آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 42

الموضوع: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

  1. #1
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    هل يحتاج إلى شرح أو توضيح أو بيان؟!

    الجمعية ستجتث من على وجه الأرض الجلبي وكل من شارك في هذا القانون الحقير أو تورط فيه أو أيده!

    تحية من رئيس الهيئة العربية لاجتثاث الخوف


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  2. #2
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حياك الله اخي عامر ..
    الاجتثاث فعل متخلف واجرامي اقدمت عليه قوى ظلامية متخلفه تحرسها وتحميها اميركا الغازية المحتله
    اميركا التي داست على قوانين وشرائع الارض والسماء
    اميركا التي داست على كل البشرية لتحقق الذات اليهودية الصهيونية وملحقاتها
    البعث روح عربية مسلمة غير قابلة للاجتثاث ....البعث حركة الامة نحو الصيرورة الجديدة بلا جهل بلا فقر بلا تجزئة بلا احتلال بلا اغتصاب
    البعث حمل ثورة الامة ..فدخلت اميركا بكل انجازها التكنولوجي لتذبحه ...غير انه ذبح اميركا باذن الله وقوض برنامجها
    وبانتظار مداخلات اهل واتا الكرام لندخل في كل التفاصيل ...بصدق الاخوة وشرف الرجال
    نقول ...شكرا لرئيس الجمعية الذي يسلط الاضواء على محنها


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية فاطمة باوزير
    تاريخ التسجيل
    18/02/2009
    المشاركات
    778
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    نحن مع البعث ومع كل القوى التي تقاتل وتجاهد المحتل في العراق..
    أما تلك التي تدعي مجاهدة الأمريكان وهي راس الطائفية في العراق ,فقد فقدوا مصداقيتهم في نظرنا, أو بالأصح لامصداقيــــــــة لهم من الأساس ..
    ويتبعهم في ذلك كل من دخل العملية السياسية والمحتل جاثم على أرض العراق ..
    تحيـــــــــــة لكل من يقاتل المحتل الأمريكي والإيراني ..

    عشت إيماني وحبي أمميـــــــــــا
    ومسيري فوق دربي عربيــــــــــا
    وسيبقى نبض قلبي يمنيـــــــــــــا
    لن ترى الدنيا على أرضي وصيــا

  4. #4
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية أمير البياتي
    تاريخ التسجيل
    28/10/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    123
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    تكمن قوة البعث في أصالته وعمق جذوره المرتبطة إرتباطاً وثيقاً بتراث الأمة ولغة الأمة والأهم بدين الأمة- الإسلام. ومن هنا جاءت إستقلالية الأفكار والتطبيقات البعثية ومن هنا جاءت روح المطاولة والتفرد لدى المناضلين البعثيين الأصلاء، ومن هنا أيضاً جاء إستعصاء البعث على الإجتثاث!
    لو لم يكن البعث عظيماً، ولو لم يكن البعث قوياً لما جلبت أمريكا- بلد الشر الأول في العالم- كل قضّها وقضيضها وكل أتباع الشيطان من أعوان وعملاء لتسقط نظام البعث في العراق ولتحاول- خسأت- إجتثاث الفكر البعثي والقضاء عليه،،، وقد أخطأوا في الحساب

    فهاهي قواها تخور يوماً بعد آخر؛نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وهاهم أعوانها يتخلون عنها واحداً بعد الآخر؛نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وهاهم عملاؤها يتساقطون خبيثاً فاسداً بعد آخر...:embarassed:

    وأقترب الوعد الحق ويوم الحساب أقرب مما يتصورون
    والله ناصر المؤمنين

    التعديل الأخير تم بواسطة أمير البياتي ; 24/09/2009 الساعة 01:19 PM

  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    19/06/2009
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    بسم الله الرحمن الرحيم


    نسمع من حين لاخر (من البعض ممن يعتبر نفسه وطنيا وداعما لعملية تحرير العراق) شيطنة لحزب البعث العربي الاشتراكي من خلال تشويه صورة هذا الحزب او من خلال التشكيك بمقاومته المسلحة الباسلة , او من خلال التشكيك برموزه القيادية المنضوية لفصائل المقاومة العراقية الباسلة, وبعد مرور سبع سنوات على احتلال العراق مازال هناك من يسقط بالبعث ومن يحاول اجتثاثه, واول هؤلاء الاحتلال واذنابه فبرغم الملايين التي صرفت على ماكنة المحتل الاعلامية من أموال ووسائل , ورغم استخدامه لأبشع عمليات البطش والإرهاب بحق عوائل واسر البعثيين بهدف القضاء عليهم أو ثنيهم عن المقاومة والاستسلام , إلا أن كل ذلك قد فشل وصمد البعث ومازال قلعة قوية بوجه من يريد باجتثاثه اجتثاث العروبة.



    فأذا كانت دوافع المحتل وعملاؤه من موضوعة اجتثاث البعث مفهومة وليست مستغربة, فبماذا نفسر دوافع البعض ممن يدعي الوطنية وايمانه بان العراق محتل ولا سبيل لتحريره الا بالمقاومة المسلحة للانجرار وراء الماكنة الاعلامية للمحتل ومحاولة تشويه صورة البعث و تاريخ و منجزات البعث؟ لماذا يعمد هؤلاء (مدعوا الوطنية) الى التشكيك بالبعث وبمقاومته الباسلة ضد المحتل لتحرير العراق؟ كيف يمكننا ان نجمع بين مبدأ الوطنية والوقوف ضد المحتل وبين مبدا التشكيك بحزب اعطى مئات الالاف من الشهداء في سبيل اخراج المحتل وتحرير الوطن؟ ماهي مصلحة اولئك اللذين يريدون ان يشيطنوا حزب البعث العربي الاشتراكي لقطر العراق من الوطنيين ومن مؤيدي المقاومة العراقية الباسلة؟ الا يعتبر موقفهم هذا من حزب البعث تمهيد عملي وفعلي لمحاولة تفعيل قانون اجتثاث البعث؟.

    ان شيطنة البعث ليس مجرد قانون اصدره المحتل واعوانه للقضاء على البعث فكريا او عمليا انما تعتبر احدى محاولات العدو لتشويه صورة البعث, كي لا يرى العالم راية للعرب مرتفعة, كي يفشلوا اهداف الحزب وينهون وجوده على ساحة النضال العربية, وللاسف نرى ان هؤلاء البعض (من مدعي الوطنية) لم ينتبهوا الى خطورة ما اقدموا عليه وباتوا يقفون صفا واحدا مع المحتل من ناحية تشويه وتسقيط لحزب البعث وللبعثيين, لان قانون اجتثاث البعث قد فشل بل قد ولد فاشلا والاحتلال وعملاءه باتوا متيقنين من فشلهم واصبحوا يشعرون باليأس تجاه محاولاتهم بمحو البعث من الخارطة السياسية للامة العربية, فيأتي هؤلاء البعض من (مدعي الوطنية) ليعطوا دفعة او حجة ليستمر الاحتلال وعملاؤه بمشروعهم الفاشل.

    نقول لهؤلاء البعض من (مدعي الوطنية):

    ان حزب البعث لم ينشأ بقرار من هذا او ذاك كي ينتهي بقرار , تعلمون علم اليقين ان الاحتلال بجبروته وبعملائه فشل في تحقيق ذلك, فالبعث تشرف بمنازلة اعتى واشرس قوة بالعالم واستطاع ان يذيق قوى الشر هذه مرارة الهزيمة واستطاع ان يفشل خطط قوى الشر في ارضنا العربية, بل وفي العالم اجمع, هذا الحزب الذي رفض ومازال يرفض جميع المشاريع الاستسلامية المتمثلة باتفاقيات التسوية والاستسلام بدءا من الكيان الصهيوني والى باقي مشاريع الذل والعار والتي ادت الى التفريط بحقوق الامة.

    ان حزب البعث العربي الاشتراكي ما زال مصرا على مواصلة النضال ودعم المقاومة في فلسطين وهذا ما اغاظ العدو الصهيوني والمحتل الامريكي بعدما احتلوا العراق وتوهموا خائبين بنجاح مخططاتهم للقضاء على الحزب...ها انتم ترون كيف بات العالم ينظر الى امريكا وكيف ان البعث استطاع ان يكشف للعالم حقيقة ونوايا قوى الشر , فباعترافكم انتم قبل غيركم فأن الفعل الحقيقي للمقاومة العراقية الباسلة بدأ من اليوم الاول لاحتلال بغداد, ودعوني اعيد الى ذاكرتكم الايام الاولى للاحتلال ومشاركة الشهيد صدام حسين الفعلية بأولى عمليات المقاومة ضد العدو, ففي صبيحة التاسع من نيسان 2003 كان الرئيس الشهيد الرفيق صدام حسين رحمه الله عند بوابة جامع ام الطبول مع بعض من رفاقه ومنهم الشهيد الرفيق طه ياسين رمضان وابنه الشهيد قصي صدام حسين ووزير الدفاع البطل سلطان هاشم وتوجه بعد ذلك نحو الاعظمية ومر على مقهى النعمان الشعبي, تحدث الى صاحبها وترك منطقة رأس الحوش واتجه الى الساحة المقابلة الى الامام ابي حنيفة فتجمع اهالي المنطقة ورحبوا بالرئيس الشهيد ورأيتم ان الرئيس الشهيد تحدث الى الاهالي وهو واقف على ظهر احدى المركبات استمع الى شعبه وخاطبهم ومن بين توجيهاته اليهم كانت ..( دافعوا عن بلدكم .. لا تدافعوا عن صدام حسين .. هذا بلدكم .. العراق يتعرض الى احتلال ..) وتم بث هذا الشريط عبر القنوات الفضائية وشاهدها العالم اجمع .

    في مساء اليوم الثاني بدات معركة القائد ومعارك الحزب في العراق باسلوب جديد وواقع جديد وولدت المقاومة العراقية الوطنية فتحول القائد الشهيد من الموقع الرئاسي الى المقاتل الاول ودارت المعركة الاولى للمقاومة العراقية بقيادة الشهيد المقاتل صدام حسين في الاعظمية وشارك فيها بعض من افراد الحماية وبعض من المتطوعين العرب وبعض من فدائيي صدام وبعض من الرفاق البعثيين.

    هكذا بدأت اولى معارك المقاومة العراقية الباسلة والتي كانت قد خططت لها القيادة الشرعية بقيادة الشهيد صدام حسين منذ عام 1990 - 1991 ووفر لها كل المستلزمات المادية والميدانية وها انتم ترون و تلمسون فعل المقاومة العراقية في ارض المعركة وما فصائل الجهاد والتحرير التي انضوى تحت لوائها فصائل المقاومة الا احدى هذه الثمرات التي جاءت من تخطيط وقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي.

    قسم من هؤلاء الوطنيين!!! يدعون بان الحزب يحارب من اجل استعادة سلطة مفقودة, لهؤلاء نقول ارجعوا الى المنهاج السياسي للمقاومة العراقية والذي صدر بتاريخ 9ايلول 2003

    http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/

    arabic/0404/majls_watani_010404.htm

    واقرأوه جيدا وستعرفون لماذا وكيف تحول حزب البعث من قيادة العراق الى حركة مسلحة تقاوم الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي.

    لو كان حزب البعث يحارب من اجل سلطة مفقودة كما تدعون لكان الشهيد صدام حسين قد تنازل للمحتل الامريكي اثناء فترة اسره ولما كان قد تم الاغتيال, لو كان البعث يبحث عن سلطة مفقودة لما كانت امريكا اصلا ستغزو العراق لان القيادة الوطنية البعثية الشرعية لكانت قد استجابت لمطالب المحتل وكانت قد انبطحت له من اجل السلطة المفقودة التي تدعون, لو كان البعث يحارب من اجل سلطة مفقودة لكان قد لحق بركب الانظمة الرسمية العربية الخائنة ولكان قد وقع على اتفاقية للذل والخيانة كاتفاقية كامب ديفيد واتفاقية وادي عربة المذلتين.

    ان حزب البعث يقود الان عدة فصائل مقاتلة منتشرة في جميع انحاء العراق ولله الحمد واستطاع ان يعيد تنظيمه من جديد واعترف به حتى العدو الامريكي بكونه اقوى و اوسع تنظيم سياسي و شعبي في العراق, وقد واجه رجال البعث الشجعان هذه الهجمة الباغية بكل بسالة وهمة واقتدار ونجحوا في احتواء النتائج السلبية لعمليات القتل والاغتيال التي ما زالت موجهة ضد البعثيين برغم استشهاد اكثر من 150الف بعثي.

    فليجاوبني احد من هؤلاء (المدعين بالوطنية) من اللذين يشككون بالبعث ويعطيني مثال لحزب عراقي قاوم الاحتلال واعطى من الشهداء ما اعطاه البعث, او فليسمي لي حزب غير حزب البعث اغلب رموز قياداته من الخط الاول قد وقعت في الاسر او استشهدت, وان لم يستطع فالسكوت بهذه الحالة افضل له, فلا يوجه طعنة في ظهر البعث وهو يقف معه بنفس الوقت بخندق واحد في مواجهة المحتل, وان كان له عتب او نقد او شئ من هذا القبيل على حزب البعث فليؤجل هذا الى ما بعد التحرير لان الاولوية الان هي لمقاومة المحتل وتحرير العراق.

