آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 41 إلى 45 من 45

الموضوع: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

  1. #41
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالوهاب موسى مشاهدة المشاركة
    أخى الحبيب/ سعيد نويضى
    قلت فى آخر مشاركة لك:
    (فالأنبياء و الرسل عليهم أزكى الصلاة و السلام لم يقولوا للشيء كن فيكون كا قد يعتقد البعض مقارنة بالأنبياء و الرسل الذين ايدهم الله جل و علا بمعجزات و آيات لأن ذلك من امر الله جل و علا...)

    وأقول لك أخى الحبيب:
    من أين إستدللت بهذا الكلام؟؟؟!!!
    ألم يقل المسيح للميت قم حيّا وهو يحيى الموتى بأمر الله؟!
    ألم يأت ذاك صراحة بدستورنا الشريف الكريم؟!
    هناك فرق واضح سيدى بين كن الكلية المقررة وبين كن الخاصة المنفذة(المتصرفة)!!.
    فالمختص والمنفذ والمتصرف فى - على سبيل المثال لا الحصر- حال المطر المساق بكن الخاصة من اختصاص ملك مقرب!
    أليس فى مكنة الله القادر والقدير أن يكون ذلك بقبضته وهو المقرر والمقدرله أصلا؟!
    وهكذا بالنسبة للموت أليس فى مكنته جل جلاله مباشرة ويستريح سيدنا عزرائيل عليهم السلام أجمعين؟!
    ولكن( لله فى خلقه شؤون) ،كما أن (لله عبادا اختصهم ...الحديث الشريف)!!!!
    جل جلاله
    لك محبتى فى الله

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى و على الأحبة الكرام...

    الحقيقة أن اللغة العربية و بما أوتيت من رحابة في اللفظ و سعة في المعنى تظل الدقة في التعبير هي الوحيدة المؤدية للمعنى الحق...

    ففي مداخلة سابقةرقم(11) هذا ما ذكرت و قد أضفت ما يوضح أكثر ما أردت قوله...

    فسبحان الله جل و علا لم يجعل الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه صفوة الخلق من بني آدم حتى يصلوا إلى مرتبة "قل للشيء كن فيكون"...بل أيدهم في كل شيء "بإذنه" كما حدث مع عيسى عليه السلام... {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49....

    فكيف يصل إلى ذلك العبد الغير معصوم أصلا من الخطأ ولو كان وليا من أولياء الله الصالحين...فدرجة العبادة و قمتها التقوى التي وصل إليها الأولياء و الصالحون من عباد رب العالمين لن يصلوا إلى القول:"قل للشيء كن فيكون"...لأن ذلك من أمر الله جل و علا كما هي الروح... كما هو الخلق...كما هي الحياة...فلو كانوا الأولياء قادرين على إحياء الموتى...فكان من الأفضل أن يحيوا من ماتوا من قبل أو لأطالوا في أعمارهم و ما ماتوا كباقي البشر... و لكان الأنبياء أولى بهذه الخاصية من غيرهم....أو لكانت الهداية بمشيئتهم...فلماذا لم نجد عبر تاريخ الأولياء و الصالحين من قال في كلمة و هي كن [على سبيل المثال لقرية ظالمة أن تتوب و أن ترجع لله ،فتابت و رجعت] لأن كنه "كن فيكون" هي القدرة المطلقة التي ما بعدها قدرة و التي لا يمكن لعقل أي كان أن يتصورها و التي لا تحتاج لأحد حتى تقوم بالأمر...فهي الاستطاعة المطلقة التي لا تحدها حدود...و ذلك لا يتأتى إلا لله جل في علاه...

    و كيف يقبل المتصوف أن يكون الولي أعلى مرتبة من النبي أو الرسول كمنزلة في الدنيا...؟

    و لذلك أقول من جديد و لا أبتغي بذلك غير وجه الله و رضاه.

