يحفرون تحت منازل المقدسيين لتدميرها بإذن " قضائي "

كشفت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن محكمة إسرائيلية سمحت لمنظمة يهودية متطرفة بالحفر أسفل منازل الفلسطينيين في بلدة " سلوان " الفلسطينية المتاخمة لمدينة القدس بحثاً عن آثار يهودية مزعومة بشكل يعرضها لخطر الانهيار. وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة اللوائية في القدس المحتلة منحت دفيد باري رئيس منظمة " اليعاد " إحدى المنظمات اليهودية المسؤولة عن عمليات التهويد في القدس والتي اخذت على عاقتها العمل على الكشف عن بقايا ما يزعم بانه " مدينة داود " في قلب بلدة سلوان المتاخمة للمدينة الإذن بالحفر أسفل منازل الفلسطينيين بشكل يجعلها عرضة للانهيار. ونوهت الصحيفة الى أن قرار المحكمة جاء في اعقاب تقديم شكوى ضد اليعاد بأنها تتعمد الدفع نحو انهيار المنازل. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس المحكمة اللوائية في القدس توجه لباري وقال له أنك تحفر تحت منازل الفلسطينيين، فرد عليه باري قائلاً " الملك داود ( يقصد النبي داود ) هو الذي حفر أنا أقوم فقط بالتنظيف "، فرد عليه القاضي مانحاً إياه الإذن بمواصلة الحفر " نظف قدر استطاعتك "، على حد تعبيره. ونقلت الصحيفة عن باري قوله أنهم يقومون بالحفر بإذن رسمي من المحكمة. وتباهى باري في حديث مع الصحيفة بطرقه في التملص من مراقبة ما يقوم بحفره، حيث قال انه يحرص على أن تكون فوهة الحفرة صغيرة بحيث لا يتمكن أحد من دخولها إلا زحفاً الأمر الذي يجعل المراقبين غير قادرين على معرفة ما يقوم به من حفر.ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماساً تقدم به المواطنون الفلسطينيون ضد السماح لـ " اليعاد " بالحفر أسفل منازلهم على اعتبار أن الحفر سيؤدي إلى انهيارها. وجاء في قرار المحكمة أن رفض الالتماس يأتي بإسم المصلحة العامة " في الكشف عن التاريخ اليهودي في المكان ". وقالت القاضية عدنا اربيل التي رأست المحكمة ان "اسرائيل وان كانت دولة شابة، الا ان جذورها عميقة في التاريخ وارضها مفعمة ببقايا اثار الحضارة الانسانية القديمة، تاريخ مدينة داود ( قرية سلوان ) يروي تاريخ القدس منذ الاف السنين، مثلما يمكن التعرف عليه من التوراة، ناهيك عن ان المكان نفسه يذكر كأمر مسلم به قبل ذلك، في رواية عقيدة اسحق". واشارت الصحيفة أن الحكومة الاسرائيلية ومؤسساتها المختلفة وتحديداً سلطة الآثار ودائرة أملاك الغائبين تقدم المساعدات وتخصص الموازنات لعمل جميعة " اليعاد "، على الرغم من أن الجميع يعون أن الذي يحرك اعضاءها توجهات يمينية متطرفة. وأكدت الصحيفة أن دائرة " أملاك الغائبين " تؤجر عقارات فلسطينية سيطرت عليها اسرائيل للجميعة ببضع عشرات من الدولارات فقط، فضلاً عن قيام بلدية الاحتلال في القدس بتقديم الدعم اللوجستي والمادي للجميعة التي تعتبر ثاني اكبر جميعة تعمل في مجال المشاريع التهويدية الى جانب منظمة " عطيرات كوهنيم ".