    اخيرا ليكون بمعلوم هؤلاء ( المدعين بالوطنية) المشككين بحزب البعث:

    ان البعث والبعثيين ماضون في طريق النضال وطريق الجهاد جنبا الى جنب مع بقية الفصائل والقوى المناهضة للاحتلال حتى تحرير العراق كل العراق وطرد المحتل ومحاكمة الخونة والعملاء من اللذين قدموا وراء الدبابة الامريكية, وكنس جميع افرازات الاحتلال النتنة والبدء بمرحلة جديدة مرحلة اعادة بناء الانسان العراقي من جديد و بناء العراق العربي الواحد الموحد.


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ا.د.عبد الكاظم العبودي
    تاريخ التسجيل
    03/02/2009
    المشاركات
    50
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    اكرر تحياتي للاخ عامر العظم
    واحييك على فتح ملف الاجتثاثات التي فاقت الممارسات الفاشية والنازية والمكارثية وكل مايشبهها من نزعات الجريمة السياسية.
    تقبل مع رسالتي هذه اعادة نشر مقالتي التي عالجت بها هذا الموضوع واثار حفيظة الطائفيين وعملائهم وصلت بهم الهستيريا وضع اسمي واسم الاستاذ كاظم عبد الحسين عباس في قائمة المحكومين بالابادة والموت ووصلت تهديداتهم الى الاعلان في الصحف والمواقع الالكترونية والابواق الطائفية. اترك لكم المقالة تفصح عن موقفي مع التقدير.