    لأبين على قدر علمي البسيط جدا أن الأنبياء و الرسل صلوات الله عليهم و سلامه أعلى مرتبة عند الله جل و علا من الأولياء رضي الله عنهم...على أساس أنهم مكلفون أكثر من غيرهم بتبليغ الرسالة...رسالة التوحيد...و أن الله جل و علا هو القادر على كل شيء و لا شريك له في القدرة المطلقة...لذلك أيد الله جل و علا الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه بالآيات و المعجزات لكي لا يكون للناس على الله جل و علا حجة...و زادهم فضلا بما يسمى الدعاء المستجاب...فدعاء الأنبياء و الرسل مستجاب على الفور ما كان تثبيتا لرسالة التوحيد و ما كان دلالة على قدرة الله جل و علا بالاستطاعة المطلقة في كل شيء...أما دعاء المسلمين و منهم الأولياء على أساس أنهم أعلى درجة من العوام في درجة إيمانهم فلقد جاء في الحديث أن الدعاء هو العبادة.
    و في حديث آخر
    تخريج السيوطي : (خد) عن عائشة.
    تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4047 في صحيح الجامع

    عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ به محمد صلى الله عليه وسلم وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشدا...

    فهل ورد في دعاء الرسول عليه الصلاة و السلام دعاء من قبيل أن يقول" للشيء كن فيكون..."

    لكن النهي عن الاعتداء في الدعاء ورد...

    قال الشيخ الألباني : حسن صحيح سند الحديث : حدثنا مسدد ثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن بن لسعد أنه قال:سمعني أبي وأنا أقول اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.



    هذا من جهة و من أخرى فلقد اطلعت على مقالة الأخ الفاضل الكريم مصطفى و وجدتها عين العقل...إلا أني لم أقتنع بكلامه فيما يخص مسألة "المشاهدة" بناء على التفسير لمسألة النظر التي وردت في وردت في الآية (143) من سورة الأعراف.(وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ).

    ولما جاء موسى في الوقت المحدد وهو تمام أربعين ليلة, وكلَّمه ربه بما كلَّمه من وحيه وأمره ونهيه, طمع في رؤية الله فطلب النظر إليه, قال الله له: لن تراني, أي لن تقدر على رؤيتي في الدنيا, ولكن انظر إلى الجبل, فإن استقر مكانه إذا تجلَّيتُ له فسوف تراني, فلما تجلَّى ربه للجبل جعله دكًّا مستويًا بالأرض, وسقط موسى مغشيًّا عليه, فلما أفاق من غشيته قال: تنزيهًا لك يا رب عما لا يليق بجلالك, إني تبت إليك من مسألتي إياك الرؤية في هذه الحياة الدنيا, وأنا أول المؤمنين بك من قومي.[التفسير الميسر].

    ( صحيح ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات ؟ قال الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .

    و الرؤيا الصالحة لا تحدث في اليقظة...في حالة الوعي و الإدراك...بل في حالة النوم...و من تم تكون المشاهدة التي ينطلق منها بعض المتوصفة أو جلهم تدخل في إطار حالات "الجدبة" أو " الحضرة" و هي تخيلات ليس إلا...

    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى51.

    وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه الله إلا وحيًا يوحيه الله إليه، أو يكلمه من وراء حجاب، كما كلَّم سبحانه موسى عليه السلام, أو يرسل رسولا كما ينزل جبريل عليه السلام إلى المرسل إليه, فيوحي بإذن ربه لا بمجرد هواه ما يشاء الله إيحاءه، إنه تعالى عليٌّ بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله, قد قهر كل شيء ودانت له المخلوقات، حكيم في تدبير أمور خلقه. وفي الآية إثبات صفة الكلام لله تعالى على الوجه اللائق بجلاله وعظيم سلطانه.[التفسير الميسر].

    أما أن يرى في لحظات الوعي التام و الإدراك آيات الله جل و علا في نفسه أو فيمن حوله أو في الآفاق فتلك من باب رؤية آيات الله جل و علا و ليس المشاهدة التي تعني رؤية الحق جل و علا...فالمشاهدة هي أثر الحق في خلقه ومخلوقاته من آيات جعلها الله جل و علا تثبيتا للمؤمن الصادق...

    كما وجدت بجانبها ما كتبه الأستاذ الجليل محمد فتحي جزاه الله ألف خير و ما أضاف إليه فضيلة الأستاذ بدران و التي ثتلج الصدر و تفي الموضوع حقه بشكل كبير كما تناولت الأخت الفاضلة عائشة خرموش بشكل واضح ما يفرق بين ما هو حق في الصوفية كتصور ينطلق من الإسلام ليقيم الإسلام الحق و بين ما علق ظلما و بهتانا و تلبيسا من إبليس فيما ورد ببعض السلوكيات من المنتمين للإسلام...

    و للحديث بقية إن شاء الله...

    التعديل الأخير تم بواسطة سعيد نويضي ; 28/10/2009 الساعة 01:14 PM

  2. #42
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    Smile رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام


    أرجو من أخوتى المشاركين قبل كتابة مشاركة جديدة فى رأى أحدنا
    أن يقرأ كل مشاركاته أولا حتى لانبقى أمام نقطة معينة ونكرر مانقوله
    وتتحول الى منطقة جدال منهى عنه!!.
    وأرجو من أستاذى وأخى الحبيب / محمد خطاب أن يسمح لنا بتهدئة النقاش لفترة وجيزة
    نشرب من معين الفلسفة القرآنيةالراقية حقا حول فكرة معينة وعلى سبيل المثال لا الحصر::
    مفهوم طلب الرسل والأنبياء المتعدد أن يكون من الصالحين!
    (...أدخلنى فى رحمتك،فى عبادك الصالحين... الآية الشريفة) وما معنى غبطتهم يوم القيامة لمن يأتى منهم على منابر من نور!
    جازانا الله جميعا خير ماجازى به باحثا متفقها وهاديانفسه بما يعلمه ويهدى غيره بما أفاض العليم الخبير عليه من نعمة العلم ومن أجل نيل الجميع رضوان الله.
    ولكم جميعا محبتى فى الله.

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  3. #43
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    الأخ الفاضل عبدالوهاب موسى:

    سلامي إليك و إلى المحترمين محمد خطاب سويدان ,سعيد نويضي و جعفر الوردي و محمد فتحي الحريري..

    دخلتُ إلى هذا الموضوع صُدفة (الرد على أحمق) و لما أثرتَ في معرض ردك قضية التصوف ,عَنَ لي أن أسألك ومعك كل ملم مُطلع

    عن بعض المسائل المتعلقة بالتصوف و المتصوفة..و لما رددتَ مشكوراً طلبتَ مني أن أُبديَ وجهة نظري في ما أوردتَ و أوردَ باقي

    المتدخلين و ألححتَ علي بالتأني و نبذ الحكم المتسرع.

    كان من السهل علي أن أتهربَ من المشاركة بحجة عدم الأهلية العلمية , أو أن أنسحبَ بمبرر التحرج من مناقشة أمور دينية تتصلُ

    بالغيب و العقيدة ,و أحيانا يختلط فيها الغيبي بالدنيوي مما لاطاقة لشخص مثلي غير راسخ في العلم أن يتناوله..و لكنني آثرتُ المشاركة

    بما أومنُ به و أتبناهُ .

    أومنُ بالله ذاتاً منزهة عن العيوب و النقائص,عن التناقض في الفعل أو القول, و أومنُ برسله و كتبه كما أنزلَها سبحانَه و تعالى و بملائكته,

    و بالقرآن المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم,هداية و رحمة للعالمين.و يختلفُ إيماني بالقرآن (الذي صانه الله تعالى بحفظه) عن إيماني

    بكل ما ينسَبُ إلى الرسول الكريم من أقوال , و ذلك قناعة مني بما زاد فيه المتزيدون من إضافات و وضع يبحثون به عن تعضيد لمصالحهم

    و مذاهبهم و تخريجاتهم.فكم من (حديث) كنتُ أومنُ بصحته وجدتُ مَن يَطعنُ في درجة صحته بل مَن يُبطله كلياً ,و السبب كما أوضحوا لي

    هو كثرة الفرق و الاحزاب و المذاهب كلٌ ينتصر لرأيه بحديث افتراه , حتى صرتُ أتهيبُ من كل حديث أشم في ثناياهُ رائحة صراع أو تحزب.

    و قد ترسخَ في ذهني أن الإسلام دين اليسر و الوضوح و أن من يُريدُ أن يغالبَه سيفشلُ في مسعاه و لن يقدرَ أن يستوفيَهُ..و أن مقياس المفاضلة

    بين العباد يوم القيامة هو العمل الصالح و النية الحسنة.كما ترسخ في ذهني أن الإيمان يسبقُ التفكير ,فقد دعانا الله سبحانه و تعالى إلى إعمال

    العقل و لكن بعد شرط الإيمان ,فالعقل يدعم التصديق و إن هو سبقه فقد يكونُ باعثاً على الكفر.

    سقتُ هذه المقدمة الطويلة و الخاصة لكي أجيبك على طلبك بخصوص تقييم آرائك و آراء المتدخلين الآخرين و أؤكدُ لكَ أنني أحاولُ

    التريثَ ما أمكنني ذلك.

    لقد عززتَ كلامكَ عن الصوفية بآيات من القرآن الكريم (مع ما في ذلك من احتمال الوقوع في التأويل وخصوصاً بالنسبة للمتشابه)و بالحديث

    النبوي( مع أن الكثير منه موضوع)و أمثلُ لك ببعض الكلمات التي اوردتَها للبرهنة على وجود الأولياء مما قد أخالفُك الرأي بشانها كلفظة

    -الولي-و التي قد تدل على مناصر أو تابع (أولياء الله) (أولياء الشيطان) و ليست بالضرورة دالة على رتبة تفضيلية بين المؤمنين..و منها

    لفظة شيخ و لفظة الطريقة و العهد و الحضرة و الذكر و العلم اللدني.و في رأيي المتواضع أن حمولتها الدلالية لا تزيد على معناها المعجمي

    الحرفي دون تعسف على معنى قد يكون أضيق من معناها الأصلي.

    و قد استدللتَ على و جوب الولاية بالخضر و بمريم العذراء (و قد نُضيفُ أهلَ الكهف و صاحب سليمان الذي استحضرَ عرش بلقيس ..)

    و لكن ألا نتساءلَ هل تكرر وجودُ مثل هؤلاء ؟ و هل تكرر كبش إبراهيم و عصا موسى و ناقة صالح عليهم السلام؟ أعتقدُ بكثير من الجزم

    أن خلقهم استوجبته ظروفُ معينة لم تعد لها ضرورة بعد مبعث رسول الرحمة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة و السلام الذي كانت رسالته

    تتميما لكل ما جاء به الأنبياء السابقون عليه, فزالت الثغرات و استُكملَ الوحي.

    أختلفُ معك سيدي الفاضل في نقطة أخرى و هي ضرورة اتخاذ شيخ يُهتدى به..و أرى أن الله قد فضل الناس بعضهم على بعض في الإيمان

    و العمل ,و لكن ذلك ليس بمُتاح لنا أن نعرفَه فالنيات من اختصاص الخالق.و لذلك لا يجوز أن نتبركَ بإنسان حياً كان أو ميتاً.

    و أخطأتَ في موضعين : أولا حينما أخذتَ على بعض الناس أنهم لا يُحكمونَ المنهج التجريبي في الأمور الدينية ,و هذا أمرٌ غيرُ صحيح ,إذ لا

    يمكن لهذا المنهج أن يتناولَ مواضيعَ غيرَ مادية.و الثاني أنك جزمتَ بأن الصلاة في الأضرحة -كما يفعلُ كثيرٌ من العوام-ليست في مقبرة, و هذا

    أمرٌ ثابثٌ لا يحتاج إلى برهنة أو كثرة كلام.

    أعجبتني روحك الرياضية (قبل ان تنفعل) و تسامحك مع مختلف المذاهب و الديانات ..و لا تعتقد أخي أنني أحط من قيمة المكثرين من الذكر

    و الصلاة و القيام و الدعاء..و لكنني أتحفض على بعض الامور التي لحقت الدين بدواع مختلف منها السياسي و التاريخي و الفكري المحض

    من اختلاق و تحريف و مبالغة ..فكيف تريد مني أن أقدس رجلا وسخَ الثياب و المظهر و الإسلام يدعو إلى النظافة ؟ و كيف أطلبُ شيئاً من

    مخلوق و أدعَ طلبَ الخالق ؟أما مسألة مارأيتَ من علامات و ما حصلَ لك و لابنكَ حفظه الله تعالىمن كل مكروه,فيصعبُ علي صراحة ان أصدقه

    رغم أني لا أنفيه ,و هذه حكمة ربانية تتجلى في أن الجزاء بنوعيه مؤجلٌ و لو كان فورياً ما ارتكب أحدٌ ذنباً و لَتسابقَ الناس إلى فعل الخير

    طمعاً في الجزاء الحسن السريع..

    أعذرني أخي الكريم على الإطالة و الصراحة ,و إلى فرصة قريبة أخرى..

    عيدك مبارك سعيد.

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن بريك ; 16/11/2010 الساعة 11:14 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #44
    عـضــو الصورة الرمزية هشام بالرايس
    تاريخ التسجيل
    14/11/2009
    المشاركات
    184
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم و به ثقتي و أستعين
    الإخوة الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    فرغت من قراءة لذيذة شيقة ممتعة مفيدة لما كتبه الأخ الدكتور محمد خطاب سويدان عن الصوفية وما حلله و ما توصل إليه من نتائج من خلال منهج استدلالي تحليلي يقوم على اعتماد العقل في فهم خاصيات الموضوع. و هو يذكرني كثيرا بكتابات ابن رشد هذا الرجل الذي ظلم كثيرا و لم نهتم بما صاغه بل عرفناه من خلال الآخر فيبدو أن ابن رشد كان حفيدا في كسب العلم من جده و أخونا محمد خطاب يصح أن نطلق عليه ابن رشد الصغير.
    كما تابعت ردود الإخوة و خاصة الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى و ما قدمه من تعريفات وإيضاحات وتفاسير في علاقة الصوفي بالفكر الصوفي. و لكن رغم ما ذكره الأستاذ موسى إلا إني مازالت لي جملة من الأسئلة سأسوقها في قالب تحليلي.
    ما هي الجذور التاريخية للصوفية هل تعود إلى إرهاصات الدعوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم أم تعود إلى ما ذكره الدكتور سويدان؟ فإذا كما ذكرت أستاذ موسى فلماذا تحولت الصوفية كما يقول الدكتور الصادق عبد الرحمن الغرياني في كتابه الغلو في الدين إلى تصورات وهمية منعكسة في أدمغة الموريدين بل أن الصوفية" اخترعوا في العبادات طرقا و وجوها مذمومة فتقربوا إلى الله تعالى باللهو واللعب و الرقص والغناء و غلوا في الأنبياء و في نسبة الكرامات إلى الأولياء و خرجوا في التعلق بهم أمواتا و أحياء عن سبيل القصد والشرع بالنذر إليهم و الذبح عندهم و إقامة الاحتفالات السنوية في أضرحتهم و الخوف من ضررهم والرجاء في نفعهم و التوجه إليهم لقضاء الحوائج و تفريج الكرب. فحولوا التدين من منهج حياة يقوم على التفقه و التبصر و العلم و المعرفة و القدوة الحسنة و الأخذ بأسباب القوة المادية و المعنوية لهداية الأمم والشعوب كما كان في عصوره النقية الذهبية - حولوه- من هذا السمو إلى دروشة و بطالة وزهد في التعلم و المعرفة و جعلوه عنوانا على الجهل و التخلف و الهيام بالغيبيات التي لا دليل عليها والتعلق بالأموات و الكرامات و التأكّل باسمهم فزهدوا في هدي القرآن الذي رفع شأن العلم و أهله. قال تعالى "يرفع الله الذّين أمنوا منكم و الذيّن أتوا العلم درجات" المجادلة11 واستبدلوا ما أمر به الباري عز وجل في قوله تعالى" و قل أعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله" التوبة 105 و جعله سبيل الفلاح في الدارين استبدلوه بالراحة و البطالة و التحدث عن أنفسهم بالنعم و إدعاء منازل الكرام.
    لقد ذكر الأخ موسى الكرامات "الكرامة مشابهة للمعجزة بفارق جوهري هو:المعجزة من مؤيدات النبي أو الرسول وتظهر على يديه بفضل الله على سبيل التحدي لنشر الرسالة أما الكرامة فتظهر بلا تحدى تكريما للولي في الحياة الدنيا وتأييدا له حتى يبعد الله عداوة الخلق للولي رحمة بالخلق حتى لايدخلوا في حرب مع الله مصداقا للحديث القدسي الشريف" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب...الحديث" والقرآن الكريم به كرامات عديدة لعباد صالحين يجمع علماء التفسير على صلاحهم وليسوا بأنبياء أو رسل:مثل العبد الصالح الخضر بسورة الكهف التي تحلو لي تسميتها بسورة أم الكرامات ونبع العلم اللدني، وسيدتنا مريم...الخ.
    فقد حاول الأخ موسى الربط بين الكرامة و المعجزة و كأن لا بد للولي من كرامة على غرار النبي مما يجعل الأولياء في مصاف الأنبياء في حين أن المعجزة أمر خارق للعادة سالم عن المعارضة مقرون بالتحدي. أما الكرامة فهي أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد عباده الصالحين المتقين الأبرار رفعا لقدره فلا يقترن بدعوة النبوة. تختلف الكرامة عن العجزة في أنّ المعجزة كما بينت أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد نبي من أنبيائه لتقوم بها الحجة على من كذبه بخلاف الكرامة فإن صاحبها لا يدعي النبوة. الكرامة لا تكون إلا مع الاستقامة و المحافظة على ظاهر الشرع أو من تظهر على يديه الخوارق و عمله مخالف للشرع فتلك الخوارق شيطانية و ليست خوارق إيمانية. و الكرامة قد تكون برؤية شيء لا يمكن رؤيته عادة إما يقظة كما رأى عمر رضي الله تعالى عنه الجيش يحاصر فقال: يا سارية الجبل. و إما مناما كما قال صلى الله عليه و سلم في المبشرات:" هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أم تُرى له ." رواه الترمذي
    غير أنّ الكرامة تحولت إلى وسيلة لإرهاب الناس بالكرامات إلى غلو الاعتقاد في الأولياء و رهبتهم و الخوف منهم و توقع ضرهم و نفعهم بسبب ما ينسج حول الأولياء و كذلك أتباعهم من الأحياء من حكايات و ما يؤلف عنهم من كرامات تصور للعامة أنّ هذا الولي أو ذاك قادر على إظهار الكرامة في أي وقت يريده لذا فإنّ من لم يسلم له أو اعترض عليه يعاقبه الولي بالسلب و الكسر و إخلاء الدار والموت على غير الإسلام كرامة للولي و كأن الولي في قبره رابض لا هم له إلا الفتك بمن يعترض على أتباعه أو ينال من ادعاءاتهم فتصيبهم كرامته التي يرسلها عليهم كالصواعق متى يريد.
    الولي: أصل الولاية المحبة و القرب ضد العداوة و أولياء الله تعالى هم أحباؤه و خاصته المقربون يحبهم و يحبونه عرّفهم القرآن بأنهم آمنوا و كانوا يتقون قال تعالى" ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم
    يحزنون" يونس 63 فعدة الولي الإيمان و التقوى الإيمان بما أُنزل على محمد صلى الله عليه و سلم بإتباع شريعته و هديه ظاهرا و باطنا و التقوى التي هي طاعة الله و رسوله بأداء الفرائض و ترك المنهيات والتقرب إلى الله بما شرعه من النوافل و القربات. غير أنّ هذا المعنى تحول بغلو الناس في الأولياء والخوف منهم حتى اعتقدوا أنهم يخرجون من قبورهم و يحضرون مع أهل الحضرة في الأضرحة و أنّ لهم تصرفا و مقامات ينفعون من انتمى إليهم و يضرون من يعترض عليهم حتى صاروا يخشونهم و لا يخشون الله تعالى و يرهبونهم و لا يرهبون الله تعالى و يقدمون لهم النذور و يُطرونهم بما حذر رسول الله
    صلى الله عليه وسلم في قوله:" لا تُطْرُني كما أَطَرَت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله" البخاري
    و قد أدت المبالغات في تعظيم الأولياء إلى أنّ صارت مكانة الأولياء في قلوب العامة عند نزول المكروه أقرب إليهم من الباري سبحانه فإذا مس الواحد منهم ضرا فزع إلى الولي بالنذر و الاستغاثة ( يا سيدي فلان ) دون شعور و لا تردد فانظر كيف فعلت المبالغة و الغلو في التعظيم فعلها في الغفلة عن الحي القيوم."
    أخي موسى قد يكون للتصوف في بداياته أثار ايجابية لأنه لم يتحول و لم يتغير و لم يخالف الشرع بل أنّ شيوخ الصوفية الأوائل على منهج الشرع فلا تقاس درجة أحدهم إلا بإتباعه و معرفته به فكان أبو سليمان الداراني الزاهد العابد يقول" إنه لا تقع في قلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل الكتاب و السنة."
    وكان أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى يقول" علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة فمن لم يقرأ القرآن و يكتب الحديث فلا يصلح له أنّ يتكلمنا في علمنا " و سئل الشبلي عن التصوف فقال" هو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم.
    ماذا بقي اليوم من الصوفية التي سبق ذكرها على شيوخها الأوائل.... و للحديث بقية إنّ شاء الله تعالى

    قال صلى الله عليه وسلم:
    المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
    صحيح مسلم، كتاب البر و الصلة و الآداب.

  5. #45
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    الى أخوى ّفى الله عبداللهبن بريك وهشام بالرايس
    شكرا لمروركما الكريم هنا فى روضة نقاش مائز!
    حول موضوع خلافى هام

    همسة:
    ذكرت قبل ذلك:
    (...

    أرجو من أخوتى المشاركين قبل كتابة مشاركة جديدة فى رأى أحدنا
    أن يقرأ كل مشاركاته أولا حتى لانبقى أمام نقطة معينة ونكرر مانقوله
    وتتحول الى منطقة جدال منهى عنه!!.
    ....)
    وها أنا أكررها خاصة لأخى الفاضل هشام لأنه لو قرأماكتبته بتأنى وما كتب
    الأخوة المتفقين معى هنا - وهم الكثر !! - لأراح نفسه من مغبة أسئلة مكرورة
    وأراحنا من مغبة تكرارية الإجابة عنها - وقدتمت الإجابة عليها تفصيلا سواءمن قبلى أو من قبل من إتفقوا معى !!!!.
    ومن ثم أكرر رجائى بلإعادة القراءة لتلك المشاركات بتأنى وإن لم يكتف كل منهما
    بما ورد فيها من إجابات على ما عنّ له من أسئلة سأكون طوع أمره وألقى الضوء
    على مكان الإجابة عن كل سؤال على حده!!!
    نحن هنا باحثون إسلاميون وعلى الباحث أن يجمع شتات المشاركات كلها عن النقطة الخلافية الواحدة
    جمعا دقيقا يزيل الغموض عنها.
    دمتما ودام الجميع بألف خير وألق
    وكل عام وأنتم بألف خير وبحث راقى
    وللجميع محبتى فى الله

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •