رسالة عاجلة إلي اللواء سمير سلام‏ (‏محافظ الدقهلية‏)‏

[محمود سلامه الهايشه]

رسالة عاجلة إلي اللواء
سمير سلام‏(‏ محافظ الدقهلية‏)‏
بقلم‏:‏ سعيد اللاوندي

وأشهد أن وصول اللواء سمير سلام إلي الدقهلية كان حدثا أقام له الكثيرون الأفراح وليالي الملاح لأنه جاء في أعقاب سبع سنوات عجاف لم تحصد فيها محافظة الدقهلية سوي الحنظل‏!‏ وكانت الغيرة تملأ القلوب بسبب نشاط مكثف يقوم به الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط فأحال محافظته إلي قبلة للوافدين من السياح ورجال الأعمال العرب والأجانب‏,‏ وجعل‏(‏ الدمايطة‏)‏ يشعرون بالفخر ببلدهم‏..‏ بينما كانت المنصورة تغط في سبات نوم عميق ولا حس ولا خبر‏!‏
‏
..‏ مع اللواء سمير سلام بدأ الدقهلاوية يتنفسون الصعداء‏,‏ وكان علي المحافظ الجديد أن يفتح جميع الملفات وهي كثيرة ساعيا إلي طمأنة الجميع بعد طول قلق وأرق وفزع غير مبرر‏..‏ ولذلك يقال ان المحافظ يظل في مكتبه طوال النهار‏,‏ وحتي وقت متأخر من الليل‏..‏ ورغم مشقة العمل إلا أن مساعديه يشعرون بالراحة لأن مشكلات الدقهلية كانت تراكمت حتي أصبحت تلالا ترتفع قممها باتجاه السماء‏..‏

والمؤسف أن مدينة المنصورة التي أنجبت أنبل شعراء مصر‏,‏ وارتووا بنيلها ونبتت في أرضها قامات كبري في الأدب والفكر والسياسة كانت تحولت في السنوات الماضية إلي صحراء جرداء‏,‏ لا تجديد‏,‏ ولا اصلاح‏..‏ فقد طوي شعب الدقهلية أحزانه في صدره لا يلوي علي شيء‏..‏ ..‏ وأشهد أن المحافظ الجديد قد قام بعدة جولات ميدانية زار فيها المراكز والقري والكفور وخالط أهلها في محاولة للتعرف علي المشكلات ـ من مصادرها ـ دون وسيط‏..‏

ولقد أتيح له أن يضع ما يسمي بقاعدة بيانات للموارد‏,‏ والناس والحاجيات‏..‏ وبطريق المصادفة ـ عند اللقاء الذي أتحدث عنه ـ كان في مكتبه شاب مكلف بمتابعة هذه القاعدة من البيانات بحيث تكون متاحة للمحافظ ورجاله في أية لحظة‏....‏ وقد يكون مفيدا أن نلفت الانتباه إلي حالة الرضا والارتياح التي يعيشها الدقهلاويون الذين يأملون أن يعوضهم‏(‏ الغد‏)‏ عن مآسي‏(‏ الأمس‏)..‏ وتتصدر المشكلات التي تؤرق الناس مشكلة المياه‏,‏ فكلنا يذكر أن أبناء شرق الدلتا ـ يا للعجب ـ كادوا يموتون عطشا وارتفعت‏(‏ الجراكن‏)‏ في سماء الدقهلية‏..‏ لكن لم يحصد العطش سوي تصريحات رنانة لا معني لها في الزمن القريب الذي مضي إلي غير رجعة‏..‏

وأذكر أن هناك أكثر من محطة مياه بدأت بالفعل تسد الحاجة وبالقطع سوف تختفي تماما مشكلة نقص مياه الشرب‏..‏ وكلنا يذكر أن الرئيس مبارك في زيارته الأخيرة لدمياط والدقهلية قد أطلع علي تفاصيل هذه المحطات التي شرحها أمامه محافظ الدقهلية‏ ..‏ ولحرص الدولة علي مواطنيها وبعد أزمة الخبز الشهيرة التي ضربت بعض البلدان في شرق ووسط الدلتا‏,‏ تكفلت الحكومة بصرف الدقيق وساعدت في بناء الأفران بحيث يصبح الخبز في متناول المواطنين دون طوابير أو لافتات‏..‏

