العرب و وسائل الأمن الجنسي


الرجل العربى شديد الغيرة على نسائه.. و هو منذ أيام الجاهلية يلجأ إلى وسائل يحافظ بها على عفة نسائه إن غاب عنهن فى سفر.. أو حتى ليعرف إن كن تمسكن بالعفة أم ضيعنها فى غيابه.. أما النساء فكن يلجئن إلى خرزة وتعويذة سحرية لتمنع المرأة زوجها عن جماع امرأة غيرها, خاصة و أن المغامرات الجنسية كانت شائعة يقبل عليها الرجال و النساء إذا سنحت الفرصة و غاب الرقيب.. حتى أن الشعراء كانوا يخوضون المغامرات الجنسية و لا يخجلون من وصفها فى شعرهم مما دفع " ابن سلام " صاحب كتاب " طبقات الشعراء " إلى القول : " و من شعراء الجاهلية من كان يتعهر و لا يبقى على نفسه و لا يتستر " .. و ذكر من بين هؤلاء " امرؤ القيس " و " الأعشى " .


امرؤ القيس و استعراض العذارى العاريات

امرؤ القيس هو بطل مغامرة " دارة جلجل " .. فقد أتى الشاعر الماجن مجموعة من العذارى و هن عاريات يتتحممن.. فسرق ثيابهن.. و أقسم ألا يعطى واحدة ثيابها حتى تخرج من الماء و هى عارية فتمشى مقبلة و مدبرة ليمتع نفسه الشهوانية بالنظر إلى العري المتحرك.


تباهيه بفعل شائن فى معلقته

ذكر امرؤ القيس فى معلقته أنه جامع صاحبته و هى ترضع طفلها.. فكانت تميل إلى طفلها بنصفها الأعلى ترضعه و نصفها الأسفل تحته لم " يحول ".. و هو عمل شائن و مكروه من العرب حتى أنهم وضعوا فعلاً خاصاً لهذا الفعل الجنسى.. فقالوا : " أغال الرجل الولد و أغيله " أى جامع أمه و هى ترضعه.. و يالها من امرأة مسكينة تلك المرأة فهى موزعة بين شهوة المرأة و حنان الأم.. و كلاهما غريزتان قويتان.


الرتيمة - الرتم - عقدة سحرية تخبر عن عفة الزوجة فى غياب زوجها

هناك ارتباط وثيق بين الجنس و الممارسات السحرية.. و منها " الرتيمة " أو " الرتم " و هى خيط كان يعقده الرجل العربى قبل سفره حول فرع من فروع شجرة " الرتمة " - نوع من الشجر من فصيلة القرنيات له زهر شبيه بالمنثور و بزره كالعدس - و كان يعتقد أنه إذا عاد من سفره فوجد العقدة كما هى فهذا دليل على عفة زوجته.. أما إن وجدها محلولة فقد فجرت فى غيابه.


فيلم " فجر الإسلام " يصور ممارسة عقد الأرتام

فى الفيلم الذى أخرجه صلاح أبو سيف و شارك فيه محمود مرسى و سميحة أيوب قبل أن يسافر بعض رجال القبيلة عقد كل واحد منهم رتماً كعادتهم.. و لكن رجلاً عابث ماجن حل العقد كلها.. و حين عاد الرجال تعالت صرخات النساء على وقع سياط أزواجهن.


حزام العفة للنساء وقفل الإخلاص للرجال

وفى العصر العباسى عصر الترف والإنطلاق الجنسى ظهر حزام العفة و كان يستعمل مع العشيقات.. وقد واتت إحدى العشيقات فكرة صنع " قفل الإخلاص " لمنع عشيقها الذى كان مسافراً من أن يخونها مع امرأة أخرى.. ولكن قفل الإخلاص لم يكتب له الذيوع و الإنتشار كحزام العفة.


أوربا تنقل ابتكارات الأمن الجنسى

وقد شاع حزام العفة فى أوربا فى العصورالوسطى حيث كان الرجال يسافرون لفترات طويلة فى الحروب الصليبية وفى التجارة.. ولكنه لم يكن وسيلة ناجعة لأن العشاق كانوا يلجئون إلى من صنع الحزام ومفتاحه لصنع مفتاح آخر.. وكل شيئ بحسابه.. وهكذا انطبق المثل " سرقوا الصندوق لكن مفتاحه معى " بالإضافة إلى ما كان يسببه الحزام من أمراض للنساء.. وعموماً فالمرأة إن أرادت أن تزنى فلن يمنعها شيئ ولاحتى لو كانت عشيقة عفريت.. فقد وصف كيد النساء فى القرآن الكريم بأنه عظيم بينما وصف كيد الشيطان بأنه ضعيف.. أما قفل الإخلاص فقد أحياه طبيب ألمانى فى العصر الحديث لمنع المراهقين من الإستمناء.و بالطبع فإن الممارسات السحرية والوسائل المادية لم تكن تمنع المرأة العابثة الفاجرة من فعل ما تشاء.. ففى بداية حكايات " ألف ليلة و ليلة " امرأة تستغفل العفريت الذى اختطفها ليلة عرسها و وضعها فى صندوق و احتفظ بها فى قعر البحر.. و لكن كلما أخرجها إلى الشاطئ و راح فى النوم.. جامعت من وجدته من الرجال و أخذت خاتمه.. فأصبح لديها عقد طويل من الخواتم أضافت إليها خاتمى الملك شهريار و أخيه.. كان رجل يدعو دائماً ربي إن كيدهن عظيم فاكفنا شرظلم السلطان و كيد النسوان.