    http://www.iraq4allnews.dk/index.php...rticle&id=1614


    المصدر :
    الكاتب : د. عبد الكاظم العبودي


    ...الاستبداد الثيوقراطي في العراق
    من إجتثاث البعث الى اجتثاث الشعب

    د. عبد الكاظم العبودي

    لا يختلف اثنان بأن فترة الاحتلال الامريكي للعراق سوف توصم بأنها من أكثر الفترات الدموية في تاريخ العراق، ادخلت المجتمع العراقي في نمط غير عادي من العلاقات التي أخرجت جملة من التناقضات إلى السطح بشكل عفوي أوتحت ضغط الافعال وردودها الأعنف.
    إن انهيار الدولة الوطنية، كناظم للعلاقات الداخلية، مكن أدوات الاحتلال من إشاعة ثقافة الخوف والترهيب الجماعي بشكل غير مسبوق، وغير معهود. وان الصراعات التي أوقد نارها المحتلون بتكليف تنفيذي موكل لمجموعات من عملائه المجندين لمهمة تصفية حساباتها داخل مجتمعاتها الصغيرة بصور وأساليب كانت تميل إلى حسم التناقضات خارج أطر الرقابة للدولة التي فقدت مركزيتها لحساب الأطراف والكتل الصغيرة التي اندفعت أولا نحو محو الدولة الوطنية وهيئاتها ، ومن ثم انزلقت نحو العديد من المجابهات العرقية والطائفية الواسعة النطاق.
    وفي خضم تلك المواجهات نما ميل جمعي لتلك الجماعات المنفلتة إلى التمرد على القانون، المشطوب أصلا، فسعت إلى تقنين قوانينها الخاصة بها، مشكلة لها أطر اجتماعية وسياسية وثقافية متعددة، واندفع في مقدمة صفوفها عدد من رجال الدين الشبان وخلفهم شيوخهم اللاعبين من خلف الستار دور المحرك الدافع بحماسة لمنح مهمات تنفيذ القتل والتنكيل، بصيغة التزكية والمباركة وكأنهم يمنحون وصفات التكليف بالواجب الشرعي أو ألديني.
    وبذلك الدعم المعنوي وجدت تلك المجموعات المنفلتة من يحلل لها أفعالها ويباركها؛ مما دفعها الى التطاول على عدد من المحرمات الوطنية الاجتماعية ممثلة بالقيم السائدة والمتعارف عليها في العراق، ولتجتاز العوائق والمحرمات التي يمكن أن تحول دون تنفيذ الكثير من مظاهر القمع المنفلت . إن تلك الافعال أرادت أن تتجاوز ماأصطلح عليه شعبيا واجتماعيا[ كمقولة الظلم للابرياء الحرام، والعيب من السلوكيات الشائنة والمخلة بالاعراف، التقاعس عن نجدة المظلوم وعدم حماية الاعزل واحترام الكبير والرأفة بالخصم بفروسية المقتدر العافي... اضافة الى خصال عديدة عرفتها الشبيبة العراقية التي تربت في ظل قيم ألشهامة الشهامة والمروءة... واستنكار المعاصي... الخ].
    لقد ترشحت في خضم تلك الاندفاعات الطائشة جماعات منفلتة وجدت ضالتها في تنفيذ التصفيات الدموية مقابل المال أو الحصول على المناصب والرتب في مسؤوليات الدولة الجديدة. لذا استعدت هذه القوى لتنفيذ توجيهات مسؤوليها ولتحمل تبعات أفعالها المنفلتة والشائنة، وما ينفذ بواسطتها من افعال اتسمت بخسة العمل الاجرامي وقذارته الفضيعة.
    ان تفاعلات "مبدأ الصدمة والترويع" الذي بشرت به ماكنة الحرب الاعلامية الامريكية بقصد الترهيب للمقاومين المحتملين للإحتلال، وجدت لها طرائق عدة للتنفيذ وألتفنن ببشاعة في إعتماد طرق التصفيات للخصوم والتي أفضت إلى أكثر من حالة مرعبة، قد توصف بالصدمة الاجتماعية الاولى التي يتوقع أن تتلوها صدمات ارتدادية أخرى سنشهدها الواحدة تلو الاخرى.
    ربما تسود في بعض الاذهان، انه يمكن اختزال الخطاب الديني والاصولي السائد على المنابر في العراق والقول عنه: على انه جزء من خطاب اسلامي شمولي عام يعبر عن حقائق ورؤى عند اصحابه لأغراض التنفيذ لا التنبيه. وحسب ذهنية البعض، فان عقيدة العنف المطلوب ترويجها تقدمت على جوهر الخطاب لتكون واحدة من مظاهر الانتقام والتنكيل الشرس بالخصوم تم التعبير عنها عبر مراسيم طقوسية تستهدف إعادة تكييف وتأقلم أية جماعة أو طائفة إعتقدت أنها مقهورة ومضطهدة دون غيرها.
    ذلك الخطاب وممارساته على الارض وظفه الاعلام الامريكي وتوابعه بإنتقائية مدروسة لتصوير أوضاع الفئة الضحية المنتقاة في الاخبار والتعليقات وكأنها إستهدفت لأسباب غير سياسية من قبل الحكم السابق. ويذهب الاعلام والمنابر المشاركة في حملة التعبئة تلك الى تهويل الاخبار والممارسات لتضخيم مبررات اضطهادها الموسومة بالطائفية الضيقة والجهوية، فحملها مثل هذا الشحن المتضاغط مزيدا من الشعور بالغبن واليأس من روح المواطنة والانتماء للبلد تذكي تلك الحالة من النكوص المحبط جملة من الرواسب الثقافية العميقة الجذور في المحيط الاجتماعي .
    كما أن الممارس من أشكال ذلك الحراك والسلوك السياسي والاعلامي المرتبط بجهد تعبوي وتنظيمي مبذول بحبكة ودراية وتخطيط وسط شبيبة تائهة ويائسة تعيش وسط فئات إجتماعية واسعة مهمشة لا يمكن تجاهله عند دراسة الظاهرة وما قبلها ولما ستؤول اليه من نتائج وخيمة .
    وإن ذلك كله، سيتضاعف في تأثيراته في ظل هيمنة وإستمرار مثل ذلك الخطاب الديني والسياسي والذي مكن أصحابه من سرعة تجنيد الاشخاص المطلوبين ودفع العديد من الفئات المستعدة للانخراط في تنفيذ المهام المطلوب انجازها. كما مكن أيضا من قدرات التأثير وألتحكم والقيادة والتعبئة والتسلط على مصير قطاعات واسعة من تلك الفئات.
    قد يبدو للبعض إن ما يجري في العراق محدد ظرفيا بحملة عقائدية أو سياسية لإضعاف البعث أو المقاومة العراقية، لكن الوقت جرى متسارعا في تراكم معدلات الابادة التي طالت فئات عراقية أخرى، منها خارج البعث ومنها خارج تنظيمات المقاومة. لكن الملاحظ أيضا إن قادة الحملة نجحوا في عمليات غسل عدد لا يستهان من الأدمغة، وخاصة في الاستحواذ على الدهماء والبسطاء، بهدف تهيئتهم بالسرعة المطلوبة لتنفيذ المهام المطلوبة، ولتحويل كثير من عناصرهم من وضع الضحية الى حالة الجلاد.
    إن ذاكرة الأفراد المشحونة بصور المظلومية التاريخية صارت تزود الحشود بما يلزم من طاقات الصدام المرتقب، تدفعها يوميا وهي متخيلة معاركها بدء من ارتداء أزياء الماضي في ركح المشهد التأريخي الغابر فتدفعها الى التسلح بدل الحراب والعصي والمدي الى إمتلاك الرشاشات والقاذفات ووسائل الاتصال والسيارات لتستعد هذه الحشود لاعادة تمثيل المشهد السابق بالرصاص والقنابل، وبصورة معكوسة تماما، فالضحية تقمصت دور الجلاد وأسقطت على نفسها مهمة تنفيذ القصاص بالآخرين ولو من منظور رمزي في ذهن أصحابه أو متجسد في الافتكاك بعينة او ضحية مستلبة يراد الفتك بها.
    إن سيادة روح اللامبالاة أرادت ان تقول لنا : "إنها مجرد موجة من موجات القمع الذي إعتاد العراقيون على تحملها" ويرى فيها البعض "إنها ستفضي إلى لا شئ"، متناسين أن سعة الذاكرة الدموية لن تنسى في مدى زمني قصير، أو خلال مرحلة محددة زمنيا، وإن تداعياتها متداخلة التعقيد. إذن لا بد من الانتباه إليها مبكرا لوقف دولاب الدم من الاستمرار في دورانه العبثي الاستبدادي ومنعه من إعادة دوراته بأشكال واتجاهات اخرى قادمة إن لم يوقف بحزم.
    هل كانت تلك الحملات الاستبدادية المعلن عنها في العراق تتطابق مع المسميات المتداولة إعلاميا وسياسيا وهي المحددة بأهداف اجتماعية وسياسية واضحة في أذهان أصحابها. ربما يحاول البعض أن يضعها في خانات من مجموعة "الاحداث المتفرقة" أو المنعزلة طالما أن الإعلام قد عالجها وتناولها بشكل مجتزأ ومتفرق؛ بل وانتقائي مقيت، من دون التركيز على الذهنية الموحدة لمنفذيها ومراميهم على المدى القريب والبعيد رغم اختلاف مشاربهم السياسية أو الاجتماعية.
    ربما يميل البعض إلى تعليق الأحداث ووضعها على مشجب الإرث ألتأريخي للقمع الذي عالج به العراقيون صراعاتهم السياسية التي مرت على العراق الحديث. وما سنرثه غدا من الصور المأساوية المضافة يراد له أن يكون شيئا غامضا ومنعزلا ومبهما ومعزولا عما يجري حوله. ان الذاكرة تجاوزت حدود الخزن لصور المأساة العراقية ، ومن الصعب أن نطلب من العقل المؤرق بمأساة العراق أن يكتفي بحفظ جزء من أرقام البؤس والموت والاضطهاد والجوع والمرض والتشرد والهجرة التي يدفعها شعبنا ثمنا من أجل البقاء لا غير ويهرب من مواجهتها ودراستها.
    وانه من الغرابة أن يدعونا البعض إلى السكوت عن خصائص تلك الفئات المتورطة بدفع الرحى بأقصى سرعة لتدفع باللحم المثروم والمطلوب تناثره عبر الاشلاء في صحن الحدث اليومي ويدفعنا الى حالة من الحياد المستلب وللفرجة وحتى البلادة أمام مقامات أؤلئك الورثة من السفاكين الجدد ممن قبلوا ان يأخذوا على عاتقهم مهمة محاكم التفيش الثيوقراطي الجديدة والنبش في الذاكرة المدماة و يجمعون محصلات حصاد المليشيات والانتقاء المقصود للمفردات التي توصم خصومهم بالكفر والخروج عن الملل ويعبثون وفق الخيار الشعوبي بالاساءة الى الميراث الحضاري العربي والاسلاامي في العراق، ووصمه فقط من خلال صفحة او صفحتين من صفائح التاريخ ووصمه بذلك الوجه الدموي الكالح السواد.
    هم ذهبوا بعيدا في استغفال العوام ويبررون للمشهد الدامي فضائعه وأهواله. وطرف آخر منهم، يبقون ساكتين إزاء استفحاله بصور ودرجات تعدت المنطق المقبول للتبرير أو السكوت أو التنظير عن حالات المظلومية التأريخية لأهل البيت ثم يضيفون إحتواء لا حق لهم فيه بالحديث عن مظلومية أنصار أهل البيت وكأن أهل البيت ملحقا وجزء من إقطاعهم السياسي والفكري، من دون بقية طوائف المسلمين الاخرى.
    بدأ العنف الدموي المعاصر في العراق بالحديث عن "المظلومية" وعن الاستبداد، ووصف الحكم المطلقن والاستئثار بالسلطة، وسيادة الطغيان الفردي أوالحزبي، والإفراط في الفردية الحاكمة، والتسلط ، والاعتساف في استخدام السلطة،... وغيرها من مسميات الاستبداد ومصطلحاته السياسية المتداولة عبر كل العهود. وكل هذه المسميات ووقائعها بما فيها "المظلومية" عانى منها كل العراقيين من أهل بيت العراق.
    ومن المفارقة أن يتحول دعاة "المظلومية" بأنفسهم الى جلادين جدد وهم يتسامرون في قبو القمع الاحتلالي مشاركين في مخططات التصفية لمجتمعاتهم، فيجمعون بشكل إستئثاري كل تلك المواصفات التي قمعتهم، والتي نعتوها يوما بالمظالم البعثية ليشكلوا منها مصطلحا جديدا علق لافتته الاولى بإمتياز ذلك الليبرالي العائد المدعو احمد الجلبي، خلف دبابة أمريكية الى العراق في التاسع من نيسان/أفريل 2003 . عاد من منافي اوربا الديمقراطية بعد ان عاش في رغدها الثقافي والحضاري والمالي ليستأثر وحده بواجهة المشهد العراقي، في أولى لحظات الاحتلال متوجها نحو القصور الرئاسية الجمهورية لاستلام السلطة التي خطط ورهطه لإسقاطها. عاد الجلبي الى بغداد تسبقه دبابات الاحتلال الى ساحة الفردوس والمرتزقة الذين مثلوا دور الكومبارس للمشهد الهوليودي المطلوب عرضه تمهيدا للاعلان عن سقوط بغداد الرشيد.
    لم يجد الجلبي في خراب العراق لا الدولة ولا المجتمع؛ ولا البلاد المطلوب حكمها ديمقراطيا. فموجة الحواسم نهبت البلاد ممهدة للموجات التالية. وأضحت البلاد، غداة الاحتلال مجمعا للكيانات التي ظهرت وانتشرت كالفطريات الغازية فوق رغيف الخبز الرطب المتروكة في الظلام لتمتد خيوطها نحو كل وسط ومحيط من حولها.
    وهذا الدكتور الجلبي، الديمقراطي حد النخاع، عاد من "اوربا الديمقراطية"ن الليبرالية، تحرسه أول مليشيا يعلن عنه رسميا في العراق الجديد. عاد ولم تأتي في ذهنه أو تتراود في أفكاره أية خطط لـ "لعراق الدينقراطي الجديد". اعطى لنفسه مهمة نبش الصورة الابشع لما ورثته أوربا الثلاثينيات والاربعينيات من صراع دام بين اجنحة مجتمعاتها، في معسكريها: الديمقراطية من جهة والفاشية والشيوعية من جهة أخرى.
    كلا الجهتين المنتصرتين غداة الحرب في 8 ماي 1945، أي الديمقراطية في أوربا الغربية والشيوعية في أوربا الشرقية، مارستا بعد انتصارهما العسكري على الدولة الالمانية إستئثرتا بالحكم بمساعدة العسكريين اللذين كونا حلفيهما، الناتو في الغرب الاوربي، ووارشو في الشرق الاوربي، وكلتاهما رفعتا شعار " الاجتثاث" في وجه خصومهما بدلا من الشروع في الاصلاح السياسي لبلدانها التي خرجت من جحيم الحرب وهي مدمرة ومفككة . لكنها شرعت في طرح مواصفات سلطاتها الجديدة محروسة بالدبابات العائدة من جبهات الحرب. ووقعت بعضها في عدد من الممارسات الخاطئة التي اتسمت في العديد من الحالات بـ "الاستبعاد للغير "أو ممارسة " التطهير" لخصوم الامس من السياسيين من بعض المواقع، ولكن في جميع الحالات لم تتطور تلك الحملات الى مستوى الاجتثاث او الاقتصاص من الحياة.
    ومهما كانت الحملات الاعلامية المؤدلجة ظلت اوربا الديمقراطية في منأى من روح الانتقام والثأر الشخصي، ولم تتفاعل في ثنايا التنفيذ لمثل تلك الحملات الشبيهة في أوج تصاعدها حتى مع تلك ألافكار إلاجتثاثية التي سبقت و دعت إليها الحملة المكارثية في الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن الماضي وصفها الفكر الحر الغربي انها كانت حملة حاقدة موتورة هزت مصداقية الفكر الديمقراطي في الولايات المتحدة واستهدفت بها ألمكارثية الى إستبعاد أفكار اليسار الديمقراطي الامريكي ومنعه من الوصول الى الادارة والسلطة. لفقت الحملة المكارثية تهما جاهزة ومفبركة شملت مئات المثقفين والفنانين والعلماء بتهمة الخطر الشيوعي المتصاعد في الولايات المتحدة.
    والمكارثية الامريكية، وحتى النازية الالمانية، والفاشية الايطالية، لم تتحول في أسوء أطوارها الى موجة شاملة ضد الانسان وحقه في الحياة واستهدفت سحقه باعتباره هدفا للتصفية بحد ذاته. صحيح ان تلك الحملات السوداء إتسمت جميعها بصفات من القمع النسبي لخصومها ولكنها واجهت الادانة في كل مكان من العالم شعبيا وانسانيا طالما ان أغلب القوى الديمقراطية الصاعدة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية خرجت بمنظومة من القيم الانسانية تمجد الحياة و تعتبر الانسان هو القيمة العظمى للوجود واحترمت ألمثل والافكار والعقائد لشعوبها من دون تمييز.
    ان الموروث الديمقراطي الاوربي سجل ايضا ان أية موجة من موجات القمع التي مورست ضد أي تيار سياسي من الشعب، حتى تلك التنظيمات من بقايا النازية والفاشية والفرانكوية، قابلتها تلك الشعوب وقواها السياسية المتحضرة بالادانة والرفض واعتبرتها من ممارسات القرون الوسطى وبقايا القمع الكنسي والديني التي شهدته اوربا.