وفي هذا الاطار انشيء فرن للخبز في قرية صغيرة تابعة لمركز شربين اسمها‏(‏ الصبرية‏)‏ وتتبعها مجموعة أخري من القري والبيوتات المنتشرة في الحقول‏..‏ وقرر مجلس مدينة شربين صرف ثمانية أجولة من الدقيق بشكل يومي تنتج ثمانية آلاف وربعمائة رغيف يتم توزيعها للأسف الشديد بشكل عشوائي لا يخلو من غطرسة وجبروت‏..‏ فقرية الصبرية تضم الصبرية ثم عزبة المهندس‏,‏ ثم عزبة الجندي إلي جانب بعض البيوت المبعثرة‏..‏

أما عدد سكان الصبرية بالبيوتات القريبة منها حوالي‏3500‏ نسمة ويبلغ عدد سكان عزبة المهندس‏(‏ وحدها‏)‏ حوالي أربعة آلاف نسمة أما عزبة الجندي فهي حوالي الف ومائتان‏.‏ وإذا اردت أن تعجب فاعجب مما يلي‏:‏ يقوم المسئولون في المجلس المحلي بالموافقة علي صرف ألف رغيف إلي عزبة الجندي‏,‏ وألف رغيف آخر إلي عزبة المهندس بينما تستأثر الصبرية علي ستة آلاف رغيف‏!!‏ والكارثة أن هناك من يهمس بأن عدد سكان الصبرية هو حوالي‏3500‏ نسمة توزع عليهم نسبة ضئيلة من الأرغفة أما الباقي فيذهب إلي مزارع الدواجن‏!!‏

نعم الدقيق الذي تدعمه الدولة ليكون غذاء للمواطنين يذهب في النهاية إلي بطون الدواجن ليكسب منها أصحاب هذه المزارع‏!‏ وهو جرم عظيم لا يقبل به محافظ الدقهلية اللواء سمير سلام الذي يعتبر حارسا للأمانة في شرق الدقهلية والقائم علي ضبط السلوك ومحاربة الفساد والمفسدين‏ ..‏ وكل ما يرجوه أبناء عزبة المهندس الواقعة في ضواحي مركز شربين أن يعاد النظر في حصة العزبة‏..‏ ويتم التوزيع مجددا بحسب عدد السكان‏.‏ وليس بهذه الصورة العشوائية التي يسطو فيها بعض أصحاب المزارع علي قوت الشعب‏!‏

وهي تهمة ـ إذا صحت ـ فلابد من معاقبة كل المتواطئين في مجلس المدينة وفي المجلس المحلي‏..‏ والأغرب هو أن هذا الخطأ‏.‏ بل هذه الخطيئة‏,‏ يدعمها ويقف وراءها أحد أعضاء مجلس الشعب الذي يعاقب عزبة المهندس لأنها كانت تعلن ـ في وقت الانتخابات أنها ستقف مع خصمه وليس معه‏..‏ هذا الخصم الذي حكمت المحكمة مؤخرا بأنه هو صاحب المقعد في مجلس الشعب وليس العضو الحالي الذي يوزع عقابه علي الناس‏!‏

من منطلق تقديرنا للواء سمير سلام وامتناننا البالغ لجهوده نتمني عليه أن يفتح تحقيقا لمعرفة حصة قرية الصبرية وضواحيها البالغة‏8400‏ رغيف أين تذهب ولماذا يتعمدون ظلم قرية المهندس رغم أنها سكانيا تزيد عن نصف عدد سكان قرية الصبرية‏..‏ والغريب أن هناك من يتوعد سكان عزبة المهندس بأنهم إذا استمروا في الشكوي فسوف يحرمون من الحصة الحالية وهي ألف رغيف فقط‏..‏ ..‏ انه اجراء سهل كثيرا للسيد المحافظ لكنه سوف يرفع الظلم عن مواطنين مسالمين يريدون فقط أن يصل الدعم إلي مستحقيه وليس إلي مزارع الدواجن‏!‏

القرية اسمها‏:‏ عزبة المهندس‏,‏ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة‏,‏ تقع في ضاحية مركز شربين‏.‏ والظلم الواقع عليها من قرية الصبرية التي لا تعطيها سوي الفتات وتستأثر هي بستة آلاف رغيف يوميا‏..‏ سكان عزبة المهندس يضعون أملهم في المحافظ اللواء سمير سلام ويثقون في أنه لا يقبل مثل هذا الظلم ولن يتردد لحظة في التحقيق الفوري مع المسئولين في مجلس مدينة شربين‏,‏ والمجلس المحلي بكفر الترعة القديم الذي تتبعه مباشرة الصبرية‏,‏ والمهندس‏..‏

المصدر: جريدة "الأهرام المسائي"، القاهرة، الأربعاء 19 من رمضان 1430هـ، 9 سبتمبر 2009م، العدد (6709).

[عمرو الجندي]

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