أين ضريح السيدة زينب بنت علي بالقاهرة أم بدمشق ؟ بقلم : إبراهيم كامل

هل ضريح السيدة زينب حفيدة الرسول ص بالقاهرة أم بدمشق ؟ وبأي الضريحين دفن الجثمان الطاهر ؟ سؤال يبدو محيراً فهناك ضريح بالقاهرة وآخر بدمشق !! ولكن التاريخ يحسم الأمر.. فالسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب جاءت إلى القاهرة وماتت بها ودفنت في ضريحها الذي يؤمه الكثيرون طلباً لبركة الوقوف قي روضة من رياض الجنة.. وقد جاء الكثيرون من آل البيت إلى مصر حين ثارت الفتن وعاشوا وماتوا بها.. فهي أرض مباركة ذكرها الله في كتابه الكريم, وأوصى النبي الكريم ص بأهلها خيراً فهم خير أجناد الأرض وفي رباط إلي يوم القيامة.. وحازوا شرف مصاهرة أنبياء الله, فتزوج خليل الرحمن إبراهيم هاجر فولدت له إسماعيل, وتزوج يوسف أسنات بنت فوطي رع فولدت له ستة من الذكورأولهم منسي الذي رزقه الله به لينسي ما مر به من محن وليدخل علي قلبه المسرة, وولدت مارية القبطية لخاتم الأنبياء ص إبراهيم.
والسيدة زينب ( ت 682 م. ) حفيدة النبي ص وابنة الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء وشقيقة الإمامين الحسن والحسين, تزوجها ابن عمها عبد الله بن جعفر وتزوجت ابنتها الحجاج بن يوسف الثقفي الذي يراه الكثيرون سفاحاً سفك دماء كثير من المسلمين ورجم الكعبة المشرفة بحجارة المنجنيق عند حصاره لعبد الله بن الزبير ابن العوام. حضرت موقعة كربلاء, وحملت مع السبايا إلي الكوفة, ثم الشام من قبل جيش يزيد بن معاوية بعد مقتل أخيها الحسين بن علي مع عدد من أنصاره وأهل بيته. ويعتبر الشيعة هذا الحدث من أشد اللحظات حزناً في التاريخ. ويعبر البعض عن ذلك الحزن بالندب والعويل ويضرب بعضهم رأسه بالأرض كتعبير عن الحزن لما حل بآل البيت الكرام وما عانته السيدة زينب من آلام لا يحتملها إلا أولو العزم, وكانت السيدة زينب خطيبة شجاعة, ومن الثابت تاريخياً بما لا يقبل الجدل أنها جاءت إلى مصر وماتت بها ولها ضريح يزار في شارع بورسعيد ( الخليج المصري سابقاً ) في الحي الذي يحمل اسمها بالقاهرة, وتحظي بإجلال المصريين وحبهم رغم أنهم ليسوا بشيعة, ويطلقون عليها عدة ألقاب منها " كريمة الدارين " و " رئيسة الديوان " و " الطاهرة " ويقام الاحتفال بمولدها كل عام فيفد إليه الناس من كل مكان في مصر. وفي ضريحها تجد النفس السكينة ويتدفق علي الروح سيال من الحنان فينشرح الصدر. وضريحها خلف جدار القبلة. ولا يسمح في مصر للزائرين من الشيعة أو غيرهم بالندب أو العويل أو إلحاق الأذى بالنفس بأي صورة.

ضريح السيدة زينب بدمشق

بينما يبدو الأمر غريباً نوعاً ما في ساحة مسجد السيدة زينب في دمشق؛ فالشيعة يرمون بأنفسهم أرضاً وهم ينشجون، والدموع تذرف على وجنات الرجال والنساء تندب، ومنهم من يخبط رأسه بالأرض. لابد أن تشعر بالذهول الشديد وأنت تنظر فاغر الفم إلى هؤلاء الشيعة النادبين. وترى آخرين يصورون النادبين بكاميرات فيديو أو كاميرات تصوير. ومسجد السيدة زينب في دمشق هو واحد من الأماكن ( العتبات ) المقدسة للشيعة القادمين من العراق وإيران. وتحت قبة المسجد الذهبية ضريح السيدة زينب الرمزي، وهو مقصد الزائرين ومحط أنظارهم. ولعل فكرة إنشاء ضريح للسيدة زينب بدمشق تولدت من أن دمشق أقرب إلي العراق وإيران من القاهرة, فضلاً عن العائد المادي المتجمع من النذور وما ينفقه الزائرون في شراء الهدايا لذويهم فهي من السوق القريب من مسجد السيدة مما يضفي عليها القداسة.

زيارة وتجارة

يجمع موسم الحج وكذلك الموالد بين الدين والدنيا وهو ما يطلق عليه " زيارة وتجارة " ولا بأس بذلك فالقادمون لزيارة ضريح ( مزار أو مشهد ) السيدة زينب بدمشق والذي يؤمه سنوياً حوالي المليون ونصف من الزوار من الشيعة يشترون حاجاتهم من سوق مكتظ قريب من المسجد حيث يمكنهم شراء البضائع بسعر أرخص بكثير من أي سوق بدمشق. عالم آخر تماماً؛ نساء يرتدين العباءات السوداء ومنهم المنقبات، يختلفن تماماً عن النساء في وسط العاصمة دمشق اللواتي يرتدين الأزياء الغربية التي لا تأبه للحشمة. حتى اللهجة العربية التي تسمعها هنا مختلفة. وتسمي منطقة السيدة زينب بدمشق " العراق المصغّرة "، وذلك بسبب تواجد الكثير من اللاجئين العراقيين الساكنين فيها.