِثَةُ
فإذا كَانَتْ طَيِّبَةَ التُّرْبَةِ كَرِيمَةَ المَنْبِتِ بَعِيدَةً عَنِ الأَحْسَاءِ والنَّزُوزِ فهي العَذَاةُ
فإذا كَانَتْ مَخيلةً للنَّبْتِ والخيْرِ، فهي الأرِيضَةُ
فإذا كَانَتْ ظَاهِرَةً لا شَجَرَ فِيها وَلا شَيْءَ يَخْتَلِطُ بِهَا، فَهِيَ القَراحُ والقِرْوَاحُ
فإذا كَانَتْ مُهَيَّأةً للزِّرَاعَةِ، فهي الحَقْلُ وَالمَشَارَةُ والدَّبْرَةُ
فإذا لم يُصِبْهَا المَطَرُ، فَهِيَ الفِلُّ والجُرُزُ ، وقدْ نَطَقَ بِهِ القُران
فإذا كَانَتْ غَيْرَ مَمْطُورَةٍ وهيَ بين أرْضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ فَهِيَ الخَطِيطَةُ
فإذا كَانَتْ ذَاتَ نَدًى وَوَخَامَةٍ، فَهِيَ الغَمَقَةُ
فإذا كَانَتْ ذَاتَ سِبَاخ ، فَهِيَ السَّبَخَة
فإذا كَانَتْ ذَاتَ وَبَاءٍ فَهِيَ الوَبِيئَة والوََبِئةُ ، على مِثَالِ (فَعِيلَةٍ) و (فَعِلةٍ)
فإذا كاَنَتْ كَثِيرَةَ الشَّجَرِ، فهي الشَجِرَةُ والشَّجْرَاءُ
فإذا كَانَتْ ذَاتَ حَيَاتٍ ، فهي المُحَوَّاة
فإذا كَانَتْ ذَاتَ سِبَاع أو ذِئابٍ ، فَهِيَ المَسْبَعَةُ والمَذْأبَةُ.
(في تَرْتِيبِ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأرْضِ إلى أنْ يبلُغَ الجُبَيْلَ ثُمَّ تَرْتِيبُهُ إلى أنْ يبلُغَ الجَبَلَ العَظِيمَ الطّوِيلَ)
أصْغَرُ مَا ارتَفَعَ مِنَ الأرْضِ النَّبَكَةُ
ثُمَّ الرَّابِيَةُ أعْلَى مِنْهَا
ثُمَّ الأكَمَةُ
ثُمَّ الزُّبْيَةُ
ثُمَّ النَّجْوَةُ
ثُمَّ الرِّيعُ
ثُمَّ القُفُّ
ثُمَّ الهَضْبَةُ (وهِيَ الجَبَلُ المُنْبَسِطُ عَلَى الأرْضِ)
ثُمَّ القَرْنُ (وهو الجَبَلُ الصَّغيرُ)
ثُمَّ الدُّكُّ (وهو الجَبَلُ الذَّلِيلُ)
ثُمَّ الضِّلَعُ (وهو الجُبَيْلُ ليسَ بالطَوِيلِ)
ثُمَّ النِّيقُ (وهوَ الطَوِيلُ)
ثُمَّ الطَّوْدُ
ثُمَّ البَاذِخُ والشَّامِخُ
ثُمَّ الشَّاهِقُ
ثُمَّ المُشْمَخِرُّ
ثُمَّ الأَقْوَدُ والأَخْشَبُ
ثُمَّ الأَيْهَمُ
ثُمَّ القَهْبُ (وهُوَ العَظِيمُ مَعَ الطُّولِ)
ثُمَّ الخُشَامُ.
الفصل الرابع(في الأمْكِنَةِ)
(عنِ اللّيثِ وأبي عَمْرٍ و والمؤرِّجِ وأبي عُبيدةَ وغيرِهم)
كلُّ بُقْعةٍ لَيسَ فِيها بِناء فَهيَ عَرْصَةٌ
كلُّ جَبَل عظيم فهو أخْشَبً
كلُّ موضع حَصِينٍ لا يُوصَلُ إلى ما فيهِ فهو حِصْن
كلُّ شيءٍ يُحْتَفَرُ في الأرْضِ إذا لم يكُنْ من عَمَلِ النَاسِ فهو جُحْرٌ
كلُّ بَلَدٍ واسع تَنْخَرِق فيه الرّيح فهوَ خَرْق
كلُ مُنْفَرج بينَ جبال أو آكام يكونُ مَنْفذاً لِلسَّيلِ فهو وَادٍ
كلُّ مدينةٍ جامعةٍ فهيَ فُسْطَاطً ، ومنهُ قيلَ لِمدينةً مصرَ التي بناهَا عَمْرُو بنُ العاص: الفُسْطَاطُ . ومنه الحَدِيث: (عليكمٍ بالجماعةِ فإنَّ يدَ اللّه على الفِسْطاط) ، بكسرِ الفَاءِ وضَمِّها
كل مقَام قامَهُ الإِنسان لأمرٍ مَا فَهوَ مَوْطِن ، كقولِكَ: إذا أتيتَ مكةَ فوقفتَ في تِلكَ المَواطِنِ فادْعُ الله لِي ، وُيقالُ: المَوطنُ المشْهدُ منْ مَشَاهِدِ الحربِ ، ومنه قولُ طَرَفَة: (من الطويل):
على مَوطنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى =مَتَى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفرائِصُ تُرْعَدِ
الفصل السادس (يُقَارِ بُهُ)
إذا شَاخَ الرَّجُلُ وَعَلَتْ سِنُّهُ ، فَهُوَ قَحْوٌ وَقَحْب
فإذا وَلَّى وَسَاءَ عَلَيْهِ أَثَرُ الكِبَرِ، فَهُوَ يَفَنٌ وَدِرْدَحٌ
فإذا زَادَ ضَعَفُهُ وَنَقَصَ عَقْلُهُ ، فَهُوَ جِلْحَاب وَمهْتَر.
الفصل السابع (في تَرْتِيبِ سِنِّ المَرْاَةِ)
هِيَ طِفْلَة مَا دَامَتْ صَغِيرَةً
ثُمَّ وَليدَةٌ إِذَا تَحَرَّكَتْ
ثُمَّ كَاعِب إذا كَعَبَ ثَدْيُهَا
ثُمَّ نَاهد إذا زَادَ
ثُمَّ مُعْصِر إذا أَدْرَكَتْ
ثُمَّ عَانِس إذا ارْتَفَعَتْ عَنْ حَدِّ الإعْصَارِ
ثُمَّ خَوْد إذا تَوَسَّطَتِ الشَّبَابَ
ثُمَّ مُسْلِف إذا جَاوَزَت الأرْبَعِينَ
ثُمَّ نَصَف إذا كَانَتْ بَيْن الشَّبَاب والتَّعْجِيزِ
ثُمَّ شَهْلَة كَهْلَة إذا وَجَدَتْ مَسَّ الكِبَرِ وَفِيهَا بَقِيَّة وَجَلَدٌ
ثُمَّ شَهْبَرَة إِذَا عَجًّزَتْ وَفِيها تَمَاسُك
ثُمَّ حَيْزَبُون إذَا صَارَتْ عَالِيَةَ السِّنِّ نَاقِصَةَ القوَّةِ
ثُمَّ قَلْعَم وَلطْلِطٌ إذا انْحَنَى قَدُّهَا وَسَقَطَتْ أَسْنَانُهَا.
الفصل الثامن (كُلِّيُّ في الأوْلادِ)
وَلَد كُلِّ بَشَرٍ ابْن وابْنَة
وَلَدُ كُلِّ سَبُع جَرْو
وَلَدُ كُلَ وَحْشِيَةٍ طَلاً
وَلَدُ كُلِّ طَائِرٍ فَرْخ.
الفصل التاسع (جُزْئِيٌ في الأولاَدِ)
وَلَدُ الفِيلِ دَغْفَل
وَلَدُ النَّاقَةِ حوَارٌ
وَلَدُ الفَرَسِ مُهْر
وَلَد الحِمَارِ جَحْشٌ
وَلَدُ البَقَرَةِ عِجْل
وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ بَحْزَجٌ وَبَرْغَز
وَلَدُ الشّاةِ حَمَل
وَلَدُ العَنْزِ جَدْي
وَلَدُ الأسَدِ شِبْل
وَلَد الظَبيِ خَشْفٌ
وَلَدُ الأرْويَّةِ وَعْل وَغًفْر
وَلَدُ الضَّبُع فُرْعُلٌ
وَلَدُ الدُّبِّ دَيْسَمٌ
وَلَدُ الخِنْزِيرِ خِنَّوْص
وَلَدُ الثَّعْلَب هِجْرِسٌ
وَلَدُ الكَلْبِ جَرْو
وَلَدُ الفَأْرَةِ دِرْصٌ
وَلَدُ الضَّبِّ حِسْل
وَلَدُ القِرْدِ قِشَّةَ
وَلَدُ الأرْنَبِ خِرْنِق
وَلَدُ اليَبْرِ خِنْصِيصٌ ، عن الخارَزَنجي عَنْ أبي الزَّحْفِ التَّمِيميّ
وَلَدُ الحيّةِ حِرْبِشٌ
وَلَدُ الدَّجَاجِ فَرُّوجٌ
وَلَدُ النَّعامِ رَأْلٌ.
-------------------------------------
المصادر :
الصفدي : " الوافي بالوفيات " .
للباخرزي :"دمية القصر" .
الثعالبي : فقه اللغة و سر العربية " – الطبعة الثالثة . |
المفضلات