    وهكذا تعلم الديمقراطيون الاوربيون إولى الدروس الاساسية لضمان حقوق الانسان من خلال تطبيق النظم الديمقراطي. فبدأت أولا بمصارحة الشعب بالحقائق ووفرت وثائق وهيئات وطنية عادلة غير منحازة لادانة الاجرام والمجرمين او الطغاة. تم ذلك من خلال العدالة المستقلة. وبعد ان تمكنت من عزل خصومها وفضحهم أخلاقيا وسياسيا ذهبت واحتكمت الى الصندوق الانتخابي وتركت للشعب إختيار قادته وحاكميه، وبذلك ابتعدت كليا عن التفكير بالقمع أوالانتقام بطريقة مازوشية ومرضية تسئ الى سمعتها وتطورها الثقافي والحضاري .
    إن اطرافا وتيارات عديدة في أوربا ممن كانت تعارض حكم الانظمة الشمولية في بلدانها عادت الى بلدانها بعد الحرب او الازمات او الانقلابات وهي تحمل مسبقا افكار الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لتطوير شعوبها، ونئت في ممارساتها من أن تفكر بمخططات الانتقام والابادة والاقصاء لأية مجموعة سياسية في مجتمعاتها.
    ولم تساور نفسها بمجرد التفكير باحتقار عوام الناس في بلدانها أو وصم شعوبها بالتخلف مثلا. ولم تذهب في تفكيرها الى تكفير أحد أو حتى توجيه اللوم لمجتمعاتها. ولم تطرح لوما او نقدا لتلك الشعوب وتفهمت كل ظرف سياسي. فلم تحضر قوائم الجرد والاحصاء بأسماء مواطنيها لاغراض الاقصاء والعزل والايذاء المقصود ، لكل من كان، في نظرهم، يوما منحازا أومضللا او مندفعا نحو تأييد الحاكم او حزبه ، فغي الوقت الذي شهدت به بلدان اوربية عديدة أنماط من الاستبداد الشرقي وصلت إلى تأليه الحاكم، أ وعبادة الشخصية، وكثير من الجماهير جرفتها المشاعر القومية وشعاراتها لتعلن تأييدها يوما الى هتلر أو موسولوليني أو فرانكو أو ستالين.
    ويبدو ان كل هذا كان معروفا لكل مثقف أو متعلم، ولكل من عاش أو أقام أو درس في أوربا والغرب، لكن مسار الاحداث تطلب منا إستثناء عدد من الدكاترة العائدين الى العراق بعد إحتلاله من أمثال: احمد الجلبي وموفق الربيعي وليث كبة والجعفري... وما أكثر إمثالهم، في مجلس الحكم وبعده. لم يحمل هؤلاء اية صورة من تلك الصور الايجابية التي حلت بها أوربا كل مشاكل إرثها السياسي، وصراعاتها الاجتماعية السابقة التي سادت في فترة ما بين الحربين العالميتين أو ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي وانهيار واختفاء الانظمة الشيوعية كلها. كل الحكام والقوى السياسية الجديدة تعاملت مع أبنائها بشكل ضمن المساواة للجميع واتاحة الفرصة لكل مواطن من دون تمييز عرقي أو ديني أو سياسي . ولم نسمع أن سيق الناس الى المجازر أو المحاكم لاسباب تعود الى إرتباطهم مع ماض سياسي معين عملهم ونشاطهم في دواليب حكم الانظمة البائدة.
    حتى الفاشية، التي نعتها إعلام الحلفاء بالدموية، لم تكن صورتها في أوربا بمثل ذلك التضخيم الإعلامي الذي نتصوره عن بعد، ما عدا إستمرار حملات المنظمات الصهيونية واليهودية الشرسة على عهد ألمانيا الهتلرية؛ لاستدرار العطف الاوربي وللحصول على التعويضات المالية، ولتعميق عقدة الذنب عند الأوربيين، ولضمان دعم بقاء وأمن إسرائيل.
    ان النازية الالمانية، وبدرجة أقل الفاشية الأيطالية، وكما صورهما الاعلام الغربي المنتصر بعد الحرب، بالبشاعة والغطرسة والاجرام، كان يراد به منع الغرب المنتصر عسكريا من انبعاث التوجهات القومية لدى بعض الامم التي هزمت مثل ايطاليا وألمانيا،لأن قطاعات واسعة من جماهير تلك البلدان تعلقت بتلك الاحزاب، في فترة ما بين الحربين، وكان الخوف من انبعاثها من جديد. ومع هذا تم تجاهل حالة استمرار الجنرال فرانكو في حكم اسبانيا، رغم انه كان الحاكم الوحيد من حلفاء هتلر ممن ظل ماسكا لزمام السلطة في اسبانيا حتى وفاته.
    لم يحدث الاجتثاث في أوربا الديمقراطية ضد الخصوم السياسيين رغم استمرار ماكنة الدعاية الديمقراطية في أوربا الغربية والشيوعية في أوربا الشرقية على إذكاء روح النقد والتشهير برموز النازية والفاشية. ورغم استمرار المعسكر الغربي والشرقي في حملاتهما الاعلامية والفكرية بهدف تسويد صورة الهتلرية والنازية ونعتها برسم ولون واحد هو الدم والحديد فقط الا ان تلك المجتمعات وقادتها تعايشوا مع كثير من الحالات بانبعاث احزاب ومجموعات سياسية سمت نفسها بالنازيين الجدد او الفاشيين الجدد فلم تتعامل سلطات تلك البلدان بروح من التطير وردود الفعل القمعية او الشرسة واكتفت بتطبيق القوانين التي تعالج تلك الحالات.
    في صورة وحيدة الجانب يبدو انها رسمت بشكل متطرف في الاذهان عن الفاشية، وبعدها الستالينية الشيوعية، عاد بها المنفيون من بعض السياسيين فاراد بها خصوم البعث فرصة لتصفية حساباتهم، لا مع البعث فقط؛ بل مع جميع الخصوم السياسيين والاجتماعيين في "العراق الجديد"، كما يحلولهم أن يسمونه.
    ان مسطرة "اجتثاث الفاشية والنازية" التي نقلها الجلبي وشركاه لم تكن بنفس الابعاد الحضارية الاوربية في التعامل مع الانسان وحقوقه ، ولم تقترب في تطبيقاتها من المسطرة الديمقراطية التي عرفتها اوربا المحررة من اغلال الحقد والانتقام الشخصي.
    عاد الجلبي وتبعه الحكيم والجعفري والربيعي وغيرهم بديباجة قانون الاجتثاث لتوزيعه، ومع كل نسخة منه وزعت مدية أو خنجر أو رشاش، وكأنما أريد تطبيق القانون وفق مقاسات الفرض القسري بالامر الواقع في جو من إستثارة للاحقاد والثارات الشخصية والعائلية، لتتوسع بعدها الى مديات أبعد لتصبح طائفية وجهوية وتتصاعد حمى الاقصاء لتصبح حربا حقيقية ضد العراق كله بكل طوائفه وقومياته وسكانه.
    إن أؤلئك "الافندية" من الذين عادوا بديباجة القانون من أوربا السوداء نسوا الفوارق الاجتماعية بين فئات السكان في العراق وطبيعة الموروث الثقافي والحضاري الاوربي؛ ناهيكم عن تجاهل حقيقة معروفة وهي أن كل نظام سياسي، سواء كان أوربيا أو عربيا، يحاول دائما ان يستمد مشروعيته في الحكم من مسوغات يضعها لنفسه ويحاول أن يفرضها على الاخرين. والعديد من الانظمة وطرائق تسيير دفة الحكم فيها كثيرا ما وضعت لنفسها تشريعات وسنن لتبرير حقها في مشروعية إستلام السلطة أو التمسك بها، وبعضهم برر لنفسه حق التعسف بها ضد الآخرين.
    بدأ الاحتلال الامريكي للعراق بالخطوة الاولى لاشاعة قوانين الاجتثاث قبل الاعلان عنها وتبنيها رسميا بصيغ قانونية أودساتير.
    واعطى المحتل للغوغاء سواء من المرتزقة الذين جلبهم مع القوات الغازية أومن التحق بها لاحقا لتنفيذ "حالة اللا قانون" واشاعة الفوضى الشاملة في قرار حل أهم مفاصل هيكل الدولة العراقية ومؤسساتها التي حلت بقرار البنتاغون.
    إن قرار الغزو الامريكي للعراق هو قانون الدولة القاضي باجتثاث الدولة العراقية وكيانها الوطني وحل جيشها والغاء أجهزة أمنها واستباحة اموالها وسلاحها وسرقة آثارها والغاء حدودها وإنهاء سيادتها الوطنية والاقليمية. ومقابل هذا الاجتثاث الشامل للعراق تم إحلال البديل المعد مسبقا ممثلا بتنظيم فرق الموت وإطلاق اليد الطولى للعصابات وتركيزالسلطات بيد شركات الحمايات الخاصة والمرتزقة القادمون من خارج الحدود وتمكين مخابرات الدول المختلفة من اختراق العراق طولا وعرضا.
    لعب الاعلام الموجه دوره لتشكيل وتنظيم وتوجيه الاطر اللازمة لاشاعة مظاهر الفوضى الموصوفة أمريكيا بـ "الخلاقة" التي كفل لها الاحتلال، إضافة الى المال والسلاح، كل ما تحتاجه من الوجوه المطلوبة للتنفيذ والادوات وحتى توفير النصوص القانونية المطلوب تشريعها من قبل خدام سلطات الاحتلال المنخرطين في العملية السياسية لينجز بواسطتها الاجتثاث المطلوب لا للبعث كحزب أو عقيدة سياسية؛ بل لكيان اسمه العراق التأريخي والوطني.
    والغريب ان الدولة العظمى،الدولة الديمقراطية الاولى في العالم، إستهوت مثل هذه اللعبة فمكنت احمد الجلبي من الاحتماء أولا بعبائتها الامريكية الليبرالية ثم دفعته وغطته بكساء أخضر في ملاذ عنوانه" البيت الشيعي" لينطلق بعدها في غزوة بوهيمية غرائزية سادية تتستتر بالديمقراطية للعراق تارة وبمشروع فيدرالية الجنوب تارة أخرى، لتجنيد الدهماء وفق ذات الادوات والاساليب والتنظيمات التي استخدمتها الفاشية والنازية والشيوعية ...وغيرها لتصفية الخصوم السياسيين والوصول الى الحالة التي تمكنها من قمع الخصم الاقوى في الساحة، وبعدها تتسيد هذه القوى على الشعب نفسه، وهو هدفها النهائي من تلك الحملات القمعية والتصفوية.
    ان الحديث اليوم عن وصايا امريكية وعن نصائح توجهها الادارة الامريكية الى من يحكمون العراق اليوم لتعديل ما يسمى "قانون اجتثاث البعث" بعد ان حل محله قانون آخر: هو قانون اجتثاث الشعب العراقي من وطنه، مجسدا، بما يسميه المحتل وتوابعه، بأسماء مثل "قوانين مكافحة الارهاب"، وتعليمات"حملة فرض سيادة القانون"، وصلاحيات واسعة لمن كلفوا بتنفيذ الخطة الامنية.
    وهذه كلها مؤشرات عن انفلات يعكس بوضوح: منها أن الاحتلال وعصابات الجريمة أصبحت اليوم لا تحتاج إلى قانون يحكمها في تنفيذ القصاص بخصمها التأريخي البعث وترفع شعارها المطلوب للاستهلاك المحلي والطائفي بعنوان"الاجتثاث للبعث" ولا لغيره؛ طالما ان لها اليد الطولى من خلال الدولة، لممارسة السلطة والقمع المنظم الممارس على ارض الواقع، من دون قانون اوتشريع.
    إن بغداد وسائر المدن العراقية تحكمها حالة "اللا قانون"، فحتى الغابات تحكمها نواميس وعلاقات يحكمها التوازن البيئي لحفظ كل الانواع والاجناس ، طالما ان تلك الحيوانات بغريزتها الفطرية تحاول الحفاظ على بقاء الحياة. وهي لا تمارس عدوانها على بعضها البعض باستئثار وتوظيف قوة الغزاة معها من خارج الغابة.
    ان الادارة الامريكية تريد مسح الموس بمجرمين تتوارد أسمائهم في لوائح يتداولها الاعلام . يشار بها الى قائمة لا حصر لها منهم هادي العامري وصولاغ جبر لدور منظمة بدر في التنفيذ الاجرامي واشاعة القتل والى بعض المهديين، وتتجاوز القائمة حدود الشيعة الى السنة باتهام وحتى عدنان الدليمي وغيره باعتبارهم جميعا من الافراد والجماعت التي تمارس الاجتثاث بحق بعضهم البعض. باقتتالهم فهم يعرضون المشروع الامريكي والاحتلال الى الانهيار التام في العراق، لذلك يلجأ الاحتلال الى تقديم الرباعي المعتدل كحلقة للتوازن الشيعي الكردي والامريكي الايراني، بإنتظار تضمينها طرف سني،سيلتحق بها والتمسك بعروة الاعتدال الجديدة.
    لم يرد في ثنايا النصائح الامريكية المملاة من البيت الابيض شيئا عن المسؤولين عن سياسة تطبيق "قانون تحرير العراق" سئ الصيت وهو يمثل في جوهره حقيقة "قانون اجتثاث العراق" كله.
    وما دمنا نعيش فصول الغوص التدريجي في مستنقع الاحتلال الملئ بالوحل الأمريكي ونفاياته الدموية التي جلبتها سياسات وتطبيقات "بول بريمر" و"بونتي نيقرو" و"خليل زادة" ثم كروكر... الخ، فان تشبث البعض من السياسيين في الحديث عن براءآتهم من دم يوسف الصديق هي من باب ألتهرب عن مسؤولية التأريخية بتخلفهم عن الانخراط الفعلي في المقاومة وفي الاساءة لها من خلال الاقرار بسيطرة الميراث الدموي للعراق بتشريعات مجلس الحكم ثم الجمعية الوطنية واخيرا البرلمان فهم في مناقشاتهم يقرون وجود لقانون اسمه "إجتثاث البعث" من دون خجل ويطلبون تعديله وفق المقاسات الامريكية المطلوبة الان، وهم جميعا بذلك السلوك الانتهازي، كمن يريد منح نفسه براءة ذمة عما يجري في العراق.
    صحيح ان القمع قد انفلت من عقاله بشكل منفلت وموجه في آن واحد، ولا يعرف أي منا حقيقة ما يجري في العراق على وجه الدقة اليوم. وتجري التعمية أمام العالم للكشف عن عدد الضحايا من القتلى والمخطوفين والسجناء والمهجرين والعاطلين عن العمل. يجب التذكير ايضا : ان لكل من هؤلاء الأفراد من هذه العينة المنكوبة علاقات ارتباط بأسرة وأقارب وأصدقاء ومعارف، يشكلون في جمعهم كتلة من الالام المضافة. فهي في الواقع حالة من الابادة الجماعية التي يتعرض لها شعب بأسره، وهو ما يعادل مأساة لتأثير فعل أية كارثة نووية من عيار قنبلة هيروشيما.
    الم تتحول فكرة اجتثاث البعث كموجة محددة الاهداف لتصفية فصيل سياسي وطني محدود العدد الى موجة وطوفان دموي، تسانومي قمعي يجتاح العراق من أقصاه الى أقصاه . والكارثة، هنا ، أن لا أحد يقرأ الارقام ويحلل أبعادها الكارثية ويقدم لنا معطيات متكاملة. والاعلام ومراكز الدراسات تحتفظ لارشيفاتها بالارقام والصور المرعبة وتكتفي بتسريب محدود ومقصود لبعض الأرقام لامتصاص ردود الفعل وغضب قطاعات عامة من الرأي العام المحلي والعالمي.
    يجري الاكتفاء بتعداد قتلى المارينز وكأنهم يقتلون وهم يؤدون رسالة نبيلة في تحرير العراقيين من العراقيين، ويصورهم الاعلام الامريكي وكأنهم يؤدون رسالة سماوية مقدسة تنظر اليها الكنائس الامريكية من البيت الابيض بمنزلة القديسين. ولا يستبعد ان تقدم كنيسة "المحافظين الجدد" وبابوات البيت الابيض ان يمنحوا جنرالاتهم رتبة القديسين.
    وبمقابل المشهد الامريكي يرسم المشهد العراقي ألأكثر بؤسا صورة مخجلة ؛فبعض الطوائف السياسية المتلبسة لبوس الدين وعباءات الطوائف، تنظر لجنود المارينز باعتبارهم "حماة الاسلام السياسي الحاكم في العراق" ولمن يشارك في العملية السياسية الموشكة على الانتحار . لذا يتم تجنيد بعض " المساجد" والحسينيات" ومراجعها الدينية لأجل رفع وتائر الدعاء بإطالة عمر الاحتلال وحفظ جنوده، والنظر الى جنرالات القيادة العسكرية الوسطى وهيئة أركانها القابعة في بغداد بكونهم رسل لحماية حقوق المظلومين والمستضعفين الذين يتوجب عليهم استكمال مهمات الاجتثاث المطلوب قبل الانسحاب لهؤلاء الرسل من الامريكيين المبشرين للثوابت الديمقراطية الامريكية ومجلسها السياسي الموقر في سفارة دولة المنطقة الخضراء.
    كم كذبت علينا وسائل الاعلام الامريكية والعربية والاسلامية وهي تقنع نفسها إن إلاجتثاثات المختلفة التي انتثرت كدمامل السرطانات والاورام الخبيثة في جسد العراق تشكل لنا مسميات ممرضة متعددة من الكيانات السياسية الهزيلة التي يرتهن بقائها في العملية السياسية في رعاية حشد من العصابات والقتلة والسماسرة الذين يتعايشون ويتناسلون ويتكاثرون تحت وصاية وولاية فقهاء الاحتلال وشاربي غليون النفط.
    هم يريدون منا ان نصدقهم ان بديل البعث المجتث هي العدالة في القصاص الرامي لتوزيع هذا الشتات من بقايا الشعب الممزق الاوصال، المتقاتل تحت رايات ممزقة وملونة بأطياف لا رابط بينها من رايات منظمات المجتمع المدني التي تبسمرت مقاعد نشطائها في استوديوهات فضائيات الحرة والعربية والجزيرة والعالم والفيحاء والشرقية ومن امثالها الكثير والكثير.
    وهكذا طفت على السطح آليات الاجتثاث الجلبي"الكلبي" وهو يتنفس فوق أكمام من نفايات الجثث والقتلى والخراب بشتى اشكاله. ولم يعد الحديث اليوم سليما من الناحية المنطقية عن وجود شعب للعراق في ظل ليل الاحتلال، فهناك بقية من أقوام وكائنات بشرية يحلو للبعض منها تتحدث عن عراقات ما بعد التحرير أو عن فيدراليات غارقة في الاوهام بلا مصير. واقوام وديانات وطوائف... كلها أصبحت اليوم مجتثة من الكيان العراق الواحد الموحد بدولة وطنية محررة.
    إن ألكانتونات التي تريد ان تجتث نفسها من جسد العراق إحتمت بمظلات إعلامية غريبة. يكفي ان كانتونات كردستان وحدها تجاوزت ملكياتها حدود 42 فضائية. ولكل محمية عراقية فضائية امريكية ناطقة بلغتها وخطابها وتوجهاتها . والفضاء الاعلامي الامريكي إجتث الالسن الوطنية ليعطي للعملاء الاصوات والألسن المطلوبة للتضليل.
    فكل فضائية تبث من الاعالي سمومها على طائفتها من ألاقمار والتوابع ألارضية التي تبث نحو الارض سيلاناتها الفكرية والايديولوجية ليكون لكل طرف مشيخته النفطية ودائرته الالكترونية والرقمية، لكي يستظل كل إجتثاثي بفضائيته ويغني على ليلاه بلحن امريكي، يبث منها ما شاء له من التبريرات في الحق في اجتثاث الاخر.
    لا ندري كم سيقتل بعد من العراقيين لكي تستكمل تطبيقات الاجتثاث المطلوب تنفيذها أمريكيا لعقاب هذا الشعب العراقي،شعب ذنبه أنه خضع لقانون سلطته الوطنية وقبوله راضيا او مضطرا لسلطة للبعث التي حكمته لاكثر من ثلاثين سنة. هذا الشعب محكوم اليوم بقانون الاجتثاث الامريكي وتوابعه؛ ذنبه أنه لم يثر على سلطة بلاده القمعية ويقف ضد دكتاتوره المرفوض من قبل الغرب والادارة الامريكية وإسرائيل.
    لقد وصلت الحالة النفسية ببعض العراقيين ان يرى في الموت نفسه قيمة وملاذا آمنا للتخلص من بؤس الحياة وجحيم كوابيس الاجتثاثات المتتالية التي تعددت وتنوعت وتم تقنينها في قوانين وتشريعات وتعديلات تتطور "فكرة فاشية جلبية" من عنوان فرعي في اجتثاث البعث الى اجتثاث البشر من حق الحياة في بلاد إسمها العراق.
    إن النخب العراقية المتباينة غالبا ما تعيش في حالات انسلاخ كامل كأنها تبرأ نفسها عما يجري من حولها، فالمرجعيات الدينية ورجال الدين أخذت موقع ووظيفة الاشراف على تعداد الجثث وقبولها الصلاة على نعوش من تزكيهم المليشيات الامريكية. ومؤسسات الدولة المسخ مشغولة بإخفاء اعداد وحصاد بيادر الجثث المرماة في ساعات منع التجول من سيارات الشرطة والحرس الوطني فتلتقطها بعدها سيارات الاسعاف بمصاحبة الدبابات الامريكية لتنقلها الى مصالح حفظ الجثث في مشهد عجز بيكاسو من رسمه في لوحة غورنيكا الاسبانية.
    الشعب العراقي يفنى ويجتث من الحياة، ويهتز امامنا رهان التاريخ من جديد، نفتقد القوة القادرة على التوحيد رغم توفرها في الساحات العراقية المختلفة. قد نحتاج الى فترة من الركود لننبعث من جديد، علينا ان نسترجع بعض من عقولنا لاستشراف رؤية واقعية لما تبقى من الشعب العراقي بعد الإجتثاثات القاسية المرة بمعاول الاحتلال وتوابعه . كل ما يحيطنا اليوم خطاب إقصائي مقيت وبائس، يحمل قدرا هائلا من الانفعالات لتصريف الضغوط النفسية وهواجس من الاحباط التي ترافق ممارسات القمع بكل أشكاله.
    حتى القوى المعارضة للاحتلال، التي تعلن عن مواقفها بالوقوف الى صف المقاومة، تؤذي المقاومة وتساهم في عمليات الاجتثاث القائمة على قدم وساق. هذه القوى التي تبدو غير متماسكة رغم مكابرتها بالصمود واعلانها الاستعداد للتضحية من اجل الشعب. قوى وفصائل وشخصيات واسعة، لا يستهان بها وطنيا، منها تنتمي الى البعث نفسه وانشطاراته القديمة والجديدة ومنها تنتسب الى الشيوعيين وانقساماتهم والى الاكراد وفصائلهم والى المرجعيات الطائفية والدينية، كلها من خلال اشتراطاتها في التحالفات على بعضها البعض تجتث نفسها ذاتيا عن الالتحاق الفعلي بحملة البنادق والمقاومة الوطنيةالباسلة.
    هاهي عبر المواقع الالكترونية للقوى السياسية العراقية تجتث بعضها بعضا، ولا تقبل التعايش أوتجلس معا، وهي تفسد اية خطوة فعلية للتوحيد ودعم العمل المقاوم الموحد. وما فشل مؤتمرات اعلان الجبهة الوطنية لحركة تحرير العراق من الاحتلال الا انعكاسا لانتقال عدوى امراض الاجتثاث نفسها بين صفوف ما تبقى من الشرفاء والوطنيين في هذا العراق الجريح.
    وبعيدا عن منطق الثأر العشائري والسياسي، السائد بيننا كسمة من سمات التخلف الحضاري، نتسائل: لماذا لا نتفق يوما من دون اجتثاثات دامية او فيتو على أحد؟؟. الكل مارس ويمارس الاقصاء على الاخرين. لقد بتنا وكلنا مقصيون من جميع معادلات التوازن . فمتى نقف دون ان نترنح أمام الهزات والهزات المرتدة؟.
    وكلنا نقر ونعترف: ان الامريكيين هم من ارتكبوا الفعلة الشنيعة بحق بلادنا؛ لكن الكثير منا ، بقيت في داخله ، جزء من غفلة التواطؤ التي ركن اليها في لحظات الضعف والخوف والترقب من المجهول
    ومن الطبيعي ان نجمع في القول أن الاحتلال مرفوض، لانه يلغينا من الوجود،ولكن علينا ان نعترف بشجاعة هناك: فينا من أراده، وإن من بيننا من يريده ان يستمر؟.
    وعلينا أن لا نلوذ بالصمت المريب، حينما تداهمنا الخطوب والمصائب مجتمعة وتجتاحنا الاعاصير من كل صوب. لنقل بصوت عال ومسموع : كلنا الان مجتثون، بعثا ، شيوعيين، قوميين، اسلاميين ولائيكيين وملحدين. توزعنا في شعاب المنافي جماعات وافراد، بعيدون وقريبون من وطننا نتسائل عن ما تبقى من تأريخنا وعن كيان لدولة شطب جواز سفرها.
    لكننا لازلنا نحمل بطاقات تعريف تقر بمواطنة ذلك المسكون فينا. اسمه كان يوما جمهورية العراق. علينا ان لا نمارس الفعل المجاني الذي يريده الاحتلال منا ونفعله دون خجل كل يوم في حواراتنا الصاخبة والمتعصبة عبر متاهاة المواقع في الشبكة العنكبوتية والصحف المحررة الكترونيا . لنتسائل لماذا : لكل منا طريقته لاجتثاث الاخر؟.
    رغم ان شعار وقانون إجتثاث البعث هو القانون الوحيد الذي نسمع به كل يوم في الاعلام والتصريحات الرسمية وغير الرسمية، الا ندرك بعد حجم الهاوية وقد بتنا نتلمس ان الاجتثاثيين الجدد يدفعون بنا جميعا الى المحرقة. ربما تأكد البعض بالملموس ان البعث يدفع الان أكثر من ضريبة. يكفي مناضليه غضبا وهم يسمعون ان الارقام الآتية من العراق مرعبة وبما يضحى به البعث من مناضليه وطنيا، بدء بقياداته التأريخية وبقادة الجيش والحزب والاجهزة الامنية وانتهاء بالعلماء والطيارين والفنانين والرياضيين. نعم توسعت حلقات الاجتثاث من البعث الى ما يجاوره من محيط سياسي واجتماعي.
    الاجتثاث السياسي، يشملنا كلنا الان في "ديمقراطية القوائم الصماء" المباركة والمزكاة من كهوف ما قبل التاريخ.
    والفرمانات المخففة لا توقف اندفاع البعض نحو دواليب السلطة المتهالكة. هناك من يعيش هذيانه الطائفي ويوغل في الجريمة ويبرر أفعاله بنصوص بول بريمر التي قدمها لمجلس الحكم البائس . وتصدر لها احمد الجلبي برئاسة لجنة اجتثاث البعث. كل الخطاب السائد لدى الحكام والمحكومين يسعى الى تعزيم الشر ونشره في كل مكان، والكتابات التي نقرأها لعدد من الاقلام العراقية تهرب من مواجهة الواقع لتطرح الموضوع كموضوع غامض غير خاضع لرغباتنا، في حين ان الواقع المقروء من نصوصنا المنشورة يعكس الحالة المأساوية لسعة موجة الاجتثاث التي تجرف الجميع بتواطؤ الكثير من ضحاياه أنفسهم.
    ان الارهابيين، من كل مشاربهم في السلطة الحاكمة ببغداد وخارجها، يطرحون "المظلومية" والثأر من أجل استحقاق مضمر للاهداف المسطرة. لاشئ يتم عفويا ومن دون تحضير مسبق.
    أقدمت الولايات المتحدة على هدم أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك لتبرر تصرفها القادم المعد له بدقة: وهو تنفيذ عقاب مخطط له وصل الى حالتي غزو لكل من العراق وقبله افغانستان. وهكذا وضعت القوة الامبريالية نفسها في موقع الله القادر القدير وتفردت بالادعاء بتنفيذ حكم السماء على الارض فسعت الى إجتثاث العراق وافغانستان والغائهما من خارطة الدول ذات السيادة.
    اما المرجعيات الطائفية الهدامة وتوابعها في بلادنا فقد أقدمت هي الاخرى على نسف حرم ومرقد العسكريين بسامراء، لتنطلق بعدها عفاريت الجن الاسود، المحضرة والمدربة، لتعلن الجهاد الزائف حالا وتبدأ منذ الثواني الاولى للحدث في اجتثاث المسلمين بكل طوائفهم، ناسفة في إندفاع غلوها وتطرفها أي مسجد في طريقها. وتلك المساجد نفسها، تلقت القذائف وهي تدعو الى الله الرحمة، وتكبر من أجل دفن الفتنة بين المسلمين.
    قذائف الاسلام السياسي هدمت منائرنا واستباحت صحائف قرآننا ومكتباتنا وجامعاتنا وقتل وسحل أئمتنا بعمائمهم. ومع ذلك مر القتلة عبر الازقة وهم يكبرون ويهللون للنصر ويرفعون الرايات ويعجلون بظهور الغائب المهدي، فأي مشهد سيكون لو قامت الساعة ونحن عنها غافلون؟.
    في كلا الحالتين كان الفعل المفزع مصنوعا ومهيئا له بحجم رد الفعل المبالغ فيه. وهذا خلاف المنطق والقانون الطبيعي الذي علمنا به الصبيان في المدرسة: " لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه". علينا ان نسكت نيوتن الآن ليعيد قانونه، مع استثناء نسبي معدل على تطبيقات القانون العام للميكانيك المطلوب اعادة صيغته الاجتثاثية في العراق.
    ولأننا لاحظنا في كل الكوارث في الحالة العراقية كان الانتقال المعد لرد الفعل مهيئا ووشيك الانفلات بانتظار الفعل مهما كان بسيطا. تلكم هي آليات الاجتثاث الكلي العابث بمصيرنا ونحن متفرجين خائفين مصطفين خلف بعض اللافتات والدكاكين الحزبية الناطقة بلغة وطنية مترجمة عن نص آلي مترجم جاء من بعد او من عل .
    علينا ان نعترف أن النظام الاجتماعي في العراق يتسم بأكمله بهشاشته الداخلية، لأن مجتمعنا كما عرفناه متعبا كليا ، فقد توالت عليه النكبات، واتعبته الدكتاتوريات والحروب والصراعات السياسية والنزق الفردي للحكام، ثم جاء الحصار وبعدها الغزو والاحتلال. وكما كتبت عنه في مقالتي السابقة : "دوامة المتاهة في أرخبيل الاحتلال" فان آليات الاحتلال بدأت تأكل ما تبقى من صلابة في جسد وطننا وشعبنا. كما ان أدوات الاحتلال من جيوش غازية مدعومة بشركات حماية خاصة لمؤسسات الاحتلال تساعدها المليشيات المسلحة محاطة بالعشائر التي تتسلح الواحدة ضد الاخرى . الضعيف منها يحتمي بخيمة الاحتلال ويعلن توبته او صحوته لكي تتمكن الخيانة من نزع السلاح المقاوم للامريكيين عن اكتاف الرجال.
    كما ان التشرذم الوطني بعد اربع سنوات ونصف من الاحتلال يولد شروطا موضوعية وذاتية ، إما باتجاه الوحدة، أو الذهاب في مزالق الاجتثاث نفسها ، ليسود منطق ومنهج الاجتثاث الوطني للوطني الآخر.
    ان الامريكيين، وقد قامروا بمصيرهم الكوني في العراق يحاولون الفرض على الجميع أن يلعبوا معهم وفق قواعد لعب جديدة وهي لعبة ضارية وشرسة مع من يتورط فيها، واذا لم نجهض مشاريع الاجتثاث بكل اشكالها وترفض، فسيبقى الامريكيون هم السادة، طالما ظلوا هم المتحكمون في تغيير قواعد اللعبة وإدارة الصراع متى شاؤوا، فهم عندما يدعون الى مقاومة الارهاب، علينا ان نستنتج دون تردد، أنهم في ذات الوقت سادته ورعاته وحاضنته ومريديه.
    علمتنا الفطنة الوطنية على الوعي بالمخاطر المبيتة، والوعي ايضا بأن الارهاب وتوجهات الاقصاء والاجتثاث كلها وجوه لمشهد واحد لم نرسمه نحن في واجهة بيوتنا ولا نستبعد عدم إستيراده من الخارج. وهو في أوقات كثيرة يشكل حالة مستثارة في أوساطنا الاجتماعية والسياسية. وقد تنشأ من خصوصيات معينة وتنبعث عن فئات اجتماعية يتم انتقائها بدقة. وعناصر الارهاب ليست عشوائية التكوين كما يظن البعض منا. القاعدة السائدة اليوم ضمن منطق الارهاب: "رعب مقابل رعب"، وباستخدام مثل هذا المبدأ يتم ترحيل الملايين من السكان عن بيوتهم ووظائفهم ومدنهم. الم يفعل الاعلام الطائفي دوره في خضخضة وهز ما تبقى من الكيانات الهشة فيغير صورة المشهد العراقي كليا.
    الجميع متفق إن ما يجري لا يخضع للسياسة ولا للأيديولوجيات والعقائد السياسية والدينية التي الفناها متعايشة اومؤتلفة. ولهذا فان مفهوم اجتثاث البعث لم يكن يقصد البعث كايديولوجيا في زمن تنتشر فيه الفضائيات والانترنيت وسهولة النشر المعرفي والفكري.
    اصحاب المشروع الاصليين كانوا هم الامريكيون وعميلهم الخائب احمد الجلبي. أما العراقيون الذين إنساقوا وراء المشروع خانتهم الفطنة الوطنية كان عليهم الانصات لصوت شعبهم . وكان عليهم اختبار فطنة شعبهم عبر الصندوق الانتخابي والديمقراطي وبذلك يقيسون مدى انتشار البعث ومقدار وحجم شعبيته، ثم يعملون على عزله من دون المغامرة في هذه الكارثة الاجتماعية المقننة بقانون وتشريعات تدعو للاجتثات من دون اقتراع شعبي ومن دون برلمان يصادق على الارادة الشعبية.
    لاول مرة تحدث المفارقة ، يطلب الجزار من ضحيته بأي المديات أو السكاكين يتم الذبح. ولاول مرة يعيد الجزارون اقتراحاتهم على اية قبلة من القبلتين الايرانية ام الامريكية يجب ان توجه رؤوس الضحايا قبل نحرها. ولاول مرة يعيد صاحب المسلخ العتيد النظر في مبدأ حق المذبوح باختيار لحن التكبير عند ذبحه.
    تلكم هي الوصايا التي يدفع بها كروكر الى برلمان المنطقة الخضراء لمراجعة بعض فقرات الفرمان سئ الصيت؟ لاينفع ذلك كله فالكانون الذي كان معدا لحفلة الشواء الطائفي خرج عن موقده المحدد وانتشر ليشتعل في الهشيم الطائفي نفسه ويهدد باشتعال كل شئ من حول المعسكرات والقواعد الامريكية الحارسة للمسالخ البشرية في العراق.
    وتلك محاولة أمريكية يائسة لاطفاء حرائق كان سبب اشتعالها سياسات الاقصاء والاجتثاث، بدأت بالبعث لتمتد الى كل القوى السياسية وخاصة تلك الرافضة للاحتلال.
    والامر لا يمكن ان نفسره كما يريد الامريكيون تفسيره ان الارهاب والقمع والاجتثاث اضحى قضية تمارسها قوى اسلامية معينة .سواء في العراق او في بلدان اخرى، ويحلو للتنظير الامريكي ان يصنف انواع الارهاب ويقسمه شريفا وغير شريف، وحسب الطلب والمقاس المراد فهذا ارهاب لقوى يتم نعتها بـ "شيعية أو سنية". والحقيقة ان الارهاب هو الارهاب لا طائفة له ولا دين له ولا وطن ولا شرف. لم يعرفه العراق ولكنه جاء محمولا الى العراق على دبابات الاحتلال وبطائراته. وعندما تطلق ايادي المجرمين في العراق لم تعد هناك قدرة على الفرز بوجود خط فاصل بين ممارسات الضحايا والجلادين، طالما ان القتلة يختبئون خلف الواجهات الطائفية وتحميهم دبابات الاحتلال وأدعية المنابر وصلوات الاستسقاء بسفك الدم مدرارا فوق تراب العراق.
    أضحى للاجتثاث مرجعياته وحوزاته بين واشنطن وقم بعد ان كان يقاد في أول أيامه ويسير من قبل لجنة أسسها وقادها الجلبي وساعده فيها موفق الربيعي ثم إختطفها هادي العامري وصولاغ واحتضنها برعايته السامية عبد العزيز الحكيم والجعفري ثم تنصب فوق تل ضحاياها المالكي. والاجتثاث العريض اصبح اليوم بمؤسسات ووزارات منها العلنية او السرية وله سياسات وادارات وتشريعات معدلة بعناوين عديدة، لتديرها مليشيات وشركات خاصة مستفيدة من ظروف الشرخ الداخلي في المجتمع الذي أوجده الاحتلال.
    هذا الشرخ اصبح يتطور ويتوسع لعزل مدن واحياء محاطة اليوم بجدران الكونكريت والخرسانة المسلحة، ويتم المرور للمواطنين عبر بوابات خاصة بين حي و آخر. والمواطن اضحى رقما في الخرائط الرقمية، التي تحدد مواطنيته او عدمها لدى الاحتلال وتوابعه على ذمة المعلومات الامنية المنقولة عبر البطاقات الممغنطة.
    لا مرور للعراقي بعد اليوم الا بواسطة وبمصاحبة بطاقته الشخصية الممغنطة. البطاقة الممغنطة في عصر الامركة او العولمة هي هوية المواطن الاحتلالي، فهي توشم جلده ولون حدقة عينه ثم تسجله وتراقبه في رواحه ومجيئه، في دخوله وفي خروجه من هذا القطاع الى ذلك الشارع. والبطاقة الممغنطة أضحت هوية الطالب والجندي والموظف لها وظيفتها الالكترونية وهي ان ترصده لعيون المحتل الكترونيا. اما محصلة المراقبة المسجلة عنه في حواسيب البنتاغون وأجهزة الداخلية ومليشيات الموت فهي التي تقرر مصيره في البقاء حيا او الحكم عليه بالتصفية الجسدية.
    هذا الاجتثاث الالكتروني الرقمي ينتقل مع الروبوتات البشرية من وظيفة المتابعة والمراقبة التقليدية عن طريق الاعوان والعيون والعسس والوكلاء الى مهمة تقوم بها تكنولوجيات الرصد التي يجري تطبيقها في العراق وتحدده العقول الالكترونية والحواسيب عالية القدرة والسرعة التي ستعرف مسار حركته وتجوله ومجموعة اصدقائه واهله واحبابه. وكذلك يمكنها اصطياده في الزمان والمكان المطلوبين عندما يتقرر اعتقاله او تصفيته جسديا على يد المجتثين.
    اننا امام تحديات اخلاقية وتقنية تستهدف هويتنا الوطنية والارهاب يدفع الجميع للاصطفاف وفق متطلبات وارادات المحتل ومخططاته. ان الجهات المكلفة بالاجتثاث انتقلت من العزل والابعاد الوظيفي الى الاغتيال والتصفية للبعثيين لتبدأ مرحلة متقدمة في الاجرام في تصفية آخرين من غير البعثيين. والانباء الاخيرة التي تصل تتحدث عن تصفيات بينية في صفوف حملة مشروع الاجتثاث أنفسهم.
    وهكذا فهم يصلون الى مرحلة متقدمة في تنفيذ الجرائم شأنهم شأن صغار العقرب يركبون ظهر أمهم ثم يبدأون بافتراسها وهم فوق ظهرها. وتلكم آفاق ومصير دعاة الاجتثاث في العراق. لقد بدأت أدوات الاجتثاث الاجرامي تصفي بعضها بعض والاخبار المتسارعة من العراق تؤكد ما ذهبنا اليه إنهم سيتآكلون طالما ان شهوة الانتقام والاجرام لم تتشبع بعد قادتهم بخضاب الدماء العراقية والعربية من جميع الطوائف.
    هذا المشروع وأشباهه من القوانين والتشريعات والتعليمات في كل تفاصيله يظل ارهابيا ولا اخلاقيا، وليس لديه أية معايير للشر او الخير. ولا يحتاج الى تفاسير او تأويلات فكرية او تقية فكرية أو الى فتاوى.
    كل فكرة ارهابية تقودها فرق الموت المتخصصة لقمع الشعب كهدف نهائي تبدأ في تصوير العدو الشبحي المطلوب ذبحه ككبش فداء، ثم تصاغ له المسميات والمواصفات المطلوبة للبدء في الحملة الاعلامية لاستثارة عواطف مكبوتة ولكسب تعاطف فئات سكانية معينة، أو لتخويف فئات أخرى، وعندما يصبح الصمت سائدا ولا يواجه المشروع بالرفض الاجتماعي والسياسي والدولي يحقق المجرمون سلطتهم حيث تسيطر ذهنية الارهاب، فتبدأ في استلام السلطة السياسية تحت واجهة المبادئ والايديولوجيا والاخلاق والدفاع عن "المظلومية".
    وهكذا بدأت منظمات بدر وجيش المهدي والبشمركة ومنظمات اخرى قد يميل البعض منهم الى الاختفاء المظهري مؤقتا ، لكنها شأنها شأن كل عصابات الجريمة المنظمة ستنتهي الى إشاعة القمع كممارسة يومية في جميع مفاصل الحياة. ومهما حاول البعض التقليل من حجم اتساعها اوتوجيهها الى اهداف معينة لكنها ستجد نفسها مندفعة في مطامعها لتكون هي السلطة دون غيرها، فتقف في مواجهة شعبها كسلطة قمعية مطلقة.
    وقادتها استلطفوا السلطة ومنهم من أدمن على ممارسة اللعبة السياسية، والتسلط، لذا فهم يقايضون الناس إما بموتهم مقابل البقاء عبيدا للسلطة. وتتكشف يوما بعد يوم ان مفردات مستهلكة مثل "الشهادة" و"الامل في دخول الجنة" كمفردات لخطاب القمع الثيوقراطي في حث الانصار والمريدين بدأت تتكشف للكثيرين، وباتت الظاهرة بكل مغرياتها لا تدفع الى صفوفها المزيد من المريدين والانصار من الذين لا يريدون التورط والعمل في هذه المنظمات.
    المنفذون الباقون غالبا ما يكونون من البطالين او الذين تقودهم وتحفزهم ظواهر العماء الطائفي او المصلحة الذاتية، لكنهم سيكتشفون أنفسهم من جديد بأنهم مجرد ضحايا اومنخرطين في كتل من الرعاع والقتلة. وان البقاء لقادة هذه المنظمات وتشبثهم بملذات الحياة وامتيازات السلطة يلغي ويزيح عنهم تدريجيا تلكم الهالات التي اضفوها على ادوارهم من ورع الدنيا والقدسية والتظاهر في خدمة أهل البيت وحب المرجعية والتشبث بالاسلام.
    ستسقط الاقنعة التي تقنعوا بها لاجل الغايات التي اجتثوا لأجلها الشعب كله وليس البعث وحده.
    ليس الامر كما ارادوا ان يوهموا الناس به. لقد اصبح كل شئ مستهلكا بما فيه الشعارات والطقوس والممارسات، حتى وان تضمن بعضها نصوصا واقتباسات من القرآن الكريم أو الغوص في التفاسير المليئة بشتى الانحرافات العقائدية يتم انتقاءها من قصص دالة على مكر التاريخ وتآمره وكيدياته وقائعه الدامية.
    ولأن الزيف أخذ يسود اليوم واجهة السطوح فلم يعد للحقن اليومي من صور ومراثي وبكائيات والسرد المتخيل للمظلوميات الشيعية والكردية وحتى السنية نافعا طالما ان ما نراه من صور القمع اليومي هو الحاضر قبل ان تقفز الذاكرة الى الماضي البغيض للقمع والطغاة والقتلة والسفاحين.
    والمفارقة ان كثيرا من مظاهر الطهر والنزاهة التي يتجلبب بها البعض تذكرني بواحدة من مجموعات الطيور الوديعة التي ألفنا معرفتها ويتغزل بها المبدعين والشعراء والعشاق الا وهي النوارس . فهذه الطيوررغم هالتها البيضاء وشكلها البرئ الجذاب، فهي تشذ عن غيرها كونها تعتاش فقط على بقايا القمامات والجيف البحرية التي ترميها سفن الصيدأو يجرفها الساحل. وتعيش ايضا على القمامة البرية في مزابل المدن البحرية وما يجاورها. انها باختصار لمن لا يعرفها طيور قذرة وان كانت ناصعة البياض وبدت غير مؤذية. وهي تذكرني ببعض من العمائم البيضاء أو السوداء التي تسوق لخطاب الاجتثاث مثل جلال الدين الصغير الذي حول جامع براثا الى مسلخ بشري، يتبعه في خطبه عدد آخر من الخطباء كالقبانجي وغيره ممن لبسوا جلابيب الطهر والاحرام وهم الى القتل والاجتثاث داعون صباح مساء.
    ليست دائما من البراءة ان بعض الجماعات تسوق للدين خطابا لفظيا بحجة انها تحميه من الخصوم والانحراف طالما إنها ارتضت ان تذهب لتعتاش كالنوارس على بقايا لصوص وحطام الحواسم البحرية والبرية، وهي استحالت بعدها الى كائنات بشرية طفيلية في كل شئ . وقبلت في النهاية الى الذهاب عند ناهبي الجثث المغتالة غدرا والى سماسرة الموت والخطف المنتظرين عند بوابات وزارة الصحة والمستشفيات وعند مصالح حفظ الجثث التي استقبلت كل فئات الشعب منهم من كان جريحا أو قتيلا أو مقطوعي الرؤوس او ثكالى يفتشن عن بقايا جثث قطعتها تفجيرات السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة.
    وباتساع دائرة الاجتثاث بكل فنونه ومظالمه لم تعد مأساة كربلاء ومقتل الحسين عليه السلام تثير الغيظ والسخط عند الناس المنكودين على مظالم ورجال بني أمية وسلالة معاوية بن ابي سفيان وذريتهم، ولم تعد المظاهرات المليونية باتجاه كربلاء في اربعينية الحسين عليه السلام وذكرى واقعة الطف المؤلمة أو تشييع الامام موسى بن جعفر عليه السلام بمناسبة وفاته في الكاظمية تثير غيظ العراقيين على ظلم هارون الرشيد والعباسيين وعلى أؤلئك الزبانية والجلادين الذين إشتركوا مع حاشية الخلافة العباسية من الشعوبيين و البرامكة وهم الذين قتلوا الامام مسموما ورموا جثته على الجسر ببغداد، من دون ان يتجرأ احد على اغاثة المظلوم ودفنه في تلكم الاوقات.
    ان هذه الصورة المجسدة للظلم والمرتسمة لاجيال عديدة في عقل العراقيين الباطني، سواء بحادثة مقتل الامام الحسين أو سجن الامام موسى الكاظم لا تحتاج بعد اليوم الى مخيال يستدر العواطف ويستثير الشجن المطلوب، طالما ان العواطف تحجرت خلال محنة العراق اليومية و الجماهيرهوي ترى اليوم في كل مدن العراق هي كربلاء أوالكاظمية، فكل الرؤوس المقطوعة في الشوارع هي رؤوس الحسين والعباس ، وكل الجثث الملقاة في الشوارع ليلا هم من الكواظم وكل المتشردات والمسبيات في شوارع عمان ودمشق والقاهرة من ماجدات العراق هن زينبات وسكينات ورقيات وثكالى أهل العراق وهن أسيرات في بلاط يزيد.
    اما من يعيد تشغيل الاسطوانة ليستدر بها دموع المظلومين هو اليوم يسب مقام يزيد الاموي ويذم قصرهارون العباسي هو يجلس في أحد القصور الرئاسية المغتصبة بحراب الاحتلال في المنطقة الخضراء. وان من يدعو الاجتثاث لكل من يخالف سلطته فهو أفاق متاجر بدء بدم الحسين وانتهاء بغيبة المهدي المنتظر وأحرار العراق.
    والسلطة المغتصبة التي اجتثها المتاجرون في صفحات الحواسم تستصرخ العراقيين لكي يفيقوا ويخرجوا من دهاليز الاقصاء السياسي داخل وخارج العراق. وان اللوذ بمظالم اجتثاث البعث تسقط إدعاءاتهم بحق الاقتصاص من الناس من دون وجه حق او شرع مقنن.
    لقد سقط الترويج الاعلامي لمشاهد إعادة إخراج واكتشاف المقابر الجماعية ونبشها على يد الجلبي والطالباني وبما تكرره مشاهد قنوات الفيحاء والعراقية وأشباهها، يكفي التجول ببغداد لنرى صور الاجتثاث مجسدة تلجم دعاة "المظلومية" ممن تجاوزوا حدود المظالم نفسها. لقد مات زمن "الشعائر" المفتعلة لاستثارة الكامن من جراح المظالم السابقة. والتاريخ عندما يردم خطاياه سيحرم العودة للتلذذ في المتع الشاذة.
    ان الممارس اليوم هو الشكل المطبوع في ذاكرة الساعة العراقية التي لا تريد الانزياح عن ردم المأساة المتراكب. ويقيني بأن الضحايا اليوم سوف لا يأبهون بمقولة "دروس التأريخ" ولا "التأريخ يعيد نفسه" ان لم تكن تلك الدروس او تلك العودة ذات فائدة وذات منفعة او صالحة للاستعمال بالاتجاه الايجابي لمسيرة التقدم الاجتماعي للشعوب.
    والسلطة كما قال الحكماء عنها : هي الفتنة بعينها، لمتدم لأحد مهما طال عمره وطغى صولجانه، وقد تبادلها العراقيون وتداولوها من من يد الى أخرى، ومن عهد إلى آخر، وكما ساندوها يوما فقد رفضوها في أيام أخرى، وقد تقاتلوا من أجلها أو تجمعوا وتفرقوا من حولها، هم نفس العراقيون وقفوا مع الانقلابات المختلفة وأيدوها ولكنهم في ذات الوقت قاوموها عندما انحرفت عن شعاراتها او إرتدت وأوغلت في ظلمهم. والسلطة امام العراقيين لم تكن لها قدسية ابدا كونها مرذلة لأهلها إن لم تعدل لذلك فقد تمردوا عليها ولم يخشوا في الثورة عليها لومة لائم أو مناشدة ايا من كان ومهما كان عدد الوعاظ من خلف سلطة الحاكم وزاد عدد الداعين الى طاعة أؤلوا الامر بعد الله.
    والعراقيونولا يهمهم حين ينتفضون مدى الربح والخسارة عندما يشملهم الظلم ولا يهمهم ان كان الحاكم خليفة من نسل قريشي او علوي، أو كان يحكم باسم الدين والسنة ويدعي انه يمتلك رضا الله عليه ومتمسك بتطبيق بما هو منزل وحكيم.
    وبسبب تلك التمردات والانقلابات والثورات التي تكررت مع تاريخ العراقيين في تأريخهم الطويل، تعرضوا الى الخذل والعدوان وحتى الابادات والمظالم، لكنهم يعودون كلما اشتد ساعدهم وحماهم من الطغاة والغزاة ليعيدوا العراق الى أهله.
    لهذا كله كثر القول عنهم وتسلطت عليهم الالسن والوشايات فنعتهم الكتبة في دواوين وحاشية الحكام والجبابرة وفقهاء السلاطين الطغاة، بتسمية اهل العراق ووصفهم بأنهم من "اهل الشقاق والنفاق". ذلك الوصف لا يعني سوى انهم شعب مميز له حراكه الاجتماعي ويفتخر بانتفاضاته على المظالم. الثورة في هذا العراق ظلت القاعدة وليست الاستثناء.
    وهكذا هم العراقيون، قوم مجبولون على التمرد، ورفض الظلم خلافا لما هو سائد عند بعض جيرانهم من الاقوام سواء عند اهل الشام أو أهل مصر؛ فالعراقيون سريعوا الاشتعال قليلوا العطب، ساعتهم قائمة لا محال بعد أن يصبروا ويصابروا ، وعندما يثورون لا يقف في طريقهم حاكم أو غازي أو لص أو حتى إمام .
    وان غدا لناظره قريب

    التعديل الأخير تم بواسطة كاظم عبد الحسين عباس ; 24/09/2009 الساعة 02:07 PM

  7. #7
    مـشـرف الصورة الرمزية صالح المياح
    تاريخ التسجيل
    04/06/2009
    المشاركات
    211
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    كم كان البعث ومازال عظيما والذي جعل كل قوى الشر والرذيله تتجمع لمقاتلته وكم كان الشهيد صدام حسين بطلا عندما اخاف اعدائه وهو حيا واخافهم وهو في ذمة الخلود عندما قامو بمنع الزياره لمرقده الشريف
    الله اكبر كلما اشتدت المنازله ظهر رجالا اشداد لايهمهم مصالحهم الشخصيه ولايهمهم شي الا حب الوطن

    التعديل الأخير تم بواسطة كاظم عبد الحسين عباس ; 24/09/2009 الساعة 02:05 PM

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية المولدي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    12/11/2008
    المشاركات
    383
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    سادتي الأفاضل ما أنا إلا فرد من المنتمين لهذه الجمعية المباركة إن شاء الله، و من هذا المنطلق و من خلال تفاعلي مع ما طرح و يطرح على صفحاتها و بعد إذن قائدها الذي له الحق في حذف مداخلتي إن رأى فيها خروجا عن توجه الجمعية.
    أقول:الشرفاء يقفون ضد الظلم و التخويف و استعباد من خلقهم ربهم أحرارا كائنا من كان الواقف وراء هذه الممارسات. ندعو لمحاربة التنابل أي كان سيدهم.
    أما المولف من البعث [ سلبيا أو إسجابيا] فهو أمر لا يمكن أن تتلتزم به الجمعية لأنها تمثل حراكا ثقافيا قوته في ثراء تنوعه. الجمعية تقف مع المقاومة أي كان اتجاه القائم به و لكن لا تساند من يقول أنه يقاوم و هو ينسق مع أذناب الاستعمار لان هذه الجمعية "واتا" هي تجمع للعقول الفاعلة و ليست تجمع أغبياء كما أنها ليست للقيام باعمال بالوكالة عن أي كان و إنما هي تتحرك في إطار التزامها الأخلاقي نحو مصلحة وطننا العربي دون التقيد بتوجه سياسي ما أو بتوجه حزب ما.
    نساند البعث ما دام يقاوم الاستكبار و هذا لا يمنعنا من نقد تاريخه و ممارساته في الماضي. و هو أمر ليس الآن حينه طالما انخرط البعث في المقاومة التي لا يمكنه احتكارها و إن كان من حقه و حق كل الشرفاء التحذير من ادعاء الخونة بالمقاومة وهم الذين دخلوا ارض العراق على ظهر دبابات العدو.
    الرأي المخالف لي يثريني.


  9. #9
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المولدي اليوسفي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    سادتي الأفاضل ما أنا إلا فرد من المنتمين لهذه الجمعية المباركة إن شاء الله، و من هذا المنطلق و من خلال تفاعلي مع ما طرح و يطرح على صفحاتها و بعد إذن قائدها الذي له الحق في حذف مداخلتي إن رأى فيها خروجا عن توجه الجمعية.
    أقول:الشرفاء يقفون ضد الظلم و التخويف و استعباد من خلقهم ربهم أحرارا كائنا من كان الواقف وراء هذه الممارسات. ندعو لمحاربة التنابل أي كان سيدهم.
    أما المولف من البعث [ سلبيا أو إسجابيا] فهو أمر لا يمكن أن تتلتزم به الجمعية لأنها تمثل حراكا ثقافيا قوته في ثراء تنوعه. الجمعية تقف مع المقاومة أي كان اتجاه القائم به و لكن لا تساند من يقول أنه يقاوم و هو ينسق مع أذناب الاستعمار لان هذه الجمعية "واتا" هي تجمع للعقول الفاعلة و ليست تجمع أغبياء كما أنها ليست للقيام باعمال بالوكالة عن أي كان و إنما هي تتحرك في إطار التزامها الأخلاقي نحو مصلحة وطننا العربي دون التقيد بتوجه سياسي ما أو بتوجه حزب ما.
    نساند البعث ما دام يقاوم الاستكبار و هذا لا يمنعنا من نقد تاريخه و ممارساته في الماضي. و هو أمر ليس الآن حينه طالما انخرط البعث في المقاومة التي لا يمكنه احتكارها و إن كان من حقه و حق كل الشرفاء التحذير من ادعاء الخونة بالمقاومة وهم الذين دخلوا ارض العراق على ظهر دبابات العدو.
    الرأي المخالف لي يثريني.


    السلام عليكم اخي الكريم ..
    الا يحق للجمعية ان تدافع عن فكر البعث القومي العروبي المسلم كجانب من جوانب التنوع الثقافي الذي تؤمن به جنابك الكريم؟
    الا يتوجب ويحق للجمعية ان تتصدى وتدافع عن حماس مثلا او فتح او اية حركة او فصيل مقاوم؟
    اولم يدافع رجال الجمعية بشراسة عن حزب الله ؟
    ان كنت جنابك بعثيا وتعرف سلبيات عن الحزب فاطرحها ونحن على استعداد للحوار معك بكل محبة واخوة وشفافية ..وان كانت معلوماتك مستقاة من الاعلام وخاصة اعلام ما بعد الاحتلال فنحن ندعوك بمحبة واحترام ان لاتتعامل معها كحقائق لان اميركا جاءت لاجتثاث البعث وكان القرار رقم واحد لبريمر هو اجتثاث البعث وحل مؤسسات الدولة العراقية ..فهل تعتقد ان بريمر قد اصدر قراره بناءا على تفهمه لسلبيات البعث؟
    لك كل التقدير


  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    السلام عليكم ورحمة الله
    من يريدون اجتثاث البعث يريدون اجتثاث الشعب العراقي، فكل المقاومين اليوم في العراق برأي المالكي وهوشيار وغيرهما بعثيون، وقد تنقل وزير ما يسمى بخارجية الحكومة العراقية لسوريا وطالبها بتسليم عزت الدوري.. لن يستطيع هؤلاء القابعون في المنطقة الخصراء الوقوف في وجه البعث ساعة واحدة بعد رحيل المحتل، لأن الشعب سيثور عليهم وسيحاسبهم على خيانتهم وعمالتهم.
    الموت لمن يريدون اجتثاث العرب الأقحاح الأصلاء من أوطانهم.
    عاش العراق بمقاومته الباسلة.
    المجد للشهداء.


  11. #11
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    09/03/2009
    المشاركات
    186
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن موضوع الإجتثاث الذي إتخذه المحتل وعملائه كسياسة سيئة الصيت ، كانت أمريكا قد إتبعتها في منتصف القرن الماضي ، وكانت تسمى ب ( المكارثية ) نسبة إلى مقترحها وهو ( جوزيف مكارثي ) ، الذي قدم مشروعا لإجتثاث اليساريين في الولابات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة أنهم موالون للإتحاد السوفييتي ، وقد طال هذا المشورع الآلاف من الأمريكان من قتل وسجن وتشريد، وها هم يعيدون كرّتهم الوحشية تجاه البعث ، وقد أدت هذه السياسة الدكتاتورية إلى إستشهداد الآلاف من البعثيين وزج آخرين في غياهب السجون ، وتشريد وتهجير الملايين منهم ، لا لشيء سوى أنهم يؤمنون بأن البعث عربي قدم خدمة للشعب العراقي وللأمة العربية .

    إن أول هدف لسياسة الإجتثاث ، التي تعني نصاً في قواميس اللغة العربية ( الإقتلاع ) ، بمعنى الوصول إلى جذر هؤلاء البشر لإقتلاعهم ! ، لكنهم، المحتل وعملائه خسئوا لأن البعث في ضمير المناضلين الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن أرضهم وعرضهم ودينهم ، إنهم الناس الذين أمتحنهم الزمن ، فلا أمريكا ولا الذين دنسوا أرض العراق المقدسة يستطيعون أن يستمروا في دنائتهم وإجرامهم ، حيث البعث يعني العروبة ويعني الإسلام ويعني الإنسانية .

    أراد المحتل وعملائه أن يجعلوا من إجتثاث البعث ، إجتثاث العروبة في العراق ، لذلك كانت الطائفية المقيتة التي إنقلبت عليهم وبالا وخسرانا ، وقد أرتد عليهم فألهم الخسيس ، وها هو البعث يبشر العراقيين بأن التحرير آتٍ بعون الله وبهمة البعث وجميع فصائل المقاومة العراقية .


  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    15/05/2009
    المشاركات
    286
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    لا يمكن لحر ولصاحب فكر حر ان يوافق او يؤيد إجتثاث حزب البعث العربي كما ان كلمة إجتثاث تحمل بين طياتها معنى إقصائيا وشوفينيا نازيا إن لحزب البعث الحرية الكاملة في التعبير عن مبادئه وافكاره كما يجب توفر نفس الحرية للأحزاب الأخرى ما لم تدعو لفكر يقوم على إقصاء الآخر وعلى انكار حقوقه.


  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    ببساطة البعث ..
    قوة وطنية تضم كل الأطياف الوطنية ..
    كل الفئات الاجتماعية ..
    لاتفرق بين السنة والشيعة ..
    يهمها تحرير الوطن والعيش في كرامة ..
    لدينا شهادات من شيعة أن الرئيس الشهيد "صدام حسين"..لم يضطهد الشيعة ..
    وإنما كان لايفرق عند الخروج عن النظام العام ..
    وهم يحبونه..
    هذه الطغمة الحاكمة في العراق طائفية ..وتمزق الوطن الواحد ..
    وتبتز ثرواته..


  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية المولدي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    12/11/2008
    المشاركات
    383
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    ااخي كاظم السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
    و جدت في نفسي من ردك لأني أعتقد أنك تعرفني و جمعتنا غرفة واتا أكثر من مرة و أظن أنك فهمتني بسرعة أو حملت ما قلت أكثر مما يتحمل. أنا اردت أن أقول أن الجمعية لا تدافع عن خط أيديولوجي معين أما عن موقفي من حزب البعث أو من أية قضية أخرى فهو لا يكون نتيجة معلومات مستقاة من الاعلام و اعلام قوى الاستكبار خاصة و الامركي بالأخص لذلك رجاء لست أنا من يتعامل مع معلومات الاعلام الأمريكي " كحقائق" و موقفي من الغزو الاستكباري الأمريكي يعرفه جيدا كل من أتحاور معهم و منهم زملاء لنا في الجامعة من العراق الأبي و يعلمون أي ود و احترام أكن لهم و منهم من تحاورت معه في غرفة واتا و هو الأخ العزيز كاظم عبد الحسين عباس و يذكر ما قلت عن سبب غزو أمريكا للعراق.
    أما عن الموقف من حزب البعث فاسأل نفسك هل قدم هذا الحزب للعراق و لكل العرب، وهو ما أقر به شخصيا، فإن كان جوابك بنعم فاعلم أن هذا الحزب يعمل و من يعمل يصيب و يخطء و اللبيب من يوظف أخطاءه و لا يكررها و إن ترى أن البعث كحزب لا زال يحكم العراق منذ 41 سنة لم يخطئ فكأنك تقر بأنه لم يعمل و هذا ما لا أوافقك فيه.
    أما تقييم عمل حزب البعث العربي الاشتراكي فلا أرى أوانه الآن. الآن زمن الشد على الجرح و التمسك بالجمر و الهمة الهمة " أليس الصبح بقريب"
    مع خالص تحياتي لكل المقاومين و لك أخي كاظم كل مودتي و تقديري.
    الرأي المخالف لي يثريني.


  15. #15
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المولدي اليوسفي مشاهدة المشاركة
    ااخي كاظم السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
    و جدت في نفسي من ردك لأني أعتقد أنك تعرفني و جمعتنا غرفة واتا أكثر من مرة و أظن أنك فهمتني بسرعة أو حملت ما قلت أكثر مما يتحمل. أنا اردت أن أقول أن الجمعية لا تدافع عن خط أيديولوجي معين أما عن موقفي من حزب البعث أو من أية قضية أخرى فهو لا يكون نتيجة معلومات مستقاة من الاعلام و اعلام قوى الاستكبار خاصة و الامركي بالأخص لذلك رجاء لست أنا من يتعامل مع معلومات الاعلام الأمريكي " كحقائق" و موقفي من الغزو الاستكباري الأمريكي يعرفه جيدا كل من أتحاور معهم و منهم زملاء لنا في الجامعة من العراق الأبي و يعلمون أي ود و احترام أكن لهم و منهم من تحاورت معه في غرفة واتا و هو الأخ العزيز كاظم عبد الحسين عباس و يذكر ما قلت عن سبب غزو أمريكا للعراق.
    أما عن الموقف من حزب البعث فاسأل نفسك هل قدم هذا الحزب للعراق و لكل العرب، وهو ما أقر به شخصيا، فإن كان جوابك بنعم فاعلم أن هذا الحزب يعمل و من يعمل يصيب و يخطء و اللبيب من يوظف أخطاءه و لا يكررها و إن ترى أن البعث كحزب لا زال يحكم العراق منذ 41 سنة لم يخطئ فكأنك تقر بأنه لم يعمل و هذا ما لا أوافقك فيه.
    أما تقييم عمل حزب البعث العربي الاشتراكي فلا أرى أوانه الآن. الآن زمن الشد على الجرح و التمسك بالجمر و الهمة الهمة " أليس الصبح بقريب"
    مع خالص تحياتي لكل المقاومين و لك أخي كاظم كل مودتي و تقديري.
    الرأي المخالف لي يثريني.
    السلام عليكم استاذي الكريم ..
    لم انس كلمة واحدة من محادثتنا سيدي ...اقرأ مداخلتك من جديد وسترى انك مرتبك وغير واضح المعالم فيها ... وانا اسف ان اسأت الفهم رغم اني اعرف حسن وطيب مقاصدك ..غير انك هنا في هذه المداخلة غير واضح ايضا .
    المهم ..نعم انا مؤمن قطعا ان البعث خدم العراق والامة وهذه ليست منة منه بل هو منهجه وفكره وعقيدته .....وحيث عمل البعث اعمالا ايجابية جليلة فانه اخطأ هنا وهناك ..فاعضاء البعث لم يستوردوا من بلاد خارج بلادنا ..هم عرب وعراقيين ..وانت سيدي ادرى بحال شعبنا ..ثمة خلل في العقيدة ..وثمة خلل في بعض من ينفذ ...الخلل والاخطاء كانت على ايدينا نحن المنفذين وليس في العقيدة ..
    ثم ..اخطأنا ...ليكن ..فهل يحق لامريكا وايران والكيان الصهيوني ان تجتثنا ؟
    لك كل التقدير


  16. #16
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح المياح مشاهدة المشاركة
    كم كان البعث ومازال عظيما والذي جعل كل قوى الشر والرذيله تتجمع لمقاتلته وكم كان الشهيد صدام حسين بطلا عندما اخاف اعدائه وهو حيا واخافهم وهو في ذمة الخلود عندما قامو بمنع الزياره لمرقده الشريف
    الله اكبر كلما اشتدت المنازله ظهر رجالا اشداد لايهمهم مصالحهم الشخصيه ولايهمهم شي الا حب الوطن

    السلام عليكم ...
    انتبه اخي صالح ...ارجوك احذف مداخلتك فانا يعز علي ان احذفها
    لاتنسى انك في بغداد حيث وكر الافاعي والعقارب


  17. #17
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    يكفي البعث فخرا وفخارا انه انجب رجالا مثلك اخي د. عبد الكاظم
    ولن ازيد ...واليقين ان من ينجب مثلك وامثالك لايموت
    وجودك هنا اسناد كبير للحق والمنطق والعلمية وتعزيز لتوجهات واتا العربية المسلمة


  18. #18
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    الجلبي مجرم إبادة جماعية

    أرحب بالدكتور الكبير عبد الكاظم العبودي كبيرا عزيزا في وطنه العزيز، وتعقيبا على مداخلة الدكتور المولدي، فأقول:
    أنا كجمعية لست حزبا أيديولوجيا أو سياسيا ولا أدافع عن أحزاب، وشخصيا لم أنتم لأي حزب في حياتي، لكنني كمثقف عربي حر، أرفض الاحتلال وعملاءه ونتائجه، واجتثاث وإهانة الناس، وإعدام رئيس عربي على يد المحتل، وأؤيد المقاومة الشريفة.

    هل 6 ملايين بعثي حشرات أم صراصير؟
    والجلبي هو" الدي دي تي d.d. t أو البف باف " حتى يرشهم ويجتثهم ويعدمهم؟! حتى الدي دي تي لا يستطيع رش هذا العدد! فما أدراك بعقول وبشر كرمهم الله! من هو هذا الجلبي اللعين! أنا كجمعية سأجتث الجلبي وكل أعوانه من على وجه الأرض! الجلبي في نظر الجمعية مجرم مرتكب للإبادة الجماعية والجمعية ستلاحقه حتى الموت.

    قلت يوما، وبعدما شن بعض التنابل والهياكل والمزابل البشرية المتحركة هجوما على الجمعية بسبب مواقفها المبدئية والأخلاقية:
    إن كان دفاعي عن العروبة والإنسان العربي بعثية، فأرجو أن تعتبروني بعثيا وترتاحوا!

    نسخة إلى التنابل والهياكل في "عراق اليوم"!

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادربوميدونة ; 24/09/2009 الساعة 11:30 PM

    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  19. #19
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ا.د.عبد الكاظم العبودي
    تاريخ التسجيل
    03/02/2009
    المشاركات
    50
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    الاخوة الاعزاء الاستاذ عامر العظم
    والاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
    احييكم بتحية الصدق في موقفكم المشرف دفاعا عن الامة، وعن العراق قلب الامة، وهو يواجه خطوب الاجتثاثات الشعوبية من كل جهة وصوب.
    وتعقيبا على تحيتكما لي، أقول ، فهذا وسام آخر اعتز به، يأتي اليوم من واتا، هذه، الخيمة القومية الكبيرة لكل الاحرار العرب. أدامها الله لنا ووسع أبوابها لكل من يلوذ بها مستغيثا مظالم عصرنا.
    اعتقد ان ما قلته اليوم هو موقفي الثابت من كل الاجتثاث وبكل وضوح، كموقف فكري وسياسي واجتماعي وانساني، وأنا مستعد لمناقشته برؤية قومية اولا وعراقية ثانيا مع من يرغب.
    وأعتذر لطول المقالة او الدراسة التي نشرتموها اليوم في هذا المنتدى الطيب، وهي جزء من كتاب لي سيصدر قريبا حول الموضوع ،و شرفا لي اصداره عن طريق واتا.
    توضيحا لجلل مقارعة الظلم الذي يقع الان على البعث ومقاومته وكوادره وتراثه، كحركة قومية ووطنية "قطرية" لها جذورها الممتدة في كل الوطن العربي وأمصاره، ولابد من الوقوف معها، طالما انها اختارت طريق المقاومة، وانتهجت رفض الاحتلال لاي جزء من الوطن العربي. والواجب أيضا يحتم علينا جميعا الوقوف معها ضد كل الذين سحبوا خناجرهم الاثنية والطائفية، و" تنافحوا شرفا"، ضد ما أسموه بـ "المظالم"، وهم الذين يجرمون اليوم على مسمع ومرأى العالم كله، بكل اهلنا في العراق، هم جاؤوا تماما من الاتجاه المعاكس للتاريخ ليدمروا تراث العراق ووجوده. ومن أولوية اهدافهم محاولات إجتثاث البعث وفكره عبثا، وهذا محال لانهم مفضوحون عندما قبلوا ان يكونوا أحذية للاحتلال ومعاول هدم وادوات تدمير العراق العربي.
    هنا لابد من توضيح قضية هامة لاعضاء واتا وغيرهم من قرائنا ،و مع اعتزازي، بما وصفني به الاستاذ الاخ كاظم عبد الحسين عباس ، انني مثل أخي عامر العظم لم أكن بعثيا في يوم من الايام؛ بل عارضته سياسيا لمدة 20 سنة ، سواء عندما كنت في داخل العراق او خارجه،و لكن تلك المعارضة ظلت دائما في صلب الحرص على رفعة العراق وبنائه وتطوره وتحترم الثابت القومية كالموقف من فلسطين وحرية الوطن العربي، والسعي الى الوحدة القومية، ونبذ القطرية والطائفية والتطرف الشوفيني الاعمى.،و لم تصيبني معارضتي لسلطة البعث يوما بعمى الالوان الشعوبية ضد الامة وتطلعاتها، أو تحجب عني تلك المواقف القومية المشرفة التي جسدها مناضلوا البعث في كثير من ممارساتهم على المستوى القومي وهم في السلطة أوخارجها. اما الخلاف الفكري مع البعث فهومن حقي و يبقى مطلوبا خاصة عندما نكون في خندق واحد،، ولا يعني هذا الخلاف مع البعث رفضا له.أبدا. نحن نتوحد اليوم معه في حركة مقاومة وطنية وقومية لشعبنا وامتنا، وندافع عن وجوده فصيلا مناضلا، مجندا، للدفاع عن كل رموز العراق وثوابته. . نرفض الاجتثاث الاجرامي لرفاقه ومناضليه لانه وسيلة اقصاء اجرامية تمارسها قوى الاحتلال وعملائه.
    اتفق مع العديد من المساهمات التي قرأتها اليوم ان الوقت لم يحن بعض لكي نتحاسب اونفترق . اما الاخطاء والممارسات التي عشناها فقد ظلت وراءنا ، طالما ان المحتل وعملائه يذبحون وجود العراق بذبح واقصاء احراره من كل القوى الوطنيةوالقومية..
    احييك اخي العظم فتح هذا الملف الهام وهو يعني بالنسبة لشعب العراق اعلان موقف متضامن مع الضحايا والمقاومين ، وهم اهلنا ورفاقنا من كل الفصائل الوطنية، وخاصة كوادر واطارات البعث العلمية والعسكرية هم ذخيرة مستقبل ودولة شعبنا في مرحلة البناء، وهم جنود التحرير معنا اليوم في حركة مقاومة شعب العراق والامة العربية من اجل التحرير .


  20. #20
    رئيس المجلس القومي الكلداني - الدنمارك الصورة الرمزية نزار ملاخا
    تاريخ التسجيل
    24/03/2007
    المشاركات
    47
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: موقف الجمعية من اجتثاث البعث

    أيها الإخوة
    تحية نضالية
    لم يكن البعث في نظرنا حزباً سياسياً فقط
    بل بالنسبة لنا كان البعث طريقاً فمشيناه
    وكان البعث هواءً فاستنشقناه
    وأصبح البعث دماءً تجري في عروقنا
    فكيف ننساهُ


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •