آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 106

الموضوع: موضوع مهم للمناقشة .. حول الشعر .. ارجو من الجميع الدخول

  1. #41
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    وهذا رد آخر سبق وأن كتبته , وهو يتضمن رأي الأديب والشاعر الكبير أدونيس أحد رواد ما يسمى بقصيدة النثر , والذي تخلى عنها لاحقا بعد قناعته والأسباب التي أوردها هنا :
    .................................................. .....................
    تحية طيبة لكل إخواني الشعراء والأدباء
    لقد ابتدأ نقاش ربما سيطول بين البعض كما طال في منتديات أخرى دون التوصل إلى نتيجة
    وقرأت لأحد الأخوة دفاعا مبطنا عما يسمى قصيدة النثر حيث استشهد بمن بدأ الخطوة الأولى
    وهو الأديب أدونيس أو ( علي أحمد سعيد )
    وأنا هنا لا لأحلل أو لأنقد أو لأقيم أديبا كبيرا مثل أدونيس حتى وإن لم أقتنع بما يطرح
    وهو كثير .....
    لكنني هنا سأنقل نص ما كتبه الأديب الشاعر في مقدمة ديوانه ( الأعمال الشعرية الكاملة )
    تحت عنوان ( إشارات حول هذه الطبعة ) والمنشورة في بيروت في أيلول عام 1983 وقد اخترت الفقرات التي لها علاقة بما نحن بصدده.
    وسأكتبها دون تعليق مني .......
    3- كانت " أرواد يا أميرة الوهم " بداية تجربتي الكتابية شعرا بالنثر , بدأتها سنة 1958 ونشرت جزءها الأول في مجلة " شعر " العدد 10 السنة الثالثة 1959 . كتبت هذه القصيدة في مناخ الجدل الذي أثرناه في مجلة " شعر " حول أشكال التعبير الشعري ومشروعية البحث عن أشكال جديدة , وكتبتها تجريبيا بمعنى إنني حاولت أن أجرب شكلا مغايرا لما نعرفه من أشكال التعبير الشعري.
    4- كشف لي التجريب إن كتابة الشعر نثرا مغايرة كليا لكتابته وزنا وإن الكتابة بالنثر لا تقوم أبداعيا وفنيا لمجرد الرغبة والممارسة ربما يكمن هنا السر في وقوع المحاولات الكتابية العربية شعرا بالنثر تحت الهيمنة المعيارية لتجارب سابقة ولا سيما تجارب قصيدة النثر الفرنسية ومثل هذه التجارب لا يمكن أن تقدم للنص العربي معياريته فهو لا يقدر أن يستمدها إلا من خصوصيته اللغوية ذاتها, وهذا ما أكد لي إن الكتابة العربية شعرا بالنثر تفترض موهبة إبداعية شعرية عالية هي الضمان الجوهري الأول وتقتضي إلى ذلك معرفة عالية بالموروث الشعري العربي وثقافة فنية عالية وذلك ليقدر أن يبتكر المقتفيات الفنية للشكل الكتابي الجديد.أي لكي يقدر أن ينشئ كتابة شعرية بالنثر يمكن أن تستضئ بتجارب الآخرين لكن دون أن تنتهج على منواله ودون أن تتبنى معاييره, دون هذه المقتضيات تظل الكتابة الشعرية بالنثر إنشاءا تعسفيا بمعنى إنه ( غفل ) , لا ترى فيه خصيصة يتفرد بها. فما نراه فيه من خصائص شعرية يمكن أن نراه في رواية أو قصة أو كتابة نثرية أدبية. وهذا مما يجعل هذا الإنشاء هشا ويجعل من كتابته مساحة مشاعا قد تعجبك في هذه المساحة زهرة هنا أو نبتة هناك لكنها تبقى تناثرا نوعا من التعبير ويبقى هذا الإنشاء في أحسن حالاته نوعا من ( الخواطر )
    5- ربما كان ذلك في أساس ما دفعني إلى أن أطور نظرتي لكتابة الشعر نثرا فقد توقفت عن هذه الكتابة ( باستثناء المزامير في أغاني "منهيار الدمشقي " ولا أعدها " قصائد " حتى سنة 1965 ورأيت إن علينا أن نعيد النظر في ما قلناه ومارسناه مما يتصل بما " سميناه قصيدة النثر "
    6- في مجموعتي الشعرية " كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل " بدأت محاولتي تجاوز " قصيدة النثر " إلى كتابة " نثر آخر "
    وهذا النثر الآخر مزيج _ شكل من الأفق الكلامي المتحرك - يتسع لاحتضان عناصر كثيرة من النصوص الأخرى التي تكتبها الأشياء في العالم أو تكتبها الكلمات في التاريخ إنه بتعبير آخر خروج من " قصيدة النثر " إلى ملحمية الكتابة وقد تمثل هذا الخروج بنحو أخص في " مفرد بصيغة الجمع " وأرى إن لهذه الكتابة أصولا في التراث الشعري العربي بينها تمثيلا لا حصرا " الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي "
    8- حين نشرت قصيدة " هذا هو اسمي " ظن بعضهم وبينهم نقاد وشعراء إنها نثر , ولعل ذلك عائد إلى إنهم لم يروا فيها الشكل المألوف المشطر لقصيدة ما يسمى " الشعر الحر " أو " شعر التفعيلة " .
    تنبغي الإشارة هنا إلى إن القصيدة موزونة بكاملها لكنها مدورة لهذا يجب أن تقرأ محركة ودون وقف , إلا حيث الوقف الذي تفرضه القافية .
    أما قصيدة " مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف " فهي مزيج من الوزن والنثر مع غلبة الوزن , كذلك قصيدتا " أقاليم النهار والليل " و " تحولات العاشق " مع غلبة النثر.

    .................................................. ........................................

    وأنا هنا لن أعلق ولن أبدي رأيي ولكنني أدعو كافة الأخوة الذين لديهم اهتمام بهذا الموضوع من شعراء العمودي والحر ومن يكتب النثر أن يبدوا آراءهم .... وأن يتمعنوا في ما كتبه الأديب أدونيس في مقدمة ديوانه.
    ولكن قبلها أرجو منهم أيضا أن يقرأوا في المجلد ذاته أو أينما كان يمكنهم الوصول إلى قصائد ( أدونيس )
    أن يقرأوا القصائد التالية :
    البربري والقديس
    مات إله
    حوار
    لغة الخطيئة
    رؤيا
    وجهك يا مهيار
    اعتراف
    الصاعقة
    الذئب الإلهي
    الخيانة
    الصدفة
    إله يحب شتاءه
    براءة
    موت
    آدم
    نوح الجديد
    .................................................. ...................
    بالطبع أنا أؤمن بشئ واحد إن أية دعوة أو ممارسة تنبعث من مجمل العوامل المؤثرة
    والتي أهمها ( الأيمان ) و ( الذات ) و ( ما يؤثر في بناء الأفكار من معتقدات ومبادئ )
    و لي في ذلك تعليق طويل ولكن بعد مساهماتكم الفاعلة
    كما أرى إن من يشارك عليه أيضا أن يقرأ ما نشرته الكاتبة عبير النحاس حول الأدب الإسلامي
    فهناك ترابط وثيق وإن لم يظهر للعيان .

    .................................................. ......................

    وسأتابع معكم بإذن الله .

    تحياتي وتقديري


  2. #42
    عـضــو الصورة الرمزية الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
    تاريخ التسجيل
    20/12/2006
    العمر
    55
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    نزولا عند طلب أستاذنا الدكتور جمال مرسي أنقل وجهة نظري في النقاش الدائر حول ما يسمى قصيدة النثر إلى هذه الساحة وأتمنى على الأساتذة الأعزاء تعميق المناقشة خدمة للشعر



    * بداية ، لست من الذين يتهافتون للخوض في المسائل الثانوية الصغيرة التي تتعب أصحاب العقول المتأملة الغائصة في قضاياها الجوهرية والصعبة المعقدة وأحب قبل الدخول في موقفيتي من ما تلوكه ألسنة بعض الأعزاء من الأدباء والكتاب العرب في هذه الآونة ، أن أعلن أنني لست معنيا بمستوى ما آلت إليه النقاشات النقدية حول الشعر العمودي وما الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة وما قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وما قصيدة النثر وإنما أردت أن أسجل هدفا في مرمى الفراغ المعرفي والثقافي العربي الذي – يبدو أنه – أصبح مرهقا من رداءته في هذا العصر الرديء على كل الأصعدة ، حتى التبس عليه الثابت بالمتغير واختلط عليه الأمر بين ما هو خالق وما هو مخلوق حتى كأن خليل بن أحمد الفراهيدي أصبح منزها كتنزيه كلام الله – وتعالى الله علوا كبيرا – ولم يستوعب العقل العربي المعرفي أن الإبداع ظاهرة إنسانية / حبّ من حبّ وكره من كره / .
    والظاهرة الأكثر سخرية في ساحات نقاشنا النقدي والسجالي الأدبي تلك السلوكات الصبيانية المتناطحة والمتفاخرة بمن يعرف أكثر من غيره كتابة الشعر وصناعته على أوزان الفراهيدي والوزنين اللذين زادهما الأخفش وبين البعض الآخر الذي ينافر بعمق الشعرية والشاعرية ونسي الجميع جوهرية قضايا الشعر التي كانت عند شعراء الجاهلية برلوانا ناطقا عن كل القضايا وما تقنين الشعر بالزحافات والعلل والفعولونات والفعلونات إلا ّ من صميم تفوّق تلك الذائقة العربية القديمة الراقية وهو ما لم يرد عرب هذا العصر فهمه للزيادة عليه وإضافة نوعيات أخرى من العبقرية اللغوية العربية ، التي نزلت للأسف الشديد إلى مستوى من يحفظ أكثر من غيره بحور الشعر ومن ينسج أفضل من غيره أبيات الفخر والمدح والغزل وكأن بحور هذا الشعر ثابت مثل ثابت المعتقد الديني واختلط الحابل بالنابل ونسي الجميع في غمرة الجهل العصري الحديث أن من حقوق الإنسان الحق في الإبداع والتميّز حتي يحقق التراكم الحضاري والثقافي في المجتمع الذي يتحرك ويحيا فيه ن مثلما حقق الأقدمون هذا التميّز وإلا ّ ما وصلنا نحن إبداع أبو الأسود الدؤلي في اللغة والفراهيدي في الوزنية الشعرية ورغم ذلك لم نسمع في يوم من الأيام أن عالما لغويا عربيا واحدا في عصرنا جاء بجديد إبداعي يضيف إلى هذا الإبداع العربي القديم ، الذي – وللأسف الشديد ومؤسف هذا الأسف – أن نصبح سجناء له وكأنه كلام إلهي منزه – وتعالى كلام الله علوا كبيرا – حتى أنتجت لنا هذه الذهنية العربية السلفية الثقافية وما هي بالسلفية في شيء وفرّخت لنا السلفية الدينية وماهي بالسلفية في شيء وتقيّأت لنا الجهادية والتطرف الفكري على كل الإتجاهات ولم ينتبه العقل المفكر العربي أن ّ الإنسان ابن بيئته وهو مسؤول عن كيانه وطبيعتة ونزعة حياته فيها بكل المقاييس الجمالية والذوقية والعلمية .
    أرى أننا لابد من التأني قليلا والتفكر مليا فيما هو مطلوب منّا في هذا العصر الذي تفوّق فيه الغربيون تفوّقا مدهشا ، في شعرهم وفكرهم وعلومهم وتأخرنا فيه نحن تأخرا لم تشهده العقلية العربية منذ زمن الشنفرى إلى المتنبي أو ينقص قليلا ، إن المسألة في هذا العصر ليس في قصيدة النثر أو الشعر العمودي فكلنا نستطيع أن ننمق ونكتب على وزن البحر الطويل والبحر المتدارك وعلى بحر الرمل .. ولكن الأهم كيف نبدع وبأي أدوات إبداعية يجب أن نرفع من مستوى الوعي الأدبي والشعري والجمالي والقيمي في الوقت الذي نحن فيه نتكالب ونتصارع ونتآكل باللغة وبالسلاح وأعلنها صراحة من هنا أنّ لي أوزاني في الشعر وهي تعتز طوال العمر بأوزان الفراهيدي ، أما الذين لا يستوعبون هذه الحقيقة فلهم أوزانهم وعراكهم ولهم بحورهم ومجاملاتهم ولهم تقطيعاتهم ومدحهم


  3. #43
    أستاذ بارز الصورة الرمزية حسام الدين نوالي
    تاريخ التسجيل
    19/10/2006
    العمر
    46
    المشاركات
    641
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أيها الكرام..
    المسألة الشعرية في جوهرها ليست فيما يبدو لي مسألة العمودي أو النثير، في العمق هناك الشعر أو اللاشعر، والسؤال يغدو : كيف يتحدد الشعري من غيره؟
    لعل السجالات التي دارت منذ أرسطو إلى اليوم هي محاولات لسبر الملامح الشعرية في الخطاب الشعري، فحين نتساءل ما الشعر؟ قد نجد أنفسنا مرتبكين في وضع الإجابات، لكن بالمقابل قد يسهل التعرف على الذي ليس بشعر.
    ثم هل الوزن محدِّد شعري؟
    ودعونا نفرق بين الوزن والإيقاع، ثم ألم نسمع بأصوات رافضة لانتماء ما سمي ب "شعر الحكم "إلى الشعر؟ أليست بالتالي العديد من كتابات المتنبي والمعري وغيرهما في موضع السؤال؟
    وأريد أيضا الانتباه إلى مسألة مهمة، إن الحديث عن "شعر النثر" أو "النثيرة" أو غيرها من المسميات لا يبيح لنا الاطمئنان إلى كل ما يُكتب في الجرائد والمنتديات تحت هذه اليافطات، ونفس الشيء بالنسبة للشعر العمودي وشعر التفعيلة، فإذا أردنا الدراسة الدقيقة ينبغي على الأقل إيجاد أرضية تسمح بالمقارنة، والأرضية الأولى هي اختيار النصوص الجيدة في كل نوع.
    ثم هناك مسألة أخرى، إذا كان الشعر العمودي قد شبع أو كاد من المتابعة النظرية والنقدية مقارنة مع قصيدة النثر فإنما لأنه أقدم، وبالنظر إلى عمر هذه الأخيرة فإنه لا يسعنا إلا أن نقول : امنحو قصيدة النثر زمنا للنضج مثل الذي مُنح للشعر العمودي كي يتبدى ملمحها الأساس مع الزمن.
    ألم يكن حال الشعر العربي قديما -قبل الفراهيدي- أشبه بحال قصيدة النثر اليوم؟
    وهل علينا انتظار "فراهيدي" آخر لقصيدة النثر مثلما كتب الشاعر "الحسين والمداني " يوما يقول بلسان قصيدة النثر:
    "من يدلّ جموحي عليك -خليل بن أحمدْ
    فيأتي إليك
    وتأتي إلينا
    مشيرا وشاهدْ،
    تُلملم نصي المشرّدْ
    على
    إيقاع جديد
    لخيل جموح
    بتسع وتسعين بحرا
    ممـــــدّدْ."

    حسام الدين نوالي- المغرب

  4. #44
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اللغافي
    تاريخ التسجيل
    22/01/2007
    العمر
    63
    المشاركات
    209
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي هذا نص أجوبة عن حوار سابق أجراه معي الدكتور أبو شامة المغربي..أتمنى أن يثري النقاش

    هذا نص أجوبة عن حوار سابق أجراه معي الدكتور أبو شامة المغربي..أتمنى أن يثري النقاش


    تحية ودية، وشكرا على توريطي مرة أخرى في براثين أسئلتك العاشقة... توريطي في إشكاليات معقدة لحد الآن، ولا بأس، سأحاول أن أعطيك وجهة نظري أستهلها بالآتي:


    الشعر بالنسبة لي هو كما يقول الأستاذ جعفر العلوي:"تكمن فيه رغبة في البوح في قول شيء ما، وأي منجز أدبي لا ينهض على فراغ.."


    الشعر يا صاحبي دوره في دور صاحبه، ولكل صاحب دور رؤيته تلهمه الإفصاح عما يخالجه، وحسب درجات الحالات التي قد ينتهي إليها لحظة الكتابة، فتجيء القصيدة مستكانة، أو مشاكسة، منفعلة، ثورية إلى حد الجنون.


    الشاعر من طبعه لا يستقر على حال، ودائم الترحال، إما جسديا، أو ذهنيا، تجده شاردا كأنما يعد النجوم، والشعر يدل على رمزية كامنة في الذات الملهمة.


    والشعر هو عملية ترتيب لفوضى داخلية لا يحسها إلا الشاعر، أما عن بدايتي الشعرية، فأستطيع أن أوجه معك نفس السؤال للزمن، حيث سيكون جديرا بالإجابة، فالبداية أو النهاية ليستا مرتبطين بالكيف، ولكن قد تكون رؤية ميتافيزيقية خارج الملموس...


    فالشاعر والشعر واحد، لا يمكن أن يخلق شعر بدون شاعر، ولا شاعر بدون شعر، كلاهما مرتبطان ببعضهما ارتباطا روحيا، والشعر هو رؤية مبدع، وخيار لقضية ما يلتزم بها...


    يقول "فريد ريك ده هارد نبرغ" المعروف "بنوفاليس": "مثلما يرى الرسام الأشياء المرئية بعيون متميزة عن تلك التي ينظر بها سائر الناس، يرى الشاعر أحداث العالم الخارجي"


    ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟







    الفاصل بين النموذجين: الكتابة النثرية وأختها الشعرية، حسب تعريفك، هو نفسه الفاصل بين المصطلحين "نثر"شعر"هذا اعتراف ضمني بأن هناك فاصل واضح.


    إنهما بحران ملتقيان، ويحول بينهما حاجز يجعلهما منفصلين، النثر سرد يستطيع الحكي وتحليل الأفكار وتعقيدها، لكن الشعر يبحر في متسع من الخيال المشبع بالصور الهلامية، مشبع إلى حد ما بالرمزية.


    أما إذا ما كنت تقصد بالكتابة النثرية قصيدة النثر، فهذا موضوع آخر يستوجب الوقوف عنده لتبيين الفاصل بينها وبين قصيدة شعر، رغم أنها إشكالية ما تزال أسئلتها عالقة إلى حد الآن، منذ تاريخ نشأتها.







    منذ بداية الشعر الحديث، أو الشعر الحر، عند العرب سنة 1947 والصراعات قائمة، والتحديث جار إلى أن ظهرت قصيدة النثر، فأثارت ضجتها كذلك، فبحث فيها كثير من النقاد العالميين مثل "جون كوهن"في كتاب"بنية اللغة الشعرية"، الذي بدل فيه جهدا علميا مميزا، في محاولة منه لصياغة مفهوم نقدي لـ "قصيدة النثر" يميزها عن الأنواع الأخرى، وقد ميزها بالفعل آنذاك، وأطلق عليها اسم"قصيدة دلالية"، وغيره كثير ممن أثاروا هذه الزوبعة من الأطروحات، عد معي إلى الأديب الناقد "سوزان برنار" في موضوع "قصيدة النثر منذ بودلير إلى أيامنا" .


    الفاصل بين قصيدة النثر وأختها الشعرية، لا يكمن في استقلاليتها عن القواعد التفعيلية وحسب، بل حتى في طريقة تركيبها، لكنها تبقى امتدادا للقصيدة الأم، وليس بينها وبين ماضيها وبين الأشكال الأخرى أي قطيعة، ما دامت لا ترفض انتماءها إلى لغتها، وقد وصفها النقاد بعدة صفات، منهم من ذهب إلى أنها ليست رؤيوية، ومنهم من اتهمها بأنها لا تتقدم نحو غاية أو هدف، كالأشكال الشعرية الأخرى، ومنهم من اتهمها بتجاوز الشكل والمضمون، ومنهم من قال بأن وحدتها العضوية مغلقة.


    أما بالنسبة للسؤال الرابع، فأنا قارئ بامتياز، قرأت لنفسي أكثر من مرة، أما الآخرين أمر عليهم مرور المتلقي المتعلم، وهذا لا أظنه عيبا، بل لأمتلك فرادتي، ولأضاف إلى الساحة الأدبية كصوت اضافي ، وليست نسخة لأديب آخر، فمحمود درويش سألوه مرة عن مسألة القراءة، فأجاب بأنه لا يقرأ، ولا أعرف إن كان محمود أنانيا، أو لا يحبذ أن يستهويه صوت ما، وهذا لا يعني أنني لست قارئا، بل قد أكون قارئا بامتياز، حيث يمكنني أن أمر على نص ما، واذا ما استهواني تلتصق كل مقوماته التركيبية والإيقاعية في الذاكرة، وأكن محبة خاصة لبعض الشعراء، خذ معي على سبيل المثال الشاعر اللبناني شوقي بزيع، وقصيدته الرائعة "القمصان الثلاثة"قرأتها مرة واحدة وبكثرة إعجابي بها لم أعد لقراءتها...


















    حتى لا أنجرف نحوها بالكامل، أما عن قراءاتي المتعددة، فقد أكون قرأت لأغلب الشعراء العرب منذ الجاهلية إلى العصور الوسطى، إلى تاريخ القصيدة المعاصرة، إلى عصر السياب ونازك، إلى يومنا هذا، فالوقت لا يسعنا كي نذكر كل ما مر بين أعيننا، حتى في الفكر والفلسفة، فالشاعر يجب أن يكون مطلعا، وأظنني قد فعلت ذلك، حتى إنني اطلعت على الأدب الغربي والعالمي المعاصر بدءا من "ت س اليوت" و"بودلير"إلى يومنا هذا، مرورا بشعراء إسبان، وفرنسيين، وإنجليز، وألمان، وروس إلى غير ذلك، ممن أسسوا للتجربة المعاصرة، وما زال يشدني اليهالأديب "خوخس لويس بورخيس" في نصه الرائع "المرآة والقناع".


    أما عن سؤالك الخامس، فأجده يصب في نفس الإتجاه الرابع، أعني أنه نسخة من السؤال الرابع رغم أنه غير مطابق لأصله، وأظنني أجبت عنه بطريقة أو بأخرى، حتى إن سؤالك السادس يعيدنا إلى الاجابة التي تمحورت في سؤالك الثالث، أما سؤالك السابع، فقد يكون جديرا بالوقوف عنده، والإجابة عنه.







    اللغة هي أداة الفن الشعري ووسيلة إبرازه، والمحور الذي تكاد تدور حوله معظم البحوث النقدية، تنظيرا وتطبيقا".

    "الأصول التراثية في نقد الشعر العربي للدكتور عدنان قاسم"


    هذا مدخل للاجابة عن سؤالك هذا سيدي الدكتور أبو شامة، فالقصيدة المعاصرة العربية أراها قد تخلصت من جميع القيود القديمة، وبدأت تتخطى حتى القيود التي رسمها لها المحدثون، كقصيدة التفعيلة مثلا نجدها في تراجع مستمر، والقصيدة المؤسطرة، التي اتخذت من الأسطورة ميزة لها، كذلك بدأت تنقرض أو انقرضت، إن صح ذلك، وانشغل الشعراء الجدد باللغة بجميع مشتقاتها حيث تفننوا في إنتاج قواميس لغوية لم يحدثها من قبلهم الرواد، وحتى شعراء الغرب هم كذالك استغنوا عن ما دعى إليه أسلافهم الأولون ..








    والشعراء والفلاسفة الألمان كانوا من السباقين إلى تلك الدعوة ك "فريدريك شلنغ"، و"أغست شليغل"، و"جوهان هردر" هؤلاء من الذين دعوا إلى استخدام الأسطورة في الشعر مطلع القرن التاسع عشر، أما اليوم فأصبح الشعر يواجه إشكالية إثبات الذات:


    كيف سيفرض نفسه على المتلقي؟ وكيف سيكون له وقعا على المناخ السياسي العالمي؟ كما هو الحال عند الشعر الرائد الذي حمل قضايا وتحمل المعاناة الإديولوجية.


    أما عما يتعلق بالنقد الشعري وما يعنيه: السؤال الثامن.


    النقد هو عملية إفشاء لسر كامن بين الأسطر قديما وحديثا.. هو فضح لخبايا موضوعية وتركيبية لغة ومضمونا.. هو القبض على الخيط الهلامي، الذي يرسخه الشاعر بين الحرف والكلمة، إلا أن النقد قديما كان يحمل على عاتقه مسؤولية الأمانة لكي يوصلها إلى القارئ كما هي.


    الموضوع دائما يطرح نفسه بين النموذجين:القدم، والحداثة، وهي إشكالية شغلت منذ العصور الأولى المهتمين بمسار البحث، في كل زمان ومكان، ولا أستطيع أن أعود معك إلى تاريخ هذا الهم الخرافي، قد أسميه ذلك لأن النقد بالنسبة لهذا العصر أصبح هاجسا خرافيا، تغور معناه من حيث العلاقات العامة، والإديولوجيات التي تسيطر على الفاعل، ليمارس مهمته منحازا، وهذا كذلك موضوع يستوجب الوقوف عنده...









    لكننا سنتجاوزه ونتجاوز كذالك ما قاله القدامى من أمثال "ابن قتيبة"، ولا أعود إلى حداثة العهد القديم مثلا عند الفرزدق وجرير والأخطل، وأمثالهم في مجمل العصور، ولا أعود الى عمرو بن العلاء، الذي كان يعد ناقدا مميزا، وقد لا تختلف نظرة القدامى والمحدثين إلا إديولوجيا.


    ثم هناك نقد النقد، وهو مؤاخذة النقاد بعضهم البعض، فكل حديث في عصره تجد له موقفا اتجاه العهد الفائت، وتوافق النموذجين: الحديث والقديم يكمن في كونه امتد عبر العصور بطريقة تلاقحية، مما أثر على الغرب كذلك.


    أرجع إلى"ben jhanson" الذي قال: {إن أولى الضروريات يجب على الشاعر أن يستفيد من كتابات غيره}، وأعتبرها دعوة سياسية تروج للكاتب منتوجه، ويقول" ت س إليوت":{عقل الشاعر يجب أن يكون كالمغنطيس، يجذب إليه الأفكار، والصور، والعبارات مما يقرأ}..


    إلا أنني أخي أبو شامة لا أتفق معهما، فالمسألة يجب أن يعاد النظر في محتواها، لأنها تؤدي إلى الإنتحال والسرقة الأدبية غير المباشرة، وهذا الذي وقع فيه أديبنا الكبير الشاعر"أدونيس".


    راجع كتاب "أدونيس منتحلا".


    لهذا لا يستهويني تكرار قراءة النصوص، وخصوصا الجيدة منهاذ.


    أما عن سؤالك التاسع والعلاقة بين تشكيل القصيدة العربية ومحتواها، فالشكل والمضمون كلاهما مرتبطان بالحالة النفسية عند الشاعر، وإذا لم يكن هناك علاقة بين الشكل والمضمون، فهل يستحق النص أن يعتبر قصيدة؟


    الشكل والمحتوى هما ركيزتان أساسيتان في بناء النص الشعري قديما وحديثا، والإيقاع، والدلالة، والتركيبة الواعية، والمتخيل الرؤيوي، والوحدة العضوية ...


    على العموم كلها تعتبر أدوات أساسية في بناء الهرم الشعري، العربي وغير العربي.


    أما عن فن الإلقاء يا حبيبي، فهو عامل استراتيجي يخدم بالدرجة الأولى النص الإبداعي، واذا غاب الإلقاء، وأعني هنا فن الإنشاد تغيب معها جمالية النص، فالإلقاء يضفي على القصيدة خمسين في المئة من شاعريتها حسب تردد التموجات الإيقاعية، وحسب كذلك ما يطرأ على النص من مد وجزر...


    أما سؤالك الأخير.


    السيرة الذاتية طبيعتها من طبيعة الشاعر، إذا كان الشاعر علما، فقد يكون للسيرة وزن، هذا إذا ما كنت تعني أصداء القراء والمتتبعين.


    أما اذا كنت تعني أصداء السيرة الذاتية داخل النص الإبداعي نفسه، فهذا قد يكون منطقيا في بعض الحالات، وليس بالضرورة في جميع ما ينظم.


    تتمة


    بهذا أيها الأحبة ..وكل متتبعي هذا الحوار أكون قد أنهيت أجوبتي، أتمنى أن تكون مفيدة، وأنتظر ردودكم بشوق كبير.


  5. #45
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    نماذج من شعر أدونيس
    ـــــــــــ


    أعيش مع الضوء

    من المتقارب

    أعيشُ مع الضوء عُمْري عبيرٌ
    يمرّ, وثانيتي سنواتُ
    وأعشق ترتيلةً في بلادي
    تَناقَلها كالصباح الرعاةُ;
    رَموْها على الشمس قطعةَ فجرٍ نقيٍّ
    وصلّوا عليها وماتوا -
    إذا ضحك الموتُ في شفتيكَ
    بكت, من حنينٍ إليكَ, الحياةُ .

    بين عينيك وبيني
    ( من الرمل )



    حينما أُغرقُ في عينيكِ عيني,

    ألمح الفجر العميقا

    وأرى الأمس العتيقا

    وأرى ما لست أدري,

    وأحسّ الكون يجري

    بين عينيكِ وبيني .


    من ثلاث مرثيات لأبي

    ( من المتقارب )

    على بيتنا, كان يشهق صمتٌ ويبكي سكونُ

    لأنّ أبي مات, أجدبَ حقلٌ وماتت سنونو



    العباءة


    ( من الرجز )




    في بيتنا عَباءةٌ

    فصّلها عمْرُ أبي

    خَيّطها بالتّعبِ.

    تقولُ لي - كنتَ على حصيرِه

    كالغُصُنِ المنجرِد

    وكنتَ في ضميرِه

    غدَ الغدِ.

    في بيتنا عباءةٌ

    مرميّةٌ, مبعثره

    تشدّني لسقفهِ

    لطينهِ للحجَره

    ألمح في ثقوبها

    ذراعه المحْتضنهْ

    وقلبه ولهفةً في قلبه مُستوطنه

    تحرسني تلفّني تملأ دربي أدعيه

    تتركني شَبَابةً وغابةً وأغنيه .


    العهد الجديد

    ( من المتقارب / المتدارك )




    يجهلُ أن يتكلّم هذا الكلامْ

    يجهل صوتَ البراري,

    إنه كاهِنٌ حجريُّ النعاسْ

    إنه مُثْقَلٌ باللغات البعيدهْ.

    هوذا يتقدّم تحت الركامْ

    في مناخ الحروف الجديدهْ

    مانحًا شعره للرياح الكئيبهْ

    خشِنًا ساحرًا كالنحاسْ.

    إنه لغةٌ تتموّج بين الصواري

    إنه فارس الكلمات الغريبهْ .



    لغة المسافر
    ( من المتدارك )




    أمسِ تحت المحاجر سافرتُ تحت الغُبارْ

    فسمعتُ صدانا

    وسمعتُ انهيارَ الحدودْ

    ورجعتُ, وقيل نسيتُ هنالكَ,

    مِن دهشةٍ, خُطواتي

    خطواتي? بلَى وَكأنّي أراها

    حُرَّةً تَتنقَّل بين الشرايين بين الرّئاتِ

    وتطوف الحنايا وتنقادُ

    مذهولةً أو تحارْ

    في ثنايا الخواصر في الجلْد

    في هُوّةٍ لا تراها

    وكأني أراها

    بعد هذا تعودْ.

    ستمرّ, ولن تلمحوا, خُطواتي

    بيننا لغةٌ للمسافة يجهل ألفاظها سوانا .


    أسلمت أيامي
    ( من الكامل )




    أسلمْتُ أيامي لهاويةٍ

    تعلو وتهبط تحت مركبتي

    وحفرتُ في عينيّ مقبرتي,

    أنا سيّد الأشباح أمنحُها

    جِنْسي وأمسِ منحتُها لغتي

    وبكيتُ للتاريخ منهزمًا

    مُتعثرًا يكبو على شفتي

    وبكيت للرعب الذي احترقتْ

    أشجارُه الخضراء في رئتي;

    أنا سيّد الأشباح أوقظها

    وأسوقها بدمي وحنجرتي

    الشّمس قُبّرةٌ رميتُ لها

    أُنشوطتي والريح قبّعتي .


    نماذج من شعر صلاح عبد الصبور :

    رؤيا ..
    ( من المتدارك )




    في كل مساء،

    حين تدق الساعة نصف الليل،

    وتذوي الأصوات

    أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي

    و أنادم ظلي فوق الحائط

    أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي

    أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت

    تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت

    أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً

    يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب

    أجدل حبلا من زهوي وضياعي

    لأعلقه في سقف الليل الأزرق

    أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية

    أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.

    حين تدق الساعة دقتها الأولى

    تبدأ رحلتي الليلية

    أتخير ركنا من أركان الأرض الستة

    كي أنفذ منه غريباً مجهولاً

    يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني

    تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان

    يتحول جسمي دخان ونداوه

    ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة

    تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي

    أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة

    تخفيها تحت سراويل العشاق.

    و في أذرعة الأغصان

    أتفتت أحياناً موسيقى سحرية

    هائمة في أنحاء الوديان

    أتحول حين يتم تمامي -زمناً

    تتنقل فيه نجوم الليل

    تتجول دقات الساعات

    كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي

    وتخرج منه الشمس اللهبية

    وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها

    تلقي نوراً يكشف عريي

    تتخلع عن عورتي النجمات

    أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،

    إذ تنقطع حبالي الليلة

    يلقي بي في مخزن عاديات

    كي أتأمل بعيون مرتبكة

    من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات.


    القديس

    ( من الوافر )




    إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى

    كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي

    إلي ، أليّ

    لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه

    بطيش زماننا الممراح

    نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي

    ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا

    إلي إلي

    أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي

    حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله

    سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق

    وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا

    وحنّ الصدر للمرفق

    وداعبت الخيالات الخليينا

    ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق

    وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس

    لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس

    وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام

    وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام

    وقالت:

    بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان

    وأن حفيف هذا النجم موسيقى

    وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف

    و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف

    وأن الله قد خلق الأنام ، ونام

    و أن الله في مفتاح باب البيت

    ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه

    لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها

    كذلك كنت

    وذات صباح

    رأيت حقيقة الدنيا

    سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى

    رأيت الله في قلبي

    لأني حينما استيقظت ذات صباح

    رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي

    و نفس الضحى الفواح

    خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق

    وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق

    وفي لحظة

    شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس

    شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه

    شعرت بأنني أصبحت قديساً

    وأن رسالتي ..

    هي أن أقدسكم.


    نماذج من أشعار سميح القاسم

    أشد من الماء حزنا
    ( من المتقارب )


    أشدٌ من الماءً حزنا

    تغربت في دهشةً الموتً عن هذه اليابسهٍ

    أشدٌ من الماءً حزنا

    وأعتي من الريحً توقا إلي لحظة ناعسهٍ

    وحيدا. ومزدحما بالملايين،

    خلف شبابيكها الدامسهٍ..



    ضربت هذه الأمثلة كنماذج قليلة جدا لأشعار من يستشهد بهم كاتبو قصيدة النثر للاستدلال على أن أوزان الشعر العربي و تفاعيله لا تضيق بإبداعات الكبار و لا ما حوته أشعارهم من معان و صور جميلة
    و لو شئتم لملئت هذه الصفحة منها



    و أقول لأخي الفاضل الشاعر ابراهيم قرصاص .. على رسلك أخي الحبيب
    لم يقل أحد أن أوزان الفراهيدي كلام منزل من السماء .. فالفراهيدي كما تعلم سيدي لم يبتدع هذه البحور و لا ألفها و لا جاءه وحيها من السماء و لكنه فقط جمعها من تراث ما كان يكتبه الأقدمون فقدم لنا علما جميلا و مفيداً .. فهل ننكر هذا العلم . إن فعلنا فعلينا إذن عدم الاعتراف بابن الهيثم و ابن حيان و أفلاطون و أرسطو و ابن خلدون و .. و ... إلى آخر القائمة
    و أقول لك بكل حب :
    لماذا لا ( نسجل هدفا في مرمى الفراغ المعرفي والثقافي العربي الذي – يبدو أنه – أصبح مرهقا من رداءته في هذا العصر الرديء على كل الأصعدة ،) ... على حد قولك ، ضمن هذه الأطر التي تعطي للشعر رونقه و جمالياته و تجعل الشعر شعراً و النثر نثراً . و قد رأيت انه لا يضيق بالفعل بهذه الفراهيديات و الأخفشيات التي صارت تتهم بالرجعية و التخلف و التي أنتجت لنا على حد قولك هذه العقلية العربية السلفية الجهادية و المتطرفة فكريا على حد زعمك .
    لقد نأيت بعيدا سيدي و اتهمت التراث بما ليس فيه و اتهمت من يتبعونه بما ليس فيهم أيضاً .
    و أعلم أنك ستصدقني لو قلت لك أنني لا أحفظ من أبيات الشعر العربي لا قديمه و لا حديثه إلا ما كان مقرراً علينا في المدرسة . و أحمد الله على ذلك كي لا أكون مقلدا أعمى أو أتباهي بحفظي للمئات و الآلاف من الأبيات و على ذلك بنيت شخصيتي الشعرية التي أفخر بها و لله الحمد .
    فقط أذكرك بمقولة قالتها لي جدتي ( من لا قديم له فلا جديد له )
    من الأصالة يا سيدي ينمو التجديد .



    و أخيرا أقول لأخي عادل العاني
    شكرا لك أيها الفاضل ما نقلته لنا من مقدمة أدونيس و ننتظر رأيك الخاص


    و للجميع مودتي و تقديري


  6. #46
    عـضــو الصورة الرمزية الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
    تاريخ التسجيل
    20/12/2006
    العمر
    55
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي لا ننكر علم الفراهيدي ولكن ...

    أسجل اعتزازي بالطرح العلمي لأستاذنا الدكتور جمال مرسي وأحيي ردّه على مداخلتي في الموضوع وإنما لابد من التنبيه إلى ضرورة الإبتعاد عن القراءات التأويلية لنص مداخلتي ، حيث إنني لم أشر لا من قريب أو من بعيد لمسألة التنكر للتراث الذي بفضله تراكمنا - بفتح التاء والراء- ، بينما أرى أن مشكلة الشعر و اللّا شعر في مناخنا الثقافي السائد تعود إلى أبعد من مجرد إجراءات تقنية يعود الفضل فيها إلى سيدنا الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أسرنا علمه الفاضل حتى أننا نفقد رونقه في ألبسة لغتنا العربية الجليلة .
    أما ما أردت قوله من ضرورة تعميق فهم الشعراء لمسألة البحور والوزن فهو لا يرمي إلى اتهام تراثنا بالرجعية وقد كنت ومازلت من الداعين إلى التبصر والحيطة في الحكم على مواقفنا وآرائنا المعرفية ، لأن المشكلة ليست في تراثنا وإنما في عقلنا العربي المعاصر الذي بقي حبيس الماضي دون أن يقدم خدمة إيجابية لهذا الماضي أو حتى أن يفهم بروح العصر ما هو مطلوب منا تجاه ماضينا للذهاب مع بعضنا جميعا إلى المستقبل .
    أشكر مرة أخى أستاذي الفاضل الدكتور جمال مرسي وأتمنى عليه أن يبقي باب هذه المناقشة والمحاورة الحضارية التي تحسب لنخبة الجمعية مفتوحا .


  7. #47
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    و سيظل النقاش مفتوحا أخي الشاعر المهذب إبراهيم قرصاص
    طالما كان الحوار هادئا و رزيناً و علميا
    و أسعد بك و بأخوتي جميعا
    و ما زلنا في انتظار اطروجاتكم و أفكاركم

    للجميع حبي الذي لا ينضب


  8. #48
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي جمال

    أشكرك على ما تفضلت به , وتأكيدا لحديثك , فالفراهيدي لم يبتدع شيئا وإنما نسق الشعر العربي ببحور وأوزان , وخير دليل على ذلك ما ورد في القرآن الكريم , ( ولو هذا جزء من مقال أعده لموقع آخر ) .
    فقد وردت كل بحور الشعر العربي في القرآن الكريم , وهي البحور التي وضعها الخليل وأتمها الأخفش ,
    وربما هناك بحور أخرى , ولكن ما ورد في القرآن الكريم هو شطر واحد , ولهذا السبب كان لا يجري على لسان الرسول الأعظم صحيحا إلا شطر واحد , ويخطئ في الشطر الثاني. لأنه لم يكن شاعرا ولم يذكر عنه إنه كان يروي الشعر أيضا.


    نـظـم الـشـهـابُ بـحـورالـشـعـر الـعـربـي
    شـعـرا ( المصدر : ميزان الذهب في صناعة شعر العرب )


    الـطـويـل

    أطــالَ عَــذولـي فـيـكَ كُـفــرانَــهُ الــهَـوى
    وآمـنـتَ يـا ذا الـظـَّـبـي فـأنــسْ ولا تـنـفُــرْ
    فـعـولـن مـفـاعـيـلـن فـعــولـن مـفـاعـلـن
    " فـمـنْ شـاءَ فـلـيـؤمـنْ ومـنْ شـاءَ فـلـيـكـفـرْ "


    الـمـديـد

    يـا مـديـدَ الـهـجـرِ هـلْ مـن كـتـابٍ
    فـيـه آيــاتُ الـشّــفـا لـلـسّـقـيـمِ
    فــاعـلاتـن فــاعـلـن فــاعـلاتـن
    "تـلـكَ آيــاتُ الـكـتــابِ الـحـكـيـمِ"


    وفـيـه قـال أيـضـا

    لـو مَـددنــا بـابـتـهــالٍ يـدَيـنــا
    نـرتـجـيـكـمْ هـلْ يـكـونُ الـعـطـاءُ
    فــاعـلاتـن فــاعـلـن فــاعـلاتـن
    "إن زعــمــتـمْ أنـّـكــمْ أولــيــاءُ"


    الـبـسـيـط

    إذا بَــســطْــتُ يـَـدي أدعـــو عــلـى فـِــئَــةٍ
    لامــوا عـلـيـك عَـســى تـخـلــو أمــاكـِـنُـهــمْ
    مـسـتـفـعـلـن فــاعـلـن مـسـتـفـعـلـن فـعـلـن
    "فـأصــبَــحــوا لا تـــرى إلاّ مَـســاكــنـَـهـــمْ "


    الـوافـر

    غَــرامـي فـي الأحــبـَّـةِ وفـَّـرتـْـهُ
    وشـــاةٌ فــي الأزقـَّــةِ راكِــزونــا
    مـفاعـلـتـن مـفـاعـلـتـن فـعـولـن
    " إذا مــرّوا بـهــمْ يَـتـغــامَــزونــا "


    الـكـامـل

    كَـمُـلـتْ صـفـاتُـكِ يـا رَشـا وأُلـوا الـهَـوى
    قـد بـايـعــوكِ وحـظُّــهـم بـكِ قـد نَـمــا
    مـتـفـاعـلـن مـتـفـاعـلـن مـتـفـاعـلـن
    " إنَّ الــذيــن يـبــايـعــونــكَ إنـَّــمــا"


    الـهـزج

    لَــئــنْ تـهــزَجْ بـعُـشّــاقٍ
    فـهـمْ فـي عـشْـقـهـمْ تـاهـوا
    مـفـاعـيـلـن مـفــاعـيـلـن
    "وقــالــوا حــســبُـنــا اللهُ "


    الـرجـز

    يـا راجــزاً بـالـلَّـــومِ فـي مـوســى الـَّــذي
    أهــوَى وعـشْــقـي فـيــهِ كـان الـمـبـتَـغــى
    مـسـتـفـعـلـن مـسـتـفـعـلـن مـسـتـفـعـلـن
    " إذهــبْ إلـــى فـــرعـَــونَ إنَّـــهُ طَــغــى"


    الـرمـل

    إنْ رمَـلـتُـم نـحـوَ ظـبـيٍ نـافــرٍ
    فـاسـتَـمـيـلـوهُ بـداعـي أُنـسِـهِ
    فـاعـلاتـن فـاعـلاتـن فــاعـلـن
    "ولـقَــدْ راودْتُــهُ عـنْ نـفـســهِ "


    الـسـريـع

    ســـارعْ إلــى غِــزلان وادي الـحـِـمَــى
    وقـلْ أيـا غِـيــدُ ارحـَـمــوا صــبَّــكُـم
    مـسـتـفـعـلـن مـسـتـفـعـلـن فـاعـلـن
    "يـا أيُّـهــا الـنـّـاسُ اتـّـقــوا ربـَّـكُــم"


    الـمـنـسـرح

    تـنـسـَـرحُ الـعـيــنُ فــي خُــديـدِ رَشــا
    حَــيّــى بـكـأسٍ وقــالَ خـُــذهُ بـِـفـــي
    مـسـتـفـعـلـن مـفـعـولات مـسـتـفـعـلـن
    "هــوَ الـّـذي أنــزلَ الـسّـــكــيـنـةَ فــي"


    الـخـفـيـف

    خـفَّ حَـمْـلُ الـهَـوى عَـلـيـنـا ولـكـنْ
    ثــقـَّـلــتــهُ عـــواذلٌ تـتــرنـَّـمْ
    فـاعـلاتـن مـسـتـفـعـلـن فـاعـلاتـن
    "ربـَّـنـا اصـرفْ عـنّــا عـذابَ جَـهـنَّـمْ "


    الـمـضـارع

    إلـى كـمْ تُـضــارعـونـا
    فـتـًى وجـهـهُ نَـضـيـرُ
    مـفــاعـيـل فـاعـلاتـن
    "ألــمْ يـأتـِـكـمْ نَـذيــرُ "


    الـمـقـتـضـب

    إقـتـضـبْ مـنْ وشـاةِ هـوًى
    مــنْ سَــنـاكَ حــاوَلَـهُـمْ
    مـفـعــولاتُ مـفـتــعـلـن
    " كـلـّـمــا أضــاءَ لَــهُــمْ "


    الـمـجـتـث

    إجْـتـثَّ مـنْ عــابَ ثـَغــرا
    فـيـهِ الـجُّـمـانُ الـنَّـظـيـمُ
    مـسـتـفـع لـن فــاعـلاتـن
    "وَهْـوَ الـعَـلــيُّ الـعـظـيــمُ "


    الـمـتـقـارب

    تـقــارَبْ وهــاتِ اســقِـنـي كـأسَ راحٍ
    وبـاعـدْ وشــاتَـكَ بُـعــدَ الـسّــمــاءِ
    فـعـولـن فـعـولـن فـعـولـن فـعـولـن
    " وإنْ يـسـتَـغـيـثـوا يـُغــاثـوا بـمــاءِ "


    الـمـتـدارك

    داركْ قـلـبــي بـلُــمــى ثـَـغــرٍ
    فـي مـبـسَـمِـهِ نـظـمُ الـجَّــوهـرْ
    فـعـلـن فـعـلـن فـعـلـن فـعـلـن
    " إنـّـا أعــطـيــنــاكَ الـكــوثـرْ "


    مـخـلـع الـبـسـيـط

    خــلَّـعـتَ فـلـبــي بــنـارِ عِـشـقٍ
    تَـصـلـى بـهـا مُـهـجَـتـي الـحَـرارهْ
    مـسـتـفـعـلـن فـاعـلـن فـعــولـن
    " وقــودُهــا الــنّــاسُ والـحِـجــارهْ "

    ................................

    وأنا يمكن أن أضيف مجزوء المتقارب :

    فعولُ فعولُ فعولن ... فصلِّ لربِّكَ وانحرْ


    .......................

    وحوارنا مستمر بإذن الله تعالى .

    تحياتي وتقديري


  9. #49
    أستاذ / عضو بارز الصورة الرمزية هري عبدالرحيم
    تاريخ التسجيل
    16/11/2006
    المشاركات
    2,079
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    الأخ عادل العاني:
    لو تفضلتم مشكورين بتوضيح فكرتكم التالية رجاء ففيها شيء من الغموض قد يؤدي إلى بعض من اللبس:
    وربما هناك بحور أخرى , ولكن ما ورد في القرآن الكريم هو شطر واحد , ولهذا السبب كان لا يجري على لسان الرسول الأعظم صحيحا إلا شطر واحد , ويخطئ في الشطر الثاني. لأنه لم يكن شاعرا ولم يذكر عنه إنه كان يروي الشعر أيضا.

    عيد بأية حال عدت يا عيد§§§
    بما مضى أم بأمر فيك تجديد



    لكل حادث غد، وغدي بعثرات على الرمال.

  10. #50
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    14/12/2006
    العمر
    47
    المشاركات
    151
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي شائق (شيق) وليس شائك

    أخي أبا رامي أشكر لك هذا الطرح الجميل, لموضوع شائق (شيق) وليس شائك كما أسماه اكثر من زائر , وقد قرأت جميع المداخلات وأعجبتني الموضوعية في معظمها , ولكن لي وقفة مع احد الإعلاميين ولا أريد ذكر اسمه أو رقم مداخلته ولكن أقتبس منها مضطرا ــ وتقيّأت لنا الجهادية والتطرف الفكري على كل الإتجاهات ــ وأقول له إذا كان يعتبر الجهاد تقيؤاً فإننا نأمل أن نلعق هذا القئء الذي فيه عزتنا , ولو أن الجنوح إلى هذا الموضوع ليس من صلب الحوار في ندوتنا الطيبة, وأقول له ما قاله الطيب السراج الشاعر السوداني الكبير في قصيدته الفائزة بجائزة آخر مربد والتي مطلعها :ـ
    أفي صحو أنا أم في منام = أحقا هذه دار السلام
    حيث يقول في الإعلام
    يد الإعلام تهدم ما نعلي = وهل يعلو البناء بالانهدام
    ويستطرد إلى أن يقول رأيه عن قصيدة النثر واضحا
    وجاؤونا بأشقر طمطمي= زري السمت ملتبس القوام
    فلا ذكر ولا أنثى ولكن = ترى خنثى تسير بلا احتشام
    مع اعتذاري لكتاب ومشجعي قصيدة النثر ـ إن جاز لنا تسميتها قصيدة أو تسميته شعراً ـ


  11. #51
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هري عبدالرحيم مشاهدة المشاركة
    الأخ عادل العاني:
    لو تفضلتم مشكورين بتوضيح فكرتكم التالية رجاء ففيها شيء من الغموض قد يؤدي إلى بعض من اللبس:
    وربما هناك بحور أخرى , ولكن ما ورد في القرآن الكريم هو شطر واحد , ولهذا السبب كان لا يجري على لسان الرسول الأعظم صحيحا إلا شطر واحد , ويخطئ في الشطر الثاني. لأنه لم يكن شاعرا ولم يذكر عنه إنه كان يروي الشعر أيضا.
    أخي الشاعر والأديب الكريم هري عبدالرحيم

    أشكرك على هذا التساؤل , وأود أن أوضح إن العرب كانت تفتخر بشعرائها , وكان يمثل الشعر قمة الأدب العربي , ولكن الجهل والأمية كانا منتشران فلم يكن هناك تدوين إلا القليل , وكانت الميزة التي يتمتع بها العرب هي السماع والحفظ والرواية لنقل ما يسمعون , وكان جلُّ كلامهم وتخاطبهم بالفصحى , وكان الشعر متداولا بصورة مستمرة بل ويومية , ولا يخلو خطاب من بيت شعر , وإذا نظرنا لحديث عادي بين اثنين فبالتأكيد لا يخلو الحديث مما يمكن أن يقطع كتفعيلات شعرية .
    وعندما نزل القرآن الكريم , قال البعض بأنه شعر , ووصفوا النبي بأنه شاعر , وبالطبع كتاب الله هو كلام الله المنزل وهو لابد أن يخاطب العرب الذين انبثقت فيهم رسالة الدين الإسلامي ببلاغة تفوق بلاغتهم , فكانت بلاغة القرآن الكريم التي أعجزت فحول الشعر العربي آنذاك .حتى ورد تحدي رب العالمين لهم أن يأتوا بسورة منه .
    قولي بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل شعرا ولم يجر على لسانه بيت شعر كامل صحيح استند إلى مقال سابق لي , وهو أيضا اعتمد على مصادر تطرقت لهذا الموضوع وسأعيده هنا للفائدة المتوخاة.
    ما أورده الشهاب هو ستة عشر بحرا , وهي التي توصل إليها الخليل والأخفش , وهناك مقال لأحد الكتاب تطرق فيه لبحر جديد ( نشر في موقع الواحة ) حيث اعتمد أيضا على ما ورد في القرآن الكريم ( شطر واحد ). وسأحاول نقله أيضا هنا إن تمكنت من العثور عليه.
    وكانت دعوتي سابقا لإسقاط المشطور والمنهوك من بحور الشعر العربي , والتمييز بين الإرتجاز وبين الشعر لإبعاد ما يمكن أن يسمى شعرا عما ورد في القرآن الكريم.

    المقال السابق :

    النبيُّ محمَّدٌ ( ص ) والشعرُ العربي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    " وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ "
    (سورة يس 69)
    وقال رسولُ الله ( ص ) عن ثوبان ( رض ) كما ورد في كتاب إبن السني:
    " من رأيتموه ينشد شعرا في المسجدِ فقولوا له فضَّ اللهُ فاكَ , ثلاثَ مرّات "
    ( وهو حديث ضعيف )
    وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم – رض ) عن البُراء بن عازب ( رض ) إنه قال له رجل : أفررتم يوم حنين عن رسول الله فقال البراء : لكن رسول الله لم يفر ولقد رأيته وهو على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث ( أبن عم الرسول ) آخذٌ بلجامها والنبي ( ص ) يقول :
    أنا النبيُّ لا كذبْ
    أنا بنُ عبدالمطلبْ
    وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم - رض ) عن البراء :
    إنه رأى النّبي ينقلُ الترابَ يومَ الأحزابِ وقد وارى الترابُ بياضَ بطنهِ وهو يقول :
    الله لولا أنت ما اهتدينا ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
    ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
    فأنزلنْ سكينةً علينا (متفعلن متفعلن فعولن )
    وثبِّت الأقدامَ إن لا قينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
    إنَّ الأُلى قد بغوا علينا ( مستفعلن فاعلن فعولن )
    إذا أرادوا فتنةً أبينا ( متفعلن مستفعلن فعولن )
    ( ملاحظة : ولا يمكن أن يعتبر ما ذكر أعلاه شعرا لأن النبي ( ص ) ليس بشاعر)
    وعن أنسٍ ( رض ) في صحيحِ البخاري :
    عندما كان المهاجرون والأنصارُ يحفرون الخندقَ وينقلون الترابَ على متونهم ويقولون :
    " نحنُ الذين بايعوا محمّدا على الإسلامِ ما بقينا أبدا "
    وفي رواية أخرى على الجهادِ
    وهي الرواية الأصح حسب رأيي حيث يكون وزن بحرالرجز :
    مستفعلن متفعلن متفعلن ... متفعلن متفعلن مفتعلن
    والنّبيُّ ( ص ) يجيبُهم :
    اللهمَّ إنَّه لا خيرَ إلاّ خيرُ الآخره ( مستفعلن مفاعيلن مفاعيلن مستفعلن (
    فباركْ في الأنصارِ والمهاجره (مفاعيلن مستفعلن متفعلن (
    ) وهذا ليس بشعرٍ (
    وفي الرجز قال الخليل: الرجزُ المشطور والمنهوك ليسا من الشعرِ وقيل له ما هما ؟
    قال : أنصافٌ مسجّعة , فلما رُدَّ عليه , قال لأحتجَّنَّ عليهم بحجّة فإن لم يقرّوا بها عسفوا , فاحتجَّ عليهم بأن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلّمَ كان لا يجري على لسانه الشعرُ :
    وقد قيلَ لرسولِِ الله ( ص ) بيتُ شعرٍ لطُرفةَ بن العبد :
    ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
    ) وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن(
    فكان يقول :
    ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ من لم تزوِّدْ بالأخبارِ
    وقد علمنا أن النصفَ الذي جرى على لسانهِ لا يكون شعراً إلا بتمام النصفِ الثاني على لفظهِ وزناً وعروضا.
    و قال الخليل : لو كان نصفُ البيتِ شعراً لما جرى على لسان النبيِّ ( ص ) وجاء بالنصف الثاني على غير تأليفِ الشعر لأن نصفَ البيت لا يقالُ له شعرٌ ولا بيتٌ ولو جاز أن يقالَ لنصفِ البيت شعرا لجازَ أن يكون جزءٌ منه شعرا أيضا, والرجزُ المشطورُ مثلُ ذلك النصف .
    وفي رواية جندُب إنّهُ ( ص ) دُميت إصبعُه عند حفرِِ الخندقِِ
    وقال النبيُّ ( ص) :
    هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دُميتِ
    وفي سبيلِ اللهِ ما لقيتِ
    وهذا على المشطورِ ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
    وفي رواية البُراء إنّه رأى النبيَّ ( ص ) على بغلةٍ بيضاءَ وهو يقول :
    أنا النبيُّ لا كذبْ
    أناابنُ عبدِالمطَّلبْ
    وهذا من المنهوك ( مستفعلن مستفعلن ) ولو كان شعرا ما جرى على لسانه فإن الله عزَّ وجلَّ يقول :
    " وما علّمناه الشعرَ وما ينبغي له " أي وما يتسهَّلُ لهُ فيقوله ويتدرب فيه حتى ينشئ منه كتبا.
    هكذا حاجج الخليلُ فيما كان يجري على لسانِ النبي ( ص )
    وهو بهذه الحججِ لم يقر بكونِ النظمِ على بحر الرجز المشطور والمنهوك شعرا , رغم ادعاء البعض ومنهم الأخفش بأن الخليل أجازه وهم لا يجيزونه .
    قال الحربي : ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي ( ص ) من ضروب الرجز إلا ضربان المنهوك والمشطور , ولم يعدهما الخليلُ شعرا , ولم يبلغني إنَّ النبيَّ محمدٌ ( ص) أنشدَ بيتا تاما على وزنه وقافيته إنما كان ينشدُ الصدرَ أو العجزَ فإن أنشده تاما لم يقمْهُ على وزنه, وإنه أنشدَ مرة صدرَ بيت للبيد :
    ألا كلُّ شئٍ ما خلا اللهَ باطلُ
    وسكت عن عجُزه
    ( وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائل )
    ( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن )
    وقيل إنه أنشد مرة :
    أتجعلُ نهبي ونهبَ العُبيـ ... دِ بين الأقرعِ وعُيَينَةَ
    ( وهو من بحر المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعْ )
    فقال الناس : بين عُيَينةَ والأقرع ِ , فأعادها النبي ( ص ) بين الأقرعِ وعُيَيْنةَ , فقام أبو بكر ( رض ) فقال : أشهدُ إنَّك رسولاً للهِ ثم قرأ :
    ( وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ)
    وهكذا فالرجز ليس بشعر عند أكثرهم .
    وفي حديث الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبي محمد ( ص ) إنه شاعر فقال : لقد عرفت الشعر ورجزه وهزجه وقريضه فما هو به .
    وقال أبو إسحاق :إنما سمي الرجز رجزا لأنه تتوالى فيه في أوله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أن تنتهي أجزاؤه يشبه بالرجز في رجل الناقة ولرعدتها وهو أن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن.
    وقيل سمي بذلك لاضطراب أجزائه وتقاربها
    وقيل لأنه صدور بلا أعجاز
    وقال ابن جني : كل شعرٍ تركَّب تركيبَ الرجز سمِّي رجزا.
    وقال الأخفشُ مرة : الرجزُ عند العربِ كل ما كان على ثلاثة أجزاءٍ وهو الذي يترنمون به في عملهم وسوقهم ويحدون به . كما ويرتجزون عند المنازلةِ في سوح القتال.
    وقال ابن سيده : روى بعض من أثق به نحو هذا عن الخليل وقد اختلف فيه فزعم قوم إنه ليس بشعر , ,إن مجازه مجاز السجع , وفي التهذيب زعم الخليل لإنه ليس بشعر وإنما هو أنصاف أبيات وأثلاث ودليله ما روى عن النبي ( ص )
    كما قال ابن سيده : إن الأخفشَ لم يحفل بما جاء من الرجز على جزأين نحو قوله:
    " يا ليتني فيها جذع "
    " أخبُّ فيها وأضعْ "
    ( مستفعلن مستفعلن)
    قال : وهو لعمري بالإضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أجزاء , جزءٌ لا قدر له لقلته فلذلك لم يذكره الأخفش في هذا الموضع , فإن قلت إن الأخفش لا يرى ما كان على جزأين شعرا , قيل وكذلك ما هو على ثلاثة أجزاء أيضا شعرا , وزعم آخرون بأن مجازه مجاز السجع. ويسمى قائله راجزا مثلما يسمّى قائلُ الشعر شاعرا .
    والأرجوزة : هي القصيدة من الرجز , وهو كهيئة السجع إلا إنَّه في وزن الشعر ( بتفعيلاته ) وجمعُها أراجيز وهناك ما يسمى سجعات :
    ومن سجعات الحريري :
    فما كلُّ قاضٍ قاضي تبريز
    ولا كلُّ وقت تسمعُ فيه الأراجيز
    ورجز يرجز رجزا ويسمى قائله راجزا كما يسمى قائل الشعر شاعرا وارتجز ارتجازا ورجز به ورجّزه ترجيزا أي أنشده أرجوزة وهو راجز ورجّاز ورجّازة ومرتجز .
    وقد عرف عن العرب قولهم الرجز وأشهر ما كان يقال ويتم تناقله ما كان فرسان العرب ترتجز به في قتال أو غيره .

    استنتاجات :
    1- إن النبي محمد ( ص ) لم يقل شعرا أبدا بدليل كلام الله عز وجل.
    2- إن النبي محمد ( ص ) كان يرتجز والإرتجاز ليس شعرا بدليل ما تقدم
    3-إن النبي محمد ( ص ) نهى عن قول الشعر في المساجد. وهذا يثبت بأنه لم يكن يقول شعرا. ( حتى وإن كان الحديث ضعيفا )
    4- إن بحر الطويل لا يجوز النظم فيه على المشطور
    ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ) لأنه ليس بشعر.
    وهذا ينطبق على بقية بحور الشعر العربي. وهو ما لم يتضمنه علم العروض حيث لم يرد المشطور والمنهوك في أي بحر عدا ما قيل في بحر الرجز. ( وهو مشكوك فيه)
    5- إن المشطور والمنهوك في بحر الرجز ليسا بشعر وهذا يشمل :
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    مستفعلن مستفعلن مفعولن
    مستفعلن مستفعلن فعولن
    مستفعلن مستفعلن
    لأنهما ليسا بشعر وإنما هما رجز كان يرتجز بهما العرب وكان النبي محمد ( ص ) يرتجز كما تبين والإرتجاز ليس بشعر بدليل ما تقدم من أدلة من الخليل والأخفش.
    6- من هذه الإستنتاجات لابد لنا من إعادة النظر في بحور الشعر وجوازاته واستبعاد ما دس على علم العروض من قبل من كانت نياتهم سيئة بهدف إثبات إن النبي محمد ( ص ) كان يقول الشعر . برغم إن بعضنا وبدون قصد ربما قد تبنى بعض هذه المقولات .
    7- ولبيان المقصود من بعض التسميات :
    - التام : هو الشعر الذي ينظم على بحر بكامل تفعيلاته
    - المجزوء : هو ما ينظم على بحر بعد حذف تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب
    - المشطور : هو ما ينظم على ثلاثة تفعيلات
    - المنهوك هو ما ينظم على تفعيلتين
    والمشطور والمنهوك هما ما يجب أن نسقطه من الشعر العربي

    المصادر :
    العين – للخليل بن أحمد الفراهيدي
    لسان العرب – لأبن منظور
    تاج العروس – للمرتضى الزبيدي
    الإذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار – الإمام أبو زكريا يحيى النووي
    ( يتبع )


    تحياتي وتقديري


  12. #52
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    مثلما تقدم فقد تبين إن النبي محمد ( ص ) بالرغم من إنه لم يكن شاعرا ولكنه وضع أول القواعد
    للشعر العربي ويمكن أن نسميها قواعد النفي أي ما هو ليس بشعر وهي كما يلي :
    1- الشطر الواحد لا يعتبر بيتا شعريا
    2- ليس في الشعر العربي نظم على وزن المشطور والمنهوك في بحور الشعر العربي
    3- الرجز ليس بشعر عربي بل هو فن من فنون العرب
    4- الرجز يكون على ثلاثة تفعيلات أو تفعيلتين ويعتمد أساسا على تفعيلة مستفعلن
    5- اعتماد ما يمكن أن يسمى بالقافية ( أو السجعة ) في آخر بيت الرجز
    واستنادا لذلك وبما إننا ثبتنا إسقاط المشطور والمنهوك من بحر الرجز ( بحر الشعر )
    وباعتماد نفس الضوابط علينا أن نسقط المشطور من بحر السريع
    وإسقاط المنهوك من بحر المنسرح .
    فقد أورد البعض بأن المشطور في بحر السريع يأتي كما يلي :
    - مستفعلن مستفعلن مفعولان
    مثل قول الشاعر :
    ومنزلٌ مستوحشٌ رثُّ الحالْ

    - مستفعلن مستفعلن مفعولن
    مثل قول الشاعر :
    يا صاحبَيْ رحلي أقلاّ عذلي

    كما ورد المنهوك في بحر المنسرح :
    على وزن : مستفعلن مفعولان
    مثل قول الشاعر :
    صبراً بني عبدِ الدارْ

    وعلى وزن : مستفعلن مفعولن
    مثل قول الشاعر :
    تريدُ قتلي عمدا
    لمّا رأتني فردا

    وهذا النظم كله يمكن أن ينطوي تحت ( الرجز والإرتجاز )
    لأسباب واضحة جدا من التفعيلات وعددها وما تنتهي به وتقع كلها في نفس الغرض ونفس الوزن
    بالرغم من قيام البعض بتوزيعها على بحور الشعر العربي دونما مبرر
    فكلها مبنية على تفعيلة مستفعلن وإذا نظرنا لما نسميه قافيتها أو سجعتها فهي متشابهة


    وتقبلوا تحياتي وتقديري

    ......................

    وآمل أن تكون الفكرة قد وصلت .

    ..........................


  13. #53
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    من هو الشاعر ؟

    رُوي عن النبّي محمدٍ ( ص ) إنه قال :
    " من قال ثلاثة أبيات فهو شاعر "
    وقد ورد تفصيل ذلك في إعجاز القرآن للباقلاني فصل " في نفس الشعر من القرآن " ص 50 وما بعدها.
    فآلى عثمان بن عفان ( رض ) ألا يجاوز بيتين فكان من أشعر الناس في بيتين فمن ذلك قوله :

    غنى النفسِ يكفي النفسَ حتى يكفّها ... وإن عضّها حتى يُضرَّ بهاالفقرُ
    فما عسـرةٌ فاصـبرْ لها إن لقيتَها .... بدائمـةٍ إلاّ سـيتبعُها يـسـرُ

    والبيتان من بحر الطويل.

    ( المصدر مخطوطة الإمام أبي الحسن العروضي )

    .......................................
    تحياتي وتقديري


  14. #54
    عـضــو الصورة الرمزية الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
    تاريخ التسجيل
    20/12/2006
    العمر
    55
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    Post المطلوب الفهم الجيّد

    لا حول ولا قوة إلاّ بالله يا أخي اسماعيل صباح

    إن ّ مصيبتنا الإدراكية والله هي في سوء فهم ما نقرأ و إنك قرأت مداخلتي بانفعال واضح من خلال ردّك الجميل الذي خدشه سحب معنى ما قصدته من عبارة /: تقيأت لنا الجهادية والتطرف الفكري .../ فألزمتني مشكورا أن أوضح الالتباس .
    أولا : يجب أن نتعلم - وهذا ليس عيبا على طلاب العلم - أن نحسن الإجتهاد في فهم سياقات المعنى والمدلول اللفظي لكل خطاب ° لا يحق لنا شرعا وعقلا أن نحكم على الناس بمجرد أنهم يخالفوننا المنهج أو الرأي °
    ثانيا : أنا لست عدوا للقصيدة العمودية وأفخر أنني حفظت على يدي أستاذي ألفية ابن مالك أيام كنت تلميذا في الطور المتوسط
    ثالثا وسامحك الله أن تنحرف بالإيحاء إلى معاداتي عندما تتجنب ذكر اسمي أو الإشارة إلى مداخلتي مهذا من واجب الأمانة العلمية عليك حتى يسهل على أساتذتنا واخوتنا النقاد والأدباء العودة إليه وقراءته من زوايا أخرى // .. والإختلاف في ديننا رحمة //
    وفي آخر هذا الموضوع الهام الذي نشكر أستاذنا الدكتور مرسي على فتحه وكنت تمنيت أن يتعمق الحوار الحضاري بيننا ولكنني ما زلت مقتنعا أن مصيبتنا في سرعة الإساءة إلى بعضنا ، مع احترامي إلى كل الأدباء الذين أعطوا نفسا للموضوع وسأكتفي الآن هنا لأعلن توقفي عن الخوض في المسألة إلى أن تطلع الشمس من جديد .


  15. #55
    عـضــو الصورة الرمزية الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
    تاريخ التسجيل
    20/12/2006
    العمر
    55
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    Post المطلوب الفهم الجيّد

    لا حول ولا قوة إلاّ بالله يا أخي اسماعيل صباح

    إن ّ مصيبتنا الإدراكية والله هي في سوء فهم ما نقرأ و إنك قرأت مداخلتي بانفعال واضح من خلال ردّك الجميل الذي خدشه سحب معنى ما قصدته من عبارة /: تقيأت لنا الجهادية والتطرف الفكري .../ فألزمتني مشكورا أن أوضح الالتباس .
    أولا : يجب أن نتعلم - وهذا ليس عيبا على طلاب العلم - أن نحسن الإجتهاد في فهم سياقات المعنى والمدلول اللفظي لكل خطاب ° لا يحق لنا شرعا وعقلا أن نحكم على الناس بمجرد أنهم يخالفوننا المنهج أو الرأي °
    ثانيا : أنا لست عدوا للقصيدة العمودية وأفخر أنني حفظت على يدي أستاذي ألفية ابن مالك أيام كنت تلميذا في الطور المتوسط
    ثالثا وسامحك الله أن تنحرف بالإيحاء إلى معاداتي عندما تتجنب ذكر اسمي أو الإشارة إلى مداخلتي مهذا من واجب الأمانة العلمية عليك حتى يسهل على أساتذتنا واخوتنا النقاد والأدباء العودة إليه وقراءته من زوايا أخرى // .. والإختلاف في ديننا رحمة //
    وفي آخر هذا الموضوع الهام الذي نشكر أستاذنا الدكتور مرسي على فتحه وكنت تمنيت أن يتعمق الحوار الحضاري بيننا ولكنني ما زلت مقتنعا أن مصيبتنا في سرعة الإساءة إلى بعضنا ، مع احترامي إلى كل الأدباء الذين أعطوا نفسا للموضوع وسأكتفي الآن هنا لأعلن توقفي عن الخوض في المسألة إلى أن تطلع الشمس من جديد .


  16. #56
    أستاذ / عضو بارز الصورة الرمزية هري عبدالرحيم
    تاريخ التسجيل
    16/11/2006
    المشاركات
    2,079
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    شكرا لك أخي عادل العاني على الرد،ولولا أن الموضوع سيزيغ بنا عن محور الندوة،لوضعت خطوطا للنقاش حول الشعر في المنظور الإسلامي،لنِؤجل هذا الآن حتى ندوة أخرى بحول الله،نريد أن نتمم موضوع :هل القصيدة النثرية تعد شعرا أم لا في نظر الواتاويين،لأن المجتمع العربي قد تبناها،وخير دليل الإصدارات الهائلة التي أصبحت تتهاطل يوميا على دور النشر،وحتى الملتقيات الشعرية قلما تجد فيها قصائد عمودية،لا لإنعدامها ،ولكن لميل الناس لقصيدة النثر.
    الأخ الشاعر الجزائري إبراهيم قرقاص:
    الندوة مفتوحة للجميع،كل يدلي بدلوه،قد أتفق مع رأي وقد أختلف مع آخر،ولكن لا يجب أن نغضب من بعضنا حد التوقف عن إغناء الموضوع،نحن هنا يهمنا رأي كل الواتاويين،كيفما كان هذا الرأي فهو محترم،والغرض ليس الإنتصار للقديم على حساب الجديد،أو إنتصار الجديد على حساب القديم،الغرض معرفة رأي أعضاء واتا كي نؤسس لنا هنا صرحايكون فيه الإتفاق مسبقا ومرجعا حين نختلف،إن العلماء والمثقفين ليتناطحون تناطح التيوس في زروبتها ،ولا يتجافون لأن تناطحهم تناطح علم ،فحين نقارع الحجة بالحجة فإن هذا لعمري لا يفسد للود قضية ،بل ولا ينبغي له أن يفسدها.
    تحية لك أخي قرصاص
    تحية لك أخي إسماعيل
    .

    عيد بأية حال عدت يا عيد§§§
    بما مضى أم بأمر فيك تجديد



    لكل حادث غد، وغدي بعثرات على الرمال.

  17. #57
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اللغافي
    تاريخ التسجيل
    22/01/2007
    العمر
    63
    المشاركات
    209
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي جمال مرسي بعد أن استوقفتني النصوص الأدونيسية التي اخترتها لاثراء النقاش .أحالتني على بعض القصائد التي كتبت في مرحلة التجريب لتؤسس للنثر شاعريته..متجاوزة كل أشكال الانتماء الى القصيدة العربية ..
    قدر ..للشاعر بول شاوول.
    مذا تخبئ الأصابع
    في مخمل فراغها
    نحو
    شمس
    غامضة
    ينفتح
    وجه
    مفجوع

    السمك...للشاعرهادي دانيال

    تقدم لبنان مني
    وأرخى على كتفي يديه
    المجرحتين
    قلت له.
    ها هو البحر ..فاغسل يديك
    قال..
    أخاف على السمك الموت

    في القلب ..للشاعر مريد البرغوتي

    في الكون كواكب
    في الكواكل الأرض
    في الأرض قارات
    في القارات آسيا
    في آسيا بلاد
    في البلاد فلسطين
    في فلسطين مدن
    في المدن شوارع
    في الشوارع مظاهرة
    في المظاهرة شاب
    في الشاب قلب
    في القلب رصاصة


  18. #58
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخ الفاضل هري

    أشكر لك ردك , ولو إننا قد نختلف بوجهات النظر , فأنا لم أتطرق لهذا الموضوع إلا لنؤسس تعريفا لماهية الشعر والشاعر , واستنادا إلى قول من لا جدال فيه وهو سبحانه وتعالى , وأرى ترابطا بالموضوعين , فالتوجه لتبني ما يسمى شعر النثر أو قصيدة النثر أو كتابة الشعر نثرا فيها من المحاذير في المستقبل البعيد , فنحن اليوم نزرع وأجيال أخرى تأتي بعدنا لتحصد ما نزرع , وإن رسخنا هذا المفهوم في الحيد عن الشعر وما هو متعارف عليه , فاسمح لي هنا بسؤال :

    قرأنا جميعا بعض مقطوعات مما يسمى شعر النثر , ورأينا فيه الغموض ورأينا فيه عدم الترابط وعدم البلاغة , ولو أجزناه كشعر يأتي سؤالي الآن :
    لماذا لا نعتبر ماورد في كتاب الله الكريم أيضا شعر نثر ؟

    ولماذا لا نعتبر أحاديث النبي الكريم قصائد نثر ؟

    وبالتأكيد الفرق شاسع بالبلاغة والمعنى والفائدة للبشرية ...

    من هنا جاء رفضي أنا شخصيا لما يسمى بقصيدة النثر.

    والأمر الآخر لماذا نهدم أدب النثر بأن نبحث له عن هوية , اليست الخواطر هويته , فلماذا نتمرد عليه كأدب ولماذا نهدم أدبين في آن واحد , نهدم الشعر , ونهدم النثر ونوجد منطقة رمادية بينهما لا هي بالشعر ولا هي بالنثر , بل كل ما في الأمر إننا نركض لنقلد الشعر الأوروبي بدل أن نسعى لأن يقلدونا هم .

    ولمن يعتقد إن الشعر العربي ( العمودي ) أصبح من تراث الماضي أقول له ليبحث الآن عن الكتب والمصادر والبحوث التي تبحث في موسيقى الشعر العربي , ولحد الآن لم يستطع الباحثون من التوصل
    لأسرار موسيقى الشعر العربي رغم كل المحاولات التي تمت لدراسته ورغم ما وضعوه من أساليب أو صنعوه من معدات لقياس النغمة الصوتية للتفعيلات وما زال البحث جاري.

    وسأكون أيضا منتظرا للحوار الذي ستفتحه بعد الإنتهاء من تفنيد كتابة الشعر نثرا .

    تحياتي وتقديري


  19. #59
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أعود هنا مرة ثانية , وأتطرق لمقطوعة تسمى قصيدة نثر أورده الأخ حسام في رده :
    ولأبين أمرين :
    الأول : إن دعاة هذا النوع من الأدب لا ينكرون وجود الشعر الربي ولا قواعده ,
    الثاني : إن كان تجديدا فلماذا نلجأ للتسمية التي نقحم فيها الشعر إقحاما ؟

    ولننظر هنا :

    "من يدلّ جموحي عليك -خليل بن أحمدْ
    ( فاعلاتُ , فعولن فعول فعولن )
    فيأتي إليك
    ( فعولن فعول )
    وتأتي إلينا
    ( فعولن فعولن )
    مشيرا وشاهدْ،
    ( فعولن فعولن )
    تُلملم نصي المشرّدْ
    ( فعول , فعولن فعولن )
    على
    إيقاع جديد
    ( فعولن , فعْلن , فعول )
    لخيل جموح
    ( فعولن فعولن )
    بتسع وتسعين بحرا
    ( فعولن فعولن فعولن )
    ممـــــدّدْ."
    ( فعولن )

    وإذا نظرنا للمقطوعة , فهي بإسقاط تفعيلتين فهي قصيدة من شعر التفعيلة .
    ولما كان الجميع متفقين على إن للشعر العمودي وشعر التفعيلة قواعد يجب اتباعها , فالقبول بهذا النوع من ( ما يسمى قصيدة النثر ) ستفتح الباب أمام أي شاعر ليخطئ , ويحيد عن وزن قصيدته ليقول بعدها إنها ( قصيدة نثر )
    فهل هذا هو ما يسعى إليه مؤيدو قصيدة النثر ,؟ يعجز الشاعر عن أن يأتي بقصيدته سليمة صحيحة موزونة , وفيها من الشاعرية والبلاغة ما يتمكن منه.

    ولو أعدنا صياغة القصيدة :

    "فمن ذا يدلّ جموحي عليك ؟
    خليل بن أحمدْ
    فيأتي إليك
    وتأتي إلينا
    مشيرا وشاهدْ،
    تُلملم نصي المشرّدْ
    بلحنٍ جديد
    لخيل جموح
    بتسع وتسعين بحرا
    ممـــــدّدْ."

    وهذه بأكملها على شعر التفعيلة , فلماذا إذن هذه الدعوة لهدم البناء وإطلاق العنان ؟

    تحياتي وتقديري


  20. #60
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أخي الحبيب الشاعر عادل العاني :شكراً على ما طرحت فأثريت به الموضوع .

    أخي الحبيب إسماعيل محمد :
    نحترم وجهة نظرك و نقدرها بدون حدة في الرأي أو تعصب قد يثير حفيظة أخواننا المتحاورين


    أخي الحبيب الشاعر إبراهيم قرقاص
    لا غنى للنقاش عنك و لا عن أرائك القيمة و محاورتك الهادئة .. فلا تترك الجلسة من فضلك
    بالحوار الهادئ نزرع البذرة و نؤسس لصرح حضاري بعيداً عن العصبية و التعصب و لكل أن يطرح رأيه و فكرته

    أخي الحبيب هري عبد الرحيم
    شكرا لمداخلاتك القيمة و سننتظر طرحك للموضوع الجديد الذي أثرتماه أنت و أخي العاني

    أخي الشاعر الحبيب : محمد اللغافي
    الشاعران هادي دانيال و مريد البرغوثي أعرفهما
    و لكن هل كان الشاعر بول شاوول عربياً .. و نحن نتحدث عن الشعر العربي
    ثم السؤال : هل هذه المحاولات التجريبية أثبتت نجاحها و لاقت قبولا هند الناقد و المتلقي و الذوق العربي بوجه عام ؟

    و الشكر طبعا لكل أخ لم أذكر اسمه هنا و كل من بدأ معنا الحوار من أوله حتى آخر رد


    أحبائي الكرام
    الحوار جميل و هادئ و ممتع
    فتابعوا بارك الله بكم
    و لكم جميعا الحب
    د. جمال


+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •